بغداد اليوم - متابعة

بينما تطابقت مؤشرات واراء خبراء الارصاد الجوي مع المؤشرات التي تتحدث عنها وزارة الموارد المائية عن سنة فيضانية محتملة بفعل مؤشرات جيدة للموسم المطري القادم، والذي سيأتي بعد 4 سنوات متتالية من الجفاف الذي قسى على العراق بشكل كبير، تبرز المخاوف من ان تذهب هذه المياه هدرًا دون ان يستطيع العراق تخزينها، في الوقت الذي تراجع خزينه المائي الى مستويات غير مسبوقة بلغت 7 مليارات متر مكعب فقط.

ووسط التنبؤات التي تتحدث عن موسم مطري وصف بـ"الفيضاني"، تزداد حاجة العراق إلى السدود، لكن متخصصين استبعدوا إمكانية حصاد مياه الأمطار لعدم وجود خطط استراتيجية لهذه المشاريع، خصوصا مع تأكيد وزير الموارد المائية عون ذياب ان العراق بحاجة لـ36 سد حصاد مائي صغير.

ويقول النائب حسن وريوش، إن "مياه السيول في المواسم السابقة التي قدمت من إيران لم يتم استغلالها وتوظيفها بشكل جيد، بل تم توجيهها إلى أهوار ميسان ومن ثم إلى البصرة كما جرى فتح السدة القاطعة بين البصرة وذي قار بشكل عشوائي لإعادة المياه الى أهوار ذي قار، لكن كميات كبيرة من المياه ذهبت هدرا إلى البحر".

ويلفت وريوش، إلى أن "البنى التحتية الموجودة لدى الوزارة لا يمكن من خلالها استغلال مياه الأمطار، لاسيما أن التوقعات تذهب باتجاه أن السنة المقبلة ستكون رطبة، وبالتالي ستتدفق سيول مائية".

ويرجع عدم قدرة الوزارة على حصاد الماء لأسباب منها "الافتقار لسدود الحصاد، وليست السدود الخزنية، على الرغم من أن الأولى ليست ذات كلف مالية عالية، لكن قلة التخصيصات المالية حالت دون تنفيذ مثل هذه المشاريع، ففي عام 2021 وضمن موازنة قانون الأمن الغذائي خصص للوزارة مبلغ بحدود 100 مليار وهو غير كاف، والتخصيصات المالية الحالية أيضا لا تكفي لإنشاء مثل هذه السدود".

وكان مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية علي راضي كشف عن خطة أعدتها الوزارة ضمن موازنة 2023 لإنشاء سدود حصاد المياه لغرض الاستفادة من جميع الإيرادات المائية المتحققة وتغذية المياه الجوفية وتوفير المياه لسقي الحيوانات، وأن المباشرة بها ستتم بعد إعداد الدراسات والتصاميم للجزء الأكبر قريبا.

يذكر أن وزير الموارد المائية عون ذياب تحدث قبل أيام عن تنبؤات بموسم مطري وصفه بالفيضاني، لافتا إلى أن العراق بحاجة إلى 36 سدا صغيرا لغرض حصاد مياه الأمطار.

 من جانبه، يؤكد الخبير في الشأن المائي جاسم الأسدي، أن "موضوع الحصاد المائي للأمطار واحد من أهم الحلول لمعالجة الشحة المائية، وأن تجربة الأردن أفضل نموذج يمكن استلهامها وكذلك الطرق التي تستخدمها الإمارات العربية والسعودية في تجاربهما، فالأردن تعمد على منظومة شبكات ممتدة إلى سطوح المنازل ومن ثم تنقل المياه إلى خزانات يمكن استغلالها في الاستهلاك المحلي".

ويضيف الأسدي، أن "خزانات الحصاد المائي تكون ذات سعات خزنية قليلة تصل إلى مليون متر مكعب، ويفضل أن تكون قرب الوديان في المناطق الغربية أو شمال العراق"، لافتا إلى أن "الوزارة لا تمتلك خططا حقيقية في هذا المجال، لاسيما أن هذا الملف يتطلب استراتيجيات وخططا تنفذ بمراحل زمنية".

