غريس ستانك.. من ملكة جمال أميركا إلى عالمة نووية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
تألقت الشابة الأميركية غريس ستانك، البالغة من العمر 21 عاما، مؤخرا، بعد أن فازت بلقب ملكة جمال أميركا، إلا أنها عادت إلى دائرة الضوء بقوة من خلال مجال آخر مختلف تماما، وهو الطاقة النووية.
وفي ظل المخاوف من تكرار كوارث كالتي حدثت بمفاعل تشيرنوبل في عهد الاتحاد السوفيتي السابق، أو مثل التي وقعت بمحطة فوكوشيما قبل أكثر من عقد، يتكرر السؤال الملح: "هل ما زالت الولايات المتحدة بحاجة إلى مزيد من محطات الطاقة النووية؟".
ملكة جمال أميركا تعتقد ذلك، لتؤيد وجهات نظر المخرج المعروف، أوليفر ستون، وأغنى رجل في العالم، الملياردير، إيلون ماسك.
فغريس ستانك، وبحكم دراستها الحالية للهندسية النووية، رأت أن تلك الطاقة النظيفة لها فوائد جمة، كونها "تمنح الولايات المتحدة 20 بالمئة من الكهرباء"، مضيفاة: "إنها أيضا الصناعة التي أنقذت والدي مرتين من السرطان".
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أوضحت ستانك، التي تتابع دراسة اختصاصها في جامعة ويسكونسن ماديسون، أنها اختارت دراسة العلوم النووية "بدافع الغضب"، مردفة: "عندما تكون فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا ويطلب منك والدك ألا تفعلي شيئًا ما، فافعليه".
وكان والد غريس، وهو مهندس مدني، قد نصح ابنته بعدم دراسة الهندسة النووية، بحجة أنه "لا مستقبل للطاقة النووية"، مؤكدا لها أن دول العالم "لن تعتمد عليها في إنتاج الكهرباء والطاقة".
لكن ستانك رفضت تلك النظريات، حيث قبلت وظيفة في شركة "Constellation Energy"، التي تمتلك أكبر مجموعة من محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة.
وتتضمن الوظيفة، التي ستشغلها اعتبارا من العام المقبل، مزيجًا من العمل الفني كمهندسة للوقود النووي، والعلاقات العامة التي تهدف إلى ترويج لذلك النوع من الطاقة.
وكان قطاع الطاقة النووية في أميركا قد واجه لعقود من الزمن تحديات في مجال العلاقات العامة، مثقلة بالتكاليف المرتفعة، والجداول الزمنية الطويلة لتدشين المحطات، والمخاوف بشأن الكوارث، مثل فوكوشيما، وصعوبة التخلص من النفايات المشعة.
ولا يزال الأميركيون يحملون وجهات نظر متناقضة بشأن التكنولوجيا النووية، فهم أكثر دعما لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
لكن تلك الآراء آخذة في التحول، فوفقا لمسح أجراه مركز "بيو" للأبحاث في أغسطس الماضي، يفضل حوالي 57 بالمئة من الأميركيين تدشين المزيد من محطات الطاقة النووية، ارتفاعًا من 43 في المئة عام 2020.
وتتمتع الصناعة الآن بفرصة الحصول على مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي، من خلال قانون الحد من التضخم الذي يركز على المناخ، وقانون البنية التحتية لعام 2021، والقروض المدعومة من الحكومة للمشاريع الجديدة، وذلك بسبب قدرة تلك الصناعة على توفير الطاقة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، دون انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومن بين المستثمرين في العشرات من الشركات الناشئة التي تسعى إلى تصميم مفاعلات أصغر حجماً، بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت؛ وداستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لموقع فيسبوك؛ والرئيس المشارك لشركة "أوبن إيه" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، سام ألتمان، والذي يعتقد أن هناك "حاجة إلى المزيد من الطاقة النووية"، جزئيًا من أجل الذكاء الاصطناعي.
وقد دعا ماسك كذلك إلى بناء المزيد من المفاعلات، ووصف نفسه بأنه مدافع عن "الانشطار النووي"، خلال مؤتمر "المديرين التنفيذيين" الذي عقدته صحيفة "وول ستريت جورنال" في مايو.
أما أحد أهداف ستانك الرئيسية، فتتمثل في الترويج إلى "ضرورة توظيف العمال والخبراء الأصغر سنا".
وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن "متوسط عمر مشغل المفاعل النووي، يزيد عن 40 عاما"، معتبرة أن هذا الأمر "يمثل مشكلة كبيرة"، في حال عدم وجود خبراء قادرين على العمل لسنوات طوال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محطات الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
الصين تتصدر العالم.. ريادة جديدة في مجال الطاقة النووية
حققت الصين في السنوات الأخيرة تقدمًا مذهلاً في قطاع الطاقة النووية، مما يعكس استراتيجيتها الطموحة في تحقيق ريادة عالمية بمجالات الطاقة المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة، ومن خلال تطوير وتشغيل وحدات طاقة نووية متعددة، أصبحت الصين نموذجًا يحتذى به في كيفية تسخير الطاقة النووية لدعم التنمية الاقتصادية وضمان الاستدامة البيئية.
وفي هذا السياق، أصدرت إدارة الطاقة النووية الصينية، تقريرا أكدت فيه أن الصين أصبحت ولأول مرة على الإطلاق، الرائدة عالميا من حيث الحجم الإجمالي للطاقة النووية”.
وأشار التقرير إلى أن “الصين تمتلك حاليا 102 وحدة طاقة نووية قيد التشغيل والإنشاء والمعتمدة، بقدرة إجمالية تبلغ 113 مليون كيلو واط، ومن حيث الحجم الإجمالي للطاقة النووية، فقد أصبحت الصين أول منتج للطاقة النووية في العالم لأول مرة”.
وأضافت التقرير “أن الصين تمتلك حاليا 28 وحدة طاقة نووية قيد الإنشاء بقدرة إجمالية تبلغ 33.65 مليون كيلو واط، مضيفة أن بكين احتلت المرتبة الأولى عالميا من حيث سعة وحدات الطاقة قيد الإنشاء لمدة 18 عاما متتالية”.
وتابع التقرير: “تمتلك الصين 58 وحدة طاقة نووية قيد التشغيل التجاري، بقدرة إجمالية تبلغ 60.96 مليون كيلوواط، وإلى جانب ذلك، يواصل توليد الطاقة النووية في بلادنا النمو”.
هذا وتعد الصين واحدة من الدول الرائدة عالميًا في مجال الطاقة النووية، حيث استثمرت بشكل كبير في تطوير هذا القطاع لتحقيق أهدافها الاقتصادية والبيئية، وبدأت الصين رحلتها في الطاقة النووية في الستينيات، ومنذ ذلك الحين، شهدت نموًا ملحوظًا في عدد المفاعلات النووية وقدرتها الإنتاجية.
يذكر أنه في العام الماضي 2024، بلغ إجمالي إنتاج الطاقة من محطات الطاقة العاملة في الصين إلى 444.7 مليون كيلوواط/ ساعة، ما يمثل 4.72% من إجمالي إنتاج الطاقة في البلاد، لتحتل الصين المرتبة الثانية عالميا من حيث إجمالي إنتاج الطاقة النووية، وفقا للهيئة الوطنية للطاقة النووية الصينية.
China's nuclear power scale has jumped to the first place globally for the first time, with 102 nuclear power units in operation, under construction, or approved for construction across the country, boasting an installed capacity of 113 million kW, a report said Sunday. pic.twitter.com/4Mw3BX8p35
— People's Daily, China (@PDChina) April 27, 2025