الشباب وميلاد الرسول الكريم
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
ليس في هذا الكون من شيء أكثر قدراً من الاحتفال بمولد النور الإلهي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، الذي تجلى للبشرية في ليلة الـ 12 من ربيع الأول، فحولها من ظلمة إلى نور، ومن جهل لعلم ومن ظلم لعدل، ومن عبودية البشر إلى عبودية رب البشر.
أحسنت الدولة القرار باعتماد المولد النبوي الشريف إجازة رسمية فكم من العطل لمناسبات لا فائدة منها، فيما مولد سيد البشر ومغير مجرى التاريخ وخاتم النبيين والمرسلين، لم يكن عطلة رسمية، فرحة بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم.
كم من الشباب والفتيات ومعهم بقية الفئات العمرية وبينهم الرياضيون، يعملون قدسية لما يسمونها أعياداً، كيوم الكرسمس، ويوم الحب…..الخ ، فيما هم يجهلون كل الجهل بيوم ميلاد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.
على الأسر اليمنية تربية أولادها على معرفة الشهور الهجرية، لأن أعيادنا الدينية مرتبطة بها، وتعليمهم أن هناك يوماً غير الله به العالم، وأن فيه جاء خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن الاحتفال به مظهر من مظاهر الشكر لله عز وجل على هذه النعمة الكبيرة .
إن قمة الاحتفال به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، تتمثل في الاقتداء به والامتثال لأوامره التي هي أوامر المولى سبحانه وتعالى، ومنها نشر العدل والمساواة، وتحريم الاقتتال والاحتراب وتجريم الاحتكار.
وليس الاحتفال به صلى الله عليه، وآله وصحبه وسلم، مقتصراً فقط على رفع الرايات الخضراء وتعليق الزينة، بل الاحتفال به أبلغ قيمة من ذلك، ومنها أن نري غير المسلمين، أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، جاء لنشر السلام والمحبة والوئام وأن من يخالفون سنته بعيدون كل البعد عن تعاليمه السمحة، بل إن البعد عن السيرة النبوية يجعل البعض للاسف الشديد يحرفون الدين حسب هواهم.
إن الشباب المسلم الذي يحافظ على إحياء شعائره الدينية، إنما ينقل صورة حسنة عن الالتزام والتقيد بكل جميل وحسن، أما الانكفاء على تقليد كل ما هو غربي، لمجرد التقليد، وقد تكون المناسبات المقلدة عبارة عن آلهة تعبد من دون الله، غرسها الغرب في نفوس شبابنا لإبعادهم عن الطريق السوي والمنهج القويم.
إن السيرة النبوية عطرة وحافلة بالقيم النبيلة، ولهذا فإن إقامة مجالس لقراءة السيرة النبوية الشريفة، مهم جدا، والاهم هو حضور الشباب فيها، فهم في أمس الحاجة لسماع السيرة النبوية وتطبيقها على أرض الواقع، وكذلك كل الفعاليات المشابهة التي تقام في مختلف المحافظات.
نبارك لأنفسنا ولكم ولكل اليمنيين حلول هذه المناسبة العظيمة، سائلين المولى عز وجل أن يمنُّ فيها على بلادنا بالأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حكم السرقات والتعديات على مياه الشرب والصرف الصحي
كشفت دار الإفتاء المصرية عن حكم السرقات والتعديات التي تحدث من قبل بعض الأشخاص على مياه الشرب والصرف الصحي، مؤكدة أنه يحرم شرعًا الانتفاع بموارد الدولة عن طريق عمل توصيلات غير قانونية من أجل التهرب من دفع الرسوم المقررة لذلك.
وأوضحت الإفتاء أن ذلك يعد من السرقة المحرمة وأكل أموال الناس بالباطل، والإضرار بالمصلحة العامة، وخرق النظام، وخيانة الأمانة، ومخالفة ولي الأمر الذي أمر الشرع بطاعته.
أهمية المحافظة على المياه
وأضافت الإفتاء أن الماء من النعم التي لا يستغنى عنها كائن حي على وجه الأرض؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: 30]؛ فبها يحيا الإنسان والحيوان والنبات، وعليها تزدهر الأمم وتقوم الحضارات، ولا يكاد يخلو مشروع اقتصادي أو زراعي أو صناعي من الحاجة إلى المياه في كل المجالات، ومن هنا كانت المحافظة عليها واجبًا شرعيًّا على الأفراد والحكومات.
التهرب من قيمة استهلاك المياه من صور التعدي على المال العام
وأكدت الإفتاء أن توفير الانتفاع بالمياه وعملية إيصالها لمحتاجيها على الوجه الصالح لاستخدامها يكلف الدولة نفقات باهظة؛ يتطلبها حفر الطرق، وتمديد الشبكات، وتركيب المحطات، والمراحل العديدة للمعالجة والتكرير والتنقية، وتتحمل الدولة النصيب الأكبر من هذه التكاليف؛ دعمًا للمواطنين ومراعاةً لذوي الدخل المحدود، وتفرض في المقابل أسعارًا رمزية يجب إيفاؤها، ويحرم التهرب من دفعها.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [النساء: 29].
وعن أبي بَكرةَ رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
وعن خولة الأنصارية رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ» أخرجه البخاري في "الصحيح".
قال العلامة ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 219، ط. دار المعرفة): [أي: يتصرفون في مال المسلمين بالباطل، وهو أعم من أن يكون بالقسمة وبغيرها] اهـ.
التهرب من قيمة استهلاك المياه من صور مخالفة ولي الأمر والنظام العام
وقالت الإفتاء إن تنظيم الانتفاع بالمرافق في الدولة مضبوط بقواعد وعقود مبرمة بين المواطنين والدولة، ومحكوم بقوانين تحفظ مصالح الناس في المعاش، وقد نصت اللوائح والقوانين على منع سرقة المياه وتجريم فاعل ذلك، ويجب شرعًا الامتثال لذلك؛ إذ أمر الله تعالى بطاعة ولي الأمر في غير معصية؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59].
قال الإمام النووي الشافعي في "شرح صحيح مسلم" (12/ 222، ط. دار إحياء التراث العربي): [أجمع العلماء على وجوبها -أي: طاعة الأمراء- في غير معصية، وعلى تحريمها في المعصية، نقل الإجماع على هذا القاضي عياض وآخرون] اهـ.
كما أن التهرب من قيمة استهلاك المياه من صور خيانة الأمانة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيانة الأمانة وإخلاف الوعد من صفات المنافق؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» متفق عليه.
وورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَدَمٌ نَبَتَا عَلَى سُحْتٍ؛ النَّارُ أَوْلَى بِهِ» أخرجه أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" مختصرًا، وصححه ابن حبان والحاكم، وحسنه الترمذي من حديث كعب بن عُجْرة رضي الله عنه.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ، فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ» أخرجه الحاكم في "المستدرك" والبيهقي في "شعب الإيمان".