هكذا أنقذت بغداد وعلماء العصر الاسلامي الثقافة اليونانية القديمة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ سلط موقع "كريك ريبورتر" اليوناني الضوء على دور الحضارة الإسلامية خلال عصرها الذهبي، بما في ذلك الدور الأبرز لبغداد، في حماية الأعمال الأدبية والعلمية والفلكية والهندسية للعلماء اليونانيين القدماء، من خلال ترجمتهم لها ما بين القرن الثامن الى القرن ال13، والتي من دون ذلك، كانت ستضيع.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان الجبر، كلمة عربية، وهو علم تطور خلال تلك الفترة، مضيفا "نحن مدينون بأرقامنا لعلماء العرب، كما ان الاطباء حققوا تقدما في تشخيص السرطان، بل وقاموا بإجراء عمليات جراحية معقدة خلال تلك الحقبة".
ولفت التقرير إلى أن عددا لا يحظى من النجوم جرى اكتشافها في تلك الفترة، وحدث تطوير لنظريات الفلك من قبل علماء العصر الذهبي الأسلامي ايضا.
وتابع قائلا ان العصر الذهبي الإسلامي شهد أيضا تطورا ثقافيا وعلميا وسياسيا في كافة أنحاء العالم الإسلامي الممتد من آسيا الوسطى والشرق الأوسط، عبر شمال إفريقيا، وعلى طول الطريق وصولا الى اسبانيا.
لكن التقرير أكد أن "أبرز مدينة خلال تلك الفترة كانت بغداد في العراق، حيث جرى تأسيس "بيت الحكمة" على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد في أواخر القرن الثامن الميلادي".
واوضح التقرير؛ انه بما ان بغداد كانت المدينة الأكبر في العالم الإسلامي في ذلك الوقت ومركزا للثقافة والتجارة، فإن العلماء من كافة أنحاء العالم سافروا اليها من اجل الدراسة والتعلم والكتابة في "بيت الحكمة".
وبعدما لفت التقرير إلى أن "بيت الحكمة" يعكس مكتبة الاسكندرية العظيمة، قال التقرير ان المغول دمروا بيت الحكمة خلال حصار بغداد في العام 1258، ولهذا لا وجود لأي دليل أثري تقريبا على المبنى وتصميمه. لكنه اشار الى انه هناك بعض الجدل حول ما اذا كان "بيت الحكمة" بمثابة اكاديمية عامة يجتمع فيها المثقفون والشعراء لتبادل المعرفة، أو أنه كان مكتبة خاصة للخلفاء العباسيين.
ومع ذلك، اعتبر التقرير انه في كلتا الحالتين، فإن اهمية "بيت الحكمة" كموقع فكري موثقة بشكل جيد من خلال الكتابات المعاصرة والأعمال العديدة ذات الأهمية العلمية والعملية التي تم إنتاجها هناك.
وأوضح التقرير أنه خلال العصر الذهبي للإسلام، قام العلماء بترجمة أعداد هائلة من الأعمال المهمة في الشعر والرياضيات والعلوم من الثقافات القديمة في جميع أنحاء العالم، وخاصة من اليونان القديمة، حيث كان هؤلاء العلماء غالبا ما يتقنون اللغات اللاتينية واليونانية القديمة والعربية والسريانية، وتابعوا العمل حول أهم النصوص من الثقافات القديمة في جميع أنحاء العالم وترجموها إلى اللغة العربية، مما سمح بدراستها على نطاق واسع في جميع انحاء العالم الاسلامي.
وتابع التقرير؛ أن هذه المعارف انتشرت بسهولة في كافة انحاء العالم الاسلامي لان العرب تعلموا صناعة الورق بسرعة وفعالية من الصينيين، مما سمح لهم بتوزيع المخطوطات بسرعة كبيرة، فيما تعلم الأوروبيون تقنية صناعة الورق هذه من العرب لاحقا.
ولفت إلى أن اللغة العربية كانت في ذلك الوقت، "اللغة المشتركة" التي تستخدم للتواصل عبر العديد من الثقافات، مثل اللغة الانجليزية حاليا.
وبالاستناد على معارف اليونانيين القدامى، قام عدد لا يحصى من العلماء المسلمين بتوسيع المعرفة في علم الأحياء والهندسة والرياضيات والطب وعلم الفلك. واشار التقرير الى ان هذه الحركة بطلب العلم التي كان الخلفاء العباسيون يعتبرونها التزاما بالقرآن والأحاديث النبوية للنبي محمد.
وبرغم ذلك، أشار التقرير إلى أنه ليس من الدقة الافتراض أن كل الذين شاركوا في العصر الذهبي الإسلامي كانوا من المسلمين، حيث أنه كان هناك العديد من المسيحيين واليهود واعضاء الديانات الاخرى ممن كانوا من الشخصيات الفكرية البارزة خلال تلك الحقبة.
