محيط المدارس.. ازدحام يومي ووقوف عشوائي

في ظل استمرار الازدحام المروري حول المدارس رغم إنجاز العديد من مشاريع الطرق السريعة والحديثة، التي استوعبت الزيادة المتوقعة في أعداد المركبات، أكد مواطنون استمرار المعاناة من الازدحام المروري أمام المدارس سواء لأولياء الأمور الذين يوصلون أبناءهم أو لسكان المناطق المجاورة للعديد من المدارس وخاصة في وقت الذروة حيث بدء الدوام المدرسي ونهايته.

وأكد مختصون وأولياء أمور لـ «العرب» أهمية وضع الحلول العملية للحد من الازدحام اليومي بما فيها إضافة الأراضي الخلفية للمدارس للاستفادة منها في الحد من الازدحام المروري وتحسين الوصول إلى المدارس القائمة من خلال إنشاء الجسور أو أنفاق مشاة لتسهيل عملية وصول الطلاب إلى مدارسهم من المناطق المحيطة بحيث لا يكون الوصول للمدرسة مقتصرا فقط على مداخل المدرسة، مع ضرورة وضع تخطيط سليم قبل بناء المدارس بحيث يسهل الوصول إليها، وتجنب وجودها أمام المنازل السكنية. وكذلك تجنب إنشاء مدارس بالقرب من بعضها البعض مما يزيد الازدحام في المناطق. وكذلك أنشاء مواقف كثيرة للمدارس واستغلال الأراضي الخليفة لها.
وأعربوا عن أملهم أن يسهم قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بتخفض أجرة المواصلات المدرسية بنسبة 78% إلى تعزيز النقل الجماعي من خلال حث الطلاب على استخدام الحافلات المدرسية وإعادة النظر في رسوم حافلات المدارس الخاصة لتشجيع الأهالي على استخدامها لأبنائهم.

خالد صالح مدرب تنمية بشرية: تشجيع استخدام النقل الجماعي للطلاب

أكد خالد صالح مدرب تنمية بشرية، أهمية وجود حلول علمية وبدائل معاصرة تسهم في تقليل الزحام الذي يشل الحركة المرورية في محيط العديد من المدارس في أوقات الذروة، وقد يساهم في تأخير الآباء عن وظائفهم أو الطلاب عن مدارسهم، مثل استخدام وسائل النقل العامة كالحافلات والمترو، واختلاف ساعات الدوام اليومي، وذلك لتقليل أوقات التنقل من وإلى وخلال العمل والمدرسة.
وأشار إلى نوع الآثار السلبية لاستمرار الازدحام المروري بما فيها تلوث الهواء واستهلاك الطاقة لأن السيارات العالقة تخرج كميات أكبر من الغازات السامة مما يتسبب في ظهور سحابات من الغبار والدخان حيث يتلوث الجو والهواء.
ولفت إلى أن تشجيع استخدام النقل الجماعي للطلبة، وتوفير بدائل بأسعار معقولة للحد من استخدام ولي أمر مركبته لتوصيل ابنه إلى المدرسة من شأنه تخفيف الازدحام على الطرق في محيط المدارس والذي يسبب ضغوطاً ومعاناة نفسية يومية بسبب القلق والتوتر والانفعال العصبي.
وأكد أهمية أن يصاحب ذلك تكثيف برامج التوعية المرورية، التي من شأنها خلق ثقافة مجتمعية، تعي سلبيات الوقوف العشوائي وعرقلة حركة السير والمرور، وتعريض حياة الطلبة للخطر.
ونوه بأن الازدحام المروري اليومي ظاهرة عامة على مستوى الدولة، مؤكدا أن الحد من هذه الظاهرة يساهم في تحقيق عدة مكاسب اقتصادية واجتماعية من خلال تقليل التكلفة التشغيلية لجهات العمل، بدءاً من موقف السيارة وتكاليف التشغيل وتخفيف الازدحام المروري وزيادة الإنتاج، كما يحقق التوازن في حياة الموظفين من الجنسين من خلال التوزان بين العمل والأسرة.

