قناديل البحر لا تملك أدمغة مركزية..كيف يُمكنها التعلم؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
أعتقد العلماء أن الدوائر العصبية المعقدة والأدمغة المركزية، متطلبات أساسية للحيوانات لإظهار القدرة على التعلم. غير أن بحثاً جديداً يتحدى تلك الفكرة، بعد أن أثبت أن الكائنات الحية البسيطة، مثل قناديل البحر، قادرة على التكيف الفعال، وهو شكل من أشكال التعلم.
وأظهرت دراسة جديدة قدمها باحثون من جامعة كوبنهاجن، أن قنديل البحر الكاريبي يُمكن أن يتعلم على مستوى أكثر تعقيداً بكثير مما كان يتصور سابقاً، على الرغم من امتلاكه لعدد قليل للغاية من الخلايا العصبية، حوالي ألف خلية فقط مقارنة بـ100 مليار خلية عصبية عند البشر، كما أنه لا يمتلك دماغاً مركزياً على الإطلاق.
ولا تُعيد نتائج الدراسة الجديدة تشكيل فهم العلماء للتعلم فحسب، بل تقدم أيضاً رؤى مثيرة بشأن تطور الجهاز العصبي.
كيف نتعلم؟
التعلم عملية مُعقدة للغاية، عند البشر وغيرهم من الحيوانات، وفي قلب عملية التعلم من الناحية البيولوجية تحدث تغييرات داخل الشبكات العصبية في الدماغ، ولأن اللبنات الأساسية للجهاز العصبي هي الخلايا العصبية، تتواصل ملايين من تلك الخلايا مع بعضها البعض من خلال هياكل تسمى المشابك العصبية، وغالباً ما يتضمن التعلم تغييرات في قوة وكفاءة الاتصالات المتشابكة، ثم تبدأ تلك الخلايا في إعادة تنظيم نفسها من خلال تكوين روابط عصبية جديدة بالمرونة العصبية تقوم بتقوية المشابك العصبية، أو إضعافها، من أجل تثبيت المعلومات وتشفيرها، أو محوها.
وتلعب الرسل الكيميائية التي تسمى الناقلات العصبية دوراً حاسماً في التعلم، فعندما تتواصل الخلايا العصبية عبر المشابك العصبية، يتم إطلاق الناقلات العصبية التي تؤثر على توازن وتوافر الناقلات العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين والغلوتامات، وتحث عملية التعلم والتحفيز.
بعد ذلك يتم تخزين الذكريات في أجزاء مختلفة من الدماغ المركزية، بما في ذلك الحصين والقشرة، وتتضمن عملية تعزيز الذاكرة تقوية الروابط العصبية، ما يسهل استرجاع المعلومات لاحقاً. تتمتع قناديل البحر، بتاريخ تطوري طويل وتعتبر من أقدم الحيوانات التي ظهرت على الأرض، ويصعب تحديد التوقيت الدقيق لظهورها بدقة بسبب السجل الأحفوري المحدود للكائنات الرخوة.
ومع ذلك، بناءً على الأدلة المتاحة، يقدر العلماء أن الكائنات المجوفة، والتي تشمل قنديل البحر، ظهرت خلال فترة ما قبل الكمبري المتأخرة، والتي تمتد من حوالي 541 إلى 1000 مليون سنة مضت. وتنتمي قناديل البحر إلى مجموعة من الحيوانات القديمة البسيطة المعروفة باسم اللاسعات، لا تشمل هذه المجموعة قناديل البحر فحسب، بل أيضاً الشعاب المرجانية وشقائق النعمان البحرية والهيدرات.
وتتميز اللاسعات بخلاياها اللاذعة المتخصصة التي تسمى الخلايا اللاسعة، والتي تستخدمها لالتقاط الفريسة والدفاع. وعلى عكس العديد من الحيوانات، بما في ذلك البشر، لا تمتلك قناديل البحر دماغاً مركزياً بالطريقة التي نتصور بها الدماغ عادةً. إذ لديها نظام عصبي بسيط نسبياً يتكون من شبكة فضفاضة من الخلايا العصبية، تُعرف أيضاً باسم الشبكة العصبية.
وتنتشر هذه الشبكة العصبية في جميع أنحاء الجسم، وتتركز بشكل أساسي في الطبقة الخارجية من الجلد وهياكلها المتخصصة التي تسمى "الروباليا".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي دراسة الخلایا العصبیة قنادیل البحر
إقرأ أيضاً:
الألكسو تحتفي باليوم العربي لمحو الأمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
احتفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، باليوم العربي لمحو الأمية، حيث نظمت أمس الأربعاء يوما دراسيا حول "التعليم الشامل والدمج الاجتماعي والاقتصادي: التعلم مدى الحياة نموذجا"، بمقر المنظمة في تونس.
ويمثّل اليوم العربي لمحو الأمية الذي أقرت الجامعة العربية الاحتفاء به في الثامن يناير من كلّ عام؛ مناسبة متجدّدة في المجتمع العربي لدعم الجهود العربية تعزيزا لمبدأ تكافؤ الفرص في عملية التعليم، ودعم أحقية كل فرد في التعلم، وضمان استمرارية التعليم والتعلم مدى الحياة.
ويركّز اليوم العربي لمحو الأمية هذا العام على" التعلم الذكي من أجل غد بلا أمية".
وافتتح الدكتور كمال الحجام، الخبير لدى الألكسو، اليوم الدراسي بإلقاء كلمة نيابة عن الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام لمنظمة "الألكسو"، أكد فيها خطورة ظاهرة الأميّة ونتائجها السّلبية على الفرد والمجتمع وهو ما يدفع الجميع إلى التعاون وتظافر الجهود وتعبئة الطاقات بهدف مقاومتها والحد من تأثيراتها الوخيمة.
ودعا إلى وضع استراتيجية جديدة مفادها الانتقال من "محو الأمية وتعليم الكبار" إلى "التعلم مدى الحياة"، مطالبا ببناء جسور شراكة فاعلة واستراتيجية مع شبكة من المتدخلين في القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، لتحقيق تلك الاستراتيجية.
وأكد ضرورة الشروع في تطوير المناهج التعليمية المعتمدة حاليا بما يواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين الوطني والدولي.
وتضمّنت الفعاليات كلمات ومداخلات لعدد من الخبراء والمعنيين بمجال التعليم والعلوم الاجتماعية في تونس ومنظمة الألسكو.