صراحة نيوز – عبد الحكيم الهندي

إلى كل بقعة في الأرض، وصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وهو يخاطب زعماء العالم وأصحاب القرار فيه من على منبر الأمم المتحدة في اجتماعات جمعيتها العامة بدورتها الثامنة والسبعين المنعقدة في نيويورك، فتلك كانت كلمات هاشمية ذات رسالة عالمية هدفها تسليط الكشافات الدولية على كل مآسي البشرية، بل والتنبيه على خطورة الالتفات عنها وعدم الاستعجال في وضع حلول لها.

حتى عندما وضع الملك العالم في صورة الوضع الأردني، فإنه أرجع الحالة إلى ما يشهده العالم من تطورات سلبية لا سيما على صعيد قضية اللاجئين السوريين الذي يدفع الأردن الثمن الأغلى لوجودهم، إذ يشاركهم في موارده الثمينة، ومنها المياه على سبيل المثال التي يعد الأردن الأفقر بها عالمياً، لكن ملك هاشمي لا يتذمر أبداً، بل يؤكد بأن الشعب الأردني يحتضن إخوانه بكل حب، إلا أن هذه مشكلة باتت عالمية في بعدها طالما أن «الأمم» لا تتحرك لإيجاد حل سريع لأصل المشكلة المتمثلة في الأزمة السورية، بل أكد الملك، وبما لا يدع مجالاً للشك بأن عودة اللاجئين الى ديارهم ما زالت بعيدة المنال، ولربما يستقبل الأردن، وأوروبا أيضا، المزيد منهم، طالما أن الأزمة لم تحل بعد.

وفي هذا الشأن خصوصا، قال الملك: «نحن الأردنيون جادون في القيام بواجبنا تجاه المحتاجين، ونبذل كل ما في وسعنا لتأمين حياة كريمة للاجئين، لكن الأزمة اليوم تجاوزت قدرة الأردن على تقديم الخدمات الضرورية للاجئين».

وفي الذهن الملكي، كان للإنسانية البعد الأكثر في النطق السامي، فجلالته دخل الى تفاصيل التفاصيل حين سلط الضوء على معاناة «إخوتنا اللاجئين»، سواء الهاربين من الحروب والصراعات، أو الفارين من كوارث الطبيعة، فجعل جلالته زعماء العالم يتخيلون تلك الرحلات القسرية المحفوفة بالمخاطر، والتي طالما انتهى الكثير منها بمآسٍ تهتز لها المشاعر الإنسانية.

ولأن الأردن، كان وما زال، حامل لواء القضية الفلسطينية والمدافع الأول عن حق الشعب الفلسطيني في تحقيق المصير، فقد حذر جلالة الملك بكلمات لا يمكن إلا أن تستقر في الذهن، من خطورة عدم تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، بالإضافة الى ضرورة العمل الدولي على إدامة المؤسسات والوكالات التي تدعم الشعب الفلسطيني ومنها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فجلالته قال، وبالفم الملآن، بأن اختفاء رايات هذه الوكالات وعدم تمك?نها من القيام بدورها، سيكون مكانه رايات الإرهاب.

رسالة مهمة، في الشأن الفلسطيني، أرسلها الملك عبدالله الثاني، فجلالته أكد على انه لا معنى لتطبيع العلاقات مع اسرائل بدون ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ولربما في التفاصيل هنا تأكيد في النطق السامي الهاشمي بأن الأردن، وإن كان قد وقع على اتفاقية سلام مع الكيان الإسرائيلي، إلا أن لهذا السلام مقاييس يجب أن تعكس «تفسيره» على الأرض، فمن غير المعقول أن يعيش 5 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال دون حقوق ودون حتى حرية التنقل، وهنا تساءل الملك عن المصداقية التي يمكن تحظى بها المؤسسة الأممية برمتها أمام شعوب العالم إذا لم ?مارس دورها الحقيقي في تحقيق العدالة، وطرح جلالته الأسئلة الكبيرة التالية: «كيف سيكون رد فعل عالمنا”؟.

هل سنجتمع في تضامن عالمي للوصول إلى جذور المشكلة، وحل الصراعات والأزمات التي تدمر الحياة والأمل؟..

