7 طرق لتعزيز الأمن الغذائي في مواجهة تغير المناخ
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
إن إمكانية الحصول على أغذية مستقرة وكافية وآمنة لجميع الناس في جميع الأوقات معرضة للخطر، وتغير المناخ يزيد الأمر سوءا.
منذ عام 2022، تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، مما أثر على 345 مليون شخص في 82 دولة، وهي زيادة صارخة من 135 مليونا في عام 2019.
العلاقة بين الأمن الغذائي وتغير المناخ
إن ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد المائي والتغيرات في جودة الأعلاف هي جزء من الطرق التي يضر بها تغير المناخ الأمن الغذائي.
وتواجه مجموعات السكان الأصليين والمناطق الضعيفة، بما في ذلك الدول الجزرية الصغيرة والمناطق القاحلة وشبه القاحلة والمستوطنات الساحلية مخاطر متزايدة. ويؤدي الفقر وعدم كفاية البنية التحتية وسوء الإدارة إلى تفاقم هذه المشكلة.
وللتخفيف من هذه المشكلة بشكل حقيقي نحتاج إلى خفض انبعاثات الكربون العالمية وترسيخ الممارسات التصالحية. ويتطلب ذلك تنفيذ ممارسات زراعية ذكية مناخياً، ومعالجة فقد الأغذية وهدرها في جميع أنحاء سلسلة التوريد، وتشجيع عادات الاستهلاك المستدامة، وتطوير نظم المعلومات المناخية.
المغرب أمام كارثة عطش وهذه الحلول
كسر دورة الأمن الغذائي وتغير المناخ
فيما يلي سبعة مجالات يمكن لواضعي السياسات وغيرهم من المتخصصين في مجال المناخ والزراعة التركيز عليها للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه وتحسين الأمن الغذائي.
1. تنفيذ الممارسات والتقنيات الزراعية المستدامة
يؤدي تنفيذ مشاريع الزراعة المستدامة إلى المحافظة على الموارد والحراجة الزراعية، وزيادة مقاومة تغير المناخ من خلال تعزيز صحة التربة والاحتفاظ بالمياه والتنوع البيولوجي. يتم تحسين استخدام المياه من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة مثل الاستشعار عن بعد والري الدقيق. ويؤدي تنويع المحاصيل والحيوانات إلى زيادة مقاومة النظام الكلي للتغير المناخي وتقلبات السوق.
وفي باكستان، هناك ممارسة مستدامة ملحوظة تتمثل في استخدام الرطب والتجفيف البديل لزراعة الأرز؛ حيث تتم مراقبة تشبع التربة للحد من الغمر المستمر للأرز. وتتناوب مستويات المياه بين الفيضانات السطحية و15 سم فوق سطح التربة، مما يعزز كفاءة استخدام المياه. ومن الأمثلة الرئيسية على الزراعة المستدامة؛ النظام الاستشاري للري المعتمد على الأقمار الصناعية في إيطاليا والنمسا وأستراليا. يقدم هذا النهج القائم على التكنولوجيا، والذي يستخدم صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، نصائح مخصصة للري من خلال تحليل المظلة في الوقت الحقيقي، وزيادة إدارة المياه وكفاءة المزارعين.
2. إعطاء الأولوية للسياسات والاستثمارات الذكية مناخياً
تساعد الخدمات المالية، مثل الائتمان والتأمين، المزارعين على إدارة المخاطر المرتبطة بالمناخ. وتساعد الأبحاث المتعلقة بأنواع المحاصيل المقاومة للمناخ، وبرامج التربية، وأساليب الزراعة الإيكولوجية، والاستثمار فيها، على ضمان إنتاج غذائي قادر على الصمود.
تجمع خطة الاستثمار الزراعي المراعية للمناخ في مالي (CSAIP) بين تعاون أصحاب المصلحة والمدخلات العلمية، بما يتماشى مع السياسات والأولويات الوطنية. ويحدد 12 مجالًا ذا أولوية قائمة على العلم للاستثمار، ويدمج الاستراتيجيات المقاومة للمناخ والحلول القابلة للتنفيذ. ويستهدف البرنامج، الذي يجمع ما بين 300 إلى 500 مليون دولار، كلاً من القدرة على الصمود والنمو، ويستفيد منه 1.8 مليون شخص مع تعزيز أهداف التنمية المستدامة المتعددة.
3. تحسين تخزين المواد الغذائية وتوزيعها
أثبت التخزين المحكم، باستخدام أكياس أو هياكل محكمة الغلق مقاومة للماء لخلق جو معدل بمستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون فعاليته، مما أدى إلى تقليل خسائر التخزين بنسبة تصل إلى 98% مع الحفاظ على صلاحية البذور وجودتها على مدى فترات طويلة.
