من هو الكافر الوحيد الذي يخفف الله عنه العذاب بسبب مولد النبي؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
من هو الكافر الوحيد الذي يخفف الله عنه العذاب بسبب مولد النبي؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك خلال حديثه عن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
من هو الكافر الوحيد الذي يخفف الله عنه العذاب بسبب مولد النبي؟وقال علي جمعة، خلال برنامج «من مصر» على شاشة «سي بي سي»، إن العباس عم النبي رأى في المنام أبي لهب فسأله ماذا فعل الله بك، فأجابه الأخير أن الله يخفف عنه العذاب كل يوم إثنين لفرحه بيوم مولد النبي ﷺ، مبينا: “أخذ العلماء من رؤية العباس إن الله يجازي الكافر بالتخفيف كأنه بيطبطب عليه إكرامًا لسيدنا النبي ﷺ، فما بالك بالمؤمن لو فرح بمقدمه”.
وأكد الدكتور علي جمعة، أن المصريين خصوصًا والمسلمين عامة يحتفلون في شهر ربيع بمولد النبيﷺ، مشيرًا إلى أن العلماء أخذوا من كل ذلك أن يوم المولد النبوي يوم شريف من أيام الله، وأن الله قد من علينا بنعمة تستوجب الحمد، ويحتفلون به عامة ورسميًا.
فيما بين الدكتور علي جمعة أن سيدنا رسول الله ﷺ حلى الظاهر والباطن؛ فيجب علينا أن نحلي ظاهرنا بالطاعات، وأن نحلي باطننا وقلوبنا بالمعاني السامية، ومن تلك المعاني التي أمر بها رسول الله ﷺ التوكل على الله حق التوكل، وقال: «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما تُرزق الطير تغدو خماصًا، وتروح بطانا» «تغدو» أي تخرج في الفجر، في بداية النهار وهي جائعة، «خماصا» أي جائعة، «وتروح» يعني في الرواح، يعني بعد ذلك في المساء «بطانا» لأن الله سبحانه وتعالى رزقها؛ لأن الله ما خلق خلقًا وتركه، وإنما يرزقه بما فيهم ابن آدم، وأخذ العلماء من ذلك أن التوكل شعورٌ قلبي يتعلق فيه الإنسان بربه، وأنه هناك فرق ما بين التوكل والتواكل، والفرق بينهما فعل الأسباب؛ فلو أنك فعلت الأسباب، وتوكلت على الله فهو حق التوكل، أما إذا تركت الأسباب فهذا تواكل، ولم يخلق الله سبحانه وتعالى الدنيا إلا وخلق فيها الأسباب، حتى قالوا: الفلاح يُلقي الحب، ثم يدعو يقول: يا رب؛ فإذا لم يلق الفلاح الحب في حقله لا يخرج الزرع، حتى لو جلس يدعو كثيرًا، ويكون هذا الإنسان يعني مستحقًا للسخرية والضحك كيف أنك لم تزرع، ثم تريد أن تحصد؛ فمن جد وجد، ومن زرع حصد، ولكن من لم يزرع فلا شيء له.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء: ترك الأسباب جهل، ولكن الاعتماد على الأسباب شركٌ بالله، هذه هى حقيقة التوكل أنك لابد عليك من فعل الأسباب، والنبي ﷺ لما خرج إلى أحد خالف بين درعين، وهو الذي عصمه الله من الناس، ووعده أن أحدًا من الخلق لا يستطيع أن يصل إليه، وأن يقتله، ولكنه مع ذلك اتخذ السلاح المناسب للوقت المناسب، خالف بين درعين وهو سيد المتوكلين، إذن فالعمل والسعي هو الأساس الذي نستطيع أن نصف به الشعور القلبي في التعلق بالله سبحانه وتعالى بأنه من قبيل التوكل، أو أنه من قبيل التواكل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مولد النبي الدكتور علي جمعة من مصر شهر ربيع الاحتفال بمولد النبي يوم المولد النبوي مولد النبی علی جمعة أن الله
إقرأ أيضاً:
الدكتور علي جمعة: النظر لموضع السجود ليس حقيقة الخشوع
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن مفهوم الخشوع في الصلاة قد شُوّه عند البعض، مشيرًا إلى أن التركيز على بعض الظواهر الشكلية مثل النظر إلى موضع السجود لا يمثل حقيقة الخشوع التي بيّنها علماء الإسلام.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"،اليوم الخميس: "قضية الخشوع عند البعض أصبحت مسألة مضحكة جدًا، يتصورون أن النظر إلى موضع السجود هو جوهر الخشوع، في حين أن الخشوع كما فهمه العلماء هو استحضار القلب، يُكتب للرجل من صلاته ما عقل منها، والحقيقة أن استحضار القلب لله في الخضوع والسجود هو المعنى الأصيل للخشوع."
وأضاف: "ورد عن السلف أن النظر إلى موضع السجود من الأدوات المعينة على الخشوع، لكن هذه تُعتبر علامات لا حقائق.. المشكلة تكمن في أن البعض جعل العلامة هي نفسها الحقيقة، وهذا خطأ في الفهم."
وأشار إلى توسع بعض الفقهاء في ذكر العلامات المساعدة على الخشوع، موضحًا: "قالوا إذا كنت واقفًا فلتنظر إلى موضع السجود، وإن كنت راكعًا فانظر إلى إبهام قدمك، وإذا كنت ساجدًا فانظر إلى أرنبة الأنف، وأثناء التشهد إلى طرف السبابة، كل هذه تغيرات في الموضع، لكنها تبقى علامات لا أكثر."
وتابع: "شبهتُ هذا بمن يراقب الشمس ويقول: زالت عن كبد السماء، إذن فقد أديت صلاة الظهر، لا، زوال الشمس علامة على دخول الوقت، وليس هو الصلاة نفسها، الصلاة التي فرضها الله تحتاج إلى وضوء وستر للعورة واستقبال للقبلة وأداء فعلي، فكيف ننزّل العلامة منزلة الحقيقة؟ هذا ليس منطقًا عقليًا، بل هو وهم."
وفي سياق متصل، تحدث الدكتور علي جمعة عن مفهوم الحب، منتقدًا بعض الفهم السطحي له، قائلًا: "الحب معروف، وهو ميل القلب، وليس وضع اليدين بهذا الشكل أو ذاك في الصلاة، هذه الأمور لها أجر وثواب، لكن لا تُعبّر عن حقيقة الحب."
وأوضح: "الآية الكريمة التي تقول: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)، تدل على حب الله، لا حب الرسول صلى الله عليه وسلم، فالاتباع في هذه الآية دليل حب لله، وليس مجرد مشاعر عاطفية تجاه النبي."
وتابع: “العلاقة مع النبي الكريم يجب أن تقوم على حب صادق نابع من القلب، حب يجعله أحب إلينا من أولادنا وآبائنا وأنفسنا.. كما قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: (حتى من نفسك يا عمر).. فالحب الحقيقي هو ما يدفع الإنسان لاتباع النبي في كل شيء، لا الاكتفاء بمظاهر شكلية لا تُعبّر عن جوهر العلاقة.”