شفق نيوز/ سلط موقع "كريك ريبورتر" اليوناني الضوء على دور الحضارة الإسلامية خلال عصرها الذهبي، بما في ذلك الدور الأبرز لبغداد، في حماية الأعمال الأدبية والعلمية والفلكية والهندسية للعلماء اليونانيين القدماء، من خلال ترجمتهم لها ما بين القرن الثامن الى القرن ال13، والتي من دون ذلك، كانت ستضيع. 

وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان الجبر، كلمة عربية، وهو علم تطور خلال تلك الفترة، مضيفا "نحن مدينون بأرقامنا لعلماء العرب، كما ان الاطباء حققوا تقدما في تشخيص السرطان، بل وقاموا بإجراء عمليات جراحية معقدة خلال تلك الحقبة".

 

ولفت التقرير إلى أن عددا لا يحظى من النجوم جرى اكتشافها في تلك الفترة، وحدث تطوير لنظريات الفلك من قبل علماء العصر الذهبي الأسلامي ايضا.

وتابع قائلا ان العصر الذهبي الإسلامي شهد أيضا تطورا ثقافيا وعلميا وسياسيا في كافة أنحاء العالم الإسلامي الممتد من آسيا الوسطى والشرق الأوسط، عبر شمال إفريقيا، وعلى طول الطريق وصولا الى اسبانيا.

لكن التقرير أكد أن "أبرز مدينة خلال تلك الفترة كانت بغداد في العراق، حيث جرى تأسيس "بيت الحكمة" على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد في أواخر القرن الثامن الميلادي". 

واوضح التقرير؛ انه بما ان بغداد كانت المدينة الأكبر في العالم الإسلامي في ذلك الوقت ومركزا للثقافة والتجارة، فإن العلماء من كافة أنحاء العالم سافروا اليها من اجل الدراسة والتعلم والكتابة في "بيت الحكمة". 

وبعدما لفت التقرير إلى أن "بيت الحكمة" يعكس مكتبة الاسكندرية العظيمة، قال التقرير ان المغول دمروا بيت الحكمة خلال حصار بغداد في العام 1258، ولهذا لا وجود لأي دليل أثري تقريبا على المبنى وتصميمه. لكنه اشار الى انه هناك بعض الجدل حول ما اذا كان "بيت الحكمة" بمثابة اكاديمية عامة يجتمع فيها المثقفون والشعراء لتبادل المعرفة، أو أنه كان مكتبة خاصة للخلفاء العباسيين.

ومع ذلك، اعتبر التقرير انه في كلتا الحالتين، فإن اهمية "بيت الحكمة" كموقع فكري موثقة بشكل جيد من خلال الكتابات المعاصرة والأعمال العديدة ذات الأهمية العلمية والعملية التي تم إنتاجها هناك.

وأوضح التقرير أنه خلال العصر الذهبي للإسلام، قام العلماء بترجمة أعداد هائلة من الأعمال المهمة في الشعر والرياضيات والعلوم من الثقافات القديمة في جميع أنحاء العالم، وخاصة من اليونان القديمة، حيث كان هؤلاء العلماء غالبا ما يتقنون اللغات اللاتينية واليونانية القديمة والعربية والسريانية، وتابعوا العمل حول أهم النصوص من الثقافات القديمة في جميع أنحاء العالم وترجموها إلى اللغة العربية، مما سمح بدراستها على نطاق واسع في جميع انحاء العالم الاسلامي.

وتابع التقرير؛ أن هذه المعارف انتشرت بسهولة في كافة انحاء العالم الاسلامي لان العرب تعلموا صناعة الورق بسرعة وفعالية من الصينيين، مما سمح لهم بتوزيع المخطوطات بسرعة كبيرة، فيما تعلم الأوروبيون تقنية صناعة الورق هذه من العرب لاحقا. 

ولفت إلى أن اللغة العربية كانت في ذلك الوقت، "اللغة المشتركة" التي تستخدم للتواصل عبر العديد من الثقافات، مثل اللغة الانجليزية حاليا.

وبالاستناد على معارف اليونانيين القدامى، قام عدد لا يحصى من العلماء المسلمين بتوسيع المعرفة في علم الأحياء والهندسة والرياضيات والطب وعلم الفلك. واشار التقرير الى ان هذه الحركة بطلب العلم التي كان الخلفاء العباسيون يعتبرونها التزاما بالقرآن والأحاديث النبوية للنبي محمد. 