ويواجه العراق مصيرا كارثيا جراء شح المياه التي تراجعت كمياتها إلى مستوى ينذر باحتمال فقدان مياه الشرب، في ضوء انخفاض المخزون المائي الاستراتيجي إلى 7.5 مليارات متر مكعب للمرة الأولى بتاريخ البلاد، وفق ما أفادت به وزارة الموارد المائية الأسبوع الماضي.

وكان المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال كشف أن المخزون المائي وصل إلى مراحل وصفها "بالحرجة جدا"، حيث لا تستطيع الوزارة ضخ مياه كبيرة للأنهار، بسبب فقدان العراق 70 بالمئة من استحقاقاته المائية القادمة إليه من دول الجوار.

من جهته، يوضح أستاذ علم الجيومورفولوجي جاسب كاظم، أن "مناطق الوديان يمكن أن تكون أفضل خزان أو سد لحصاد مياه الأمطار ومواقعها تكون في الجهة الغربية من البلاد عادة، أو يمكن إنشاء منخفضات اصطناعية، إذ يجب عدم التفريط بقطرات المطر المتساقطة على الأرض".

ويشير كاظم، إلى أن "منخفض الصليبات غرب العراق هو خير نموذج، ففي الفترة السابقة كان عبارة عن بحيرة مائية وهناك قرابة سبعة أودية يمكن أن تنحدر مياهها في هذا المنخفض منها وادي ابو السدير وابو غار وابو هوير والأشعلي وابو خضير والكصير، وأيضا السيول المائية المنحدرة من المناطق الحدودية وخصوصا السعودية يمكن حصادها هنا، فهذه المناطق ترتفع بمسافة تصل إلى 270 متراً لذا المياه يمكن أن تنحدر بشكل تدريجي حتى وصولها إلى المنخفض".

ويتابع أيضا أن "هناك مساحات كبيرة تم حفرها من قبل بعض الشركات نتيجة لأعمال المشاريع وغيرها في الفترات الماضية وهي موجودة في المناطق الجنوبية وهذه يمكن العمل عليها لتكون مخزونا مائيا جيدا". 

ويعود سبب انحسار مياه دجلة والفرات إلى "سياسات دول المنبع" التي قامت ببناء العديد من مشاريع السدود والاستصلاح الكبرى، دون التنسيق مع العراق الذي يعد دولة مصب، وذلك ما أثر على استحقاقاته التاريخية في النهرين اللذين تراجعت الإيرادات الواصلة لهما إلى أقل من 30 بالمئة من معدلاتها الطبيعية، حسب تأكيد خالد شمال الذي بيّن أن العراق عانى فضلا عن ذلك في السنوات الثلاث الماضية من جفاف قاسٍ أدى إلى استنزاف الجزء الأكبر من المخزون المائي.


المصدر: العالم الجديد

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: وزارة الموارد المائیة میاه الأمطار إلى أن

إقرأ أيضاً:

بتقنية جيوفيزيائية فرنسية.. «بحوث الصحراء» يعزز جهود استكشاف الموارد المائية والتوسع الزراعي

شهد مركز بحوث الصحراء، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تجربة تشغيل ناجحة لأحد أحدث أجهزة الاستكشاف الجيوفيزيائي متعددة الأبعاد «Syscal Pro»، فضلا عن كابل متطور لدراسات التربة، من إنتاج كبرى الشركات الفرنسية المتخصصة.

يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، باستمرار جهود تطوير القدرات البحثية والتطبيقية لمركز بحوث الصحراء، وتعزيز دوره الوطني في استكشاف الموارد المائية وتحديد صلاحية الأراضي الصحراوية للتنمية.

وشهدت عملية التشغيل التجريبية حضور كل من الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، والدكتور محمد عزت، نائب رئيس المركز للمشروعات، والدكتور عمرو عبد الجواد، رئيس شعبة المياه والأراضي الصحراوية، إلى جانب فريق من الباحثين المتخصصين بقسم الاستكشاف الجيوفيزيائي.

ويأتي هذا الإنجاز التقني ليعزز من قدرات المركز الوطنية في استكشاف وتحديد الموارد المائية الجوفية بدقة متناهية، وتقييم مدى صلاحية الأراضي الصحراوية الشاسعة لأغراض التنمية الزراعية والعمرانية، بما يتوافق مع التوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية.

ويُعد هذا الدعم التقني، الذي شمل أيضاً أنظمة قياس جيوكهربائية رأسية «VES» وأجهزة تصوير مقطعي ثنائي وثلاثي الأبعاد، إضافة نوعية لقسم الاستكشاف الجيوفيزيائي، حيث يتيح تحليل الطبقات تحت السطحية وتحديد مواقع الخزانات الجوفية الضحلة والعميقة بكفاءة أعلى.

ومن جانبه أكد الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، أن اقتناء هذا الكابل المتقدم يُعد خطوة مفصلية نحو تطوير القدرات التقنية للمركز، وسيسهم بشكل مباشر في دعم دراسات استصلاح الأراضي وتحديد أفضل المواقع للزراعة والتغذية الجوفية، بما يخدم استراتيجية الدولة في التوسع الأفقي وتحقيق الأمن الغذائي.

وأشار إلى ان هذا التحديث التكنولوجي المستمر لمنظومته البحثية، يؤكد التزام المركز الراسخ بدعم خطط الدولة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والاستفادة القصوى من الموارد المائية غير التقليدية، ومواصلة دوره الريادي كصرح بحثي وطني متقدم.

ومن جهته، أوضح الدكتور محمد عزّت نائب رئيس المركز، أن دمج هذه الأجهزة في العمل الميداني سيمكن الباحثين من إنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة للتربة والخزانات الجوفية، مما يقلل بشكل كبير من الزمن اللازم لتقييم صلاحية الأراضي الجديدة للاستصلاح.

فيما أشار رئيس شعبة المياه والأراضي الصحراوي، إلى أن تبني المركز لهذه التقنية المتقدمة ضمن منظومة شعبة المياه والأراضي الصحراوية، يعكس التزام مركز بحوث الصحراء بتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة أهداف التنمية الزراعية وتحسين كفاءة إدارة الموارد المائية والتربة، خصوصاً في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثًا.

اقرأ أيضاًوزير الزراعة يبحث مع نظيره الموريتاني تعزيز سبل التعاون المشترك

وزير الزراعة يطلق خطة شاملة لضمان نجاح موسم زراعة القمح

مقالات مشابهة

  • ورشة لمأموري الضبط القضائي في إب لتعزيز دقة المحاضر وحماية الموارد المائية
  • منحة تدريبية لطلاب هندسة كفر الشيخ في وزارة الموارد المائية
  • العراق يطالب تركيا بزيادة إمدادات المياه مع تفاقم الجفاف
  • لتميزهم في «هاكاثون الاستدامة المائية».. منح تدريبية من وزارة الري لطلاب هندسة كفر الشيخ
  • منح العاملين بوزارة الموارد المائية صفة مأموري الضبط القضائي
  • بتقنية جيوفيزيائية فرنسية.. «بحوث الصحراء» يعزز جهود استكشاف الموارد المائية والتوسع الزراعي
  • بتقنية جيوفيزيائية فرنسية.. بحوث الصحراء يُعزز جهود استكشاف الموارد المائية والتوسع الزراعي
  • وزير الري يسلم شهادات للفائزين في المسابقة الإقليمية «هاكاثون الاستدامة المائية»
  • توقيع تجديد لمذكرة التفاهم بين مصر وهولندا في مجال الموارد المائية لخمسة أعوام
  • المشيطي: مؤشر إدارة الموارد المائية في المملكة أحد أسرع المعدلات عالميًا