في الدول النامية، تُستخدم المواد الكيميائية مثل بروميد الميثيل والفوسفين بشكل شائع لمكافحة الآفات. بالإضافة إلى ذلك يمكن النظر في الممارسات التقليدية، مثل استخدام أوراق بذور الشيح ومستخلصات الزيت لحماية الحبوب من أضرار الحشرات أثناء التخزين.
4. تطوير الإنتاج الحيواني القادر على التكيف مع المناخ وإدارة السماد الطبيعي
إن التغذية الفعّالة، والإدارة الكافية للسماد، وأنظمة جمع غاز الميثان، وتقنيات الإدارة المستدامة، وتشجيع السلالات الحيوانية المقاومة للمناخ، تزيد من إنتاجية الثروة الحيوانية وتقلل من انبعاثات غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة الرئيسية. في مجال الإنتاج الحيواني القادر على التكيف مع المناخ، تقوم تكنولوجيا الهضم اللاهوائي بالتقاط انبعاثات غاز الميثان من حظائر التسمين الضخمة وعمليات إنتاج أبقار الألبان والذي يحول الميثان إلى مصدر طاقة مفيد للتدفئة أو الطبخ أو توليد الطاقة، وهو أمر مفيد اقتصادياً في المناطق الدافئة.
5. تحسين أنظمة الإنذار المبكر والمعلومات المناخية.
في كينيا، نجحت إحدى المبادرات في تسخير أنظمة الإنذار المبكر من خلال نشر تنبيهات الطقس في الوقت الحقيقي لصغار المزارعين عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والراديو. وقد مكن هذا النهج الاستباقي المزارعين من التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة والقاسية، وتقليل الخسائر الزراعية وتعزيز القدرة على الصمود.
6. تعزيز الاستهلاك الغذائي المستدام والمغذي
في الصين، تسعى الطبقة المتوسطة والنخبة الاجتماعية إلى الحصول على خيارات غذائية مستدامة ومغذية. توفر مبادرات مثل The Little Donkey Farm إمكانية الوصول إلى الأطعمة الآمنة والتقليدية والعضوية.
7. التعاون دولياً وبناء المعرفة الجماعية
لتأمين مستقبل مستدام، من الضروري أن يعمل الأفراد والحكومات والمنظمات معًا، ويقبلون المسؤولية ويعطون الأولوية للممارسات المستدامة والسياسات المقاومة للمناخ. ويلزم اتخاذ إجراءات فورية للتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتكييف الممارسات الزراعية، وتطوير نظم غذائية قادرة على التكيف مع المناخ.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
برنامج تدريبي لتعزيز مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي لطلاب جامعة قناة السويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تعمل على تطوير المهارات الحياتية لطلاب مرحلة ما قبل التعليم الجامعي والمرحلة الجامعية، انطلاقًا من رؤيتها في إعداد جيل قادر على التفاعل مع تحديات العصر ومتطلبات سوق العمل.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن تعزيز قدرات الطلاب في التفكير النقدي، والإبداع، واتخاذ القرار يسهم في خلق كوادر متميزة قادرة على المساهمة في التنمية المستدامة.
من جانبها، أوضحت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن الجامعة تسعى إلى ترسيخ مفاهيم المهارات الحياتية والابتكار لدى الطلاب، باعتبارها أساسا لتطوير الشخصية القيادية وتعزيز المسؤولية المجتمعية.
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي بات جزءا أساسيا من تطورات العصر، مما يستدعي تأهيل الطلاب لمواكبة هذا التطور والتعامل مع آثاره على مستقبل العمل.
وفي هذا الإطار، وتحت إشراف الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، نظّمت الجامعة برنامجًا تدريبيًا بمدرسة الشهيد إسلام بدوي المشتركة، بمشاركة 30 طالبًا وطالبة، بهدف تزويدهم بالمهارات الحياتية وتعريفهم بتأثير الذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب الحياة.
قدّم البرنامج الدكتور محمود علي موسى، الأستاذ المساعد بقسم علم النفس التربوي بكلية التربية، حيث تناول أهمية المهارات الحياتية في تنمية التفكير النقدي، وتعزيز التواصل الفعّال، وتطوير القدرة على حل المشكلات، مؤكدًا أن هذه المهارات تُعد ركيزة أساسية للمواطنة الصالحة.
كما تطرق البرنامج إلى الذكاء الاصطناعي، موضحًا دوره في رفع جودة الإنتاج، وتحسين الإنتاجية، وتعزيز أمن الأنظمة والشبكات.
وأشار إلى التحديات التي قد تترتب على انتشاره، مثل التهديدات الأمنية، وانتهاك الخصوصية، وتأثيره على فرص العمل، مما يتطلب استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التغيرات.
وفي ختام البرنامج، الذي نُظم تحت إشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ أحمد رمضان، مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع، أعرب الطلاب عن استفادتهم من المعلومات القيمة التي قدمها البرنامج، مؤكدين أهمية مثل هذه المبادرات في صقل مهاراتهم وإعدادهم لمستقبل أكثر تطورًا