مليشيا عاجزة عن السيطرة على تفلتات جنودها من الخرطوم إلى دارفور كيف تكون جزءاً من أي عملية سياسية؟تجددت الاشتباكات بين السلامات والبني هلبة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
الإشتباكات القبلية في دارفور بين مجموعات تابعة لمليشيات الدعم للسريع أكبر دليل على فقدان المليشيا المتمردة للقيادة والسيطرة.
تجددت الاشتباكات بين السلامات والبني هلبة مرة أخرى وسط عجز قيادة المليشيا وفشلها أو قل غيابها الكامل. كيف ستأتي بالديمقراطية والمدنية لشعب كامل وأنت عاجز عن السيطرة على جنودك وهم يتقاتلون بسلاح الدعم السريع وسيارات الدعم السريع وزي الدعم السريع كل مع قبيلته؟
مليشيا عاجزة عن السيطرة على تفلتات جنودها من الخرطوم إلى دارفور كيف يمكن أن تكون جزءاً من أي عملية سياسية؟ هذه المليشيا كانت منذ البداية عبارة عن مشكلة تحتاج إلى حل وليس طرف سياسي أو عسكري يوازي الجيش ويتدخل في إصلاحه وإعادة هيكلته.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المليشيا تقوم بكل غباء بتهديد العاصمة ووسط السودان وشماله لتحصد النتيجة في شكل متحركات نزحف نحوها إلى دارفور
ما تقوم به المليشيا من قصف للمنشآت المدنية والعسكرية في العاصمة والولايات قد يحقق لها ما تريد ولكنه من ناحية أخرى تذكير مستمر للدولة وللشعب بأن هذه الحرب لم تنته ولن تنتهي إلا بالقضاء نهائيا على هذه المليشيا المجرمة.
المليشيا تريد أن تقول إنها موجودة من خلال هذه الأفعال وأنها قادرة على تهديد المواقع العسكرية والمرافق الخدمية وتهديد حياة المواطن. ولها ذلك. ولكن هذا يخدم الخطاب الحربي للجيش في معركة دارفور أكثر مما يخدم المليشيا.
آخر ما يحتاجه الجيش الآن وآخر ما تحتاجه الجبهة الداخلية هو حالة الاسترخاء والشعور بأن الخرطوم تحررت وأن كل شيء على ما يرام، وأن الحرب تدور هناك في الهامش بعيدا عن العاصمة مركز الحكم والسلطة. المليشيا تتكفل بكل غباء بمهمة التنبيه المستمر للشعب السوداني بأن الخطر ما يزال موجودا رغم خروج المليشيا من سنار والجزيرة والخرطوم.
لو كانت المليشيا تفكر بعقل استراتيجي لكانت فعلت كل ما في وسعها لإيهام كل سكان السودان خارج دارفور وكردفان بأن حربهم معها قد انتهت بتحرير ولايات الوسط والعاصمة، وبأن المعركة القادمة في دارفور هي معركة ما يعرف بقوى الهامش ضد بعضها.
ولكن وبدلا من ذلك، وفي وقت بدأت فيه بالفعل أصوات بعض الأغبياء وسط مؤيدي الجيش تتعالى بضرورة عدم ذهاب المستنفرين والقوات المساندة للجيش إلى دارفور، الأمر الذي يخدم المليشيا، خرج عبدالرحيم دقلو وتوعد بغزو مدن الشمالية ونهر النيل والعودة مرة أخرى للخرطوم من بوابة الشمالية. ومنذ ذلك الوقت اختفت نهائيا تلك الأصوات الجبانة المخذلة ضد معركة دارفور. عبدالرحيم دقلو قدم خدمة للجيش وسهل مهمته بتهديد الشمالية.
فالمليشيا تقوم بكل غباء بتهديد العاصمة ووسط السودان وشماله لتحصد النتيجة في شكل متحركات نزحف نحوها إلى دارفور.
صحيح أن الجيش في كل الأحوال سيتقدم إلى دارفور، وللشعب السوداني ثأر مع المليشيا يدفعه لمواصلة دعم الجيش حتى القضاء على آخر دعامي، ولكن ما تقوم به المليشيا الآن يمنع أي تراجع أو تراخي عن هذا المسعى.
حليم عباس