أسرار وقوع كريستيانو رونالدو في غرام العرب
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
يحمل السيف ويرقص على إيقاع العرضة السعودية، ويشاركهم في احتفالات اليوم الوطني وهو يرتدي الزي المحلي «الثوب والشماغ»، وأحيانا يسجد لله شاكرا على طريقة المسلمين بعد تسجيل الأهداف، كأنه شاب في بداية عقد العشرينات يلعب بشغف ورغبة حقيقية لتسجيل الكثير من الأهداف وقيادة فريقه لتحقيق الانتصارات والألقاب، وليس كريستيانو رونالدو، ملك اللعبة الذي يتربع منفردا على صدارة الهدافين التاريخيين للعبة، وحقق كل النجاحات المطلوبة على المستوى الجماعي والفردي في اللعبة، باستثناء معانقة كأس العالم في 5 محاولات طوال رحلته الدولية الممتدة حتى هذه اللحظة، والسؤال الذي يفرض نفسه ويجعل البعض منا يسأل ويتساءل قائلا: يا ترى ما سر انسجام صاروخ ماديرا في دوري روشن؟ أو كما يقولون كيف نجح في تجديد شبابه في أرض العرب؟
كلمة السر
في مقابلة موثقة أجراها الدون مع شبكة «إي إس بي إن» بعد هزيمة النصر أمام سيلتا فيغو بخماسية نظيفة في جولة الاستعداد للموسم الجديد، قال صراحة: «لن أعود مرة أخرى إلى أوروبا»، ليس لأنه أوشك على كسر حاجز الـ38 عاما، بل لأنه من وجهة نظره، لتراجع مستوى اللعبة والمنافسة عموما في القارة العجوز، باستثناء ما يعتبره الدوري الأقوى والأشرس والأكثر تنافسية في العالم حتى هذه اللحظة البريميرليغ، ومؤخرا نقلت عنه شبكة «ستيب سبورت» ما قاله عن السبب الجوهري الذي جعله يفضل العرض السعودي على باقي العروض الأوروبية والأمريكية، بعيدا عن سحر وبريق المال، بقوله: «وجدت في المملكة ما كنت أبحث عنه من حب وتقدير»، في إشارة واضحة إلى أنه لم يجد هذه المعاملة في إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا وأيضا وطنه البرتغال، وفي واقع الأمر، لو عُدنا إلى الوراء عقد ونيف، سنتذكر العديد من الأزمات والمشاكل، التي كادت تقضي على مسيرته في بداية عقد العشرينات، ولولا شجاعته وعقليته القوية وموهبته المتفجرة، لأخذت مسيرته منحى آخر بعد انقلاب الرأي العام والشارع الإنكليزي عليه، بعد تدخله السريع لتحريض الحكم لتوجيه البطاقة الحمراء في وجه وين روني في إقصائيات كأس العالم 2006، تلك الفترة التي تصدرت فيه مقولة «أنا أكره كريستيانو رونالدو» محركات البحث في المملكة المتحدة، بعد مقالة تحريضية نُشرت في موقع « Bleacher» جاءت بعنوان «لماذا يكره العالم رونالدو؟»، كان أشبه بالملخص لأسوأ ما قيل عن اللاعب المراهق آنذاك، واقتباس أشهر سقطاته أمام المصورين والصحافيين قبل التحول العظيم في مسيرته الاحترافية.
الأب الروحي الوهمي
صحيح كريستيانو لم ولن ينسى أبدا، فضل السير أليكس فيرغسون عليه، ليس فقط لأنه صاحب قرار ضمه من سبورتنغ لشبونة وهو بعمر أقل من 20 عاما، ليعيد بريق القميص رقم 7 بعد انتقال الأيقونة ديفيد بيكهام إلى ريال مدريد في عام 2003، بل أيضا لأنه كان داعمه الأول داخل غرفة خلع الملابس، خاصة في مواقف تنمر اللاعبين عليه، لضعف لغته الإنكليزية في سنواته الأولى في المملكة المتحدة، والمرة الثانية، عندما ساعده على امتصاص الغضب الجماهيري العارم بعد ردود الأفعال على تسببه في خروج الأسود الثلاثة من المونديال الألماني، بنفس طريقة احتواء بيكهام بعد طرده أمام الأرجنتين في كأس العالم فرنسا 1998، لكنه لن ينسى أبدا، أن الأب الروحي تخلى عنه في أضعف لحظاته في وطن كرة القدم، عندما اشتكى من تهاون حكام البريميرليغ مع المنافسين الذين يتعاملون معه بخشونة زائدة على الحد في المواجهات المباشرة، وآنذاك بدلا من أن يجد الدعم من الأب الروحي في عالم كرة القدم كما يحدث دائما، تفاجأ بتصريحاته المحبطة، قائلا جملته الشهيرة «نعم هو محق في حالات قليلة، لكن أغلب الحالات صحيحة»، وبعدها هدد هدافه ومن كان أفضل لاعب في العالم عام 2008، بعقوبات قاسية إذا استمرت هفواته، والإشارة كانت إلى لحظات سقوطه وفقدانه للكرة، التي كانت تكلف الفريق استقبال الأهداف، وهو ما حدث بالفعل بإجلاسه على مقاعد البدلاء والاكتفاء بمنحه دقائق قليلة في نهاية ولايته الأولى في «مسرح الأحلام» موسم 2008-2009.
