ادفعْ ..واكسب مقعداً في البرلمان
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
صراحة نيوز- حسين الرواشدة
هل لديك “ملاءة “مالية ؟ إذا كانت الإجابة نعم ، فأنت مؤهل للتسجيل في قائمة الحزب كمرشح للانتخابات البرلمانية القادمة، أما إذا كانت الإجابة لا ، أو إذا كنت لست قادرا على تغطية حصتك بكلفة العملية الانتخابية ، وبشكل تصاعدي حسب الترتيب على القائمة ، فإن الحزب يعتذر عن عدم إنطباق شروط الترشح عليك ، لكن نرجوك ، ابق مخلصا للحزب ، وكرّس وقتك وجهدك في خدمته، تذكر ،دائما، أن المصلحة العامة تقتضي اختيار الأنسب ، ومَن أنسب من “اليد العليا “التي تدفع في مواسم عنوانها( ادفع واكسب)؟
هذا الذي ذكرته ، ليس مزحة ،ولا قصة من وحي الخيال ، لقد حدث فعلا ، وتم نشره على الملأ ، وموجود ،حتى الآن ،على الصفحة الرسمية لأحد الأحزاب ، لأول وهلة لم أُصدّق ما قرأت ، صحيح ، سبق وأشرت إلى تجارب لنا مريرة مع المال السياسي والانتخابات ، وأشياء أخرى مسكوت عنها، حول اختيار القيادات الحزبية على مسطرة من يملك المال ، لكنني لم أتوقع أن نكون وصلنا إلى حد “الجهر بالسوء”، والفخر به ، واعتباره إنجازا حزبيا غير مسبوق.
في الكتاب الذي وجهه أحد الأحزاب لرؤساء الفروع، حدد تسعة شروط (ذكر أن اللجنة المشكلة وضعتها) لتقديم طلبات الراغبين بالترشح على قائمة الانتخابات، استوقفني -على الأقل -شرطان، الأول : “أن يكون ذو سمعة طيبة” (انقل حرفيا ) ، تُرى هل يقبل الحزب أعضاءً سمعتهم غير طيبة؟ إذا كان كل الأعضاء يمتازون بالسمعة الطيبة ، فمن واجب الحزب أن يعتذر لهم عن هذه الإساءة ، الثاني : “أن يكون قادرا على تغطية حصته في كلفة الحملة الانتخابية، وتكون التغطية تصاعدية ،حسب ترتيب المرشح على القائمة” ، ما يعني أن لكل مقعد سعرا ، حسب الترتيب على القائمة ، وأن المقاعد محجوزة لمن يدفع أكثر، وبالتالي إذا(ما معك ما بلزمك).
لدي ثلاث ملاحظات ،أستأذن بتسجيلها، الأولى : كلفة الحملات الانتخابية يجب أن يتحملها الحزب، بما لديه من وسائل مشروعة لجمع المال، وبالتالي فإنها لا تقع ضمن مسؤوليات المرشح ، إلا إذا تطوّع أو تبرّع ، اعتبارها شرط للترشح يحصر قوائم المرشحين للبرلمان بالأثرياء والموسرين ، ويحرم منها الكفاءات الوطنية “الفقيرة”، وهذا يبعث برسالة إلى الأعضاء داخل الحزب ، والآخرين المترددين بالانتساب إليه، مفادها أن من يتحكم هو المال وأصحابه ، ولا عزاء لغير هؤلاء ،مهما بلغت طموحاتهم للتنافس على مقاعد القيادة ، أو أمام صناديق الانتخابات.
الملاحظة الثانية : ما فعله الحزب يُعدّ-حدّ علمي – سابقة لم نشهدها فيما مضى، لا أقصد ،بالطبع ،أن المرشحين لا يدفعون من جيوبهم لحملات الانتخابية، حتى لو شاركوا على قوائم الأحزاب ، ما أقصده أن ذلك لم يحدث كشرط للترشح ، أو معيارٍ للاختيار ، ما أخشاه أن تنتقل هذه العدوى غير الحميدة إلى الأحزاب الأخرى ، ثم تصبح تقليدا مقبولا ، خاصة ونحن أمام تجربة حزبية جديدة ، يفترض أن تكون أساساتها صحيحة وواضحة ، الأخطر ان عدم إدانتها ورفضها رسميا وشعبيا معا ، يمنح أصحابها داخل الأحزاب “صكّا” لتمريرها واعتبارها حقا مشروعا ، أو خطوه بالاتجاه الصحيح.
الملاحظة الثالثة : يَفتح شرط “الحصة المالية” بابين ملغومين ، الأول: باب المال السياسي الذي شكّل شبحا طارد معظم الانتخابات والمجالس البرلمانية، وجرح أداءها وسمعتها أيضا ، الثاني : باب الصراع على القوائم الانتخابية ، وهو ،هنا، أخطر ، لأنه سيفرز طبقتين داخل الأحزاب، طبقة ثرية تتغول وتتمدد، وتمسك بزمام القرار ، وتستحوذ على مقاعد البرلمان ، وطبقة “أقل حظا” ، محرومة من الوصول إلى المقاعد الأمامية ، تُسند اليها مهمة العمل في “الحقل “، ثم جمع المحاصيل “الشعبية” ، ولا مكان لها ، أو نصيبا على البيدر.
من هذين البابين ،وربما غيرهما، ستدخل عواصف الانقسامات والتصدعات داخل الأحزاب ، وستضرب المظلومية ما تم بناءه من انسجامات وتوافقات، وستخرج من التربة الحزبية أحساك وأشواك يصعب اقتلاعها، كما سيخرج أعضاء دخلوا بكفاءتهم وقناعاتهم الوطنية للتجربة الحزبية ، وضرورة انجاح مشروعها، هؤلاء سيخرجون بعد أن اكتشفوا أن كل هذه المواصفات التي يمتلكونها غير مرحب بها، ما لم تتغط برصيد كبير في البنك … فعلا يا خسارة..!
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
كيف تفاعلت المنصات مع مشاركة الوحش تايسون في نزال الأجيال؟
وأثار قرار تايسون (57 عاما) العودة إلى حلبة الملاكمة تساؤلات عديدة حول دوافع هذه العودة، خاصة وأنه اعتزل اللعبة منذ 19 عاما بعد خسارته أمام ملاكم مبتدئ عام 2005، حيث انسحب من النزال معلنا اعتزاله بسبب فقدانه الشغف للعبة.
وفاجأ "الوحش" تايسون الجميع بقراره العودة للنزال ضد صانع المحتوى الشاب جيك بول، الذي يصغره بـ31 عاما، في مباراة حظيت بحملة دعائية ضخمة.
وكان من المقرر إقامة النزال في مايو/أيار الماضي، إلا أن تايسون احتاج إلى علاج طبي على متن رحلة جوية بين ميامي ولوس أنجلوس نتيجة تقيئه الدم بسبب قرحة نازفة.
وشهد ملعب "إيه تي آند تي" في أرلينغتون حضورا جماهيريا كبيرا، كما بث النزال مباشرة على منصة نتفليكس، محققا نسبة مشاهدة قياسية بلغت 60 مليون أسرة.
واستمر النزال لثماني جولات، مدة كل جولة دقيقتان، حيث أظهرت الإحصائيات تفوق بول بشكل واضح، إذ نجح في توجيه 78 لكمة من أصل 278 محاولة، بينما اكتفى تايسون بـ18 لكمة ناجحة من 97 محاولة.
احترام تايسون
وفي لفتة رياضية بعد نهاية النزال وإعلان فوزه، انحنى جيك بول احتراما لتايسون، مصرحاً "أولاً وقبل كل شيء، مايك تايسون، إنه لشرف عظيم، فلنصفق له، إنه أسطورة، إنه أعظم ملاكم على الإطلاق، لقد ألهمني ولم نكن لنصل إلى ما نحن عليه اليوم لولاه، هذا الرجل أيقونة، ومن دواعي الشرف أن أتمكن من مواجهته".
وأبرزت حلقة (2024/11/17) من برنامج "شبكات" بعض تغريدات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تباينت بين من أشادوا بتايسون رغم خسارته، وبين آخرين انتقدوه لأنه شارك في عرض ترفيهي لكسب المال فقط.
ووفقا لرأيها، أيدت المغردة لمى وجهة نظر تعتبر النزال عرضا ترفيهيها، وكتبت تقول "يقال إن النزال بين مايك تايسون وجيك بول كان مسرحية متفقا عليها مسبقا، حيث اعتبره البعض مجرد عرض ترفيهي لتوليد الاهتمام الإعلامي والربح أكثر من كونه نزالا حقيقيا".
في حين أبدى الناشط محمد تحسره على النتيجة، وغرد "تايسون لم يخسر فقط نزالا، بل جزءًا من ذاكرة كانت تستحق أن تبقى نقية، هذه وصمة عار في تاريخه".
تايسون (يمين) وجيك بول (غيتي) كسب المالومن زاوية أخرى، عبّرت المغردة ساندي عن إعجابها بأداء تايسون بغض النظر عن النتيجة، وقالت "مايك تايسون صمد لمدة 8 جولات كاملة ضد شاب يافع ممتلئ بالحيوية وهو في عمر الـ57! مهما كانت كمية الاحترام التي كنت أحملها لهذا الرجل فقد تضاعفت عدة مرات الآن".
ومن جهته يرى صاحب الحساب عبد الكريم أن تايسون كان مجبرا على خوض النزال لكسب المال، وغرّد يقول "تايسون اضطر للنزول والقتال، الحلبة هنا لم تكن مكانا للقتال بل مصدرا للربح، الأسطورة لا تُهزم بقوة خصمه، بل بضعف نظام لا يعترف إلا بالمال".
وعقب الخسارة، قال تايسون إنه لم يندم، وكتب على منصة إكس "كدت أن أفقد حياتي في يونيو/حزيران الماضي، فقد خضعت لثماني عمليات نقل دم، وخسرت نصف دمي، وتوجب عليّ القتال حتى أستعيد صحتي قبل خوض النزال، لقد فزت".
17/11/2024