بعد 4 سنوات من الجفاف.. مياه الفيضانية المقبلة مهددة بـالهدر ولا حل إلا بالوديان
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
بينما تطابقت مؤشرات واراء خبراء الارصاد الجوي مع المؤشرات التي تتحدث عنها وزارة الموارد المائية عن سنة فيضانية محتملة بفعل مؤشرات جيدة للموسم المطري القادم، والذي سيأتي بعد 4 سنوات متتالية من الجفاف الذي قسى على العراق بشكل كبير، تبرز المخاوف من ان تذهب هذه المياه هدرًا دون ان يستطيع العراق تخزينها، في الوقت الذي تراجع خزينه المائي الى مستويات غير مسبوقة بلغت 7 مليارات متر مكعب فقط.
ووسط التنبؤات التي تتحدث عن موسم مطري وصف بـ"الفيضاني"، تزداد حاجة العراق إلى السدود، لكن متخصصين استبعدوا إمكانية حصاد مياه الأمطار لعدم وجود خطط استراتيجية لهذه المشاريع، خصوصا مع تأكيد وزير الموارد المائية عون ذياب ان العراق بحاجة لـ36 سد حصاد مائي صغير.
ويقول النائب حسن وريوش، إن "مياه السيول في المواسم السابقة التي قدمت من إيران لم يتم استغلالها وتوظيفها بشكل جيد، بل تم توجيهها إلى أهوار ميسان ومن ثم إلى البصرة كما جرى فتح السدة القاطعة بين البصرة وذي قار بشكل عشوائي لإعادة المياه الى أهوار ذي قار، لكن كميات كبيرة من المياه ذهبت هدرا إلى البحر".
ويلفت وريوش، إلى أن "البنى التحتية الموجودة لدى الوزارة لا يمكن من خلالها استغلال مياه الأمطار، لاسيما أن التوقعات تذهب باتجاه أن السنة المقبلة ستكون رطبة، وبالتالي ستتدفق سيول مائية".
ويرجع عدم قدرة الوزارة على حصاد الماء لأسباب منها "الافتقار لسدود الحصاد، وليست السدود الخزنية، على الرغم من أن الأولى ليست ذات كلف مالية عالية، لكن قلة التخصيصات المالية حالت دون تنفيذ مثل هذه المشاريع، ففي عام 2021 وضمن موازنة قانون الأمن الغذائي خصص للوزارة مبلغ بحدود 100 مليار وهو غير كاف، والتخصيصات المالية الحالية أيضا لا تكفي لإنشاء مثل هذه السدود".
وكان مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية علي راضي كشف عن خطة أعدتها الوزارة ضمن موازنة 2023 لإنشاء سدود حصاد المياه لغرض الاستفادة من جميع الإيرادات المائية المتحققة وتغذية المياه الجوفية وتوفير المياه لسقي الحيوانات، وأن المباشرة بها ستتم بعد إعداد الدراسات والتصاميم للجزء الأكبر قريبا.
يذكر أن وزير الموارد المائية عون ذياب تحدث قبل أيام عن تنبؤات بموسم مطري وصفه بالفيضاني، لافتا إلى أن العراق بحاجة إلى 36 سدا صغيرا لغرض حصاد مياه الأمطار.
من جانبه، يؤكد الخبير في الشأن المائي جاسم الأسدي، أن "موضوع الحصاد المائي للأمطار واحد من أهم الحلول لمعالجة الشحة المائية، وأن تجربة الأردن أفضل نموذج يمكن استلهامها وكذلك الطرق التي تستخدمها الإمارات العربية والسعودية في تجاربهما، فالأردن تعمد على منظومة شبكات ممتدة إلى سطوح المنازل ومن ثم تنقل المياه إلى خزانات يمكن استغلالها في الاستهلاك المحلي".
ويضيف الأسدي، أن "خزانات الحصاد المائي تكون ذات سعات خزنية قليلة تصل إلى مليون متر مكعب، ويفضل أن تكون قرب الوديان في المناطق الغربية أو شمال العراق"، لافتا إلى أن "الوزارة لا تمتلك خططا حقيقية في هذا المجال، لاسيما أن هذا الملف يتطلب استراتيجيات وخططا تنفذ بمراحل زمنية".
ويواجه العراق مصيرا كارثيا جراء شح المياه التي تراجعت كمياتها إلى مستوى ينذر باحتمال فقدان مياه الشرب، في ضوء انخفاض المخزون المائي الاستراتيجي إلى 7.5 مليارات متر مكعب للمرة الأولى بتاريخ البلاد، وفق ما أفادت به وزارة الموارد المائية الأسبوع الماضي.
وكان المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال كشف أن المخزون المائي وصل إلى مراحل وصفها "بالحرجة جدا"، حيث لا تستطيع الوزارة ضخ مياه كبيرة للأنهار، بسبب فقدان العراق 70 بالمئة من استحقاقاته المائية القادمة إليه من دول الجوار.
من جهته، يوضح أستاذ علم الجيومورفولوجي جاسب كاظم، أن "مناطق الوديان يمكن أن تكون أفضل خزان أو سد لحصاد مياه الأمطار ومواقعها تكون في الجهة الغربية من البلاد عادة، أو يمكن إنشاء منخفضات اصطناعية، إذ يجب عدم التفريط بقطرات المطر المتساقطة على الأرض".
