أشاد وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة بتعزيز مملكة البحرين ريادتها كأنموذج في التحول الرقمي وتوظيف التقنيات الحديثة في دعم أهداف التنمية المستدامة في ظل المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.

وأعرب لدى مشاركته في أولى فعاليات مبادرة «الرقمنة من أجل التنمية المستدامة» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، عن اعتزازه بتنظيم مملكة البحرين لهذه الفعالية الدولية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة التعاون الرقمي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا»، والبنك الإسلامي للتنمية، والجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، بما يدعم الشراكة الدولية في الاستفادة من الثورة الرقمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفق برامج عمل ومشروعات محددة. وأشار إلى قصة نجاح مملكة البحرين في التقدم التكنولوجي والرقمي، بحلولها في المرتبة الأولى عالميًا في انتشار الإنترنت بحسب البنك الدولي، وتغطية شبكات اتصالات الجيل الخامس بنسبة 100%، وتصنيفها ضمن الدول الرائدة وذات التنمية العالية في الحكومة الإلكترونية وفقًا للأمم المتحدة، وتوليها رئاسة منظمة التعاون الرقمي، وعضويتها الفاعلة في مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات. وأكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية تطلع مملكة البحرين لاستدامة ريادتها كمركز إقليمي للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطوير مهارات ومعايير الأمن السيبراني، وفق استراتيجية متطورة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي للأعوام 2022-2026، ومواكبة الثورة الرقمية بما يدعم أهداف التنمية المستدامة، بالتوافق مع خطة التعافي الاقتصادي وبرنامج الحكومة ورؤية البحرين الاقتصادية 2030. وشارك في الجلسة الحوارية دورين بوغدان-مارتن، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، وهاوليانج شو، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المدير المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب عدد كبير من المعنين والمهتمين من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وممثلي شركات القطاع الخاص للتكنولوجيا والاتصالات والمنظمات الدولية والإقليمية، الذين شاركوا آراءهم حول الجهود المبذولة والمشاريع المقترحة لتعزيز التحول الرقمي في الدول العربية وكيفية دمجه في أهداف التنمية المستدامة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا أهداف التنمیة المستدامة مملکة البحرین

إقرأ أيضاً:

عُمان ورحلة التحول الرقمي.. حين يصبح المستقبل واقعًا

في عالمٍ يتحرك بسرعة الضوء، حيث تتقلص المسافات وتندمج العوالم في فضاء رقمي واحد، تدرك الدول أن البقاء ليس لمن يراقب التغيير، بل لمن يصنعه. وفي قلب هذا التحول، تقف سلطنة عُمان، ليس كمتلقٍّ للتكنولوجيا، بل كصانعٍ لمستقبلٍ رقمي يتناغم مع هويتها وتطلعاتها التنموية.

منصات رقمية أفقٌ جديد للإدارة والحكم:

حين أعلنت عُمان تدشين ثلاث منصات وطنية، لم يكن ذلك مجرد خطوة تقنية، بل إعلانًا عن مرحلة جديدة، حيث تتحول العلاقة بين المواطن والحكومة من معاملة ورقية جامدة إلى تفاعلٍ ديناميكي مباشر.

منصة «تجاوب» ليست مجرد نظام لتلقي الشكاوى والمقترحات، بل هي جسرٌ يربط المواطن بصانعي القرار، حيث يصبح الصوت الفردي جزءًا من نسيج السياسات العامة. إنها فلسفةٌ جديدة في الحكم، حيث تتحول الحكومة من سلطة منفصلة إلى كيانٍ يسمع، ويستجيب، ويتفاعل.

أما «المنظومة الوطنية للتخطيط والتقييم»، فهي عقلٌ رقمي يُفكر، ويُحلل، ويُقيّم المسار نحو «رؤية عمان 2040». إنها ذاكرةٌ مؤسسية ذكية تحفظ الأداء، وتضع السياسات تحت مجهر التدقيق المستمر، فلا يُترك النجاح للصدفة، ولا يُسمح للفشل بالاستمرار.

