مجسمات ودعاية جوفاء.. تقرير يفضح الاستعراض الحوثي للاسلحة بميدان السبعين
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بدا مبهرا، وكأنه عرض عسكري جدي، لكن ما قام به الحوثيون قبل يومين في صنعاء، في جزء منه خداع بصري ودعاية جوفاء، وعرض أسلحة مسروقة أو منهوبة.
أرادت مليشيات الحوثي في عرضها العسكري أن تظهر قوة غير موجودة على الأرض، فزاوجت بين عرض مخادع، وادعاء ما ليس لها، زاعمة تصنيع صواريخ باليستية، وطائرات مسيرة، وألغاما بحرية، وزوارق مدججة وآليات قتالية مدرعة، لكن في الواقع كان ذلك مزيج بين مجسمات وأسلحة متهالكة، نُهبت من ترسانة الجيش اليمني السابق.
الألغام البحرية
عرضت مليشيات الحوثي 8 أنواع من الألغام البحرية وأطلقت عليها مسميات "ثاقب" و"كرار"، مجاهد1 و2، و"أويس"، ومسجور 1و 2, و"عاصف".
لكن باستثناء نوعين إيرانيين وهم من طراز "صدف" و"قاع"، فإن مليشيات الحوثي تستخدم لغما بدائيا واحدا بحجم أسطوانة الغاز المنزلي، ويتم تغيير مظهره الخارجي بشكل مفضوح، ومنحه 8 أسماء مختلفة، بحسب ما كشف مصدر عسكري .
ونقل موقع"العين الإخبارية عن المصدر قولة بإن هذا النوع من الألغام الحوثية البدائية، تتفاوت أوزانها بين 40 إلى 70 كيلوغراما وتزود باثنين إلى أربعة رؤوس تفجير، تنفجر عند اصطدامها بأي هدف بحري، وهي ترسو في عمق مترين مثبتا بقاعدة حديدية وينفلت مع الرياح بعد انقطاع حبال مرساه ليصبح قنبلة عائمة بالبحر.
المركبات
مليشيات الحوثي لم تخجل من أكاذيبها، بعد أن زعمت تصنيع 54 آلية مدرعة باسم أحد قياداتها القتلى ويدعى "هاني طومر"
وقال المصدر العسكري بإن مركبات "هاني" القتالية التي استعرضها الحوثيون هي في الحقيقة عربات "الحميضة" و"الشمج" التي كانت متوفرة لدى الجيش اليمني سابقاً، ونهبتها المليشيات من المعسكرات عقب الانقلاب أواخر 2014 وقد تم تدمير المئات منها.
الزوارق
زعم الحوثيون تصنيع زوارق بحرية، منها "زورق نذير"، وعاصف 1 و2، و"طوفان"، بادعاء أنها ذات مهام قتالية متعددة، منها اعتراض الأهداف البحرية المتحركة واقتحام السفن والإغارة على الجزر.
في هذا السياق، قال المصدر إن الدوريات والزوارق البحرية لم تصنع محليا، ولكنها قدمت ضمن مساعدات دولية لتأمين موانئ يمنية قبل انقلاب الحوثي عام 2014، لكن المليشيات نهبتها من ميناء الحديدة، واستخدمتها في العروض العسكرية.
الصواريخ
تضمن العرض الدعائي للحوثيين استعراض مجسمات 32 نوع من الصواريخ الباليستية، أرض أرض، وأرض جو، وأرض بحر، زعمت مليشيات الحوثي تصنيعها محليا وادعت أنها أزاحت الستار عن 8 صواريخ جديدة، أطلقت عليها أسماء عدة منها "بركان"، "فلق" و"وذوالفقار" وغيرها.
ووفقا للمصدر فإن جميع الصواريخ التي تستخدمها مليشيات الحوثي هي من ترسانة الجيش اليمني السابق وهي صواريخ "اسكود" و"موسودان" الكورية، و "توشكا" و"روبيج" الروسية، بالإضافة إلى صواريخ إيرانية الصنع هربت عبر ميناء الحديدة والمنافذ البحرية، الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين.