ويشير كاظم، إلى أن "منخفض الصليبات غرب العراق هو خير نموذج، ففي الفترة السابقة كان عبارة عن بحيرة مائية وهناك قرابة سبعة أودية يمكن أن تنحدر مياهها في هذا المنخفض منها وادي ابو السدير وابو غار وابو هوير والأشعلي وابو خضير والكصير، وأيضا السيول المائية المنحدرة من المناطق الحدودية وخصوصا السعودية يمكن حصادها هنا، فهذه المناطق ترتفع بمسافة تصل إلى 270 متراً لذا المياه يمكن أن تنحدر بشكل تدريجي حتى وصولها إلى المنخفض".
ويتابع أيضا أن "هناك مساحات كبيرة تم حفرها من قبل بعض الشركات نتيجة لأعمال المشاريع وغيرها في الفترات الماضية وهي موجودة في المناطق الجنوبية وهذه يمكن العمل عليها لتكون مخزونا مائيا جيدا".
ويعود سبب انحسار مياه دجلة والفرات إلى "سياسات دول المنبع" التي قامت ببناء العديد من مشاريع السدود والاستصلاح الكبرى، دون التنسيق مع العراق الذي يعد دولة مصب، وذلك ما أثر على استحقاقاته التاريخية في النهرين اللذين تراجعت الإيرادات الواصلة لهما إلى أقل من 30 بالمئة من معدلاتها الطبيعية، حسب تأكيد خالد شمال الذي بيّن أن العراق عانى فضلا عن ذلك في السنوات الثلاث الماضية من جفاف قاسٍ أدى إلى استنزاف الجزء الأكبر من المخزون المائي.
المصدر: العالم الجديد
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: وزارة الموارد المائیة میاه الأمطار إلى أن
إقرأ أيضاً:
مياه الشرقية تنفذ 1645 نشاطًا توعويًا داخل المدارس لنشر ثقافة ترشيد المياه
نفذت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة الشرقية، سلسلة واسعة من الأنشطة والبرامج التوعوية داخل مدارس المحافظة، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على البيئة.
وجاءت هذه الجهود في إطار بروتوكول التعاون بين الشركة ومديرية التربية والتعليم، والذي يهدف إلى نشر ثقافة الاستخدام الأمثل للمياه بين مختلف الفئات العمرية داخل المؤسسات التعليمية.
وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أهمية تكثيف الندوات التوعوية والفعاليات التثقيفية التي تركز على ترشيد استهلاك المياه باعتبارها موردًا أساسيًا للحياة لا غنى عنه، مشيدًا بدور شركة مياه الشرب والصرف الصحي في تعزيز الوعي البيئي لدى طلاب المدارس والمعلمين، وإبراز كيفية الحفاظ على شبكات الصرف الصحي ومنع الممارسات التي تؤدي إلى تلوث البيئة أو الإضرار بصحة المواطنين.
وأوضح اللواء المهندس محمد عثمان رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، أن إدارة التوعية والمشاركة المجتمعية بالشركة نفّذت خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين ما إجماليه 1645 نشاطًا توعويًا داخل 490 مدرسة موزعة على مختلف الإدارات التعليمية بالمحافظة.
وشملت الأنشطة مجموعة متنوعة من الفعاليات التي استهدفت الطلاب والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس، وذلك على النحو التالي: تنفيذ 480 ندوة توعوية للطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية، إضافة إلى لقاءات تثقيفية موجهة للمعلمين والمعلمات داخل المدارس.
تنظيم 360 ورشة سباكة لتدريب الطلاب عمليًا على مبادئ السباكة الخفيفة وكيفية إصلاح الأعطال البسيطة التي قد تتسبب في إهدار كميات كبيرة من المياه، وإقامة 300 ورشة رسم وتلوين مخصصة لطلاب المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال، وتهدف إلى غرس السلوكيات الإيجابية في ترشيد المياه عبر الأنشطة الفنية.
وتنفيذ 380 نشاطًا وألعابًا تفاعلية متنوعة، منها لعبة السلم والثعبان المائي، والمتحري الصغير، والبازل، إلى جانب عروض مسرح العرائس التي تحاكي السلوكيات الصحيحة في استخدام المياه، وتقديم 100 نشاط توعوي ضمن طابور الصباح المدرسي بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الطلاب في بيئة بسيطة وسهلة التأثير، وتنظيم 25 جولة ميدانية لطلاب المدارس إلى محطات مياه الشرب للتعرف على مراحل تنقية المياه وطرق التشغيل، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال سباكة داخل دورات المياه المدرسية وتركيب قطع موفرة للمساهمة في تقليل الاستهلاك.
وأضاف رئيس الشركة، أن هذه الأنشطة لم تقتصر فقط على التوعية النظرية، بل تضمنت جوانب عملية تهدف إلى إشراك الطلاب بشكل مباشر في الحفاظ على مصادر المياه، وتعزيز قدرتهم على تطبيق السلوكيات الصحيحة داخل منازلهم ومدارسهم.
كما أشار إلى أن محافظة الشرقية تشهد طفرة ملحوظة في تنفيذ مشروعات مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي، وخاصة ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات الأساسية المقدمة لهم.
وتواصل شركة مياه الشرب والصرف الصحي جهودها لنشر الوعي المجتمعي بمختلف القرى والمدن، مع خطة مستمرة للوصول إلى أكبر عدد من الطلاب والمعلمين خلال الفترة المقبلة بما يضمن تعزيز ثقافة الترشيد والحفاظ على الموارد الطبيعية.