النهضة السعودية مثال ملهم لدول المنطقة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
إن ما يحدث اليوم في المملكة من تطور ونهضة، هو بمثابة ولادة جديدة للفكر والثقافة والفن والرياضة إلى جانب التغيرات الإجتماعية والإقتصادية الملاحظة؛ فرؤية السعودية 2030 بقيادة سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-؛ هي خطة تنمية تقدمية عملية ساهمت بإصلاحات إجتماعية واقتصادية سريعة سعياً من الحكومة بالتنويع الاقتصادي بدءاً من تقليل اعتماد البلاد على النفط إلي توسيع مجالات السياحة والترفيه والرياضة والثقافة والموسيقى وكذلك تحفيز التوظيف للشباب والشابات السعوديين وهو ما ساهم في خفض معدل البطالة.
لطالما كان لدى النساء دائمًا حدود منذ بداية الحياة؛ لكن الرؤية السعودية جعلت للمرأة السعودية حدوداً أكثر مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى فقد تمكنت السعوديات من الحصول على مزيد من الحرية والحقوق والوظائف عن طريق توفير المزيد من فرص العمل والسماح بالقيادة والمشاركة بإتخاذ القرار وإبداء الرأي مع المحافظة على بيئة آمنة للجميع ليعيش فيها؛ فالمرأة في السعودية أصبح لديها فرص أكبر من أي وقت مضى حيث تضع المملكة جميع الوسائل المناسبة ودون تأخير لسياسة القضاء على التمييز ضد المرأة وبسبب تلك السياسات حصلت المرأة السعودية على قدر كبير من الحرية منها علي سبيل المثال لا الحصر الحق في إيقاف سيطرة الوصاية والحصول على الخدمات الحكومية دون إذن وهو تحدّ كبير تطلب الكثير من الجهد والعمل لتحقيقه علي أرض الواقع.
كما زادت الإستثمارات في التعليم بشكل كبير في السنوات الأخيرة وإستطاعت تلك السياسات جذب النهضة التعليمية السعودية الجديدة عن طريق الإهتمام بالأوساط الأكاديمية الدولية والسماح للأصوات السعودية بالتعريف عن نفسها واستراتيجياتها لتصميم الطريق السعودي إلى مجتمع المعرفة الدولي والذي يحقق نتاج القدرة على الطموح السعودي؛ لقد كانت هذه السياسات محط إهتمام من القيادة الرشيدة وعامل رئيسي يجب التركيز عليه فالقيادة تؤمن دائماً بأن أفضل إستثمار هو الإستثمار في أبناء الوطن للنهوض به؛ فنهضة المملكة تحققت بعد أن قامت بإصلاح وتحديث إيماناً منها بأن التغيير يجب أن يحدث لكن بشكل تدريجي من داخل البيئة الاجتماعية مع المحافظة علي إتباع وتيرة المجتمع وأعرافه فإنتقل المجتمع السعودي للعصر الحديث وإتجه نحو الأفضل مع الحفاظ على تقاليده الاجتماعية والثقافية المعتدلة وهو ما جعلها مثال ملهم يحتذي به دول المنطقة خاصة بعد أن صدرت السعودية هويتها وثقافتها عن طريق تعزيز التواصل وتوفير العديد من المجالات الترفيهية الثقافية التي عكست الصورة الحضارية للبلد وشجعت علي الفكر الإبداعي وثراء الروح الفنية وخلق جو بالغ الأهمية جمع الناس وعمل علي تقوية روابطهم الإجتماعية عن طريق نشر الثقافة الخاصة بهم وتقديمها للأخرين وهو ما ترجم علي أرض الواقع ووجدنا إحتضان المملكة للعديد من الثقافات الأخري وخلق جو مناسب لهم للعيش بأمان ما حوّل المملكة العربية السعودية بسرعة كبيرة إلى مركز ثقافي إقليمي ووجهة رائعة للسياح والمستثمرين الأجانب عن طريق فتح حدودها وإستجابتها لأفكار الجيل السعودي الشاب المؤمن بالتنوير والتغيير.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عن طریق
إقرأ أيضاً:
قصر العيني:مؤتمر دولي يبحث سبل الوقاية وعلاج الإدمان وتعزيز السياسات النفسية
شهدت كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، فعاليات المؤتمر السابع عشر لقسم الطب النفسي، والرابع عشر لطب نفسي الأطفال والمراهقين، والذي عُقد بالتعاون مع مفوضية الجامعات الدولية لخفض الطلب على المخدرات، والجمعية المصرية للطب النفسي، واتحاد الأطباء النفسيين العرب، والجمعية العالمية لطب الإدمان.
