وصف المهندس عبدالرحمن المحمود رئيس جمعية علوم وتقنية المياه، الدور الذي تضطلع به الجمعية في مواجهة التحديات المتصلة بمصادر المياه في المنطقة والأمن المائي الخليجي عموما، بالمهم والمؤثر، لاسيما على صعيد المشاركة الفاعلة في إيجاد منهج مستدام لإدارة المياه في منطقة الخليج.
وقال المهندس المحمود، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» إثر انتخابه مؤخرا لرئاسة مجلس إدارة الجمعية، إن الجمعية دأبت منذ تأسيسها في العام 1987 على تنظيم المؤتمرات الدورية ونشر البحوث العلمية، وعقد الدورات التدريبية وورش العمل، والندوات التخصصية، الأمر الذي أفضى لمزيد من رفع الوعي وترشيد استهلاك المياه تماشيا مع تنامي الطلب على مصادرها، فضلا عن مشاركتها في إعداد الاستراتيجية المائية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.


وأشار إلى أن الجمعية نظمت حتى الآن 14 دورة من مؤتمر الخليج للمياه الذي يعقد منذ العام 1992 كل سنتين بإحدى دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المقرر أن تحتضن الدوحة في إبريل المقبل دورته الخامسة عشرة، مضيفا أن هذه الدورة من المؤتمر ستركز بشكل خاص على مراجعة التقنيات الحالية والناشئة المستخدمة في قطاعات المياه المختلفة، وزيادة الوعي بها، والتعرف على مزاياها وتحدياتها وقيودها.
وأبرز المهندس المحمود في هذا الصدد أن الدورة الخامسة عشرة للمؤتمر ستسلط الضوء على الدور المركزي للاستثمار في البحث والتطوير في توطين وإنتاج تقنيات قطاع المياه في دول مجلس التعاون الخليجي للابتعاد عن كونها مجرد سوق، وتحديد العوائق الرئيسية التي تحول دون تطبيق التقنيات الناشئة في إدارة قطاع المياه، وربط المتخصصين في مجال المياه لتبادل الخبرات ودراسات الحالة لأفضل الممارسات في دول المجلس ودول أخرى في المنطقة حول استخدام التكنولوجيا في قطاع المياه توازيا مع التأثير المتوقع أن يكون لها على أنظمة الإنتاج والإدارة والحوكمة وغيرها.
كما سيكون هناك استشراف لدور التكنولوجيا في تحقيق قطاع مياه فعال ومستدام في دول مجلس التعاون الخليجي من حيث: الفوائد، التكاليف، الأنظمة، المخاطر، والتحديات، ودور البحث والتطوير في توطين وإنتاج تقنيات قطاع المياه في دول المجلس، والمساهمة المحتملة لهذه التقنيات في الوصول إلى أهداف صافي انبعاث صفري للكربون والتكيف مع تغير المناخ في دول مجلس التعاون.
ونبه إلى أن تركيز الدورة الخامسة عشرة للمؤتمر على موضوع التكنولوجيا، ينبع من أن دول مجلس التعاون الست التي تعتبر أكثر من 40% من مياه التحلية في العالم موجودة بها، باتت تعمل على مواكبة الجديد في هذا المجال لتقليل تكاليف تحلية المياه حيث تشير المعطيات إلى أن كميات إنتاج المياه المحلاة ارتفعت بشكل كبير، من نحو ملياري متر مكعب في العام 1990 إلى 8 مليارات متر مكعب في عام 2017، وهي لذلك تجري أبحاثا محلية سواء على مستوى تكلفة الإنتاج أو استخدامات الطاقة فيه.
وقال إن ثمة عددا من المبادرات والأنشطة العلمية سوف تباشرها الجمعية خلال المأمورية الجديدة لتعزيز الجهود الخليجية المشتركة في المجالات ذات الأولوية لدول المنطقة ورفع مستوى الوعي المائي في المجتمع الخليجي، من بينها التركيز على إيجاد صيغ تعاون أكثر عملية بين الجمعية والجامعات ومراكز البحوث، أي زيادة العمل في الجانب البحثي وإجراء الدراسات وإعداد الكوادر من خلال التدريب.
وأضاف «سنعمل كذلك على تقوية التعاون مع الجهات التنفيذية نفسها سواء كانت وزارات أو هيئات أو مؤسسات حكومية، وأعتقد أن هذا بدأ بالفعل حيث نظمنا أول ندوة في مجال دراسة مشكلة ارتفاع مناسيب المياه الأرضية تحت المناطق الحضرية بالتعاون بين الجمعية وهيئة الأشغال العامة بدولة قطر، ونأمل أن يكون في تعاوننا الاستفادة من الخبرات الكثيرة للمستشارين والخبراء المنتمين للجمعية لأنهم أبناء المنطقة، والأعرف بشؤونها».
وأشار إلى أن الجمعية ستتيح الفرصة للاستفادة من خبراتها وقاعدة بياناتها بما في ذلك التسويق للخبراء واستفادة الجهات التنفيذية والعلمية والبحثية من خبراتهم، كما ستركز على التعاون مع القطاع الخاص، في مجالات عدة مثل المياه المعبأة والعناصر المرشدة للمياه بأنواعها الجوفية والسطحية والمعالجة.
وفي شأن الجهود التكاملية الخليجية وأثر الربط المائي عليها، قال «أنا من أشد المتحمسين لهذا الموضوع وأتمنى أن يرى هذا المشروع النور قريبا، لأن له كثير من الايجابيات على دول مجلس التعاون، وطبعا لا يخفى على أحد أن موضوع الربط المائي على نمط الربط الكهربائي مطروح بين الدول الست، لكن الأمر برمته من اختصاص اللجان الفنية واللجان الوزارية المعنية».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مصادر المياه دول مجلس التعاون قطاع المیاه المیاه فی فی دول إلى أن

إقرأ أيضاً:

مجلس التعاون الخليجي: نقف مع لبنان في هذه المرحلة

أكد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر الصحفي الختامي للاجتماع الطارئ على ضرورة ضبط النفس من قبل جميع الأطراف في لبنان.   وأعرب المجلس عن دعمه للبنان في هذه المرحلة، مشيرًا إلى ضرورة تطبيق القرار 1701 ومخرجات اتفاق الطائف.   وشدد المجلس على أهمية استكمال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، داعيا إلى ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

كما أكد المجلس على دعمه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن هذه الخطوات ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • مجلس التعاون الخليجي يدعو لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان
  • في ختام اجتماعاته.. المجلس الوزاري الخليجي يحذر من التصعيد المتزايد في المنطقة
  • مجلس التعاون الخليجي: يجب وقف إطلاق النار في غزة وتطبيق اتفاق الطائف في لبنان
  • في اجتماع استثنائي..التعاون الخليجي يؤكد دعمه للبنان وغزة
  • أمين عام مجلس التعاون الخليجي: ندين العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية
  • مجلس التعاون الخليجي: نقف مع لبنان في هذه المرحلة
  • رئيس الوزراء: مصر واحة الأمن والاستقرار في المنطقة
  • رئيس مجلس النواب: مصر لن تتهاون مع أي مساس بحقوقها أو أمنها المائي
  • رئيس الوزراء: المنطقة تواجه تحديات غير تقليدية تستلزم التعامل بأساليب مستحدثة
  • مجلس التعاون الخليجي يدعو إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان