صفقة أمريكا وإيران.. كيف يتأثر الخليج؟ وما دور الصديق المشترك؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
يمكن أن يكون لاتفاق تبادل السجناء الأخير بين الولايات المتحدة وإيران تداعيات معقدة ومتضاربة على أمن الخليج وسوق النفط، بحسب الدكتور أومود شكري، وهو خبير في السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة ومقيم في واشنطن.
والأسبوع الماضي، أفرجت إيران عن 5 سجناء أمريكيين مقابل إفراج الولايات المتحدة عن 5 سجناء إيرانيين، بالإضافة الإفراج عن 6 مليارت دولار دولار لصالح طهران كان قد تم تجميدها في كوريا الجنوبية بموجب عقوبات أمريكية.
وتابع شكري، في تحليل بـ"منتدى الخليج الدولي" (Gulf International Forum) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "على الرغم من تدابير وقف التصعيد، إلا أن احتمال التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران لا يزال قائما، مما يشكل تهديدا للمرور الآمن لناقلات النفط، وربما يزعج سوق النفط، مما سيؤثر على الأرجح على أسعاره".
في المقابل أضاف أنه "إذا أدى الاتفاق إلى فترة أوسع من الهدوء بين الولايات المتحدة وإيران، فإنه يمكن أن يبشر بالخير بالنسبة لآفاق الطاقة العالمية".
شكري زاد بأن "الاتفاق أثار نقاشا واسع النطاق داخل مجتمع السياسة الخارجية الأمريكية. والمحافظون وبعض الأمريكيين الإيرانيين هم المنتقدون الرئيسيون للاتفاق، الذي يزعمون أنه يشبه دفع الفدية".
وأوضح أنهم "يعربون عن قلقهم من أن تقديم المساعدة المالية لإيران قد يدعم النخبة الحاكمة في وقت الضعف الواضح الناجم عن الاحتجاجات الأخيرة على مستوى البلاد"، في إشارة إلى تداعيات مقتل الشابة مهسا أميني قبل عام داخل مركز للشرطة؛ بزعم انتهاك قواعد اللباس.
وأردف أنه "حتى لو تمت مراقبة الأموال المفرج عنها (بشرط استخدامها في أغراض إنسانية) بعناية لمنع إنفاقها على تطوير الأسلحة، فيمكن للحكومة ببساطة إعادة تخصيص الإنفاق على الخدمات الاجتماعية إلى المجالات الخاضعة للعقوبات، مثل برامج الصواريخ الباليستية والبرامج النووية واستخدام الأموال المفرج عنها حديثا للتعويض عن هذه الأموال".
و"حتى أن بعض المعلقين والجمهوريين يجادلون لصالح استراتيجية "الضغط الأقصى" الأكثر صرامة، زاعمين أن الأموال المحررة يمكن استخدامها في عمليات إرهابية أو لمهاجمة الجنود الأمريكيين المتمركزين في المنطقة في حالة التصعيد"، كما أضاف شكري.
وتتهم عواصم إقليمية وغربية، في مقدمتها واشنطن، طهران بامتلاك أجندة توسعية في الشرق الأوسط والسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار وإن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
اقرأ أيضاً
إيران لا تستبعد عودة جميع الأطراف للاتفاق النووي.. وأمريكا تشكك
تداعيات معقدة
وعلى الرغم من أن الاتفاق يهدف إلى تسوية العديد من النزاعات بين الولايات المتحدة وإيران، وفقا لشكري، إلا أن "تداعياته الأوسع على الأمن وسوق النفط في الخليج معقدة".
وأضاف أنه "قد يكون للقدرة على الوصول إلى الأصول المجمدة تأثير على الاستقرار الاقتصادي في إيران، وربما تؤثر بعد ذلك على تصرفاتها الإقليمية".
وأردف أن "الأعمال العدائية المستمرة بين البلدين، إلى جانب المخاوف بشأن الأمن الإقليمي، تخلق وضعا متوترا قد يستمر في التأثير على استقرار سوق النفط والوضع الأمني العام في منطقة الخليج".
وزاد بأن "مضيق هرمز يعد طريقا بحريا مهما يمثل حوالي 20٪ من حركة النفط العالمية، مما يجعل منطقة الخليج مركزا رئيسيا لإنتاج النفط العالمي ونقله".