صافرات..استهجان وعداء
نتذكر جميعا إنجازات كريستيانو العظيمة مع ريال مدريد، ونجاحه في قيادته للفوز بدوري الأبطال 4 مرات خلال فترة وجوده في «سانتياغو بيرنابيو» في الفترة بين عامي 2009 و2018، بخلاف باقي الألقاب الجماعية الأخرى والجوائز الفردية المرموقة، وكان ذلك في الوقت الذي كان يختم فيه كل موسم بـ50 لـ60 هدفا على أقل تقدير، لكن بمجرد ما كان يتراجع مستواه أو تنخفض حصيلة أهدافه، كان يواجه نفس مصير المقصرين وأنصاف النجوم الذين يتعرضون لأبشع أنواع الانتقادات، بإطلاق صافرات استهجان بشكل جماعي كلما لمس الكرة في قلب «سانتياغو بيرنابيو»، وحدثت ذات مرة في دربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد، ليرد كريستيانو بثلاثة أهداف هاتريك في غضون ربع ساعة، ورغم أنه الهداف التاريخي لريال مدريد، لم يحصل على نهاية أو وداع يليق بأمجاده وتاريخه مع النادي، كما يفعل الرئيس فلورنتينو بيريز مع الأساطير والنجوم في لحظات الوداع، فقط تم إعلان بيعه ليوفنتوس عبر الموقع الرسمي، مثل أي صفقة يقوم بها النادي في الميركاتو الصيفي، حتى في وطنه البرتغال، نادرا ما يشعر بدعم وحماية المشجعين، لدرجة أنه منتصف الطريق في بداية العقد الماضي، كان يسمع أبناء وطنه يهتفون باسم الغريم الأزلي ليونيل ميسي في مباريات المنتخب، وعادة ما يخسر في الاستفتاءات الشعبية كلما وضع في تصويت أمام الأسطورة الراحل أوزيبيو أو أسطورة القرن الجديد لويس فيغو، رغم أن رونالدو هو من وضع بلاده على خريطة كرة القدم العالمية بشكل حقيقي وليس بالشعارات وأطلال الماضي، بدوره الكبير في تتويج المنتخب بيورو 2016 ثم النسخة الأولى لدوري أمم أوروبا، ولعلنا تابعنا الهجمة الإعلامية والجماهيرية الشعواء عليه في فترة ما قبل مونديال قطر 2022، كنوع من أنواع الضغط على مدرب المنتخب سانتوس لإبعاده من التشكيل الأساسي، وهذا في حد ذاته، يفسر أسباب رفضه فكرة العودة إلى الوطن لإنهاء مسيرته الأسطورية مع نادي الطفولة، وذلك كما أشرنا أعلاه بعيدا عن راتبه السنوي الخرافي في جنة كرة القدم الجديدة في الشرق الأوسط.
الفجوة الزمنية
ربما على الورق، بدا وكأن رونالدو عثر على ما كان يبحث عنه من حب وتقدير مع يوفنتوس، بحصوله على معاملة الملوك من المشجعين، قبل أن ينتهي شهر العسل سريعا، كواحد من ضحايا فشل الفريق على المستوى القاري، وللبعض الآخر المسؤول الأول عن فشل فك عقدة السيدة العجوز مع الكأس ذات الأذنين، كون النادي وقع معه مقابل ما يزيد على 100 مليون يورو، لاستنساخ ما كان يفعله مع الميرينغي في الفترة ما بين عامي 2014 و2018 في الكأس ذات الأذنين، لينتهي به المطاف بالعودة إلى بيته القديم في الدوري الإنكليزي الممتاز، في صفقة أثارت جدلا على نطاق واسع، كون أغلب التوقعات والمؤشرات كانت ترجح سيناريو ذهابه إلى مانشستر سيتي، بعد فشل محاولة ضم هاري كاين من توتنهام، وقيل إنه تراجع في اتفاقه مع السكاي بلوز، بعد مكالمة من شيخ المدربين ومدرب الفريق وقتها أولي غونار سولشاير، كان ملخصها إذا أردت العودة إلى مانشستر، فمكانك موجود في اليونايتد، ليدخل في فجوة زمنية على مدار 18 شهرا، انتهت بحرب كلامية، بلغت ذروتها في مقابلته الشهيرة مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، التي كشف خلالها عن معاناته في ولايته الثانية مع الشياطين الحمر، وكيف لا يتعامل بالتقدير والاحترام اللازمين من قبل المدرب إيريك تين هاغ، في ما كانت أشبه بالقشة التي قصمت ظهر البعير، حيث اضطر النادي بعد هذه المقابلة بأيام قليلة لفسخ عقد قائد المنتخب البرتغالي، تزامنا مع وصوله الأراضي القطرية لقيادة بلاده في المونديال الاستثنائي، مغلقا معها تسونامي من الأزمات والمشاكل أينما حط الرحال سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، التي ورطته قبل سنوات قليلة في قضية محرجة، يعود تاريخها إلى العام 2007، عُرفت على نطاق واسع بقضية اتهامه باغتصاب عارضة أزياء في أحد فنادق لاس فيغاس.
