«إيواء».. مبادرات للحد من العنف الأسري
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةبهدف تعزيز الصحة النفسية الجيدة، وتبني التفكير الإيجابي كقيمة أساسية، وبناء مهارات الحياة، وتحقيق الرفاه النفسي والاجتماعي، يقدم مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، خدمات الرعاية والتأهيل لضحايا العنف والإيذاء في إمارة أبوظبي، ويستقبل الحالات من خلال خطه الساخن، للمساهمة في الوقاية من العنف عبر إطلاق المبادرات وحملات التوعية والتثقيف، لرفع وعي المجتمع بأهمية الحماية النفسية.
أهمية الوعي
أكدت الدكتورة أمينة بن حماد، خبير تثقيف مجتمعي في مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، التابع لدائرة تنمية المجتمع، ضرورة وعي الأفراد بسمات المعنَّف وملاحظة التصرفات السلبية المتكررة، للحد من وقوع العنف الأسري عليهم أو تفاقمه، مع الاستعانة بمؤسسات القطاع الاجتماعي المعنية بالحماية والتمكين، إنْ لزم الأمر.
أشكال العنف
وأشارت بن حماد إلى أن للعنف الأسري أشكالاً عدة، منها العنف الجسدي واللفظي والنفسي أو المعنوي والإهمال وغيره، وذلك وفقاً لسياسة حماية الأسرة في دولة الإمارات، وأفادت بأن هناك مؤشرات تحذيرية رئيسة عدة تمكّن الفرد من التعرف على المعنِّف لاتخاذ القرارات وتنفيذ الحلول المناسبة، ومنها محاولات التحكم في أفعال وتحركات الضحية، حيث يبدأ المعنِّف بتبرير سلوكه على أنه ضمان لسلامة وأمان الضحية، ثم يتطور الأمر إلى تقييد مختلف تصرفاتها وتحركاتها، إضافة إلى محاولة عزل الضحية عن المصادر المادية المتوافرة لديها أو أفراد الأسرة والأصدقاء الذين قد تلجأ إليهم لطلب المساعدة، فضلاً عن الغيرة الشديدة التي قد يستخدمها كمبرر لتقليص الوقت الذي تقضيه الضحية مع غيره، مما يساهم في عزلها تماماً عن المحيطين بها.
إلقاء اللوم
وأشارت بن حمّاد إلى اللوم المستمر، خاصةً على أبسط الأمور، يمثل نوعاً من العنف النفسي، ومؤشراً تحذيرياً على احتمالية وقوع أشكال العنف الأخرى، ومعه المزاجية الشديدة، والتهديد، والحساسية العالية تجاه تصرفات الضحية ومحاولة إقناعها بأن العنف أياً كان نوعه قد وقع نتيجة لتصرفاتها الخاطئة أو المؤذية، إضافة إلى تحطيم الأغراض للتخويف أو التعبير عن الغضب، مشيرة إلى أن هذه السمات لا تأتي منفردة وإنما يعززها السلوك السلبي المستمر.
حيل نفسية
أكدت د. أمينة بن حماد، أن استخدام العبارات العاطفية والحيل النفسية في البداية هدفها توثيق العلاقة والارتباط السريع بالضحية دون وجود أساس أو معرفة قوية بها، مما يُعد مؤشراً تحذيرياً لاحتمالية وقوع العنف في المستقبل، بعكس المعتقد الشائع بأنه دليل على الاهتمام أو التوافق، نظراً لدور البدايات في تعلّق الضحية نفسياً بالمعنِّف وتقبّل تصرفاته العنيفة لاحقاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصحة النفسية العنف الأسري إيواء
إقرأ أيضاً:
الصحة النفسية في عصر التكنولوجيا.. كيف تؤثر الأجهزة الذكية على رفاهيتنا؟
في العقدين الأخيرين، أصبح استخدام الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كانت هواتف ذكية، أجهزة لوحية، ساعات ذكية أو حواسيب محمولة، تُمكن هذه الأجهزة الناس من التواصل، العمل، الترفيه، ومتابعة الأخبار بشكل لحظي. على الرغم من الفوائد الجمة التي تقدمها هذه الأجهزة، إلا أن هناك آثارًا نفسية ملحوظة على الأفراد نتيجة الاستخدام المستمر لها.
الصحة النفسية في عصر التكنولوجيا: كيف تؤثر الأجهزة الذكية على رفاهيتنا؟عندما نتحدث عن الصحة النفسية، فإننا نتطرق إلى مجموعة من العوامل التي تؤثر في المشاعر والعواطف، التفاعلات الاجتماعية، وكيفية تعامل الإنسان مع التحديات اليومية. في هذا المقال، سنناقش كيف يمكن أن تؤثر الأجهزة الذكية في صحتنا النفسية، مع تقديم نصائح عملية لتقليل هذه التأثيرات، وفقا لما نشره موقع هيلثي.
1. العزلة الاجتماعية: هل يمكن للأجهزة الذكية أن تساهم في التباعد الاجتماعي؟
قد يبدو من المفارقات أن التكنولوجيا التي تهدف إلى تسهيل التواصل بين الناس يمكن أن تكون أحد أسباب العزلة الاجتماعية. في الماضي، كان الناس يتواصلون وجهاً لوجه، يتبادلون الأحاديث ويتفاعلون بشكل مباشر. اليوم، يمكن للأفراد التواصل عبر تطبيقات المراسلة، أو وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للمرء أن يشعر بأنه متصل بالعالم بينما يكون في الحقيقة معزولاً في بيئته الخاصة.
أظهرت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي قد يواجهون شعورًا متزايدًا بالوحدة والاكتئاب. هذا الشعور بالعزلة قد ينشأ عندما يقارن الأفراد أنفسهم بالآخرين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تقديم حياة الآخرين بشكل مشوّه، مليء باللحظات السعيدة والمثالية، مما قد يعزز مشاعر العجز أو القلق لدى الأفراد.