وذكر التقرير أن خلفاء المسلمين انفقوا أموالا طائلة من ثرواتهم الضخمة ليس فقط على رعاية العلماء الذين كانوا يقومون بالأبحاث، ولكن أيضا على المترجمين الذين عملوا على نشر معرفة الثقافات القديمة.
واضاف ان هذه الموجة من الحماسة للفكر والأبحاث التي ترعاها الدولة في العالم الإسلامي، كانت بحالة تناقض حاد مع أوروبا التي كانت تعيش في ما اعتاد البعض أن يطلق عليه "العصور المظلمة"، عندما كانت معدلات معرفة القراءة والكتابة منخفضة وكان اللاهوت الديني مفضلا على المعرفة.
وبحسب التقرير، فإنه في غالبية انحاء اوروبا، كانت اعمال ارسطو وارخميدس وغيرهما من الشخصيات اليونانية القديمة المهمة مفقودة تماما أو حتى غير معروفة عند كثيرين، في حين ان العالم الاسلامي كان منهمكا بنار المعرفة، وكان الكتبة يترجمون بلا كلل اعمال العلماء والفلاسفة وعلماء الرياضيات اليونانيين القدماء وأعمال الإغريق الذين ألهمت أعمالهم فيما بعد بعضا من أهم المفكرين في التاريخ.
ولفت إلى أن العديد رجال الدين في تلك الفترة قاموا ايضا بالتنقيب في نصوص من المصادر اليونانية القديمة في محاولة للعثور على أجزاء مماثلة من القرآن لاثبات ان الاسلام هو الدين الحقيقي.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن العصر الذهبي للإسلام انتهى في القرن ال13، بعد سنوات من غزوات الجيوش المغولية حيث يعتبر البعض أن تدمير "بيت الحكمة" على يد المغول كان بمثابة نهاية هذه الحقبة.
وتابع أنه من المعتقد أن المغول دمروا الكثير من الكتب من المدينة بإلقائها في نهر دجلة حتى تحول النهر نفسه الى اللون الاسود من حبر الصفحات.
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي بغداد دار الحكمة الاغريق العصر الذهبی أنحاء العالم تلک الفترة بیت الحکمة خلال تلک إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرة التنمية المحلية تفاجأ حي مصر القديمة لمتابعة شكاوى المواطنين
أجرت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، جولة مفاجئة علي حي مصر القديمة بالمنطقة الجنوبية لمحافظة القاهرة لمتابعة الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين.
وحرصت وزيرة التنمية المحلية على لقاء عدد من المواطنين الذين تواجدوا في المركز التكنولوجي لانهاء بعض طلباتهم فيما يخص الخدمات المحلية التي يقدمها الحي، والاطمئنان على حسن معاملة المواطنين، وسرعة استقبال طلباتهم وانجازها.
كما تابعت الدكتورة منال عوض الموقف التنفيذي لملف التصالح علي بعض مخالفات البناء ونسب الإنجاز وعدد رخص البناء الصادرة للمواطنين، وتعرفت من رئيس الحي ومدير المركز التكنولوجي علي أعداد الطلبات التي تم إنجازها في هذا الملف وأهم المشكلات التي تم رصدها.
وخلال الجولة وجهت وزيرة التنمية المحلية، رئيس الحي بضرورة التواجد علي مدار اليوم في مقر المركز التكنولوجي لمتابعة سير العمل في جميع الخدمات التي يطلبها المواطنين، خاصة بعد تلقيها بعض الشكاوي خلال زيارتها للحي بوجود تأخير وعدم انهاء لبعض الطلبات المختلفة.
كما حرصت وزيرة التنمية المحلية علي تدوين جميع البيانات الخاصة بالمواطنين الذين تقدموا بشكاوى لها خلال زيارتها للحي ، ووجهت قطاع التفتيش والرقابة ومتابعة الأداء بالوزارة باستمرار متابعة الشكاوي التي قدمها المواطنين لسرعة حلها والعرض عليها عقب الانتهاء من حل المشكلات.
وأكدت وزيرة التنمية المحلية أن ملف التصالح علي مخالفات البناء يأتي علي رأس أولويات وملفات عمل وزارة التنمية المحلية خلال الفترة الحالية، مؤكدة أنه سيتم تقييم جميع رؤساء الأحياء والمراكز وسكرتيري العموم وسكرتير العموم المساعدين خلال الفترة الحالية وفقاً لمعدلات الإنجاز في هذا الملف وقدرتهم علي حل أي مشكلات أو معوقات أمام المواطنين الراغبين في التصالح للانتهاء من فحص جميع الملفات الموجودة وحصول المواطنين علي نماذج التصالح النهائية.
وأشارت الدكتورة منال عوض إلي أن الوزارة ستعقد اجتماعات دورية خلال الفترة الحالية مع جميع القيادات التنفيذية بالمحافظات بمقر الوزارة لمتابعة سير العمل في ملف التصالح ودفع وتيرة العمل والتغلب علي أي تحديات .