وهذا أيضا يأخذنا إلى سبب تمنعه على العرض الأمريكي، واستقراره على ارتداء قميص «العالمي» مطلع العام الحالي، فاتحا الطريق أمام هذا الكم الهائل من النجوم ومشاهير اللعبة الذين توافدوا على الأربعة الكبار في الدوري السعودي المحترفين في الميركاتو الصيفي الأخير، وقبل أي شيء، نلاحظ استمتاعه بوقته في السعودية، ومعاملة الملوك التي يحظى بها سواء داخل المملكة أو خارجها، كما نشاهد في المدرجات الممتلئة في كل مباريات النصر في دوري روشن، والمحبة المتبادلة بينه وبين مشجعي الخصوم قبل عشاق العالمي، كما يبدو في تفاعل الآلاف معه خارج القواعد كلما سجل هدفا وأراد الاحتفال على طريقته الخاصة «Siiiiii»، أما في الرحلات الخارجية، يكفي ما شاهدناه في إيران منتصف الأسبوع الماضي، بوقوف المئات وربما الآلاف أمام المطار، كما كنا نشاهد لقطات استقبال عادل إمام والزعماء في الدول العربية في التسعينات، في انتظار وصول كريستيانو ورفاقه في الفريق العاصمي، على هامش مباراة بيرسيبوليس ضد النصر، التي انتهت بفوز الضيوف بثنائية نظيفة في دوري أبطال آسيا، ناهيك عن شعوره بصدق مشاعر البسطاء والمشجعين في منطقة الشرق الأوسط، بداية من تفاعله مع أصدقائه المسلمين في رمضان والأعياد، مرورا بالصورة التي رسمها لنفسه مع المتابعين في البث المباشر، كشخصية تميل إلى طباع ولغة العرب، منها عشرات المقاطع وهو ينطق بعض الكلمات بلغة «الضاد» عندما كان لاعبا في ريال مدريد، نهاية بوقوعه في غرام المنطقة من المحيط إلى الخليج، بعد اتساع دائرة أصدقائه المغاربة المقربين، قبل حتى أن يدشن فندق «سي آر 7» في المغرب، والآن يدون قصة الحب الكبير مع الجماهير السعودية بوجه خاص والعربية بوجه عام، بعد سنوات من المعاناة والملاحقات في أوروبا.
المصدر: القدس العربي
يمن مونيتور24 سبتمبر، 2023 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام لافروف: من مصلحتنا المشتركة منع حرب كبرى مقالات ذات صلة لافروف: من مصلحتنا المشتركة منع حرب كبرى 24 سبتمبر، 2023 بعد أيام من انتقاد الرياض.. المجلس الانتقالي يعلن نيته اتخاذ “قرارات مصيرية” 24 سبتمبر، 2023 مانشستر يونايتد يستعيد توازنه بفوز صعب على بيرنلي 24 سبتمبر، 2023 تحدي أبوظبي.. واشنطن تدعو السعودية والإمارات لإنهاء خلافتهما في اليمن 23 سبتمبر، 2023 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق رياضة انطلاق الدوري اليمني أكتوبر القادم في مدينة سيئون 23 سبتمبر، 2023 الأخبار الرئيسية بعد أيام من انتقاد الرياض.. المجلس الانتقالي يعلن نيته اتخاذ “قرارات مصيرية” 24 سبتمبر، 2023 تحدي أبوظبي.. واشنطن تدعو السعودية والإمارات لإنهاء خلافتهما في اليمن 23 سبتمبر، 2023 وجوه اليمن الخالدة.. علي عبدالمغني- مهندس ثورة سبتمبر الذي ولِد لصناعة الجمهورية 23 سبتمبر، 2023 وزير الخارجية السعودي: ندعم الحلول السياسية لإنهاء حرب اليمن 23 سبتمبر، 2023 سلطة حضرموت تتسلّم إدارة ميناء الوديعة البري الحدودي مع السعودية 23 سبتمبر، 2023 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم لافروف: من مصلحتنا المشتركة منع حرب كبرى 24 سبتمبر، 2023 مانشستر يونايتد يستعيد توازنه بفوز صعب على بيرنلي 24 سبتمبر، 2023 انطلاق الدوري اليمني أكتوبر القادم في مدينة سيئون 23 سبتمبر، 2023 وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني يبحثان تكثيف اللقاءات التشاورية 23 سبتمبر، 2023 مانشستر سيتي يواصل صدارة البريميرليج بانتصار سادس على التوالي 23 سبتمبر، 2023 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 19 ℃ 27º - 18º 29% 2.81 كيلومتر/ساعة 27℃ الأحد 25℃ الأثنين 26℃ الثلاثاء 27℃ الأربعاء 26℃ الخميس تصفح إيضاً أسرار وقوع كريستيانو رونالدو في غرام العرب 