ما زالت الجبهة الشمالية تشكل مصدر توتر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ما تقوم به من ردود عدوانية على الأراضي اللبنانية والسورية.

وفي السياق، تزعم السلطات الإسرائيليّة أنّ الإيرانيين وحزب الله يعملون على إنشاء بنى تحتية مسلحة في سوريا لتنفيذ هجمات ضد جيش الاحتلال، الأمر الذي يدفع الأخير لتنفيذ الهجمات ضد سوريا وبعضها يأتي إنطلاقاً من الأجواء اللبنانية.

    وفي تقريرٍ له عبر موقع "واللا" الإسرائيلي، قال المراسل العسكريّ أمير بوخبوط إن "رغم الجهود التي يبذلها الجيش لإبعاد الوجود الإيراني والنشاط الفلسطيني المسلح وحزب الله في مرتفعات الجولان السورية، فإنه من الواضح أن هذه المنطقة تشهد ما يمكن تسميتها (حرب الظلال)، التي تدور رحاها في المنطقة، وسط جهود الإيرانيين وحزب الله لإنشاء البنية التحتية المسماة (ملف الجولان) من خلال إنشاء قواعد خاصة بهم في هضبة الجولان للتصدي للهجمات الإسرائيلية".

وأضاف في تقرير أن "الإيرانيين وحزب الله يجمعون بين نشاطهم العسكري من مواقع الجيش السوري بشكل رئيسي لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، وفي الوقت نفسه، يعملون على تعبئة أهالي القرى والبلدات في المنطقة للقيام بمهام متنوعة، وغالبا ما يعمل الناشطون الفلسطينيون من لبنان المتمركزين في سوريا للقيام بأنشطة معادية".

ولفت إلى أنّ "مسؤولين في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس نقلوا أنشطتهم من سوريا إلى لبنان، وحصلوا على رعاية من حزب الله، وبما أن الجيش يردّ على أي عمل من الأراضي اللبنانية، فإن هذه التنظيمات تعمل على إنشاء بنى تحتية في سوريا من أجل تنفيذ هجمات ضد إسرائيل".

وأشار إلى أنه "ليس من الواضح ما إذا كان استهداف الناشطين الفلسطينيين في الأيام الأخيرة هو هجوم ضد (قنبلة موقوتة)، أم رسالة لقادة حماس والجهاد في غزة والخارج، خاصة بعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة تزايد استخدام الفلسطينيين للعبوات الناسفة ضد جنود الاحتلال".

وفي ذات السياق، يقول يوسي يهوشاع الخبير العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، إنّ "الواقع المتفجر أمام إسرائيل يتركز في عدد من الجبهات والساحات في الوقت نفسه، حيث يوشك أن يندلع صراع في جميع الساحات، ما يجعل المؤسسة الأمنية مضطرة للعمل في وقت واحد على ثلاث جبهات هي سوريا وغزة والضفة الغربية".

وأضاف أن "هذا يتطلب سلوكاً حذراً من جانب القيادة العليا للجيش ووزير الحرب، لأن كل شيء سيكون قابلاً للانفجار، ما يؤكد أن التهديد الأخطر في هذه الآونة يتمثل في الساحة السورية، استمراراً (للمعركة بين الحروب) التي تشمل ضربات جوية باتجاه العمق السوري".

وتكشف هذه التطورات الميدانية أن الهجمات العدوانية الإسرائيلية على سوريا ستتواصل ضمن استراتيجية "المعركة بين الحروب"، وجديدها استهداف المقاومة الفلسطينية كما حصل في الأيام الأخيرة، فضلاً عمّا كشفه جيش الاحتلال عن عدد الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا، ما يعني تشكيل استراتيجية خاصة هدفها إحباط القدرة الإيرانية على إقامة موطئ قدم على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة. (عربي21)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وحزب الله فی سوریا

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: كيف سنواجه حزب الله بعد غرق جيشنا في غزة؟

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا افتتاحيا للكاتب عوفر شيلح، تحدث فيه عن المواجهة المفتوحة المحتملة مع حزب الله في شمال فلسطين المحتلة.

وتساءل شيلح عن كيفية مواجهة جيش الاحتلال لحزب الله وفي حالة عدم جهوزية، بسبب "الغرق" في قطاع غزة منذ ثمانية شهور، بحسب وصفه.

وتاليا الترجمة الكاملة للمقال:
من يوم إلى يوم، تصعيد واسع حيال حزب الله في لبنان يبدو كسيناريو محتم، وان كان احد لا يشر بعد الى أي ميزة ستنشأ عنه: لا يوجد سيناريو نهاية معقول يتيح تغيير الوضع من أساسه وعودة سكان الشمال إلى بيوتهم. لا توجد حتى أي فكرة ما هو الإنجاز الحقيقي الذي سيبرر الضرر المؤكد الذي سيلحق بالجبهة الداخلية.

إن السير الأعمى هذا إلى تبادل للضربات على نطاق لم نشهده من قبل، سيلحق دمارا هائلا عندهم وكثيرا جدا عندنا، وفي نهايته مشكوك لاي شيء ان يتغير تشارك القيادة السياسية وجهاز الأمن كله – أحد لا يطرح مقابل هذا بديلا، كون البديل الوحيد يستوجب وقف الحرب في غزة – وكذا القيادة العسكرية، الجمهور والاعلام. هذه ليست مسيرة سخافة، بل شيء ما أسوأ بكثير.

لم يعد لمعظمنا منذ الآن أمل حقيقي من الساحة السياسية، من الجيش (الذي عرف مسبقا الحقيقة أيضا بالنسبة للإنجازات المحدودة بالضرورة للمعركة في غزة، بنى ونفذ خطة تضمن ألا يكون أكثر من إنجاز محدود والآن يحاول أن يسوق هناك نصرا كبيرا أساسا كي لا يقولوا له اذهب إلى لبنان)، أو من وسائل الإعلام. وعليه فمشوق على نحو خاص موقف الجمهور. في الاستطلاع الأخير لمعهد بحوث الأمن القومي قالت 46 في المئة من المستطلعين إن على إسرائيل أن تبادر إلى عمل عسكري واسع في الشمال، حتى بثمن حرب إقليمية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها استطلاع للمعهد اغلبية لمؤيدي التصعيد الواسع. في نفس الوقت، انخفض عدد المؤمنين بإنه إذا كانت حرب كهذه، سيعرف الجيش الإسرائيلي كيف ينتصر فيها من 91 في المئة في تشرين الأول الماضي إلى 67 في المئة فقط – درك اسفل تاريخي في الثقة بقدرة الجيش على الإيفاء بأهدافه. كما أن معدلات الثقة برئيس الأركان وبتقارير الناطق العسكري هبطت إلى درك أسفل غير مسبوق.

هذا التناقض الظاهر لا يشهد على جمهور اختفى فهمه بل على الترنح والإحساس بانعدام المخرج. نصر حقيقي في غزة لن يكون، صفقة مخطوفين (كفيلة بان تكون أيضا مخرجا لوقف الحرب) تبتعد من يوم إلى يوم، القيادة تعمل بشكل يتعارض والمصلحة الإسرائيلية (لكن لا يعرض لها أي سياسي بديلا فكريا)، أداء الجيش مخيبة للآمال وضائقة سكان الشمال المجليين من بيوتهم منذ ثمانية أشهر، تفطر القلب. وبالتالي إذا كان هكذا هو الحال، فهيا نقاتل ونرى إذا كان سيحصل شيء ما، حتى إذا كنا نقدر بأنه لن يحصل أي شيء طيب، ونعرف أننا سيكون لنا أنفسنا شر – وانظروا إلى فزع شراء المولدات بعد تصريحات مدير عام شركة إدارة شبكة الكهرباء.


