أكثر من ألفَي محل تجاري تُغلق في القدس قسرا يوم الغفران
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
القدس المحتلة- في يوم الغفران اليهودي -الذي تُشلُّ فيه كافة مناحي الحياة- تخفت أصوات الباعة في أسواق البلدة القديمة بالقدس ومحيطها، ولا تتسلل روائح السوق المعتادة إلى أنوف المارة، ويدفع المقدسيون الثمن، ويتكبدون الخسائر ليتطهر اليهود من ذنوبهم.
إلى الأسواق العتيقة انطلقت الجزيرة نت للحديث مع تجارها حول الإغلاق القسري لمحالهم التجارية مع حلول "يوم الغفران" (الكيبور) اليهودي الذي يعد أقدس أيام السنة العبرية، وهو المتمم لـ"أيام التوبة والغفران العشرة" الذي تبدأ رأس السنة العبرية الجديدة به، ويصوم فيه المتدينون لمدة 25 ساعة تكرس لمحاسبة النفس والتكفير والتطهر من الذنوب وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية في الكنس.
داخل حانوته الأثري في سوق خان الزيت بدا التاجر حمزة الأفغاني مضطربا؛ بسبب حملة كانت تنفذها طواقم الضريبة الإسرائيلية في الأسواق، والتي يخرج منها التاجر عادة بمزيد من الخسائر المادية.
حمزة كان مشغولا في كتابة الفواتير وإجراء المكالمات لتسهيل تقسيط الديون التي تراكمت على متجره، الذي تزيد الإغلاقات القسرية من خسائره.
المنازل سجونيقول الأفغاني "تتحول البلدة القديمة في القدس خلال يوم الغفران إلى مدينة أشباح ومنازلنا إلى سجون نقبع فيها قسرا لتوفير الأجواء الهادئة لليهود ليتطهروا من ذنوبهم في ساحة البراق التي يسيرون نحوها بأفواج كبيرة".
وطوال فترة عمله لمدة 18 عاما في محل الأزياء المستأجر في السوق، لم يكن الوضع سهلا. لكن تصاعدت القيود الاحتلالية في السنوات الأخيرة بهدف إفساد حياة سكان المنطقة وتجارتهم، وتزيد الأعياد اليهودية من تعقيد الوضع الاقتصادي.
ويضيف التاجر الأفغاني "في حال قررنا فتح أبواب محالنا يوم الغفران نتعرض لاعتداءات المستوطنين؛ لأنهم يعتبرون أن سير الحياة الطبيعية في القدس عملا يستفزهم ويعكر صفو أقدس أيامهم… ولا نسلم من الاعتداءات عندما نغلقها أيضا في ظل تنظيم مسيرات نحو ساحة البراق، وتعمد إلحاق أضرار بممتلكاتنا وخطّ شعارات توراتية على مركباتنا" .
أكثر السيناريوهات رعبا لهذا التاجر الذي يسكن في "العتيقة" هو حاجة أحد والديه المسنين للوصول إلى المستشفى في يوم الغفران بسبب انتكاسة صحية، لأن الدخول والخروج من البلدة أمرٌ شبه مستحيل وتحفه الأخطار.
التاجر المقدسي حمزة الأفغاني يحكي معاناته يوم الغفران اليهودي (الجزيرة نت)وعلى بعد خطوات كان التاجر المسن خالد السلفيتي يقف في حانوته المختص ببيع التحف السياحية المصنوعة من الصدف.
تعددت ألوان وتصاميم بضائعه التي يبيعها منذ 45 عاما، وشهد خلال هذه العقود على كافة الممارسات الإسرائيلية الرامية لقتل الأسواق ودفع تجارها لإغلاق أبواب محالها.
وعن الإغلاق القسري لباب حانوته في يوم الغفران يقول هذا المسن "لا التاجر ينجح في فتح محله ولا المواطن يمكنه الوصول، لأن كافة مداخل أحياء القدس تُغلق بالمكعبات الإسمنتية، ويُفرض على المقدسيين منع التجول".
السلفيتي: يوم الغفران يفرض علينا منع التجول (الجزيرة نت) قتل الأسواقأمين سر الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس حجازي الرشق استهلّ حديثه للجزيرة نت بالقول إن 2018 حانوتا تُغلق أبوابها قسرا في يوم الغفران، 1372 منها في البلدة القديمة و646 في 7 شوارع تجارية تحيط بها.
وتطرق الرشق إلى تقطيع أوصال أحياء القدس وقتل كافة مناحي الحياة فيها بهذا اليوم، وإلى استفزازات المستوطنين في طريقهم للصلاة عند حائط البراق والمتمثلة بالاعتداءات اللفظية من سب للذات الإلهية، وشتم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والاعتداء على كل من رفض إغلاق باب حانوته من تجار البلدة القديمة ليثبت وجوده كصاحب حق.
ولا تقف التضييقات على التجار عند حد إجبارهم على إغلاق محالهم في بعض الأعياد اليهودية وفقا للرشق، بل تمتد لتكاتف كافة الدوائر الحكومية الإسرائيلية لاستهدافهم بالضرائب والمخالفات التعسفية الرامية لتفريغ الأسواق منهم، لتصبح الطرق باتجاه المسجد الأقصى وحائط البراق خالية من الوجود العربي الإسلامي والمسيحي. وهذه التضييقات أدت حتى الآن إلى إغلاق 352 محلا تجاريا داخل البلدة القديمة في ظل الاحتضار المستمر للحركة الشرائية فيها.
أمين سر الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس حجازي الرشق (الجزيرة نت)ويحل يوم الغفران هذا العام مع غروب شمس اليوم الأحد، وينتهي الصيام مع غروب شمس يوم غد الاثنين، ويتعمد المتطرفون تنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى في هذين اليومين باعتباره "مقدّسا يهوديا"، وبلغ عدد المقتحمين للمسجد عشية يوم الغفران عام 2022 المنصرم 548 متطرفا ومتطرفة، وفي يوم الغفران 461 مقتحما. وحرص المتطرفون خلال يوم الغفران على اقتحام ساحات أولى القبلتين بالثياب الكهنوتية البيضاء، وعلى النفخ في البوق وأداء صلوات توراتية بصوت مرتفع داخل المدرسة التنكزية وهي أحد معالم المسجد الأقصى التي اقتُطعت منه بقوة الاحتلال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أبجدية في سوريا أقدم من المصرية القديمة
كشف باحثون بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية إن أسطوانات صغيرة مصنوعة من الطين تحتوي على أقدم نص أبجدي معروف محفور عليها، والتي يعود تاريخها إلى ماقبل الهيروغليفية بـ 500 عام.
وعثر الباحثون على أسطوانات بطول الإصبع في تل أم المرة، وهي مدينة سابقة تقع في شمال غرب سوريا اليوم ، وكانت في السابق مفترق طرق مزدحم لطريقين تجاريين.
تكشف تقنيات تأريخ الكربون أن تاريخ هذه الأسطوانات يعود إلى الفترة من 4400 عام إلى 2400 قبل الميلاد - أي قبل أي نصوص أبجدية أخرى معروفة بحوالي 500 عام.
ورجح الباحثون أن تكون الأسطوانات عبارة عن ملصقات لشيء ما - ربما أوعية شرب تحتوي على نبيذ كان من المقرر نقلها.
وقال جلين شوارتز، أستاذ علم الآثار بجامعة جونز هوبكنز، إن الكتابة قد تشير إلى أسماء أو أوصاف الممتلكات.
ويعترف الأكاديمي بأنه "لا يستطيع إلا التكهن" بما يقوله النص بالضبط.
وأظهر الاكتشاف الجديد أن الناس كانوا يجربون تقنيات الاتصال الجديدة في وقت أبكر بكثير وفي موقع مختلف عما كان يظن العلماء؟
وبالتعاون مع زملاء من جامعة أمستردام، أشرف الأستاذ على عملية حفر أثرية استمرت 16 عامًا في تل أم المرة، إحدى أقدم مدن الشرق الأدنى القديم، وتقع على تقاطع طريقين تجاريين.
وفي أم المرة، اكتشف علماء الآثار مقابر يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المبكر - وهي الفترة الممتدة من حوالي 3500 إلى 2000 قبل الميلاد.
واحتوت أحد أفضل المقابر المحفوظة على ستة هياكل عظمية، ومجوهرات من الذهب والفضة، وأواني طبخ، ورأس حربة، وأواني فخارية سليمة، وبجانب الفخار كان هناك أربعة من الأسطوانات أو الأنابيب الطينية "المخبوزة قليلاً" والتي يبدو أنها تحتوي على كتابات أبجدية في الأعلى.
استخدم الباحثون التأريخ بالكربون 14، وهي طريقة علمية يمكنها تحديد عمر المواد العضوية بدقة تصل إلى 60 ألف عام.
وباستخدام تقنيات تأريخ الكربون 14، أكد الباحثون أعمار الأسطوانات الطينية - حوالي 2400 قبل الميلاد، أو منذ حوالي 4400 عام.
ما هو تل أم المرة؟
تل أم المرة هي مدينة سابقة تقع في شمال غرب سوريا اليوم، ويعود تاريخ أم المرة إلى حوالي عام 2700 قبل الميلاد، في الجزء الأول من العصر البرونزي المبكر، وهي إحدى أقدم مدن الشرق الأدنى القديم، وتقع على تقاطع طريقين تجاريين.