24 سبتمبر، 2023 لافروف: من مصلحتنا المشتركة منع حرب كبرى 24 سبتمبر، 2023 الأقسام أخبار محلية 24٬392 غير مصنف 24٬146 الأخبار الرئيسية 11٬770 اخترنا لكم 6٬343 عربي ودولي 5٬567 رياضة 1٬996 كأس العالم 2022 72 كتابات خاصة 1٬981 اقتصاد 1٬899 منوعات 1٬761 مجتمع 1٬718 صحافة 1٬435 تراجم وتحليلات 1٬420 آراء ومواقف 1٬393 تقارير 1٬381 ميديا 1٬169 حقوق وحريات 1٬167 فكر وثقافة 821 تفاعل 738 فنون 444 الأرصاد 146 بورتريه 61 صورة وخبر 20 كاريكاتير 19 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2023، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا 2 سبتمبر، 2023 عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية في تعز.. ما الأسباب والتداعيات؟ 20 ديسمبر، 2020 الحوثيون يرفضون عرضاً لنقل “توأم سيامي” إلى خارج اليمن 30 مايو، 2023 الأرصاد اليمني يدعو المواطنين إلى عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء العواصف الرعدية أخر التعليقات الضباعي اليافعي
مشاء الله تبارك الله دائمآ مبدع الكاتب والمؤلف يوسف الضباعي...
ماجد عبد اللهالله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...
divaمقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...
عبدالله منير التميميمش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...
Tarek El Noamanyتحليل رائع موقع ديفا اكسبرت الطبي...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: کریستیانو رونالدو کأس العالم کرة القدم فی الیمن ما کان
إقرأ أيضاً:
محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
يمانيون../
حذر محافظ عدن طارق مصطفى سلام، من التحركات الأمريكية الأوروبية في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ.
وقال في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إن المواطنين في تلك المحافظات باتوا اليوم يحشدون للتصدي لمشاريع المحتل التقسيمية وطرده والخلاص منه ومن أدواته الرخيصة
إلى نص الحوار:
-تحدثتم في وقت سابق من هذا الشهر عن تحركات أمريكية -أوروبية بعدن بالتزامن مع وصول سفراء أوروبيين إلى عدن وزيارات أوروبية مكثفة إلى الجنوب المحتل.. كيف تنظرون إلى هذه التحركات؟
بداية الأمر، التحركات الأجنبية الغربية ضد اليمن لم تتوقف كما أشرت منذ العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا 2014 والمساعي الغربية الحثيثة ضد اليمن أرضاً وإنسانًا، وقد ظلت تحاك بمختلف وشتى الوسائل؛ من أجل إعادة اليمن إلى مربع الوصاية والهيمنة، وبرغم كلّ تلك المؤامرات والتحديات ظلت اليمن بقيادتها وشعبها وجيشها شامخة عصية أمام كلّ تلك المخاطر، والمؤامرات، وتمكنت -بفضل الله- من إجهاض كلّ مشاريع ومؤامرات العدوّ ، حتى جاءت معركة طوفان الأقصى، والتي كان لليمن فيها رأي مغاير ومختلف عن كلّ التوجهات الإقليمية والجيوسياسية، والمصالح والحسابات المختلفة.
كان اليمن -بفضل الله- وحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- هي البوصلة التي توجهت نحوها الأنظار، والآراء؛ نتيجة الموقف اليمني البطولي والفريد، بالإضافة إلى موقف الإخوة المجاهدين في المقاومة الإسلامية في كلّ من لبنان والعراق وإيران ومختلف الفصائل المساندة والمجاهدة، وبفضل هذا التغييرات والمواقف الجديدة التي فرضتها اليمن على اللعبة والمؤامرة ضد الأمّة، والشعب الفلسطيني المظلوم سعت القوى الدولية المختلفة راكضة للدفاع عن المصالح الأمريكية والإسرائيلية والغربية التي تضررت بفعل الضربات اليمنية، ولذا فإن التحركات الغربية الجديدة في اليمن تعمل على محاولة إعادة البوصلة التي دارت عجلتها ولم يتمكن العدوّ الأمريكي والإسرائيلي من وقفها عن مسارها الجديد الذي فرضه الشعب اليمني.
-ما تفاصيل التحركات الأوروبية الأمريكية في المناطق المحتلة؟
المساعي، والتحركات الغربية الأجنبية، والخطط والمؤامرات، التي تدار وتناقش من خلف الكواليس وعلى الطاولات لا شك أنها قد انكشفت وتعرت أمام رجال الله و القيادة الثورية والسياسية الحكيمة والمخلصة والتي أصبحت اليوم -بفضل الله- هي من تضع الخطط وهي من تدير اللعبة، على عكس ما يتوقعه العدوّ؛ فبعد أن وجد الأعداء أنفسهم عاجزين أمام بسالة وعنفوان الشعب اليمني المساند للمقاومة في غزة عملوا على محاولة لملمة وترتيب صفوف مليشياتهم الإجرامية على خطوط التماس، وحشدوا الآليات والأسلحة المختلفة والمتنوعة من الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وقاموا باستدعاء قادة المرتزِقة ووضعهم أمام الصورة الجديدة والمهمة التي كلفوا بها؛ من أجل حماية إسرائيل والدفاع عنها، حتى أنهم جاءوا بالمرتزق طارق عفاش وجالوا به مختلف العواصم المطبعة وتنقل بين عدد من القواعد الأمريكية والتقى بقادة وجنرالات أمريكيين وإسرائيليين؛ من أجل توجيه المرتزِقة وتحريكهم ضد قوات الجيش اليمني الذين يخوضون معارك ضارية وبطولات عظيمة ضد كيان العدوّ سواء في البحر أو الجو أو من خلال أدواتهم الرخيصة المتواجدة على الأرض.
-أشرت إلى وصول عدد كبير من القوات الأمريكية والأجنبية للمحافظات المحتلة “مؤخرًا” بالتزامن مع تلك التحركات والهدف تفجير الوضع العسكري.. ما حجم هذه القوات؟
التواجد الأجنبي في اليمن حاضر وبقوة منذ العام 2015 ومنذ سيطرة الاحتلال السعوديّ الأمريكي على المحافظات الجنوبية اليمنية، وتعزز ذلك التواجد بفعل الارتباطات والمصالح التي منحت للدول الأجنبية مقابل مشاركتها في العدوان على اليمن، وكانت تلك المنح والمزايا التي يقدمها المرتزِقة للدول الأجنبية في اليمن هي الضوء الأخضر الذي مكن العدوّ الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي وغيرهم من القوات الأجنبية والغربية من التمادي والتوسع في أنشطة أعمالها العدائية والعدوانية ضد اليمن، ومما لا شك فيه أن هذه القوات قد تضاعفت قوتها وتزايدت أعدادها بفعل المجريات الجديدة في المعركة التي تخوضها اليمن مع المجاهدين في غزة ضد الاحتلال الصهيوني الأمريكي والأطماع الغربية في المنطقة.
لاحظنا مؤخراً النشاط الأمريكي والاسرائيلي المريب في المحافظات المحتلة وحجم التحشيدات العسكرية والاستخباراتية واللوجستية ناهيك عن مستوى الدعايات والحملات الإعلامية الرخيصة التي لم تتوقف ضد اليمن والشعب اليمني منذ اللحظات الأولى لمعركة الإسناد اليمني للإخوة المجاهدين في غزة.
-برأيكم.. ما حاجة أمريكا للتواجد بهذه الأعداد في اليمن إذا كان المخطط يعتمد على توجيه المرتزِقة لأية معركة قادمة لحسابها وحساب المشروع الصهيوني الشرق أوسطي؟
المعركة اليوم لم تعد تدار خلف الستار، أو من تحت الطاولة.. معركة غزة وبطولات المجاهدين التي يجترحها الأبطال كلّ يوم والتضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني واللبناني في سبيل الدفاع عن شرف الأمّة ومقدساتها عرت وفضحت وكشفت كلّ تلك المؤامرات والخطط، أصبحت المعركة اليوم مواجهة مباشرة مع العدوّ الأمريكي الإسرائيلي، ولم يعد أولئك سوى أدوات أو كلاب استكشافية يطلقها العدوّ أمامه لتمهد له الطريق، وليكونوا كبش فداء تحركاته التي تتمركز في كلّ من المخاء والمهرة وحضرموت وسقطرى وغيرها من المحافظات المحتلة، والتي باتت اليوم معسكرات تحتضن تلك القوات الأمريكية والإسرائيلية التي تطمح لتحقيق أهدافها وغاياتها الدنيئة على حساب الشعب اليمني وثرواته وحقوقه المشروعة.
-برأيكم.. ما حظوظ هذ التحركات، في هذا الوقت الذي باتت فيه صنعاء بقوتها تواجه أسياد أولئك المرتزِقة، وتتوعدهم بالزوال؟
كلّ تلك المساعي والتحركات المرصودة قد حُكِمَ عليها بالفشل إلى ما لا نهاية؛ لأنها استخدمت، وجربت بالمستوى المهين الذي لا يمكن لها أن تستعيد قوتها، بالإضافة إلى غياب المشروع والرؤية والهدف، ومع تجاذب المصالح والأطماع والمؤامرات ضد اليمن من قبل قوى العدوّ الصهيوني جعل من أولئك المرتزِقة أعداء لأنفسهم ودينهم قبل أن يكونوا أعداء لأنفسهم؛ ولذا فأي تحرك لهم اليوم هو يأتي في إطار ما يخطط له العدوّ من تحركات لردع الموقف اليمني المساند لغزة، وسيواجه بضربات قاصمة، وتصدٍ كبير بفضل الله، وبفضل العزيمة والإيمان الذي يتحلى به الشعب اليمني من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ووعيه وإدراكه بحجم هذا العدوّ، وخطورة مشروعة الإجرامية ضد الأمّة.
-ألا يظهر تصادم مشاريع الانتقالي، المحرمي، الإخوان، وجماعة عفاش، كعامل انتكاس واقعي لمليشيا أمريكا، إسرائيل، السعودية، الإمارات، والأوروبيين؟
هذا من جانب، وهو غياب الرؤية والهدف وتجاذب المصالح والأطماع والولاءات، بالإضافة إلى ذلك وهو الأهم الزخم الشعبي اليمني المتعاظم مع القضية الفلسطينية، والدعم اليمني المساند سواء على المستوى الشعبي، أو العسكري، أو السياسي ضد كيان العدوّ الصهيوني ومؤامراته.. أضف إلى ذلك مستوى وحجم الاستعدادات الكبيرة، ومستوى التطوير الكبير في السلاح، والإمكانيات التي باتت اليمن تمتلكها مؤخراً، كلّ تلك المعطيات ستسهم -بفضل الله- في ردع ذلك العدوّ قبل أن يفكر بالتحرك في إطار المشروع الأمريكي الإسرائيلي الغربي الذي يحاك ضد اليمن، وسيدفن تحت رمال هذه التربة الطاهرة التي لا تقبل العمالة والخنوع والارتهان لأعداء الأمّة ومجرميها.
-كيف ينظر أبناء المحافظات الجنوبية اليمنية للتحركات الأمريكية وتحركات المرتزِقة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها أبناء الجنوب؟
الشارع اليمني اليوم متأزم أكثر من أي وقت مضى بفعل المعاناة والأزمة التي يعيشها المواطنون في المحافظات المحتلة؛ نتيجة تراكم الأزمات الاقتصادية والانهيار الكارثي للريال اليمني، والتي انعكست على أوضاع المعيشة للمواطنين، وتسببت في ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية مع انقطاع المرتبات عن الموظفين منذ أكتوبر الماضي، وكلّ هذه العوامل والأسباب تنذر بانفجار وشيك للوضع بعد أن وصلت المعاناة إلى مرحلة لا تطاق، وبات المواطن اليمني يحلم بتوفير قوت يومه الأساسي كالخبز والماء.
-ولكن ما تأثير هذا على المرتزِقة وأدوات تحالف العدوان؟
لا شك، أنه وبعد هذا الوقت أصبح المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلة جلَّ تركيزه واهتمامه موجه صوب قوات الاحتلال السعوديّ والإماراتي والأمريكي، ولم تعد تلك الأدوات في نظرهم سوى جماعات مرتزقة رخيصة باعت الأرض والعرض والشرف مقابل المال المدنس، ولذا فإن الأصوات والاحتجاجات التي نسمعها، ونشاهدها اليوم كلها مطالبة برحيل الاحتلال والتحالف من اليمن، وما يدركه الشعب اليمني أكثر من أي وقت مضى بأن رحيل المحتل هو المطلب الأساسي، وبرحيله لن يكون لأولئك المرتزِقة الرخاص الذين تسببوا بكل هذه المعاناة والأوضاع والقتل والترهيب والإجرام ضد الشعب اليمني أية قيمة أو أثر.
-مسؤول في المهرة يلوح بالتصعيد الشعبي ضد التحالف وحكومة المرتزِقة ويتحدث عن توجه المحافظة نحو تنفيذ خيارات مفتوحة تتجاوز توقعات التحالف…برأيكم ماذا يمكن أن تكون تلك الخيارات؟
لا شك أن هذه الأصوات والمواقف وإن كانت متأخرة إلا أنها تعكس الرغبة اليمنية في استعادة ما نهب وسلب واستبيح من قبل المحتل السعوديّ الإماراتي، وهي رسالة واضحة بأن المحتل محكوم عليه بالزوال سواء أكان ذلك اليوم أو غداً من خلال أعدائه، أو من خلال من تحالف معه بداية الأمر.
وكم نتمنى أن نسمع مثل هذه الأصوات والمواقف التي تكفر عن خطيئتها، وتعمل على تصحيح ما ارتكبته من أخطاء ومظلومية بحق الشعب اليمني، وتعمل على تصحيح ذلك الاعوجاج الذي تسبب في قتل وتشريد وتجويع ملايين اليمنيين ونهب الثروات وتدمير المقدرات الوطنية لأجل مصالح العدوّ، وتسهيل مشاريعها التدميرية على حساب الشعب اليمني وحقوقه المشروعة.