يجدر بنا أن نتوقف عند كلمات "حتى بثمن حرب إقليمية" – وبالذات في جانب جاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب كهذه. يمكن أن نجادل في أهلية الجيش للمعركة في لبنان، بعد ثمانية اشهر من القتال في غزة والتي افرغت مخزونات الجاهزية في جوانب الأدوات والذخيرة، عصرت قوات النظامي والاحتياط بشكل غير مسبوق وافرغت الشرعية في العالم لعمل إسرائيل. اؤمن بان للجيش الاسرائيلي على تنفيذ خطوة هجومية، والتي كما أسلفنا المشكلة معها هي أولا وقبل كل شيء في جدواها المشكوك فيها وفي أضرارها المؤكدة. لكن حرب إقليمية؟ هل كرس أحد ما ذات مرة تفكيرا في كيف ستبدو هذه؟

في آذار 2023 نشر في "بين الأقطاب"، النشرة المركزية الناطقة بلسان مركز ددو – مركز التفكير الأساس للجيش الإسرائيلي – مقال بقلم قائد الذراع البري اللواء تمير يداعي والعميد عيران اورتال، يعرفان فيه على النحو التالي "المفتاح للتصدي لإيران": "بناء قدرة بث قوة إسرائيلية مباشرة (وان كانت محدودة) في ايران وفي المنطقة وقدرة عملياتية لإزالة تهديد حزب الله وحماس في حدود إسرائيل في حرب قصيرة وحاسمة. في أسوأ حالات الحرب، ستتحقق هذه القدرة وسيزال تهديد حزب الله في لبنان بشكل يقطع ذراع الردع الإيراني، الأساس تجاه إسرائيل... حجر الرحى هو وجود قوة ردع مصداقة، في نظر الطرفين، حيال جيوش الإرهاب في الدائرة الأولى".

هل الجيش الاسرائيلي اليوم، الذي يغرق في غزة منذ ثمانية أشهر، هو في نظر العدو قوة حسم مصداقة قادرة على إزالة تهديد حزب الله وحماس في حرب قصيرة وحاسمة؟ هل الجيش الإسرائيلي نفسه يؤمن بذلك؟ هل كان بث لقوة إسرائيلية مباشرة في ايران وفي المنطقة، فيما أن – ردا على تصفية منفعتها مشكوك فيها لكبير إيراني، وبخلاف التقدير الاستخباري المسبق – أطلقت إيران ووكلاؤها مئات الرؤوس المتفجرة إلى إسرائيل في هجوم منسق؟ هل بنينا بأي شكل كان، ليس فقط في الجيش الإسرائيلي بل في أحلاف إقليمية، في علاقة شجاعة وتفاهمات مفصلة مع الولايات المتحدة وباقي الأطراف، شيئا من القدرة التي يؤمن كبار رجالات الجيش الإسرائيلي أنفسهم لأنها ضرورية؟

إن الطريق الوحيد ليس فقط الامتناع عن استمرار الضرر لامن إسرائيل، بل وأيضا البدء ببناء القدرات اللازمة لأجل الخروج كمنتصرين من المواجهة مع محور المقاومة الذي تقوده إيران، هو وقف الحرب في غزة (إذا كان ممكنا في صفقة مخطوفين)؛ الوصول إلى تسوية في الشمال والتي إضافة الى الانتشار الدفاعي ستتيح عودة السكان إلى بيوتهم؛ والبدء ببناء القوة بكل عناصرها – سياسية، إقليمية، عسكرية وغيرها – استعدادا للمعركة الحقيقية. كل شيء آخر هو مثابة سخافة عظيمة الضرر، ثمة من يسير اليها بعيون مفتوحة وباعتبارات غريبة، وثمة من ينجر اليها انطلاقا من الترنح ورفع الأيدي.

مقالات مشابهة

  • مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط واندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله
  • تجدد القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله
  • إعلام الاحتلال يكذب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لواء رفح التابع لحماس لم يُفكك
  • الوجود العسكري الروسي بسوريا.. أسبابه وأهدافه وأماكنه
  • كاتب إسرائيلي: كيف سنواجه حزب الله بعد غرق جيشنا في غزة؟
  • خبير عسكري: رفض جنود احتياط العودة للخدمة شهادة ميدانية بفاعلية المقاومة
  • هل يصبح شمال غزة تحت الحكم العسكري الإسرائيلي؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
  • صدام وشيك بين إسرائيل وحزب الله.. شاهد التفاصيل
  • تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل.. وإدارة بايدن تتعهد بدعم تل أبيب بشكل كامل حال اندلاع الحرب
  • قائد الجيش الأمريكي: لن نتمكن من حماية الكيان المحتل في حرب مع حزب الله