وبرغم ذلك، أشار التقرير إلى أنه ليس من الدقة الافتراض أن كل الذين شاركوا في العصر الذهبي الإسلامي كانوا من المسلمين، حيث أنه كان هناك العديد من المسيحيين واليهود واعضاء الديانات الاخرى ممن كانوا من الشخصيات الفكرية البارزة خلال تلك الحقبة.

وذكر التقرير أن خلفاء المسلمين انفقوا أموالا طائلة من ثرواتهم الضخمة ليس فقط على رعاية العلماء الذين كانوا يقومون بالأبحاث، ولكن أيضا على المترجمين الذين عملوا على نشر معرفة الثقافات القديمة.

واضاف ان هذه الموجة من الحماسة للفكر والأبحاث التي ترعاها الدولة في العالم الإسلامي، كانت بحالة تناقض حاد مع أوروبا التي كانت تعيش في ما اعتاد البعض أن يطلق عليه "العصور المظلمة"، عندما كانت معدلات معرفة القراءة والكتابة منخفضة وكان اللاهوت الديني مفضلا على المعرفة.

وبحسب التقرير، فإنه في غالبية انحاء اوروبا، كانت اعمال ارسطو وارخميدس وغيرهما من الشخصيات اليونانية القديمة المهمة مفقودة تماما أو حتى غير معروفة عند كثيرين، في حين ان العالم الاسلامي كان منهمكا  بنار المعرفة، وكان الكتبة يترجمون بلا كلل اعمال العلماء والفلاسفة وعلماء الرياضيات اليونانيين القدماء وأعمال الإغريق الذين ألهمت أعمالهم فيما بعد بعضا من أهم المفكرين في التاريخ.

ولفت إلى أن العديد رجال الدين في تلك الفترة قاموا ايضا بالتنقيب في نصوص من المصادر اليونانية القديمة في محاولة للعثور على أجزاء مماثلة من القرآن لاثبات ان الاسلام هو الدين الحقيقي.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن العصر الذهبي للإسلام انتهى في القرن ال13، بعد سنوات من غزوات الجيوش المغولية حيث يعتبر البعض أن تدمير "بيت الحكمة" على يد المغول كان بمثابة نهاية هذه الحقبة. 

وتابع أنه من المعتقد أن المغول دمروا الكثير من الكتب من المدينة بإلقائها في نهر دجلة حتى تحول النهر نفسه الى اللون الاسود من حبر الصفحات. 

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي بغداد دار الحكمة الاغريق العصر الذهبی أنحاء العالم تلک الفترة بیت الحکمة خلال تلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

في ندوة «حكاية شعب» بقنا.. مصطفى بكري: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة من الانهيار

نظم فرع الهيئة العامة للاستعلامات بمحافظة قنا، ندوة تثقيفية كبرى بعنوان "حكاية شعب"، احتفالًا بالذكرى الـ 12 لثورة 30 يونيو، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، والكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، والدكتور حازم عمر نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد السكرتير العام المساعد للمحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والإعلامية.

وأكد الدكتور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، في كلمته الافتتاحية، أن ثورة 30 يونيو كانت لحظة إنقاذ تاريخية قادها الشعب المصري بعزيمة وإرادة لإنهاء مخططات كانت تحاك في الخفاء، قبل أن تنكشف حقائقها ويُدركها المواطن البسيط، مؤكدًا أن الشعب هو من أنقذ الدولة من الضياع.

وتخللت الندوة قصيدة شعرية ألقاها شاعر فن الواو المعروف بمحافظة قنا، الشاعر أحمد الشباط، عبّر خلالها عن مشاعر المصريين في تلك اللحظة الفارقة من عمر الوطن، وكيف سجل التاريخ ملحمة شعب لا يعرف الانكسار.

وفي كلمته، استعرض الكاتب الصحفي مصطفى بكري محطات فارقة من المرحلة التي سبقت الثورة، مشيرًا إلى حجم التهديدات التي واجهتها الدولة المصرية، مؤكدًا أن المصريين كشفوا سريعًا مخططات جماعة الإخوان، وفهموا حقيقة المشروع الذي كان يُراد فرضه بالقوة.

وتحدث بكري عن تفاصيل حواره مع المشير محمد حسين طنطاوي، واطمئنانه على قدرة الشعب المصري في الدفاع عن وطنه، كما أشار إلى تحذيرات المشير عبد الفتاح السيسي للرئيس الأسبق محمد مرسي من خطورة الإعلان الدستوري الذي أصدره في نوفمبر 2012.