وبحسب المصدر فإن المعسكرات التي كانت متواجدة فيها هذه الصواريخ هي معسكر "الصليف" التابع للدفاع الساحلي وورشة الصواريخ كانت من ضمن ملحقات معسكرات "ريمة" حميد"؛ التابع لألوية الصواريخ.
الطائرات
وعرضت مليشيات الحوثي 13 نوعا من الطائرات المسيرة هي "رجوم"، و"راصد"، "خاطف 2", "رقيب"، "قاصف"، "صماد 1و 2و 3", "مرصاد 1و 2"، و"عيد 1و 2"، و"شهاب"، وهي جميعها طائرات إيرانية الصنع، ذات مهام تجسسية وهجومية ومفخخة.
ووفقا للمصدر فإن ما استعرضه الحوثيون مؤخرا عمليا هي نسخ ومجسمات مكررة ومعدلة من حيث المظهر الخارجي للقطع المعروضة.
وأشار إلى أن "الجديد هذا العام هو مشاركة عدد من القطع الجوية في العرض، وهي بالطبع طائرات من تسليح القوات الجوية اليمنية توقفت منذ 9 سنوات، ولولا توقف الطلعات الجوية للتحالف ورغبة جميع الأطراف بالسلام لما تمكن الحوثي من تحريك هذه الطائرات من مرابضها".
المصدر العسكري أضاف مدللا على زيف العرض العسكري: "كم مرة أعلنت مليشيات الحوثي إنتاج منظومات دفاع جوي بمواصفات فنية وتكتيكية واسعة، ولكنها في الحقيقة تعجز عن اعتراض طائرة واحدة؛ فما بالك بتدميرها وإسقاطها".
وكانت مليشيات الحوثي عرضت لأول مرة طائرة حربية وحيدة من طراز "F-5"، لكنها لم تكن سوى جزء من ترسانة الجيش اليمني السابق، حالها كحال 3 مروحيات من طراز "Mi8T" و"Mi17" و"Mi171"
أساليب بالية
يرى خبراء عسكريون أن عروض مليشيات الحوثي العسكرية باتت بالونات اختيار لتقويض السلام وأساليب بالية لم تعد تنطلي على الشعب اليمني، وعلى دول التحالف والشرعية التي تدرك جيدا قدرات الجماعة المتمردة على الأرض.
ونقل موقع"العين الإخبارية"عن الخبير في الشؤون العسكرية اليمنية العقيد وضاح العوبلي قولة بإن "مليشيات الحوثي لم تأتِ بجديد في عرضها الأخير، والذي كان نسخة مكررة من أساليبها البالية والمعروفة".
وأضاف أن عرض مليشيات الحوثي "صاحبها استرسال مفضوح في إعلان الإنتاجات العسكرية الجديدة بادعاء تصنيعها، وهي إعلانات غير واقعية يفوق عددها أضعاف ما تعلنه كوريا الشمالية وروسيا والصين مجتمعة من إنتاج الأسلحة والمنظومات"، يقول الخبير العسكري ساخرا.
وأوضح الخبير العسكري أن "أغلب الشعب اليمني بات يدرك الحقائق، وأن الحالة الحوثية مكررة ومملة، وليس فيها ما يثير الدهشة، بقدر ما تصنع بعض البهرجة الإعلامية المؤقتة لدى شرائح البسطاء والمراهقين، من فئات الشعب الذي باتت أغلبيته تمقت هذه المبالغات وتنتقد بشدة وألم حجم المبالغ المصروفة عليها على حساب معاناة الشعب الذي يعيش موظفوه بلا رواتب منذ 9 أعوام".
واختتم العوبلي تصريحه، بأن الثابت في عرض الحوثي الأخير أن مردوده عكسي على المستويين الداخلي والخارجي، فالداخل يريد رواتب ومل استمرار الحرب، والخارج يريد تحقيق السلام ويدعو الى التخلي عن كل ما من شأنه أن يثير التوتر ويقوض مساعي التسويات".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
كارنيغي: الغرب فشل في تأمين البحر الأحمر.. والتجارة البحرية فيه ستظل رهينة لجماعة الحوثي وإيران (ترجمة خاصة)
قال مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط إن التجارة البحرية عبر البحر الأحمر ستظل في المستقبل المنظور، رهينة لجماعة الحوثي وإيران.
وقال المركز في تحليل حمل عنوان: "عملية أسبايدس، أو خطر التوقعات المنخفضة في اليمن" ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن مهمة الاتحاد الأوربي "أسبيدس" وعملية حارس الازدهار بقيادة الولايات المتحدة فشلا في تغيير سلوك الحوثيين، ولم تنجحا في استعادة مستوى ما قبل الأزمة من حركة المرور التجارية عبر البحر الأحمر. وهذا يطرح السؤال حول كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتعامل بشكل أفضل مع اليمن في إطار جهود الأمن البحري الأوسع في المنطقة.
ورجح التحليل أن يستخدم (الحوثي وإيران) التهديدات في البحر الأحمر لضمان تنازلات في أماكن أخرى.
وأضاف "منذ بداية الصراع في غزة، أصبحت الحدود البحرية لليمن ساحة معركة في صراع إقليمي ودولي أوسع نطاقا للقوى. فقد أعاقت جماعة الحوثي، حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، الذي يوفر الوصول إلى البحر الأحمر وقناة السويس، بزعم الضغط على اقتصادات إسرائيل والدول الغربية حتى يتسنى لها التعجيل بوقف إطلاق النار في غزة".
وتابع "الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية مع هذه المشكلة هي إنشاء بعثات بحرية لحماية حركة الملاحة البحرية ــ وهي الجهود التي باءت بالفشل في الغالب".
وأردف "من الأمثلة على ذلك عملية الاتحاد الأوروبي البحرية في أسبيدس، أو عملية أسبيدس. ومثلها كمثل المهمة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة عملية حارس الرخاء، اتسمت عملية أسبيدس بالتركيز على المدى القصير وغياب استراتيجية شاملة للقضاء على تهديد الحوثيين لحركة الملاحة البحرية، أو على الأقل الحد منه بشكل كبير.
توفير ظروف ملائمة لعملية السلام باليمن
وأكد مركز كارنيغي أن ما يحتاجه الأوروبيون هو إيجاد توازن بين حماية حركة المرور التجارية في البحر الأحمر وتوفير الظروف الملائمة للسلام الدائم في اليمن والذي يضمن عدم إعاقة الحوثيين للشحن عبر باب المندب مرة أخرى.
وذكر أن حقيقة عملية أسبيدس، مثل عملية حارس الرخاء، كانت في الأساس مهمة تفاعلية مرتبطة بسلوك الحوثيين أثناء حرب غزة، ومحدودة في الوقت بعام واحد، تعني أنه لا توجد ضمانات بأن الحوثيين لن يكرروا أفعالهم في المستقبل. واعتمادًا على مصالح محور المقاومة ــ تحالف الجهات الفاعلة المؤيدة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط ــ فقد تعيق المجموعة مرة أخرى حركة المرور البحرية عبر نقطة الاختناق البحرية الحيوية هذه.
وأوضح أن العواقب ستكون أكثر شدة إذا تم ذلك بالتوازي مع الجهود الرامية إلى إغلاق مضيق هرمز وكذلك حركة المرور البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
يضيف "لقد فشلت عملية أسبيدس في تغيير سلوك الحوثيين، ولم تنجح في استعادة مستوى ما قبل الأزمة من حركة المرور التجارية عبر البحر الأحمر. وهذا يطرح السؤال حول كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتعامل بشكل أفضل مع اليمن في إطار جهود الأمن البحري الأوسع في المنطقة؟
سياسة أكثر فعالية تجاه تحركات الحوثيين البحرية
يقول المركز إن عملية أسبيدس لم تركز على إضعاف قدرات الحوثيين أو تقديم الدعم للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لمعالجة اختلال التوازن في القوة في اليمن. ومن العوامل التي تعزز هذا الاختلال استمرار سيطرة الحوثيين على مدينة الحديدة الساحلية وموانئها. وقد سُمح بذلك فعليا بفضل اتفاق ستوكهولم لعام 2018، وهو سوء تقدير استراتيجي جاء بنتائج عكسية بعد خمس سنوات.
وتوقع مركز كارنيغي أزمات بحرية جديدة حول مضيق باب المندب إذا ظل الحوثي مسيطر على شمال غرب اليمن في ظل ظروف الفوضى والصراع والاضطرابات الإقليمية.
وبشأن تأمين الملاحة في البحر الأحمر دعا المركز الأوروبيين إلى إظهار الإرادة السياسية وتبني سياسات طويلة الأجل قادرة على ضمان الأمن واستقرار الوضع في اليمن. وقال "بدلاً من ذلك، اتجهوا إلى دعم عمليات خفض التصعيد سيئة التصميم والتي كافأت الحوثيين وشجعتهم، دون تحقيق سلام دائم. وقد واجه هذا النهج ضغوطًا واضحة".
وقال "لم تفشل عملية أسبيدس وعملية حارس الرخاء في استعادة حرية الملاحة عبر باب المندب فحسب، بل من غير المرجح أن تنجحا في ذلك".
مساران متوازيان
وزاد "إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يكون أكثر فعالية، فيتعين على الدول الأعضاء أن تصمم بشكل جماعي استراتيجية لليمن لديها فرصة أفضل للنجاح".
واستدرك: "ينطوي هذا على متابعة مسارين متوازيين: الأول "يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعيد النظر في دعمه لعمليات السلام في اليمن. فهذه العمليات تميل إلى تقديم الجزر للحوثيين، ولكنها لا تفعل شيئًا لإعطاء الأولوية للمحادثات بشأن الأمن والانتشار غير المنظم للأسلحة التقليدية وغير التقليدية، وخاصة تلك التي يمتلكها الحوثيون والتي تهربها إيران إلى اليمن. وتشكل مثل هذه المحادثات -وفق كارنيغي- أهمية أساسية من أجل معالجة التحديات الطويلة الأجل والحد من احتمالات انهيار السلام.
وفي ضوء التصعيد الأخير بالقرب من باب المندب، يضيف "فمن غير المرجح أن نرى قريبا الكثير من التقدم في عملية السلام اليمنية. وإذا كان الاتحاد الأوروبي يريد حقا يمن مستقر وآمن يتحمل التزاماته القانونية والأخلاقية لحماية سواحله، فسوف يكون من الضروري إعادة التفكير في سبل إرساء الأمن في البحر الأحمر والتوصل إلى تسوية سلمية دائمة، فضلا عن كيفية جلب أنصار الله إلى طاولة المفاوضات بحسن نية".
فيما المسار الثاني حسب المركز فإنه ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يقدم الدعم الاستراتيجي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا كشريك أمني طويل الأمد في البحر الأحمر وبحر العرب. وسيكون من بين العناصر الأساسية لهذه الجهود تعميق وتوسيع الشراكة مع الحكومة ليس فقط لدمجها في إطار أمني للبحر الأحمر، بل وأيضا لمعالجة التفاوت في القوة في اليمن على المدى الطويل إذا استمرت تهديدات الحوثيين. ويمكن أن تشمل أدوات السياسة الأوروبية الاستثمار في بناء قدرات خفر السواحل اليمني.