حضر المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة في مجال الطب النفسي محليًا ودوليًا، في مقدمتهم الأستاذ الدكتور ممتاز عبد الوهاب رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، والأستاذ الدكتور مصطفى شاهين الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، والأستاذ الدكتور مارك بوتانزا رئيس الجمعية العالمية لطب الإدمان، والأستاذ الدكتور طارق عبد الجواد عضو مجلس إدارة مفوضية ICUDDR، إلى جانب نخبة من أساتذة الطب النفسي من الجامعات المصرية المختلفة وعدد من المتحدثين من الدول الإفريقية والغربية.
جاء المؤتمر تحت رعاية الأستاذ الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، الذي ألقى كلمة افتتاحية عبّر فيها عن فخره واعتزازه الكبيرين بقسم الطب النفسي، مشيرًا إلى دوره المحوري في خدمة المجتمع وتحقيق التوازن النفسي، حيث وصفه بأنه ليس مجرد فرع طبي بل أحد الأعمدة الأساسية في بناء مجتمع صحي ومتوازن. وأكد أن الاهتمام بالطب النفسي ضرورة لا يمكن تجاهلها في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المجتمعات، والتي تترك آثارًا مباشرة على صحة الأفراد النفسية.
وقال د. حسام: "أنا دائمًا فخور بما يقدمه قسم الطب النفسي من مبادرات متميزة وسعي دائم نحو التقدم والتميز.وأسعد بما يطرحه المؤتمر من رؤى جديدة لإيجاد بدائل إنسانية لمرضى الإدمان الموقوفين كالعلاج والتأهيل، وهو توجه وطني يستحق كل الدعم. كما أدعو إلى نشر الوعي والثقافة النفسية في أروقة الكلية والمجتمع؛ لأن الصحة النفسية تشكل مفتاحًا لحل الكثير من الإشكاليات اليومية في حياة الأفراد."
وأضاف أن كلية طب قصر العيني تواصل أداء دورها كمنارة تعليمية وعلمية رائدة للقارة الإفريقية، ومركزًا مهمًا للنقاش العلمي على مستوى العالم العربي، موضحًا أن القارة السمراء، رغم إمكاناتها ومواردها، ما زالت في حاجة إلى دعم طبي حقيقي يستوجب تكاتف الجهود والبحث عن حلول واقعية. وفي هذا السياق، أعلن د. حسام عن إطلاق برنامج التعليم الطبي باللغة الفرنسية ليكون جسرًا لدعم أبناء إفريقيا، مؤكدًا أن هدفه الأول هو توسيع نطاق التعليم الطبي وتيسيره.
واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في دعم وتطوير البحث العلمي، داعيًا إلى تبنّي استراتيجية جامعة القاهرة في هذا المسار، وتحويل الأفكار المبتكرة إلى تطبيقات حقيقية.
من جانبه، رحب الأستاذ الدكتور تامر الجويلي، رئيس قسم الطب النفسي ورئيس المؤتمر، بالحضور الكريم، موجّهًا الشكر إلى عميد الكلية على دعمه المستمر. وأوضح أن المؤتمر هذا العام يركز على دور الجامعات المصرية في تشكيل مستقبل التعليم والبحث العلمي، وتطوير السياسات للحد من تعاطي المخدرات في إفريقيا. وأضاف أن أنماط الإدمان تتغير بشكل سريع، وتتجاوز المواد التقليدية لتشمل الإدمان السلوكي، ما يفرض تحديات جديدة على الأجيال القادمة وعلى طرق التعليم والتربية.
وأكد د. تامر أن على إفريقيا أن تعوّض ضعف الموارد المالية بابتكار حلول فريدة نابعة من ثقافتها الغنية والمتنوعة، وأن هذا المؤتمر فرصة لتبادل هذه التجارب بين القارات، خاصة في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان.
وقد نُظمت فعاليات المؤتمر من خلال عدد من الجلسات وورش العمل والحلقات النقاشية التي تناولت موضوعات الوقاية والعلاج من الإدمان، تطوير البحث العلمي، واقتراح أفضل السبل لتقليل نسب التعاطي، ودعم السياسات والتشريعات المرتبطة بالإدمان.
تكوّن فريق التنظيم العلمي للمؤتمر من الأستاذة الدكتورة علا شاهين، والدكتورة رانيا ممدوح، والأستاذة الدكتورة نجوان مدبولي، والدكتور شريف جوهر، والأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح.
اختُتم المؤتمر وسط إشادة كبيرة من المشاركين بالمستوى العلمي والموضوعات التي تم تناولها، مع التأكيد على أهمية الخروج بتوصيات فعالة قابلة للتطبيق تدعم مجالات الصحة النفسية والإدمان، خاصة في القارة الإفريقية التي تحتاج إلى جهود جماعية ومستمرة في هذا المجال.