يكشف استفهام لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها ؟ عن أحد أسرار صلاة الفجر تلك الفريضة المكتوبة عظيمة الفضل والثواب، والتي ينبغي معرفتها لما فيه دلالة على فضل صلاة الفجر ومن ثم زيادة الحرص عليها واغتنامها ، حيث يعد سر لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها ؟ من أهم الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس دون أن يدركوا ذلك، فإذا كنا على علم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها ، فإننا لا زلنا لا نعرف السبب والحكمة، ولعل هذا ما يطرح السؤال عن لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها ؟، فمعرفة السبب كما تبطل العجب فإنها كذلك تزيد الحرص واغتنام الفضل.

لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها

قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفجر هو الصبح والصبح هو الفجر، وهذه الفريضة التي تعد فريضة أول النهار،و يسن أن نؤدي قبلها ركعتين ثم نؤدي الفريضة، كما أن بعض الفقهاء يطلق على السنة مسمى الفجر، أما الفريضة فيطلق عليها الصبح، وكثير من الفقهاء يسمي الفريضة الفجر والصبح، فكلاهما تسمية لصلاة واحدة، هي صلاة الفريضة وسنتها قبلها، فيقولون سنة الصبح وسنة الفجر.

 وأوضح “ وسام” في إجابته عن سؤال: ( لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها  ؟)، أنه فيما أخرجه مسلم (725)، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا) ، منوهًا بأن العلماء  اختلفوا فى ذلك،  فقد ذهب بعض العلماء إلى أن المقصود فى الحديث ركعتى السنة فيما ذهب البعض الآخر أن المقصود هم ركعتا الفجر، فإن صلى العبد ركعتي الفجر والسنة المؤكدة له فقد أتى بما يهدف له الحديث، ويجوز للإنسان إذا فاتته سنة الفجر أن يصليها بعد صلاة الصبح، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه فاتته سنة الفجر القبلية فقضاها بعد أن صلى الفريضة، حيث أنه إذا استيقظ الإنسان من نومه وصلى الفجر كي لا تفوته الجماعة ولم يصلِ ركعتين السنة، فإنه يجوز له أن يؤديهما بعد صلاة الفريضة.

و جاء أنه كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُعلِّمُ أُمَّتَه الأعمالَ الفاضلةَ، ويُبيِّنُ أجْرَها وثَوابَها حثًّا وتَرغيبًا للنَّاسِ على فِعلِها، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «رَكعَتا الفَجرِ»، والمرادُ بهما سُنَّةُ الفَجرِ، وهما الرَّكعتانِ بيْن الأذانِ والإقامةِ، «خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، أي: أنَّ الأجرَ المُترتِّبَ على تلك الصَّلاةِ في الآخرةِ أعظَمُ وأفضلُ مِن جَميعِ نَعيمِ الدُّنيا، وهُما مَعْدودتانِ في السُّننِ الرَّواتبِ لِصَلواتِ الفريضةِ، واهتِمامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بهما بَيانٌ لِعِظمِ شَأنِهِما وأجْرِهِما، وحثٌّ على الحرصِ عليهما.

و كان مِن شأنِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تَخفيفُ هاتينِ الرَّكعتينِ؛ ففي الصَّحيحينِ عن عائشةَ رَضِي اللهُ عنها أنَّها كانت تقولُ: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي رَكعتَي الفجرِ فيُخفِّفُ، حتَّى إنِّي أقولُ: هلْ قَرَأ فيهما بأُمِّ القرآنِ؟»، وفي مُسلمٍ عن أبي هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَرَأ في رَكعتَي الفجرِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}»، وفي الحَديثِ: فَضلُ رَكعَتيِ الفَجرِ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة الفجر

إقرأ أيضاً:

عبدالرحمن قناوي يكتب: لماذا نحن هنا؟

بينما يصرخ أحد المطربين الموجوعين من غدر الصحاب، حدّثت صبي القهوة، مستنكرا: «مش عارف إيه اللي بتسمعوه ده يا عبده وبتستحملوه إزاي»، فرد بسرعة: «دول عندنا زي أم كلثوم بالنسبالكم يا أستاذ».. كلماته التي قالها بتلقائيته المعتادة معي صدمتني مرتين، الأولى لأنه ذكرني أن قطار العمر جرى دون عودة وأنه «فات الميعاد» منذ زمن، والثانية للمقارنة بين الست وذلك الموجوع صاحب الاسم الغريب، تلك المقارنة السريعة البسيطة التي وضع بها ذلك الفتى صاحب الـ15 عاما حدا فاصلا بين جيله ومن سبقوه، كشف بها عن انسلاخ جزء من المجتمع من هويته، وتخليه عن تراثه وثقافته.

الصدمة التي سببها لي صديقي الصغير دفعتني لإطلاق تساؤلات عديدة عن النقطة التي وصلنا إليها من تدني الذوق العام، والخروج من عمق عباءة الأصالة والتمسك بالجذور، إلى تلك المنطقة الضحلة التي تعلقنا فيها بالقشور والغث الذي لا يبقى، وأصبح جيل كامل لا يستطيع التفريق بينه وبين السمين، ويفضله عليه كذلك!

تساؤلات كثيرة دارت في خُلدي عن تراجع الهوية وانسحاقها بين محبي ذلك «الترزيع» الصوتي، وآخرين لا يكادون يتحدثون اللغة العربية من الأساس، وانتقلوا من خلط بعض الكلمات من لغاتٍ أجنبية بحديثهم للظهور بشكل «مودرن»، إلى التحدث الكامل بتلك اللغات بشكل كامل، مع نسيان اللغة الأم، وجدتني أسأل نفسي: «لماذا نحن هنا؟».

لم أجد إجابة على أسئلتي إلا في ذاكرتي، التي يتزين كل مكان فيها بمكتبةٍ ضخمة، كنت أقضي فيها ساعات طويلة، من مركز شباب القرية إلى مدارسي من الثانوية إلى الإعدادية، قطعًا لم يقرأ صبي القهوجي كتاب «عن صحبة العشاق.. رواد الكلمة والنغم» للمبدع الراحل خيري شلبي، لم يمر أمام عينيه استشهاده بكلمات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن كوكب الشرق، الذي قال فيه إن صوت أم كلثوم كان صوتا زعيما.. لو توفرت له الفرصة لقراءته لما جرؤ على ذلك الوصف.

هؤلاء الشباب والصبية الذين لا يتحدثون العربية، لم يقضوا ساعاتٍ طويلةٍ وسط آلاف الكتب، لم يقرأوا روائع الأدب العالمي بترجمة الهيئة العامة للكتاب، لم يعيشوا بين «عبقريات» العقاد و«أيام» طه حسين و«يوميات» توفيق الحكيم و«عبرات» المنفلوطي»، لم ينهلوا من نهر عمرو بن كلثوم ولا شربوا من كأس أبو نواس، ليعتاد لسانهم لغتهم، وتتمسك أرواحهم بجذورهم.

أصبحنا هنا لأننا لا نقرأ، إذ يثبت تقرير صادر عن منظمة اليونيسكو العام الماضي، أن الطفل العربي يقرأ 7 دقائق سنويًا، بينما الطفل الأمريكي يقرأ 6 دقائق يوميًا، ومعدل ما يقرأه الفرد في العالم العربي سنويًا هو ربع صفحة فقط، بينما أكدت مؤسسة الفكر العربي أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويًا، بينما لا يتعدى متوسط قراءة المواطن العربي 6 دقائق سنويًا، وكذلك إصدارات الكتب في الدول الأوروبية هي الأخرى أكثر بكثير من العالم العربي، بمعدل 100 كتاب في أوروبا مقابل كتابين فقط في منطقتنا، وينشر العالم العربي 1650 كتابا سنويًا، في وقت تنشر فيه الولايات المتحدة 85 ألف كتاب سنويًا.

أرقام تثبت التراجع المرعب للقراءة وقيمتها، ما نتج عنه فقداننا لهويتنا الثقافية وجذورنا، تراجع بدأ باختفاء مشروع «مكتبة الأسرة» وما كانت توفره من كنز ثقافي هائل في كل منزل بالمجان تقريبا، واكتمل باختفاء المكتبات من المدارس ومراكز الشباب، فالجيل الجديد لم يترعرع على إعلانات «مهرجان القراءة للجميع»، ولم ينشأ على القراءة داخل مدرسته، ولا يعرف شيئا عن مهنة «أمين المكتبة»، تراجعٌ استمر وكبُر وتوحش حتى أصبحنا هنا، في ضوضاء المقهى الذي يختلط بها صوت الموجوع بغدر الصحاب مع حديث بلغة أجنبية لمجموعة من الشباب على المنضدة المجاورة، وصوت صبي القهوة يصيح لأحد السائلين عن الطريق: «إنت إيه اللي جابك هنا.. لف وارجع من الأول هتلاقي الطريق».

 

 

مقالات مشابهة

  • حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم؟.. الإفتاء تُجيب
  • سنن يوم الجمعة.. فرضية سنة صلاة الجمعة وأحكامها الفقهية
  • عبدالرحمن قناوي يكتب: لماذا نحن هنا؟
  • الصلاة الوافية الكافية على الرسول.. تعلمها تكفيك الهم وتغفر لك الذنب
  • جرب روتين سيدنا محمد من الصباح للمساء.. يوم في حياة النبي
  • «الفجر» تكشف أسباب زيادة سعر البنزين والسولار اليوم في مصر
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 25 يوليو 2024 في المدن والعواصم العربية
  • صلاة الفجر| مواقيت الصلاة بالمحافظات اليوم الخميس
  • بالقاهرة والمحافظات.. ننشر مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24 يوليو 2024
  • صلاة الفجر| مواقيت الصلاة بالمحافظات اليوم الأربعاء