صحيفة أثير:
2025-02-09@04:08:57 GMT

مدينة قلهات؛ هل باحت بكل أسرارها؟

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

مدينة قلهات؛ هل باحت بكل أسرارها؟

مسقط-أثير
إعداد: مروة سيف العبرية- باحثة في التاريخ

يلف الغموض تاريخ هذه المدينة العريقة، التي تنضح بحضارة تليدة وعمق حتى في تسميتها، ولا يزال المؤرخون والباحثون في ديمومة التقصي عن واحدة من أهم حواضر عمان منذ أزل بعيد؛ إنها مدينة قلهات الواقعة بمقربة من درة الساحل الشرقي “صور” في محافظة جنوب الشرقية.

كل من يُيَمِّم الوجهة إلى المدينة الأثرية قلهات، الواقعة على بحر العرب، يعود إلى تاريخ ازدهارها اقتصاديا نظير مكانها الإستراتيجي على طرق التجارة البحرية منذ الأزل، فكانت نقطة توقف للسفن القادمة من الهند والسند واليمن وظفار، وهو الأمر الذي أدى إلى ازدهار المدينة، وبلا منازع كانت العاصمة الاقتصادية الأولى، وقد اتخذها مالك بن فهم مقرا.

وما يؤكد أهمية مدينة قلهات تعاقب الملوك والممالك على حكمها، بل ومن أجناس عدة، حيث حكمها السلاجقة الأتراك لمدة جاوزت الـ 100 عام ما بين عام ١٠٦٣ و ١١٦٧م، ومن بعد ذلك حطت أسرة الهرامزة الفرسية موطأ قدم في قلهات فحكمتها، كيف لا وهي ذات الموقع الحساس على خارطة التجارة البحرية.

تشير المصادر التاريخية إلى أن محمود الكوشي القلهاتي الذي حكم هرمز المملكة أسهم بصورة كبيرة في تطوير الميناء الذي أصبح ينضح بنشاط كبير، وهذا من ذكره الباحث ناصر بن سالم بن راشد القلهاتي.

والمتتبع للتاريخ يتضح له أن ملوك هرمز القديمة كانوا من أصولا عربية، وملوكهم الأوائل أسماؤهم عربية صرفة، لكن مع مرور الزمن انتشرت الأسماء الفارسية، نظير الاختلاط الثقافي والاجتماعي بالفرس، وقد أشارت المصادر أيضا إلى زواج الملك سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني من ابنة أحد ملوك هرمز، وهو دليل واضح على الارتباط الاجتماعي.

ولا ريب أن الإنسان القلهاتي اعتمد على الصيد في معاشه على مر العصور، فيما النشاط التجاري كان سائدا على المدينة التي تعاقبت عليها الحضارات وسكنتها أجناس وأعراق، تضم طوائف الهرامزة والفرس بالإضافة إلى المكون الرئيسي من العرب، وهو لأمر طبيعي لمدينة ذات ميناء مزدهر، ويمكن القول بأنه البوابة التجارية للعالم الخارجي، حيث تعدد المهن ما بين الصيادين والمزارعين والحرفيين إلى جانب التجار الذين ينشطون استيرادا وتصديرا لمختلف البضائع.

ومن دلائل عظمة مدينة قلهات تاريخيا، وأنها كانت تعج بالحياة، بل شاهد عيان على حضارة عريقة للإنسان العماني، وقوف ضريح صمد في وجه الزمن حتى يومنا هذا، وهو بناء مذهل يفوق الوصف من دقة بنائه، بنته المرأة الصالحة بيبي مريم، ودفن فيه زوجها بهاء الدين إياز، الذي كان قائدا عسكريا في مملكة هرمز العربية منذ عهد محمود القلهاتي، حيث تمكن من السيطرة على الحكم، واعتزل إلى قلهات ليدير منها شؤون مملكته وتوفي فيها عام 1312م.

لا يمكن تسمية مدينة قلهات إلا جوهرة مفقودة، فمع تعاقب الملوك على حكمها ما بين السلاجقة الأتراك والهرمزيين إلى جانب البرتغاليين الذين بسطوا ذراعهم على سواحل عمان، وكانوا سببا في اندثار حركة وازدهار النشاط الاقتصادي في قلهات، ستظل التساؤلات مفتوحة في عالم الحضارات الإنسانية، كيف لا وقلهات واحدة من المدن العربية التي وفدت إليها أعراق وأجناس واستقرت فيها، لولا الظروف التي ألمت بها تارة لأسباب طبيعية تمثلت في وقوع زلزال في سنة ١٤٩٨م، وقد أثبت ذلك علماء الجيولوجيا، حيث لا يمكن استبعاد ذلك نظرا لوقوع مدن الساحل العماني وقربها من خط صدع إيران مكران.

