سماح عبدالعاطي: سيرة «هيكل» تعطينا رسائل ودروسا عن قيمة المعرفة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قالت الكاتبة الصحفية سماح عبدالعاطي، مساعد رئيس تحرير جريدة «الوطن»، إن سيرة الأستاذ محمد حسنين هيكل تعطينا رسائل ودروسا حول قيمة المعرفة وقيمة أن يحتوي المنزل على مكتبة والأهل يكونون مثقفين أو يكون لديهم وعي أو صورة معينة لبناء مستقبل ابنهم.
وأضافت الكاتبة سماح عبدالعاطي خلال استضافتها ببرنامج «ملعب الفن»، عبر إذاعة «أون سبورت إف إم»، ويقدمه الكاتب الصحفي والإذاعي مصطفى عمار، أن والدة هيكل كانت تريد أن يلتحق ابنها بسلك التعليم العام، بينما الوالد كان يرغب في أن يلتحق بالتعليم الأزهري، كما أن الأسرة انتقلت من الحسين إلى باب الشعرية حيث كانت المدرسة الجديدة ليكون قريبا منها.
وأشارت إلى أن هذا قيمة كبيرة ودرس لابد أن نتعلمه حول مدى وعي الأسرة وتربية الأبناء وتعليمهم على نحو خاص.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هيكل محمد حسنين هيكل ملعب الفن
إقرأ أيضاً:
مأساة فاوست: بين المعرفة والطموح المفرط
يُعتبر كريستوفر مارلو (1593-1564) من أبرز كتّاب المسرح الموهوبين فى عصر الملكة إليزابيث الأولى. فقد أظهرت أعماله، مثل دكتور فاوست، مهارته الاستثنائية فى دمج الدراما والشعر والموضوعات الفلسفية العميقة. ومنذ بداية دراستى فى الأدب الانجليزى وأنا أعتقد أنّ موهبته كان من الممكن أن تتفوق على موهبة وشهرة ويليام شكسبير، لو لم يُقْتَل بشكل مفاجئ فى مشاجرة عام 1593 عن عمر لا يتجاوز 29 عامًا. لقد منعه موته المبكر من أن يحقّق كامل إمكانياته، لكن تأثيره فى تطور التراجيديا الإنجليزية كان عظيما.
تظل شخصية فاوست واحدة من أبرز الأساطير التى ألهمت الفكر الإنسانى عبر العصور، حيث تتجسد مأساة الإنسان فى سعيه الحثيث وراء المعرفة المطلقة والطموح اللامحدود. وكريستوفر مارلو لم يكن وحده الذى عالج هذه الاسطورة فقد تناولها كل من غوته فى مسرحيته الشعرية (عام 1808)، فاوست وكذلك توماس مان فى روايته دكتور فاوست (عام 1947)، التى تصوّر بطلها الموسيقار، وهو يعقد اتفاقًا مع الشيطان ليحصل على العبقرية الفنية.
كانت رؤية فاوست للمعرفة أداة للسلطة والخلود، اعتقادًا منه أن امتلاك هذه المعرفة سيمنحه القدرة على التحكم فى الحياة وتحقيق الخلود. لكنّه فى غمرة طموحه، فقد البوصلة الأخلاقية، فباع روحه فى صفقة غير قابلة للإلغاء. كما يوضّح مارلو، فإن السعى وراء القوة هو فخٌ يخدع صاحبه دون أن يدرك العواقب الكارثية التى قد تترتب عليه.
يعبّر فاوست عن تعطش مفرط لامتلاك المعرفة والسيطرة بقوله: « لَو كانت لى أرواحٌ بعدد النجوم فى السماء، لما ترددت فى أن أهبها جميعها لميفوستوفيليس (الشيطان). به سأصبح إمبراطورًا عظيمًا للعالم، وأبنى جسرًا فى الهواء المتحرك لعبور المحيط مع كوكبة من الرجال؛ سأوحّد الجبال التى تفصل الشواطئ الأفريقية، وأجعل تلك الأرض قارة تتصل بإسبانيا، لتكونا معًا ثروتى الملكية...»
تطرح المسرحية تساؤلات هامة عن العلاقة بين المعرفة والأخلاق. ففى سعيه الحثيث وراء «الحقول الكاملة» للمعرفة، لم يتساءل فاوست عن الثمن الذى سيُدفع مقابل ذلك. ورغم نبل سعيه لفهم العالم، أغفل الأسئلة الأعمق المتعلقة بالأخلاق وقيمة الروح.
فى نهاية المسرحية يصرخ فاوست: «إلهى، إلهي! لا تنظر إليّ بتلك النظرة القاسية! أيتها الأفاعى والثعابين، دعونى أتنفس قليلًا! يا جهنم القبيحة، لا تفتحى فمك!»
تُجسد هذه الصرخات اليائسة لفاوست فى نهاية المسرحية التحوّل الكامل فى شخصيته. هنا، يحاول العودة إلى حياة البراءة ويتوسل لله، بعد فوات الاوان، أن يغفر له ذنبه العظيم.
مأساة فاوست تقدم درسًا تحذيريًا غاية فى الأهمية: تظل الروح، ذلك الوميض الوحيد فى عتمة الوجود، أغلى ما يملك الإنسان، ولا يجب بأى حال أن تُباع أو تُستبدل مهما توافرت المغريات وعَظُمَت المكاسب.