لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها؟.. اغتنمها لـ 5 أسباب
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
يكشف استفهام لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها ؟ عن أحد أسرار صلاة الفجر تلك الفريضة المكتوبة عظيمة الفضل والثواب، والتي ينبغي معرفتها لما فيه دلالة على فضل صلاة الفجر ومن ثم زيادة الحرص عليها واغتنامها ، حيث يعد سر لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها ؟ من أهم الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس دون أن يدركوا ذلك، فإذا كنا على علم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها ، فإننا لا زلنا لا نعرف السبب والحكمة، ولعل هذا ما يطرح السؤال عن لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها ؟، فمعرفة السبب كما تبطل العجب فإنها كذلك تزيد الحرص واغتنام الفضل.
لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها
قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفجر هو الصبح والصبح هو الفجر، وهذه الفريضة التي تعد فريضة أول النهار،و يسن أن نؤدي قبلها ركعتين ثم نؤدي الفريضة، كما أن بعض الفقهاء يطلق على السنة مسمى الفجر، أما الفريضة فيطلق عليها الصبح، وكثير من الفقهاء يسمي الفريضة الفجر والصبح، فكلاهما تسمية لصلاة واحدة، هي صلاة الفريضة وسنتها قبلها، فيقولون سنة الصبح وسنة الفجر.
وأوضح “ وسام” في إجابته عن سؤال: ( لماذا صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها ؟)، أنه فيما أخرجه مسلم (725)، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا) ، منوهًا بأن العلماء اختلفوا فى ذلك، فقد ذهب بعض العلماء إلى أن المقصود فى الحديث ركعتى السنة فيما ذهب البعض الآخر أن المقصود هم ركعتا الفجر، فإن صلى العبد ركعتي الفجر والسنة المؤكدة له فقد أتى بما يهدف له الحديث، ويجوز للإنسان إذا فاتته سنة الفجر أن يصليها بعد صلاة الصبح، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه فاتته سنة الفجر القبلية فقضاها بعد أن صلى الفريضة، حيث أنه إذا استيقظ الإنسان من نومه وصلى الفجر كي لا تفوته الجماعة ولم يصلِ ركعتين السنة، فإنه يجوز له أن يؤديهما بعد صلاة الفريضة.
و جاء أنه كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُعلِّمُ أُمَّتَه الأعمالَ الفاضلةَ، ويُبيِّنُ أجْرَها وثَوابَها حثًّا وتَرغيبًا للنَّاسِ على فِعلِها، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «رَكعَتا الفَجرِ»، والمرادُ بهما سُنَّةُ الفَجرِ، وهما الرَّكعتانِ بيْن الأذانِ والإقامةِ، «خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها»، أي: أنَّ الأجرَ المُترتِّبَ على تلك الصَّلاةِ في الآخرةِ أعظَمُ وأفضلُ مِن جَميعِ نَعيمِ الدُّنيا، وهُما مَعْدودتانِ في السُّننِ الرَّواتبِ لِصَلواتِ الفريضةِ، واهتِمامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بهما بَيانٌ لِعِظمِ شَأنِهِما وأجْرِهِما، وحثٌّ على الحرصِ عليهما.
و كان مِن شأنِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تَخفيفُ هاتينِ الرَّكعتينِ؛ ففي الصَّحيحينِ عن عائشةَ رَضِي اللهُ عنها أنَّها كانت تقولُ: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي رَكعتَي الفجرِ فيُخفِّفُ، حتَّى إنِّي أقولُ: هلْ قَرَأ فيهما بأُمِّ القرآنِ؟»، وفي مُسلمٍ عن أبي هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَرَأ في رَكعتَي الفجرِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}»، وفي الحَديثِ: فَضلُ رَكعَتيِ الفَجرِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الفجر
إقرأ أيضاً:
التقوى مفتاحُ الفوز في الدنيا والآخرة
شاهر أحمد عمير
تحظى التقوى بمكانة عظيمة في القرآن الكريم، حَيثُ تُعدّ من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن، بل تأتي في الترتيب بعد الإيمان مباشرة من حَيثُ الأهميّة، وقد أكّـد الله سبحانه وتعالى، في كتابه العزيز أن التقوى هي مفتاح النجاح والفوز في الحياة الدنيا والآخرة، حَيثُ جعلها شرطًا للعديد من وعوده الإلهية، كما قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ من حَيثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].
لقد قدّم الله سبحانه وتعالى، من خلال القرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، التوجيهات التي تساعد الإنسان على تحقيق التقوى، وجعلها الحصن الذي يحميه من المخاطر والشرور؛ فالتقوى ليست مُجَـرّد شعور داخلي أَو حالة نفسية، بل هي التزام عملي بتوجيهات الله وسلوك مسؤول ينبع من الوعي بمصير الإنسان في الدنيا والآخرة.
إن التقوى تُعلِّم الإنسان أن يكون مسؤولًا عن أفعاله، وأن يدرك أهميّة الأعمال الصالحة وما يترتب عليها من نتائج مباركة، مما يدفعه إلى الامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
ومن أهم العوامل التي تؤثر على تقوى الإنسان هو مدى وعيه وإدراكه لنتائج أعماله؛ فالإيمان بوعد الله ووعيده هو الذي يدفع المؤمن للاستقامة، لكن عندما تغيب هذه البصيرة، يصبح الإنسان عرضة للوقوع في المعاصي والانحرافات.
واليوم، تعاني الأُمَّــة الإسلامية من نقصٍ كبير في التقوى، رغم أنها تمتلك نعمة الإسلام التي توفّر لها طريق الهداية، غير أن الغفلة واتباع الشهوات والانفعالات السلبية جعلت البعض ينحرف عن هذا الطريق، مما انعكس سلبًا على أخلاق الأفراد وسلوكهم، وأدى إلى فساد في المجتمعات وانتشار المظالم والفتن.
في هذا السياق، يحرص السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- على تذكير الأُمَّــة بأهميّة التقوى كمنهج حياة، ويدعو دائمًا في جميع خطاباته ومحاضراته الرمضانية إلى العودة الصادقة إلى الله، والاعتماد عليه في مواجهة التحديات؛ فقد أكّـد في محاضراته العديدة أن ضعف التقوى هو السبب الأَسَاسي للكثير من الأزمات التي تعيشها الأُمَّــة الإسلامية، وأن الحل يكمن في تصحيح المسار، وإحياء القيم الدينية، والتمسك بالثوابت القرآنية.
كما أن اهتمامه الكبير بالشعب اليمني وبقضايا الأُمَّــة الإسلامية والعربية ينبع من إدراكه العميق أن التقوى والاستقامة على منهج الله هما السبيل الوحيد للعزة والنصر والكرامة.
إن العودة إلى التقوى هي الحل الأنجع لكل المشاكل التي تواجه الأُمَّــة الإسلامية اليوم، سواء أكانت سياسية أَو اجتماعية أَو اقتصادية؛ فالمجتمع الذي تسوده التقوى يكون مجتمعًا متماسكًا، تسوده العدالة والرحمة، وتنعدم فيه مظاهر الفساد والطغيان، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ [النحل: 128].
إن تعزيز التقوى في نفوس المسلمين يجب أن يكون على رأس الأولويات، سواء من خلال التربية الأسرية، أَو الخطاب الديني والإعلامي، أَو السياسات العامة للدول؛ فبالتقوى تتحقّق العزة والنصر، وتستعيد الأُمَّــة الإسلامية مكانتها بين الأمم، كما أن كُـلّ فرد سيجد في التقوى مصدرًا للأمان والاستقرار، وسعادةً في الدنيا والآخرة.
وفي شهر رمضان المبارك، يطل علينا السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- بمحاضرات وإرشادات توعوية يحرص فيها على هدايتنا ورجوعنا إلى الله سبحانه وتعالى، ويدلنا على طريق القرآن الكريم، ويكشف لنا عن الأخطار التي تحيط بالأمة الإسلامية؛ فهو يوعي المسلمين بالمخطّطات التي تهدف إلى إبعادهم عن دينهم وقرآنهم، حتى تظل الأُمَّــة ضعيفة ومشتتة، تعاني من الظلم والقتل والاحتلال، وتواجه حصارًا وعقوبات ظالمة تستهدف المقاومين الشرفاء في حماس، وحزب الله، واليمن، والعراق، وكلّ من يسعى لاستعادة كرامة الأُمَّــة وعزتها.
إن التقوى ليست مُجَـرّد موعظة دينية، بل هي مشروع حياة، بها تتحقّق النجاحات، وتثبت المواقف، وتنتصر الشعوب المستضعفة؛ فبالتقوى والاعتماد على الله، تصنع الشعوب عزتها، وتحفظ كرامتها، وتحقّق نصرها على الطغاة والمستكبرين.