هل سنعمل ككيان واحد لإعادة بناء الثقة المفقودة في العمل الدولي، ومساعدة المحتاجين؟…

ولأن القدس في الضمير والوجدان الهاشمي، فكانت من أهم عناوين خطاب الملك التاريخي «الأممي»، فأعاد الملك التأكيد بأن المدينة المقدسة هي روح السلام، وهي مركز عبادة كل الأديان السماوية، وهذا محور اهتمام الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس لتبقى كما هي ودون تغيير، فالحذر كل الحذر من محاولة التلاعب بالأمر الواقع في هذه المدينة الروحية.

الملك عبدالله الثاني، وضع العالم إذن، أمام الحقائق، وأمام مسؤولياته، فلم يجامل حين طرح القضايا كلها على الطاولة، الأردنية والعربية والفلسطينية منها، بل والعالمية، السياسية والإنسانية، وكان امتداد للإرث الهاشمي الصادق والشجاع في قول الحقيقة، وفي تقديم قراءة ومقاربة مفصلة لمجمل القضايا، لتكون خارطة طريق يمكن لأصحاب القرار العالمي السير بمهتداها نحو تحقيق عدالة إنسانية.

وفي المشهد أيضاً، وكما يحمل عبدالله الثاني اللواء الأردني الهاشمي في كل محفل دولي، فقد كانت عين ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وأخيه سمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، ترقب الحدث، فهناك تدور أحداث درس هاشمي بيد وذهن وحِكمة معلم قادر وحكيم، ولا بد من تدوين هذه الملحمة السياسية الأردنية لتُكتب في التاريخ، ولتكون ملهمة للمستقبل البعيد.

“الرأي”

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة عبدالله الثانی

إقرأ أيضاً:

“الإمارات للدراجات” بطلاً للعالم في سباقات الطريق بسويسرا

 

توج السلوفيني تادي بوجاتشار، دراج فريق الإمارات للدراجات الهوائية، بطلا للعالم ، في منافسات بطولة العالم للطريق التي أقيمت في سويسرا، واختتمت منافساتها أمس الأول الأحد.

وأنهى بوجاتشار / 26 عاما/، مسافة السباق البالغة 273 كم حول زيورخ في زمن قدره 6 ساعات و27 دقيقة، و30 ثانية، متفوقا على الأسترالي أوكونور بفارق 34 ثانية، والهولندي ماتيو فان بفارق دير 58 ثانية.

وبهذا الإنجاز بات بوجاتشار ثالث دراج يتوج بثلاثة ألقاب عالمية في موسم واحد، إذ حقق خلال العام الجاري لقبي طوافي إيطاليا وفرنسا قبل هذا الطواف، وسبقه كل من البلجيكي ايدي ميركس، والأيرلندي ستيفن روش بتحقيق لقبين كبيرين إضافة إلى بطولة العالم خلال عام واحد.

وقال بوجاتشار، في تصريح له عقب التتويج:” سعادتي لا توصف، لم أتوقع ما حدث ، قدمنا موسما كبيرا وصعبا، أشكر كل زملائي ومن ساعدني في تحقيق ذلك”.

وأضاف:” جئت إلى سويسرا من أجل الفوز وخضت تحديا كبيرا لكني لم استسلم، ووصلت إلى هدفي بمساعدة زملائي في فريق أبوظبي والجهاز الفني” .وام


مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان يواصل مساعداته وبرامجه الإنسانية
  • شراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ستساعد على تحسين الوصول إلى الشرب الآمن في السودان
  • غداً… انطلاق منتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024 لرسم خارطة طريق تطور القطاع في المنطقة
  • هذه هي خارطة طريق الحلّ
  • “الإمارات للدراجات” بطلاً للعالم في سباقات الطريق بسويسرا
  • وزير البترول: الدولة المصرية لديها خارطة طريق لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر
  • سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل
  • زيادة قيمة الدعم النقدي في مصر.. ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية
  • البنك الدولي يدعم خارطة طريق رومانيا لدعم طاقة الرياح البحرية عبر منطقة البحر الأسود
  • مركز الملك عبدالله المالي يعلن عن توفر فرص وظيفية وتدريبية شاغرة