لكن بقيت المدينة تنبض بالحياة حتى أغسطس ١٥٠٧م حين غزاها البوكيرك القائد البرتغالي ودمرها وقتل أهلها ونكّل بهم بعد أن مر على مصيرة ورأس الحد وصور، وهذا الغزو الغاشم الذي تعرضت له أجهز عليها نهائيا لتظل غائبة عن نشاطها السياسي والاقتصادي، في مدينة مدرجة على لائحة التراث العالمي باليونسكو؛ فهل ستعود مدينة قلهات لتعج بالحياة من جديد؟

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

“المدينة المفقودة” تحت المحيط.. اكتشاف عالم غريب

المناطق_متابعات

في أعماق المحيط، بعيدًا عن الأنظار البشرية وعلى عمق 700 متر تحت سطح البحر، كشف العلماء عن أحد أكثر الاكتشافات إثارة وغموضًا في تاريخ علوم البحار: “المدينة المفقودة”.

هذا الموقع الفريد، الذي يقع بالقرب من قمة جبل تحت الماء غرب الحافة المنتصف الأطلسية، يكشف عن منظر مذهل لآلاف الأبراج ذات الجدران الكربوناتية التي تشبه الأطياف الزرقاء.

تعتبر “المدينة المفقودة” موقعًا بيئيًا مدهشًا، فبعد اكتشافها في عام 2000، أصبح معروفًا بأنها أكثر البيئات الحرارية استمرارية في المحيط، ولم يتم العثور على مثيل لها في أي مكان آخر وفقا لـ “سكاي نيوز عربية”.

فهي تمثل أرضًا نادرة، حيث تتفاعل الصخور العميقة مع مياه البحر منذ أكثر من 120,000 سنة لتطلق مزيجًا من الغازات مثل الهيدروجين والميثان في أعماق المحيط.

لكن ما يثير الدهشة حقًا هو أن الحياة تزدهر هنا على الرغم من الظروف المتطرفة: حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، وأعمدة من الكبريت والمعدن، وفي غياب الأوكسجين.

هذه البيئة الغريبة هي موطن لمجتمعات ميكروبية نادرة، فضلاً عن القشريات والحلزونات التي تعيش في جوف المدخنات، وهي فتحات بركانية تحت الماء تصدر الغازات الحارة.

ويعكس هذا النظام البيئي التحديات التي تواجه الحياة في بيئات متطرفة، وقد أشار العلماء إلى أنه قد يكون نموذجًا محتملاً لنشوء الحياة على كواكب أخرى مثل “إنسيلادوس” و”يوروبا” التابعين لكوكب زحل والمشتري، بل وربما المريخ في الماضي.

وبالرغم من أهمية هذا الموقع البيئي الفريد، يواجه “المدينة المفقودة” تهديدًا حقيقيًا. فقد تم منح بولندا حقوق التعدين في المياه العميقة حول المدينة، مما قد يتسبب في تدمير هذا الموطن الثمين.

وفي ظل هذه المخاوف، يدعو العلماء إلى إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي للحفاظ عليه قبل أن يُدمر للأبد.

لقد صمدت “المدينة المفقودة” لآلاف السنين كتذكار على قدرة الحياة على الازدهار في أصعب الظروف. ومع ذلك، قد نكون نحن، البشر، أول من يقضي عليها.

مقالات مشابهة

  • تعرف على محور نتساريم الذي سينسحب منه الاحتلال
  • الجلفة: إحتراق شقة بحي شي غيفارا وسط المدينة
  • الجلفة: إحتراق شقة بحي شيقيفارة وسط المدينة
  • معدل أسعار الفائدة المدينة يتراجع بـ5,08 في المائة وفقا لبنك المغرب
  • “المدينة المفقودة” تحت المحيط.. اكتشاف عالم غريب
  • لفك الاختناقات المرورية.. شرطة البصرة ترفع السيطرات الأمنية من داخل المدينة
  • هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
  • رئيس الوزراء الصومالي يغادر المدينة المنورة
  • بلدية رفح الفلسطينية تطالب بتوفير 40 ألف خيمة ووحدة إيواء عاجلة لسكان المدينة
  • رئيس مدينة بورفؤاد: استمرار حملات إزالة الإشغالات وفرض الانضباط بنطاق المدينة