سعيد بن علي المري عضو المجلس البلدي: اجتماع مع الجهات المعنية للحد من التأثيرات السلبية

أكد سعيد بن علي المري، عضو المجلس البلدي عن الدائرة 20، أهمية التخفيف من حدّة الازدحام المروري بجوار المدارس في أوقات الدوام الصباحي وانتهاء الدوام، والذي يزيد من حدته غياب مواقف خاصة بمركبات أولياء أمور الطلبة أو مرافقيهم بالإضافة إلى افتقار بعض المناطق للممرات الخاصة بالمشاة والأرصفة ما يعرّض حياتهم للخطر أثناء النزول من السيارات في اتجاه المدرسة خلال فترتي ذهاب وعودة الطلبة.
وأكد المري أنه طرح العديد من الحلول العملية للحد من الازدحامات اليومية في محيط المدارس، من خلال عقد اجتماع مع الجهات المعنية لمناقشة مشكلة الازدحام المروري حول المدارس في مدينة الوكرة، مشيرا الى انه تم تداول المشكلة من جميع المحاور ومناقشة الحلول المقترحة لها بحضور العديد من ممثلي الجهات المعنية بما فيها وزارة التربية والتعليم، هيئة الاشغال العامة، مديرو المدارس المعنية وإدارة مرور أمن الجنوب.
وأوضح أن رحلة الخروج من محيط بعض المدارس في مدينة الوكرة، حتى الوصول إلى الطريق العام، تستغرق وقتا طويلا بسبب الازدحام المروري والوقوف العشوائي واضطرار كثير من أولياء الأمور إلى الوقوف أمام باب المدرسة لاصطحاب أبنائهم في توقيت واحد ما يتسبب في عرقلة حركة السير أمام المدارس.
وتوجه المري بالشكر إلى مختلف الجهات المعنية التي تفاعلت وأبدت التزاما بالنظر في حل هذه المشكلة من خلال دراسة بعض الحلول العملية المقترحة للحد من ظاهرة الازدحام المروري أمام المدارس ومن ضمن الحلول المقترحة أكد المري ضرورة إضافة الأراضي الخلفية للاستفادة منها في تحقيق الانسيابية وتخفيف الضغط المروري أمام المدارس، إلى جانب إعادة تصميم بوابات الدخول والخروج بالتنسيق والتعاون مع وزارة المواصلات لضمان تسهيل الدخول والخروج ومطالبة هيئة الاشغال العامة بسرعة تنفيذ مشاريع البنية التحتية في محيط المدارس ووضع التصاميم التي من شأنها تطوير معايير السلامة المرورية حول مناطق المدارس وتعديلها وفقاً لتوصيات الخبراء ومن ثم البدء في التنفيذ وإنشاء طرق آمنة حول المدارس توفير مواقف للمركبات، إنشاء جزر وسطية ودوارات صغيرة من شأنها تنظيم حركة السير في تلك المناطق، وضع عدد كاف من اللوحات الإرشادية واللافتات وعلامات الطرق بالقرب من المدارس، فضلاً عن قيام الجهات المعنية بتنظيم حملات توعية بأهمية الالتزام بقوانين السير والمرور والسلامة في محيط المدارس.

سعد السعدي أخصائي اجتماعي: الاعتماد على الحافلات المدرسية يقلل التكدس

قال الأستاذ سعد السعدي، أخصائي اجتماعي، إن زيادة استخدام النقل المدرسي بدلاً من النقل الخاص يساعد في الحد من الاختناقات والازدحامات المرورية حول المدارس بشكل كبير، كما أن تقليل مستخدمي النقل الخاص سيقلل من عدد الرحلات في المناطق المدرسية ما سيزيد من انسيابية الحركة المرورية وتقليل حدة ساعات الذروة صباحاً وظهراً.
وأضاف السعدي أن الوقوف العشوائي يعد السبب الرئيس للازدحام المروري الذي تشهده الشوارع المحيطة بالمدارس، داعيا الى زيادة الرقابة على المناطق المحيطة بالمدارس، إلى جانب رفع الوعي للذين يصطحبون أبناءهم الطلبة إلى المدارس وعدم الوقوف على الابواب وتشديد العقوبة على المخالفين.
واستعرض السعدي حلولا عملية للحد من الاختناقات المرورية حول المدارس خلال ساعات الذروة في الصباح والظهيرة، منها دخول وخروج الطلاب في أوقات مختلفة للمساهمة في انسياب حركة المرور، منوها بضرورة تطبيق نظام إلكتروني لخروج الطلاب وهو ما يجعل ولي الأمر قبل الدخول على بوابة المدرسة مخاطبة المسؤول عن خروج الطلاب بالسماح للطالب بالخروج وبالتالي لا يتكدس أولياء الأمور أمام المدارس، وأضاف أن من اسباب عدم استخدام الحافلات المدرسية أنها تتطلب وقتا أطول بسبب كثرة عدد الطلاب الذين يستخدمون الحافلة الواحدة وبالتالي من الممكن استبدالها بحافلات صغيرة لتقليل عدد الطلاب الى جانب عمل دورات تدريبية للحراس في المدارس وعدم وقوف سيارات «الجيران، والمركبات التالفة» بالقرب من بوابة المدرسة.

