القدس المحتلة – رنا شمعة - صفا

يتعمد المستوطنون أداء طقوسهم التلمودية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، على وقع الأغاني والرقصات الاستفزازية، في خطوة خطيرة تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليه، وإفراغ البلدة من أهلها الأصليين.

وخلال موسم الأعياد اليهودية، تتصاعد استفزازات المستوطنين عند أبواب الأقصى "السلسلة والمجلس وحطة والقطانين"، وفي أحياء البلدة القديمة وشوارعها، ويتخللها اعتداءات على المرابطين والمرابطات المبعدين عن المسجد المبارك.

وصباح أمس واليوم الأحد، أدى عشرات المتطرفين بحماية شرطة الاحتلال طقوسًا توراتية ورقصات استفزازية قرب بابي المجلس وحطة في محيط الأقصى والبلدة القديمة.

ومع بداية كل شهر عبري، تشهد البلدة القديمة مسيرات استفزازية للمستوطنين، يتخللها طقوس تلمودية، وهتافات عنصرية ضد الفلسطينيين، وسط إجراءات مشددة تفرضها شرطة الاحتلال على أهالي القدس، وإغلاق لمداخل البلدة وأزقتها.

وعبر عشرات المخططات التهويدية، تعمل حكومة الاحتلال على طمس آثار ومعالم البلدة القديمة التاريخية القديمة، واستبدال طرقاتها وأزقتها وشوارعها بأسماء عبرية جديدة، بهدف تزوير التاريخ وغسل أدمغة الناس.

أمر واقع

ويستخدم الاحتلال كل وسائله الممكنة في استهداف البلدة القديمة سواء بالحفريات والأنفاق أو الاستيطان واعتداءات المستوطنين أو محاولاته للاستيلاء على منازلها، لتهجير أصحابها منها، وصولًا للسيطرة على المسجد الأقصى، كما يقول الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب.

ويوضح شهاب، في حديث لوكالة "صفا"، أن البلدة القديمة ومحيط الأقصى يقعان ضمن مشروع ما يُسمى "الحوض المقدس"، والذي يهدف إلى تطويق البلدة ومحاصرتها بالاستيطان، وإفراغها من أهلها.

ويشير إلى أن اعتداءات المستوطنين بحق أهالي البلدة، بما يتخللها من طقوس ورقصات وأغاني استفزازية، لم تتوقف، بل تتصاعد وتيرتها مع كل عيد أو مناسبة يهودية، في محاولة لإثبات سيادة الاحتلال على المدينة المقدسة، وتكريس الوجود اليهودي في بلدتها القديمة.

وتتعرض البلدة القديمة- وفقًا لشهاب- إلى سلسلة اعتداءات تشمل الاستيلاء على منازلها وسياسة التهجير القسري بحق أهلها، فضلًا عن الاعتقالات وعمليات التنكيل، وفرض الغرامات، في محاولة لخلق واقع جديد داخلها، بحيث تُصبح الأوضاع التي يفرضها الاحتلال كأنها أمرًا اعتياديًا بالنسبة للمقدسيين.

ويضيف أن "ما يجري في البلدة من ممارسات إسرائيلية استيطانية يُمهد للتحضير لمرحلة قادمة يتم خلالها فرض التقسيم المكاني بالمسجد الأقصى، وتهيئة الرأي العام الفلسطيني والعربي بأن ما يحدث بات أمرًا واقعًا".

ويؤكد أن الاحتلال ومستوطنيه يسعون خلال الأعياد، إلى فرض وقائع جديدة في القدس والأقصى، بعدما تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في تنفيذ طقوسهم وصلواتهم العلنية داخل الأقصى وعند أبوابه، بعدما كان يتم تأديتها بصمت.

ووفقًا للباحث المقدسي، فإن "المستوطنين يريدون إيصال رسائل للرأي العام الإسرائيلي بأننا نتقدم خطوة تلو الخطوة في تنفيذ مشروعنا الصهيوني الفكري والأيديولوجي وهو بناء الهيكل المزعوم مكان الأقصى".

"وما شجع الاحتلال على ذلك عدم وجود أي ضغوط سياسية أو توجيه تهديدات لإسرائيل من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، وما يجري فقط مجرد بيانات تنديد واستنكار لا قيمة لها؛ لذلك يحاولون استغلال وجود حكومة يمينية متطرفة لتنفيذ مخطط هدم الأقصى"، وفق شهاب

سيطرة على الأقصى

أما المختص في شؤون القدس جمال عمرو فيقول إن تصاعد ممارسات المستوطنين في البلدة القديمة "خطوة على طريق وضع اليد على بواباتها، بما يُمهد للسيطرة على الأقصى".

ويوضح عمرو، في حديث لوكالة "صفا"، أن "المشروع الصهيوني يُركز بشكل استثنائي على نقاط محددة تتعلق بالمقدسات الإسلامية أو المسيحية في القدس، حسب تصنيفات متفاوتة لدى الاحتلال يعتبرها خطًا أحمر، وخاصة تلك الأماكن القريبة من الأقصى".

ويضيف أن "الأقصى يقع وسط القدس القديمة، والدخول إليه يتم من خلالها، لذلك لابد من وضع اليد على بواباتها"، مشيرًا إلى أن الاحتلال استولى على 84 عقارًا في البلدة.

ويشير إلى أن الاحتلال عمل على تطويق البلدة بعشرات المشاريع التهويدية، من ضمنها "الحديقة الوطنية"، بالإضافة إلى الحفريات والسيطرة على الأراضي الفلسطينية، وبناء "القبور الوهمية"، وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى تهويد الأقصى استيطان الاحتلال القدس البلدة القديمة البلدة القدیمة الاحتلال على فی البلدة

إقرأ أيضاً:

مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى

اقتحم عشرات المستعمرين، اليوم الخميس 16 يناير 2025، باحات المسجد الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.

وأضافت المصادر ذاتها، أن شرطة الاحتلال كثفت وجودها عند أبواب المسجد الأقصى، وفي محيط البلدة القديمة، وعرقلت دخول المصلين إلى المسجد.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

يذكر أن عصابات المستعمرين الإرهابيين قد اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام الماضي 256 مرة، حسب ما ورد في تقرير محافظة القدس .

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين ترحيب دولي كبير بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الجهاد الإسلامي تصدر بياناً بخصوص إعلان وقف النار في غزة عشرات الشهداء والإصابات في غارات على غزة عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار الأكثر قراءة الأونروا: ناقشنا مع السعودية دورنا ضمن تحالف تنفيذ حل الدولتين التربية: استهداف إسرائيلي ممنهج يُهدد التعليم وطلبة وأطفال فلسطين بالفيديو: الجيش الإسرائيلي ينسحب من طولكرم مُخلّفا دمارا كبيرا بن غفير يوجه طلبا للشرطة بشأن هدم البيوت بأراضي الـ48 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي يلغي الاعتقال الإداري بحق عدد من المستوطنين
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى القدس المحتلة
  • قطعان المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
  • الاحتلال يعتقل 3 شباب فلسطيني ويقتحم جنوب شرق نابلس اليوم
  • صبري: مؤامرات تهدف إلى تسليم الأقصى لليهود
  • الشيخ صبري: فلسطين حقنا وكل المؤامرات تهدف إلى تسليم الأقصى لليهود
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية من الاحتلال (شاهد)
  • الشيخ صبري يحذر من المؤامرات لتسليم الأقصى إلى اليهود
  • بعد وصول صاروخ من اليمن.. جيش الاحتلال يناشد المستوطنين البقاء في الملاجئ