وكثيرا ما اتهمت دول إقليمية وغربية إيران بتهديد أمن الملاحة في الممرات البحرية الحيوية عبر مضايقة والاستيلاء على ناقلات نفط وسلع، بينما تحمّل طهران مسؤولية التوترات لوجود قوات غير إقليمية، ولاسيما أمريكية، في هذه الممرات.
شكري قال إن "المخاوف تزايدت بشأن انقطاع إمدادات النفط عبر هذه القناة الحيوية بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين إيران والولايات المتحدة".
وأضاف أن "الاتفاق قد يشير إلى وقف التصعيد، لكنه لا يؤكد ذلك؛ بل على العكس من ذلك، فإن حالة عدم الاستقرار التي أدت إلى التوصل إلى الاتفاق لم تتم معالجتها بعد، كما أن تصور إيران بأنها قادرة على تخفيف العقوبات عبر السلوك الخبيث قد يشجعها على القيام بالمزيد من الشيء نفسه".
ولفت إلى أنه "ردا على النشاط الإيراني الأخير، زادت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في الخليج العربي، مما يؤكد المخاطر الأمنية المستمرة التي قد تعيق نقل النفط".
اقرأ أيضاً
بعد تبادل السجناء.. قطر تسعى للتوصل إلى "تفاهمات" نووية بين أمريكا وإيران
دور قطر
و"للاتفاق تداعيات أمنية متضاربة، فقد يكون تبادل السجناء خطوة في الاتجاه الصحيح للدبلوماسية، لكن تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران يظهر مدى خطورة مثل هذه الاتفاقات"، كما زاد شكري.
وتابع أن "التوترات الجيوسياسية كانت مرتفعة بشكل خاص في منطقة الخليج، مع الحروب بالوكالة، وإطلاق الصواريخ، والمواجهات البحرية التي تشمل إيران ومنافسيها".
وشدد على أن "تبادل السجناء يعد مجاملة دبلوماسية، لكن لا يضمن تخفيفا دائما للأعمال العدائية ولا إزالة المخاطر الأمنية".
و"مشاركة قطر (كوسيط) جديرة بالملاحظة في الصفقة، وكذلك توجيه المدفوعات المجمدة من خلال بنكها المركزي، وباعتبارها صديقا لكل من الولايات المتحدة وإيران، فإن وجود قطر قد يعزز الاستقرار في تنفيذ الصفقة"، كما ختم شكري.
اقرأ أيضاً
5 مقابل 5.. هؤلاء هم السجناء العشرة في صفقة التبادل بين إيران وأمريكا
المصدر | أومود شكري/ منتدى الخليج الدولي- ترجمة وتحرير الخليجالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إيران صفقة قطر الخليج النفط أمن بین الولایات المتحدة وإیران تبادل السجناء
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد العالمي في عهد ترامب..تجفيف نفط إيران وإغضاب الصين ومصالحة روسيا
اعتبر محللون أن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض تعني تطبيقاً أكثر صرامة للعقوبات النفطية الأمريكية على إيران، ما يقلص الإمدادات العالمية، ويهدد بمخاطر جيوسياسية، بينها إثارة غضب الصين، أكبر مشتر للنفط الإيراني.
وقد تدعم إجراءات صارمة ضد إيران، أسعار النفط العالمية. لكن هذا الموقف يخففه أيضاً سياسات ترامب الأخرى، من تدابير للتنقيب عن النفط محلياً، وفرض رسوم جمركية على الصين قد تضعف النشاط الاقتصادي، إلى تلطيف العلاقات مع روسيا ما قد يفسح الطريق أمام شحناتها من النفط الخام الخاضعة للعقوبات.
بعد فوز #ترامب.. ما هو مستقبل الحروب في الشرق الأوسط؟ https://t.co/G3ZUHvGgDO
— 24.ae (@20fourMedia) November 6, 2024 طريقانوقال كلاي سيغل، عضو مجلس إدارة لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة المالية في هيوستن: "ترامب يشق طريقين في بأسعار النفط". وأضاف أن اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران يدعم أسعار النفط. لكن التأثير سيكون ضعيفاً خاصة إذا نفذ ترامب وعوده الانتخابية بفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات لحماية الصناعة الأمريكية المحلية، تتضمن رسوماً بـ 60% على كل الوارادت من الصين.
ومضى سيغل يقول: "الحرب التجارية التي تؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي تقلص الطلب على النفط وتخفض الأسعار".