وأوضح بكري أن بيان القوات المسلحة في 8 ديسمبر آنذاك، كان بمثابة إنذار نهائي بعد أن دخلت البلاد مرحلة الفوضى، وخرجت ميليشيات الجماعة للسيطرة على مؤسسات الدولة، موجهين الهتافات العدائية ضد الجيش بهدف إسقاط الدولة.

وأضاف: "الجيش المصري أفشل سيناريو ما سُمي بالربيع العربي، ووقف سدًا منيعًا أمام الفوضى"، لافتًا إلى أن ما يحدث اليوم في بعض مناطق العالم، كإيران وغزة، يُراد به التأثير على مصر، مؤكداً أن البلاد محاصرة شمالًا من غزة وجنوبًا من السودان، لكن مصر تمتلك جيشًا وقيادة تعرف جيدًا كيف تُدير الأمور.

وأشار إلى أن تساؤلات البعض عن سبب تسليح الجيش قد باتت مفهومة الآن، فالجيش هو درع الوطن، ومصدر طمأنينته، مضيفًا: "لولا تدخل الجيش، لكانت مصر الآن في أتون حرب أهلية، ويجب ألا ننخدع بالشائعات التي تُبث من الخارج".

وتطرق بكري إلى مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطنية، من بينها رفضه لخطط التهجير رغم الضغوط الغربية، مؤكدًا أن مصر هي الهدف التالي بعد إيران، وأن سيناريوهات يجري تنفيذها الآن لمحاولة إدخال الفلسطينيين إلى مصر ضمن مخطط أكبر لإفراغ الأرض من سكانها.

وأوضح أن الفكر الصهيوني لا يعترف بفلسطين، بل يرى أن سيناء هي العاصمة الروحية لدينهم، ويسعون لتحويل إسرائيل إلى "دولة يهودية خالصة"، محذرًا من مؤامرات قادمة، لكنه طمأن الحضور قائلًا: "لا تقلقوا.. الشعب المصري عظيم وسينتصر بإذن الله بفضل قيادته الوطنيه وجيشه".

وأكد أن الرئيس زرع في وجدان الشعب الاصطفاف الوطني، داعيًا إلى التوحد خلف القيادة السياسية ومواصلة الوعي، وقال: "طول ما الجيش والشرطة قويين.. هننتصر"، مشيدًا بدور صعيد مصر التاريخي في الدفاع عن الوطن، منذ معركة البارود ضد الحملة الفرنسية.

من جانبه، أكد الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، أن حماية مصر في تلك اللحظة العصيبة كانت حماية إلهية سخّر لها الجيش بقياداته الوطنية، ليقف إلى جانب الشعب، ويستعيد الدولة من براثن الانهيار.

وأضاف المحافظ: "بمجرد الخروج من الكابوس، جاءت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي لتبدأ مرحلة إعادة بناء الجمهورية الجديدة، واستعادة المكانة الإقليمية والدولية للدولة المصرية"، مشددًا على أن ما تحقق منذ عام 2014 لم يحدث منذ عهد محمد علي.

واختتم المحافظ كلمته مؤكدًا أن الرئيس السيسي كان على قدر المسؤولية التاريخية، وتحمل ما لم يتحمله أحد، من أجل حماية الدولة، واستعادة هيبتها، وبناء مستقبل يليق بمكانة مصر وشعبها العظيم.

مقالات مشابهة

  • شركة الأخوين للطاقة الشمسية تدشّن مشروعها الثاني.. منظومة شمسية في محطة سي فيو بعدن بتمويل من بنك الكريمي للتمويل الاصغر الاسلامي
  • بغداد وأربيل تتوصلان لحل أزمة رواتب الإقليم
  • نائب أمير القصيم يتسلّم التقرير السنوي لأعمال فرع الهلال الأحمر بالمنطقة
  • سموتريتش: الكابينيت صادق على إدخال مساعدات إلى غزة عبر الآلية القديمة
  • في ندوة «حكاية شعب» بقنا.. مصطفى بكري: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة من الانهيار
  • باحث سياسي: جماعة الإخوان كانت تحمل بذور فنائها من داخلها
  • "العُماني... فطرة الخير وصوت الحكمة"
  • الراعي من جامعة الحكمة: كانت على الدوام منبعاً للفكر وتربية للضمير
  • عمر اليزيدي يحيي ذاكرة البيوت القديمة بقرية الثابتي في إبراء
  • إخلاء قريتين في جزيرة إيفيا اليونانية إثر اندلاع حرائق الغابات