-هل هي مطالبات الحكم الذاتي أم مخططات تقسيم؟
لا أعتقدها مخططات حكم ذاتي بقدر ما هي خطط وضعت وأعدت في إطار مواجهة المخططات الرامية إلى جرها اليوم نحو التشرذم والانقسام، وحتى تظل اليمن ضعيفة منهزمة منكسرة أمام هذه الزخم والغزو الأجنبي والغربي في اليمن بما يمهد لكل قوة أو طرف أن تسيطر على منطقة، ويرجع اليوم إلى حكم السلطنات والمشيخات تحت إدارة وسيطرة المحتل الأجنبي الذي سيكون هو الوالي على تلك المنطقة.
-السعودية والإمارات تسعيان لتأزيم وضع المحافظات المحتلة أكثر فأكثر، حيثُ الصراع بينهما كبير.. وكلّ يوم يمر يمثل صورة أسوأ في حياة الناس هناك؟ كيف تقرأون هذا الصنيع من وكلاء الاستعمار من أعراب الجزيرة؟
مستوى الصراع بين السعودية والإمارات وصل إلى مستويات ومراحل متأزمة، وهو بلا شك قد ألقى بظلاله على مجريات الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعيشها المحافظات المحتلة اليوم، فبعد أن اتضحت حقيقة كلّ طرف تجاه الآخر، وتعرت وانكشفت تلك المخططات الاحتلالية والمصالح والأطماع أمام الشعب اليمني، وباتت حقيقة تلك المؤامرات، حيثُ تأزم الوضع أكثر وخاف كلّ طرف من خسارة ما لديه أو تراجعه عما بدأ به، وهو ما تسبب اليوم بخلق واقع متأزم من الصراع اللامتناهي بين السعودية والإمارات وسعي كلّ طرف تثبيت نفسه على حساب الآخر، ولا شك أن هذه المهزلة ستنتهي قريباً ويجتث اليمنيون المحتل وأدواته الرخيصة إلى مزبلة التاريخ بعد أن يلقنهم دروساً قاسية في الرجولة والعزة والكرامة.
-ما مستوى إدراك رجل الشارع، والمواطن البسيط في المناطق المحتلة لدور المرتزِقة في تنفيذ أجندة المحتل؟
المواطن اليوم حائر بين الركض وراء لقمة عيشه، والنظر إلى ما يدور حوله من مؤامرات؛ ففي الوقت الذي يفترض فيه أن يتم توفير أو تحسين مستوى الخدمات المعيشية للمواطنين أصبح المواطن اليوم يسخر من مرتزِقة التحالف، ومن مستوى الوضاعة التي وصلوا إليها مع أسيادهم.. لقد فقد المواطن اليمني الثقة بالمحتل ومرتزِقته وبات اليوم يحشد للتصدي لمشاريع المحتل التقسيمية وطرده، والخلاص منه ومن أدواته الرخيصة.
-قبل أيام جرى الحديث عن حكم ذاتي لسقطرى؟ كيف تعلق على هذا؟
صراع النفوذ بين قطبي الاحتلال في المحافظات المحتلة ألقى بظلاله على مجريات الأحداث في تلك المناطق والأطراف الموالين لهم، فالإمارات التي باتت تشعر بالخطر من التمدد السعوديّ في حضرموت والمهرة وعدن ولحج وجدت نفسها أمام خيار استئصال سقطرى من المحيط اليمني وسلبها الهوية اليمنية، ناهيك عن الأهمية الجغرافية للجزيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي هام، جعلها محل أطماع، وأنظار قوى الاستعمار ممثلة بأمريكا وإسرائيل، وما نراه اليوم من استحداثات عسكرية، وعمليات سلخ الهوية اليمنية جزء من ذلك المخطط.
-السعودية دفعت مؤخراً بتعزيزات عسكرية “ضخمة” باتجاه عدن ليست المرة الأولى.. ما الهدف من هذه التعزيزات؟
لا شك، أن ما يدور خلف الكواليس من تحركات مريبة ومشبوهة تعكس الوجه الحقيقي للسعودية الذي يعتمد على الخداع والغدر وهو ليس بخفي على أبطال الجيش اليمني، والأجهزة الاستخباراتية في صنعاء، وقد بات واضحاً وجلياً للجميع حقيقة الدور الخبيث الذي تقوده السعودية في هذا التحالف الغربي على اليمن، وكيف أنها جعلت من نفسها مطية لتلك المؤامرات على اليمن، والتي بلا شك ستكون وبالاً عليها، وجحيماً على أمنها واستقرارها الذي بات رهن إشارة الأبطال، وستجني ثمار ما تحصد من غدر، وعدوان هي وكلّ المتآمرين على اليمن.
-في المقابل السعودية تتحدث عن اتصالات مع صنعاء لتنفيذ ما تم التوافق عليه من قبل.. كيف تقرأون هذا التحرك السعودي بالتزامن مع تصعيد أمريكي إسرائيلي في اليمن؟
السعودية بسياستها الحالية تكيل بمكيالين، الأول تراوغ في الشق السياسي، وتعمل على جعل نفسها وسيطة في الملف اليمني، وكأنها ليست الطرف المعتدي على اليمن، والآخر تحيك المؤامرات، وتحضر مع الأعداء في إدارة العدوان على اليمن، وهي بهذا السلوك تؤكد حقيقة ما عرفها اليمنيون عليه خلال الأزمنة الماضية، كحاضنة رئيسية للعداوة والمؤامرة على اليمن، وهذا ما يجب أن تخاف منه السعودية، والتي وضعت نفسها في موقف لا مفر منه أمام غضب وبطش الشعب اليمني الذي يقوم بواجباته الإنسانية والأخلاقية تجاه أمته ومقدساته، ولن يتهاون ويتساهل أمام أي طرف كان قد يتسبب بالأذى والضرر للشعب اليمني والأمّة.
-هناك كثير من الأصوات التي تدعو إلى مواجهة التجنيد للجماعات “التكفيرية”، فتكرار حضور هذه الجماعات في مناطق الصراعات في المنطقة يشير دائماً إلى ما يصاحبها من فوضى.. ما مستوى التخوف من حضور هذه الجماعات؟
هناك تخوف من تبعات هذا التمدد الوهابي الذي يعتمد على القتل والتكفير وتشويه الدين الإسلامي الحنيف، والأمر لا يقتصر على الفتاوى والخطب، بل امتد ليشمل وجود معسكرات تجنيد وقوات عسكرية باسم الدين تعمل على نشر تلك الأفكار المتطرفة والارهابية بهدف زعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى والارهاب بين المواطنين في مخطط يعكس الأهداف الخفية للتمدد السعوديّ الخفي تحت غطاء الدين الذي بات يتوسع بكثرة في الآونة الأخيرة في المحافظات المحتلة.
حضورها يهدف إلى إغراق المحافظات المحتلة في وحل الإرهاب ومستنقع الفوضى كما يجري الآن في بعض مناطق شبوة وأبين، حيثُ تتمركز الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتسيطر على بعض المناطق، بشكل كلي، وأيضاً بما يتوفر لها من إمكانيات ضخمة لمساعدتها في السيطرة على الأوضاع، وهو ما يجري له التخطيط حالياً ليشمل باقي المحافظات، من خلال نشر وإنشاء مراكز دينية متطرفة تعمل على دعم هذه الأفكار ونشرها ليخدم مصالح العدوّ ويمكنه من مواصلة احتلاله تحت غطاء مكافحة الإرهاب الذي أسسه وأوجده بنفسه.
-أخيرًا.. كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل الأحداث والتطورات الجارية محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا؟
لا شك، أن الموقف اليمني المساند والقوي تجاه القضية الفلسطينية قد أربك الأعداء وفضح مخططاتهم وعرى حقيقتهم المظلمة تجاه الأمّة والشعب، وما جرى، ويجرى من مؤامرات وتحركات ضد اليمن ليست إلا محاولات لوقف هذا الإسناد المتعاظم، ومساعٍ لإفشال العمليات البطولية التي تقوم بها المقاومة ضد كيان العدوّ في كلّ من غزة والبحر الأحمر ولبنان، وقد أثبتت الأيام أن هذه الحرب لن تتوقف، وأن جبهة الإسناد لن تتراجع ما لم يكن هناك وقف كلي للحرب على غزة، وتراجع الكيان الصهيوني في المضي نحو مشروعه التقسيمي للأمة، وأن الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والربانية ماضون نحو تحقيق الأهداف المنشودة لهذه الأمّة في ردع العدوّ، وقض مضاجعهم، ولن تكون هناك أية قوة، أو تحالف، أو عدوّ يستطيع من وقف هذا المد الجارف من الغضب الشعبي اليمني تجاه ما يجري، ويحصل لإخواننا في غزة وفلسطين مهما كلفنا ذلك من ثمن.
وفيما يتعلق بالمرتزقة والعملاء نقول لهم إن الشعب اليمني قد عرف حقيقتكم، وبانت مؤامراتكم وعمالتكم للعدو الصهيوني الأمريكي، ولن تكونوا بمنأى عن ضرباته وعملياته البطولية التي ستنال منكم، حيثُ كنتم، ولا شك أنكم الآن تدركون حقيقة الوضع الذي أوقعكم العدوّ فيه، فلا أرض تقبلكم، ولا سماء تحميكم، ولا سلاح يدفع عنكم بأس وغضب الشعب اليمني المقاوم.
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي