شارك عبدالحليم علام، نقيب المحامين المصريين ـ رئيس اتحاد المحامين العرب، احتفالية الذكرى الـ90 ليوم المحامي العراقي، والتي نظمتها نقابة المحامين العراقيين في بغداد .

 وقال نقيب المحامين فى كلمته  يشرفني باسم نقابة محامي مصر؛ أن أشارككم هذا الاحتفال بالذكرى التسعين لنقابة العراق الشقيق، مهنِّئًا زملاءنا المحامين العراقيِّين بعيدهم، ومتمنِّيًا لهم التوفيق والسِّداد، ولسيادة النقيب الأستاذة أحلام اللامي دوام العطاء من أجل نقابةٍ حرَّةٍ كريمةٍ.

وتابع علام ، إنني في هذا المقام لا أستطيع أن أعبِّر عن مدى سعادتي واعتزازي وأنا أقف هنا متحدثًا إليكم من هذا البلد العربي الشقيق -العراق- بلاد الرافدين، الحبيب إلى كل نفسٍ عربيةٍ أبيَّةٍ؛ صِمام أمن العرب، بلد الحاضر والماضي، بلد العزة والكرامة، بلد الحضارة والأصالة والتاريخ؛ ذلك العراق العربي الذي نفخر به جميعًا، وقيل عنه: «إنه أعظمُ أقاليمِ الأرضِ منزلةً، وأجَلُّها صفةً، وأجمَلُها أهلًا، وأكثَرُها أموالًا، وأحسَنُها محاسِنَ، وأفخَرُها صنائعَ؛ وأهلُه أوفَرُهم عقولًا، وأوسَعُهم علومًا، وأفسَحُهم فطنةً»؛ إنه العراق «عقلُ الوطن العربيِّ وسيفُه».

قانون المحاماة 1933م ويوم المحامي:

وحول قانون المحاماة قال علام ما يزيدنا فخرًا واعتزازًا؛ أن يكون هذا الانعقاد الطارئ لأعمال المكتب الدائم هنا ببغداد؛ دعمًا للعراق ووقوفًا معه ضد الإرهابِ وضد أزمة المياة وضد التَّدخُّلات الخارجيَّة، ونحن عازمون عل ذلك في ظل أجواءِ مناسبةٍ عزيزة على كل محامٍ عربيٍّ؛ ذكرى تأسيس نقابة المحامين؛ في ذلك اليوم الذي سُمِّيَ بِيَوم المحامي، وحُقَّ للمحامي العراقي أن يُسمَّى هذا اليوم باسمه؛ اعتزارًا بقانون نقابته، فجُعِل مِن يومِ نشأته عيدًا للمحامي كما هو عيدٌ للمحاماة ولِدولة القانون على السَّواء.

الدور الوطني لنقابة العراق:

وقال نقيب المحامين تتشابه نشأة المحاماة بالعراق، ودورها في قضايا الوطن؛ مع كثيرٍ من البلدان العربية، ولا غرو في ذلك؛ فإنَّ نقابة المحامين العراقيين تُعَد أحَدَ الصُّروح التي كان لها دورها الكبير في بلورة الوعي الوطني والسياسي والثقافي والديمقراطي طيلة عقود طويلة من الزمن، وجسَّد المحامون فيها درعًا حصينًا في الذَّود عن العدالة، وضمان الحقوق التي كفلها القانون والدستور للجميع.

تعديلات مهمَّة في قانون المحاماة العراقي:

وحول تعديلات قانون المحاماة العراقي قال علام ، نحن إذْ نثمِّن غاليًا تلك الجهود التي تبذلها نقابة العراق برئاسة معالي النقيبة أحلام اللَّامي؛ نحو إقرار حزمةٍ من التعديلات لقانون المحاماة، مِن شأنها أن توفر مواردَ دخلٍ جديدةً للمحامين، وتُقِرُّ لهم ضماناتٍ قانونيَّةً تمنحهم مزيدًا من الحماية عند أداء رسالتهم، وتمنع أيَّة مزاحمة يتعرَّضون لها مِن قِبَل أيِّ مُدَّعٍ ينتحل أدوار المحامين؛ حتى تبقى مهنة المحاماة للمحامين فقط، ونحن معها في ذلك يدًا بِيَدٍ حتى يتحقق للمحاماة استقلالها وكرامتها وعزتها.

وقفة المحامين مع القضاة: 
وفي الوقت ذاته نثمِّن ما كان لهذه النقابة العريقة مِن وقفةٍ جادَّةٍ وتضامُنٍ كاملٍ مع القضاء؛ وهو ما حرصت عليه نقابة مصر كذلك، حتى أصبحت المحاماة شريكًا للسُّلطة القضائية في تحقيق العدالة وسيادة القانون.

جناح نقابة المحامين في معرض بغداد الدولى للكتاب:
ولا يفوتُنا في هذا المقام أن نعبِّر عن عظيمِ سعادتِنا وفخرِنا؛ إذْ يتواكب ذلك الحفل الكريم مع مشاركة نقابة المحامين بالعراق في معرض بغداد الدولي للكتاب؛ من خلال جناحٍ خاصٍّ في المعرض باسم نقابة محامي العراق؛ ذلك الجناح الذي يضم عَرْضَ نتاجِ المحامينَ الفكريِّ والأدبي من الكتب والمؤلفات القانونية وغيرها، وتشارك فيه دُورُ النَّشر العربية، بما يرفع من شأن المحاماة، وهو ما نعتز ونفخر به معكم.

التضامن مع العراق واجب ودَيْنٌ حق سداده:
واليوم إذْ نجتمع هنا على أرض العراق، في الانعقاد الطارئ للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، تحت شعار (دعم العراق والوقوف معه ضد الإرهابِ وأزمةِ المياه)؛ فإننا على يقينٍ من أ العراق الذى خاض كل التَّحدِّيات، وواجه كل الصعاب؛ لَقادرٌ أن يَعْبُرَ هذه الأزمات، وسوف يَلقَى من اتحاد المحامين العرب كلَّ الدعم والتضامن المستحَق، وسنظل نعمل جاهدين على تحقيق ذلك من خلال الوسائل القانونية والمبادرات الإقليمية، إلى أن تتحقق غايتُنا إن شاء الله.

وتحدث نقيب المحامين عن الاحتفالية قائلا : إنَّ احتفالكم اليوم بمرور تسعينَ عامًا على يوم المحامي؛ إنما هو احتفالٌ لكل المحامين العرب والأحرار في كل مكانٍ، نتطلع فيه أن تحقق المحاماة مزيدًا من الاستقلال والرفاهية، وأن ترتفع على أيدي المحامين دولة العدالة وسيادة القانون.

كما أنَّ تضامُنَ اتحاد المحامين العرب مع دولة العراق الشقيق فيما تواجهه من تحدِّيات تتعلق بمكافحة الإرهاب وأزمةِ المياة؛ إنما هو تضامُنٌ مع كل الأقطار العربية ولصالحها، وليس لصالح العراق وحدَهُ؛ ونحن نرجو أن يُكَلَّلَ هذا التضامن بالنجاح، وأن يتخلص عراقنا الحبيب من كل ما يؤخر قاطرة التنمية والرخاء والتقدم لهذا القطر العربى الشقيق.

 

1000069297 1000069275 1000069285 1000069299 1000069277 1000069287 1000069301 1000069279 1000069289 1000069303 1000069291 1000069293 1000069281 1000069295 1000069283

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نقابة المحامین المحامین العرب قانون المحاماة نقیب المحامین

إقرأ أيضاً:

صحيفة إيرانية: طريق التنمية العراقي خطوة نحو التكامل الاقتصادي الإقليمي

الاقتصاد نيوز - متابعة

 ذكرت وسائل الإعلام العراقية أن العراق قام بأول رسو للسفن التجارية في ميناء الفاو. يهدف هذا المشروع إلى تنمية العراق وتقليل اعتماد البلاد على النفط الخام، وسيدخل حيز التشغيل بكامل طاقته بحلول عام 2050 على ثلاث مراحل. ومع الانتهاء من هذا المشروع سيبدأ مسار من ميناء الفاو وينتهي في تركيا ومن هناك إلى أوروبا عبر الطريق البري في مختلف محافظات العراق.

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إن هذا الممر يزيد من الأهمية الاستراتيجية للعراق كدولة مجاورة لإيران ويخلق منافسة بين ممر الشمال-الجنوب الإيراني ومشروع طريق التنمية العراقي. وكبديل لطرق النقل التقليدية، يربط مشروع طريق تطوير العراق دول الخليج بتركيا بهدف إنشاء شبكة مواصلات عبر الحدود للعراق.

مشروع تطوير الطريق

يرتبط أساس هذا المشروع بمشروع ميناء الفاو. ويعد هذا أحد المشاريع المهمة التي تنفذها الحكومة العراقية لتحسين البنية التحتية للبلاد وتعزيز التنمية الاقتصادية. من المتوقع أن يتطلب مشروع الميناء، الذي يقع في جنوب العراق والمتاخم لدول الخليج، ويعمل كقناة حيوية لربط الخليج بالبحر الأبيض المتوسط، استثمارًا بقيمة 1.2 مليار دولار.

في المجمل، يتضمن المشروع إنشاء ميناء جديد قادر على استقبال السفن الكبيرة ومرافق لوجستية كاملة والبنية التحتية ذات الصلة. من المتوقع أيضا أن تصل الطاقة السنوية لهذا الميناء إلى 12 مليون طن. بعد الانتهاء من مراحله الأخيرة، فإن الهدف من مشروع ميناء الفاو هو تحسين قدرات النقل لموانئ العراق، وتقليل التكاليف اللوجستية، ومواصلة تعزيز التنمية الاقتصادية في العراق والتبادلات الاقتصادية والتعاون مع الدول المجاورة مثل تركيا.

تحديات مشروع ميناء الفاو

يتطلب مشروع ميناء الفاو استثمارا بقيمة 1.2 مليار دولار، وهو ما يشكل تحديا ماليا كبيرا. بالتالي، من المهم جدًا ضمان تقدم المشروع بعد معالجة مسألة التمويل.

فمن ناحية، يمكن للحكومة العراقية أن تطلب المساعدة من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وبنك التنمية للحصول على قروض أو منح منخفضة الفائدة. من المتوقع أيضًا أن تقدم دولة الإمارات وقطر دعمًا ماليًا قويًا لهذا المشروع. ويمكن متابعة خيارات التمويل الأخرى بما في ذلك القروض من البنوك الأوروبية والاستثمار التركي في هذا المشروع.

وبالنظر إلى موقع هذا المشروع في منطقة حساسة واستراتيجية في الشرق الأوسط، فإن المخاطر الجيوسياسية تثير قلق القائمين عليه. يعد ضمان السلام والاستقرار الإقليميين أمرًا بالغ الأهمية خلال مراحل تنفيذ المشروع. من الضروري تعزيز التواصل والتنسيق مع دول المنطقة للحفاظ على السلام والاستقرار المشترك، والمراعاة الكاملة لمصالح واهتمامات دول الجوار في تنفيذ المشروع لتقليل تأثير المشروع على المشهد السياسي في المنطقة.

لن يساهم ممر ميناء الفاو-العراق-تركيا إلى تعزيز علاقات العراق مع تركيا فحسب، بل سيعمل أيضًا على تعميق تفاعلها مع المنطقة برمتها. إذ سيكون لهذا المشروع دور في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي الوثيق بين العراق وتركيا من خلال إنشاء جسر حيوي بين البلدين.

أضف إلى هذا، من المتوقع أن يتم دمج الممر في مبادرات إقليمية أوسع، مثل مبادرة الحزام والطريق، وبالتالي زيادة أهمية العراق الجيوسياسية. وباعتباره مشاركًا في مبادرة الحزام والطريق، سيستفيد العراق من العلاقات الوثيقة مع الصين، وتطوير البنية التحتية وفرص الاستثمار. هذه القضية لا تجعل آفاق العراق الاقتصادية أكثر وضوحا فحسب، بل تزيد أيضا من مكانته الدبلوماسية على الساحة الدولية.

لعبت تركيا دورًا مهمًا في نقل موارد الطاقة من القوقاز وروسيا إلى الأسواق الأوروبية المتعطشة للطاقة. والآن، أصبح هذا الطريق السريع الجديد بمثابة نقطة ترانزيت لشحنات الطاقة من الخليج إلى أوروبا والتي يربطها العراق برا. إذن، سيوفر العراق طريقا منخفض التكلفة ليس فقط للنفط والغاز العراقي، بل أيضا للنفط والغاز الإيراني والقطري.

الاستقرار الإقليمي

على ضوء ما أسلفنا، يتضح أن مشروع ميناء الفاو-العراق-تركيا ذو أهمية بالغة لتعزيز التكامل الإقليمي والنمو الاقتصادي والاستقرار الجيوسياسي للعراق. ما يعني أن بناء هذا الممر لا يخلق رابطًا مهمًا بين العراق وتركيا فحسب، بل يجلب أيضًا العديد من الفوائد والفرص للمنطقة بأكملها.

كذلك، فإن هذه ليست خطوة مهمة نحو التكامل والتنمية الاقتصادية الإقليمية فحسب، بل تساعد أيضا في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. يقدم هذا المشروع مساهمة مهمة في التنمية المستدامة للمنطقة من خلال تعزيز الروابط التجارية وتعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز الرخاء والتنمية في المنطقة على نطاق أوسع.

لكن وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يلعب مشروع ميناء الفاو – العراق – تركيا دورا إيجابيا في الربط الإقليمي والتنمية الاقتصادية، إلا أن هذا الممر يعد منافسا لطرق التجارة الإيرانية، وخاصة ممر الشمال-الجنوب، لأن هذا المشروع يمكن أن يفتح طريقا بديلا للروس إلى دول الخليج، ويقلل من الأهمية الاستراتيجية لإيران في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • نقيب العلاج الطبيعي: "حصلنا على أحكام ضد مزورين حاولوا حل مجلس النقابة"
  • مطالبا بعدم ترويج الشائعات|نقيب العلاج الطبيعي: مفيش أي شبهة على عضو بالنقابة
  • صحيفة إيرانية: طريق التنمية العراقي خطوة نحو التكامل الاقتصادي الإقليمي
  • النفط العراقي يعود للانخفاض في الاسواق العالمية
  • ‏أيمن حسين: نعتذر من الجمهور العراقي
  • "سيدات الأعمال العراقي" يدعو لتعزيز الاستثمار بين القاهرة وبغداد بشكل أكبر
  • رئيس المجلس العراقي لسيدات الأعمال تدعو لتعزيز الاستثمار بين القاهرة وبغداد
  • النقيب العام يشهد حفل تكريم شيوخ المحامين بالإسماعيلية
  • أسعار النفط العراقي تعود الى المنطقة الخضراء بارتفاع طفيف
  • النفط العراقي يستمر بالانخفاض لليوم الثالث تواليا