وارتفعت صادرات النفط الخام الإيرانية إلى أعلى مستوى منذ سنوات في 2024، لأن طهران وجدت طرقاً للالتفاف على عقوبات تستهدف عائداتها. وأعاد ترامب في رئاسته الأولى فرض عقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الغربي مع طهران في 2018.
وقال ترامب في حملته الرئاسية إن سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في تجنب عقوبات صارمة على صادرات النفط أضعفت واشنطن، وزادت جرأة طهران، ما سمح لها ببيع النفط وجمع الأموال والتوسع في مساعيها النووية ودعم نفوذها عبر جماعات مسلحة.
وقال جيسي جونز، من شركة إنيرجي أسبكتس، إن عودة إدارة ترامب إلى حملة الضغط القصوى على إيران قد تؤدي إلى انخفاض صادرات النفط الخام الإيرانية مليون برميل يومياً. وأضاف "يمكن تنفيذ هذا بسرعة نسبية دون حاجة إلى تشريعات إضافية، وذلك بتنفيذ العقوبات الموجودة بالفعل".
وقالت مجموعة كلير فيو إنيرجي بارتنرز البحثية إن ما بين 500 ألف إلى 900 ألف برميل يومياً ربما تخرج من السوق.
وول ستريت جورنال: عودة #ترامب ستبقى في ذاكرة الأجيال#الانتخابات_الامريكيه https://t.co/DZmJfM1poo pic.twitter.com/ApwaLsbcsK
— 24.ae (@20fourMedia) November 6, 2024 المسألة الأهملكن اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إيران يعني أيضاً إجراءات صارمة ضد الصين التي لا تعترف بالعقوبات الأمريكية وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني. وقال ريتشارد نيفيو، أستاذ بجامعة كولومبيا والمبعوث الخاص الأمريكي السابق لإيران: "المسألة الأهم هي الضغط المالي الكبير الذي أنت على استعداد لوضعه على المؤسسات المالية الصينية".
وأضاف نيفيو أن الصين سترد بتعزيز العمل في مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة المؤلفة من البرازيل، وروسيا، والهند، والصينن وجنوب إفريقيا، ودول أخرى. وتعزيز العمل يتضمن تقليص الاعتماد على الدولار في صفقات النفط والسلع الأخرى.
وتحدث ترامب في نادي نيويورك الاقتصادي في سبتمبر(أيلول) الماضي عن المخاطر التي تحملها العقوبات على هيمنة الدولار.
وقال ترامب: "استخدمت العقوبات، لكني أفرضها وأزيلها في أسرع وقت ممكن، لأنها في نهاية المطاف تقتل الدولار، وتقتل كل ما يمثله الدولار". وأضاف "أستخدم العقوبات بقوة كبيرة ضد الدول التي تستحقها، ثم أزيلها، لأنك، وانتبه لذلك، ستخسر إيران، وستخسر روسيا".
وأقامت الصين وإيران نظاماً تجارياً يستخدم في الغالب اليوان الصيني وشبكة وسطاء تحاشياً لاستخدام الدولار ورغبة في الابتعاد عن الجهات التنظيمية الأمريكية ما يجعل إنفاذ العقوبات أمراً صعباً.
أمريكا أولاً وترامب آخراً..العالم يستعد إلى تقلبات عاصفة من أوكرانيا إلى غزة وإيران - موقع 24مع عودته إلى البيت الأبيض، سيشهد العالم تقلّبات جديدة، لأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب المعروف بنزعته الحمائية وأطواره المتقلّبة، ينوي طيّ صفحة جو بايدن الذي عكف في السنوات الأربع الأخيرة على ترميم صورة الولايات المتحدة. تسوياتوقال إيد هيرس، الباحث في الطاقة بجامعة هيوستن، إن ترامب ربما يقلص أيضاً عقوبات على الطاقة الروسية فرضتها الدول الغربية رداً على غزو أوكرانيا. ووعد ترامب في حملته الانتخابية "بتسوية" الحرب في أوكرانيا حتى قبل توليه المنصب في يناير (كانون الثاني).
وقال هيرس: "أتوقع أن يرفع ترامب جميع العقوبات على النفط الروسي". ولا تستهدف العقوبات الغربية على النفط الروسي وقف التدفقات، بل فقط تقليص عائدات روسيا من المبيعات التي تستخدم خدمات بحرية غربية إلى 60 دولاراً للبرميل.
وأدت العقوبات إلى تحويل سوق النفط الروسي من أوروبا إلى الصين، والهند، ما كبد روسيا تكاليف إضافية.