2. الإدمان الرقمي: هل نحن مدمنون على الهواتف الذكية؟
أصبح الإدمان الرقمي أحد المشاكل النفسية الشائعة في العصر الحالي. في ظل الانتشار الواسع للأجهزة الذكية، يعاني العديد من الأشخاص من صعوبة في فراق هواتفهم الذكية أو الابتعاد عن الإنترنت لفترات طويلة. الدراسات تشير إلى أن الشخص العادي يحقق في هاتفه الذكي أكثر من 150 مرة في اليوم، وهذا الرقم يتزايد بشكل مستمر.
هذا الإدمان على الهواتف الذكية يمكن أن يؤدي إلى ممارسة سلوكيات غير صحية، مثل الاستيقاظ في منتصف الليل للتحقق من الإشعارات أو قضاء ساعات طويلة في التصفح دون غاية واضحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر هذه العادات على جودة النوم، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق المستمر وتراجع الأداء العقلي.
3. تأثير الأجهزة الذكية على التفاعل الاجتماعي والعلاقات الشخصية
على الرغم من أن الأجهزة الذكية تتيح لنا سهولة التواصل مع الآخرين، فإنها قد تؤثر سلبًا على التفاعل الاجتماعي الفعلي. في المواقف الاجتماعية، مثل العشاء مع الأصدقاء أو العائلة، غالبًا ما نجد أن الجميع منهمك في هواتفهم بدلاً من التفاعل مع بعضهم البعض. هذا النوع من السلوك يقلل من جودة العلاقات الإنسانية ويؤثر على الاتصال العاطفي بين الأشخاص.
العلاقات العميقة والمستدامة تتطلب التواصل الفعلي، وهو أمر قد يضعف مع زيادة الاعتماد على الأجهزة الذكية. دراسة حديثة أظهرت أن الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط يعانون من قلة مشاعر الرضا والاتصال العاطفي في حياتهم الشخصية.
4. تأثير الضوء الأزرق على صحة الدماغ والنوم
تُصدر الأجهزة الذكية الضوء الأزرق الذي يمكن أن يؤثر على صحة الدماغ بشكل كبير. هذا الضوء، الذي يتم امتصاصه عبر العينين، يؤدي إلى تعطيل إنتاج هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم دورة النوم الطبيعية. عندما يتعرض الدماغ للضوء الأزرق خلال الليل، يتم تأخير إفراز الميلاتونين، مما يؤدي إلى صعوبة النوم والأرق.
في هذه الحالة، يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية في ساعات متأخرة من الليل إلى انخفاض جودة النوم، مما يزيد من خطر الإصابة بحالات صحية مثل القلق والاكتئاب. كما أن قلة النوم تؤثر على القدرة على التركيز وتحقيق الأداء المثالي في الأنشطة اليومية.
5. الهوس بالتنبيهات والإشعارات: هل يساهم ذلك في زيادة التوتر؟
أصبح من المعتاد تلقي تنبيهات وإشعارات مستمرة من تطبيقات مثل البريد الإلكتروني، المراسلات، ووسائل التواصل الاجتماعي. هذه الإشعارات ليست مجرد تذكيرات، بل قد تكون مصدرًا للتوتر، خصوصًا إذا كانت تحتوي على أخبار سلبية أو مطالبات تتطلب استجابة سريعة. دورة المكافأة التي توفرها هذه الإشعارات تجعل الدماغ في حالة من التأهب المستمر، مما يسبب مستويات مرتفعة من التوتر.
يؤدي التفاعل المستمر مع الإشعارات إلى الشعور بأن الشخص لا يستطيع التوقف عن التفكير في العمل أو الحياة الاجتماعية، مما يؤثر سلبًا على صحته النفسية. هذا التوتر المزمن يمكن أن يتحول إلى مشاعر قلق حادة، وأحيانًا إلى اضطرابات نفسية مثل القلق الاجتماعي.
6. كيف يمكن التعامل مع تأثيرات الأجهزة الذكية على صحتنا النفسية؟
على الرغم من تأثير الأجهزة الذكية على الصحة النفسية، هناك العديد من الطرق للتقليل من هذه التأثيرات والاستفادة من التكنولوجيا بشكل صحي.
تحديد فترات خالية من التكنولوجيا: يفضل تحديد أوقات محددة في اليوم تكون خالية من الأجهزة الذكية. مثلًا، يمكن تخصيص ساعة قبل النوم للابتعاد عن الهواتف والشاشات لتجنب التأثيرات السلبية على النوم.
الاهتمام بالعلاقات الواقعية: ينبغي على الأشخاص الانخراط في الأنشطة الاجتماعية المباشرة، مثل التحدث مع العائلة أو الأصدقاء دون استخدام الهاتف. التواصل وجهاً لوجه يُعد من أهم الطرق للحفاظ على العلاقات الصحية.
تقنيات إدارة التوتر: تعلم تقنيات مثل التأمل، تمارين التنفس العميق، أو حتى ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر الناجم عن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية.
الوعي بالاستخدام المفرط: من المهم أن يكون الفرد واعيًا لمدة الوقت التي يقضيها على الأجهزة الذكية. يمكن استخدام تطبيقات لمراقبة الوقت الذي يُقضى على هذه الأجهزة وتنظيمه وفقًا للأنشطة الأخرى مثل القراءة أو الاسترخاء.
تعزيز النوم الجيد: يجب تجنب استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم بنحو ساعة على الأقل. كما يُفضل استخدام أوضاع الليل على الأجهزة لتقليل التعرض للضوء الأزرق.