المهندس خالد النصر يحدد أسباب المشكلة ونسبتها: الوقوف العشوائي 45%.. وعدم توافر مواقف 35%..  وغياب الدوريات 20%

أرجع المهندس خالد بن أحمد النصر، رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين القطرية، ظاهرة الازدحام المروري علــــى الطرق المحيطة بالمدارس إلـــى ثلاثة أسبــــاب رئيســيــــة، منوها بأهمية تحديـد نسب تقريبيـــــة لمعرفــة تأثيـر كـل سبـب مـن الأسبــــــــــاب الثلاثـــــــة.
وأوضح النصر أن السبب الأول يتمثل في الاصطفـــــاف العشوائـــــي لمركبات ذوي الطلبة يساهم في الإزدحام المروري أمام المدارس بنسبـــــة 45%، أما السبـب الثانـــي فهـو عدم توافــــر مواقف كافية بنسبــــة 35%، والسبـب الثالـث هــو غيــــــــــاب الدوريات المرورية بنسبة 20%.
ودعا النصر إدارة المــرور والدوريـــات الـى تكثيف الوجود المروري فــــي محيط المدارس، خصوصاً خلال فترتــــــي ذهاب وعودة الطلبة، من وإلـــى المدرسة، وتشديــــد العقوبات علــى السائقيــــن المخالفيـــــن من ذوي الطلبة الذين يتسبـــــب وقوفهـــــم العشوائـــي فــــــي عرقلة حركة السير والمرور، فضلاً عن قيام الجهات المعنية بتنظيـــــم حملات توعية بأهمية الالـــــتـــــزام بقوانيــــن السيــــر والمرور والسلامـــة فــــــي محيط المدارس.
وأوضــح أن الازدحام المروري حول كثير من المدارس يُعد مشكلـــــة تتكرر سنويــــــاً، ولم تجد حلاً، حيــث إن مـن المقترحـات المطروحـة علـى الساحــة وهــي وجود فروق زمنية بين دخول وخروج الطلبة في المدارس باختلاف كل مرحلة دراسية وخاصـة المدارس فـي نفـس المنطقـــــــة، وأيضــاً مـن الحلول التـي طرحـت علـى الساحـــة مـن قبـل هـو إيجاد وسائل نقل اقتصادية بديلة تقلل من قيام الأهالي بتوصيل أبنائهم بمركباتهم، بما يحدّ من الازدحام وكثافة حركة المركبات، ورأينـــــا فـي الآونــة الأخيـــره قيـام وزارة التربيـة والتعليــــــم بخفـض قيمــة رسـوم الإشتـراك فـي باص المدارس ممـا سيكـون لــه أثـر علــى تقليـل الإزدحـام المروري بسبـب المدارس بعـد هـذا القـرار الصائـب مـن الجهـات المعنيـــة، مـــع الحـث بتوفيـــــر مزيد من المواقف في محيط المدارس مـن الجهــــات المعنيـــــــــة.
ونوه بأن الوقوف الخاطــــــئ مشكلـــــــــة يعانيها مرتادو الطريق، فبعــــض السائقيــــن يتركون مركباتهــــــم فـــي أي مكان فــــي الشارع دون مراعاة الأنظمة وقوانين المرور، وغيرهـــــم من السائقيــــن، فضــلاً عـن استخــدام المواقف الخاصة لأصحـــاب الهمم والأماكــــن الممنوع الوقوف فيها ومواقف الطوارئ لركـــن مركباتهـــم، وذلــك دون مراعاة لما قد يحدث نتيجـــــــة وقوفهــــــم الخاطــــــئ علـــــــى الطريـــــــــــق، وأيضــاً أوضــح جهـود إدارة المرور والدوريـات فـي الآونــة الأخيــرة بتفعيـل آليـات جديـدة لتنفيــذ القوانيــن الخاصــة بمخالفـــــــات استخـدام الجوال عنـد القيـادة وعـدم الانتباه للمرور أثنـاء السيـر مما سيكـون لـه أثـره الإيجابي فـي عـدم انشغال قـائد المركبــــة عـن الطريـق وزيـادة التركيـز والانتبـاه أثنـاء القيـادة.

المصدر: العرب القطرية