وأخيرًا، تأتي «البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الإلكترونية» بصفتها نافذة شاملة تُعيد تعريف مفهوم الخدمة الحكومية. لم يعد المواطن بحاجةٍ إلى أروقة البيروقراطية، بل بات بإمكانه إنجاز معاملاته بكبسة زر، في فضاءٍ رقمي يحاكي المستقبل. لقد أصبح من الممكن للمواطنين والمقيمين إنجاز العديد من الخدمات الحكومية في وقت قياسي، مما يعزز من مستوى الشفافية والفاعلية الإدارية.

بين الفلسفة والاقتصاد معًا نتقدم:

في قلب هذا التحول، يبرز ملتقى «معًا نتقدم»، حيث لا يكون المواطن مجرد متلقٍ للقرارات، بل شريكًا في صناعتها. إنه تحوّلٌ في الفلسفة السياسية، حيث لم تعد الدولة كيانًا يُصدر القوانين من برجٍ عاجي، بل فضاءً مفتوحًا للنقاش والحوار.

في هذا الملتقى، تُناقش الخطة الخمسية القادمة، ويُرسم مستقبل الوظائف والمهن، وتُدرس أوجه التنمية الاقتصادية. ليس الحديث هنا مجرد استعراضٍ للإنجازات، بل رحلةُ تفكير جماعي في اقتصاد الغد، حيث لا يُنظر إلى التحديات كمشاكل، بل كمشاريع تنتظر من يحوّلها إلى فرص.

الهوية الرقمية حين

يلتقي التراث بالمستقبل:

لكن السؤال الفلسفي العميق هنا: هل يمكن لدولةٍ أن تتحول رقميًا دون أن تفقد جوهرها؟ هل يمكن أن تعبر عُمان نحو المستقبل دون أن تُبدّد روحها التاريخية؟

الجواب يكمن في التفاصيل، وفي قدرة الدولة على بناء نظام رقمي لا يطمس هويتها، بل يعيد تعريفها في سياقٍ حديث.

فالتحول الرقمي في عُمان ليس انفصالًا عن الماضي، بل استمرارية له، حيث تلتقي الحكمة العُمانية العريقة بأدوات العصر الحديث.

إنه ليس مجرد «رقمنة» للخدمات، بل هو تجديد للفكر الإداري، حيث تصبح الحكومة كيانًا أكثر مرونة، وأكثر قربًا من نبض الشارع.

إن هذا النهج يثبت أن التقدم الرقمي لا يعني التخلي عن القيم الثقافية، بل يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيزها ونقلها إلى الأجيال القادمة.

المستقبل ليس وجهة بل رحلة مستمرة:

ما تفعله سلطنة عُمان اليوم ليس مجرد قفزةٍ تقنية، إنما هو رسمٌ لملامح دولةٍ لا تنتظر الغد، بل تسعى إليه. إنها تدرك أن التحول الرقمي ليس مجرد مشروع، إنما هو ثقافةٌ جديدة، عقليةٌ تُعيد التفكير في طريقة إدارة الموارد، وتوجيه الطاقات، وصياغة السياسات.

وهذا يعني أن عملية الرقمنة لا تعد تحولا لحظيا، بل رحلة مستمرة تتطلب الابتكار والتطوير الدائم لضمان تحقيق أقصى فائدة للمجتمع.

في النهاية، نحن لا نتحدث عن تقنيات جامدة، بل عن إعادة هندسة العلاقة بين المواطن والدولة. هذا هو جوهر العصر الرقمي: ليس أن تكون لديك منصات إلكترونية، بل أن تكون لديك رؤيةٌ تجعل هذه المنصات جسورًا حقيقيةً نحو مستقبلٍ أكثر ذكاءً، وأكثر إنسانية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحي اليوم الدولي للقاضيات
  • مذكرة تفاهم لتعزيز التحول الرقمي بشمال الباطنة
  • رئيس جامعة بنها: حريصون علي تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
  • وزير الطيران يبحث مع وفد سيتا العالمية سبل التعاون في التحول الرقمي بالمطارات المصرية
  • أمير المنطقة الشرقية يستقبل سفير المملكة لدى مملكة البحرين الشقيقة
  • فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • في يومها الدولي.. الأمم المتحدة: العراق يعزز حقوق المرأة
  • شحادة بحث مع وفد البنك الدولي في دعم التحول الرقمي في لبنان
  • عُمان ورحلة التحول الرقمي.. حين يصبح المستقبل واقعًا
  • مجلس التعاون الخليجي يشيد باستضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي