يأتي شهر ربيع الأول من كل عام هجري وقلوب المسلمين مملوءة بالفرح والمحبة بذكرى ميلاده صلى الله عليه وآله وسلم، وتتطابق نفوسهم وعزائمهم في الاحتفاء والاحتفال بهذه الذكرى العطرة دينيًّا واجتماعيًّا عبر القرون.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الفتاوى التي تجيز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بلغت نسبة 70%، تمثَّلت في فتاوى صادرة من الهيئات الرسمية المعنية بإصدار الفتاوى في مصر مثل: دار الإفتاء والأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، ولم تحرم الاحتفال بمولد الشريف إلا التيارات المخالفة لمنهج الأمة، وذلك بنسبة 30%!.

حكم إلقاء المدائح النبوية في ذكرى يوم مولد النبي

وأضافت دار الإفتاء، أن إلقاء المدائح النبوية في ذكرى يوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر مستحب، لعموم قوله تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفتح: 9]، والتعزير هو التعظيم، ومَدْحُه صلى الله عليه وآله وسلم من مظاهر تعظيمه وحبه.

الاحتفال بالمولد النبويبداية ظهور مدح المسلمين للنبي

وأشارت «الإفتاء» إلى أن مدح المسلمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ظهر منذ بداية العهد النبوي، حيث مدحه أصحابه وعلى رأسهم سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقد مدحته أم معبد في الجاهلية ووصفته بمحاسن الصفات.

مدح الصحابة لرسول الله

وتابعت، أن سيدنا كعبُ بن زهير رضي الله عنه قد مدح رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف، بقصيدته المشهورة، فأقرَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أي: وافقه- على ذلك، بل كساهُ عباءته الشريفة، وسُميت بالبردة، فكانت أول بردة في الإسلام.

الاحتفال بالمولد النبوي

ولفتت دار الإفتاء المصرية إلى أن سيدنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا رسول الله، إني أريد أن أمدحك، فقال له: «هَاتِ، لا يَفْضُضِ اللهُ فَاكَ»، فقال:

- وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ ** الْأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ

- وَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي *** سُبْلِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ نَخْتَرِقُ، أخرجه الطبراني.

المديح النبوي

- شِعْرٌ يشتمل على تعداد صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

- فيه إظهار الشَّوْق لِرُؤيته.

- فيه نظم لسيرته العطرة.

- مستمد من القرآن والسنة، والكتب المعتمدة في السيرة النبوية.

اقرأ أيضاً«الإفتاء» تحسم الجدل حول الاحتفال بالمولد النبوي: أمر واجب ومشروع

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2023.. «أسعار وأماكن شراء حلاوة المولد»

رد قوي من أحمد عمر هاشم على منكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المولد النبوي المولد النبوي الشريف الاحتفال بالمولد النبوي موعد المولد النبوي ذكرى المولد النبوي احتفال المولد النبوي اناشيد المولد النبوي حكم الاحتفال بالمولد النبوي الاحتفال بالمولد حكم الإحتفال بالمولد النبوي الربيع النبوي المولد الشريف النبی صلى الله علیه وآله وسلم الاحتفال بالمولد النبوی دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

حكم تخصيص برنامج لتفسير الرؤى والأحلام

قالت دار الإفتاء المصرية إن تأويل الرؤى وتفسير المنامات ليس بمهنة ولا حرفة، بل هو من ميراث النبوة؛ يأخذ منه مَن شاء الله تعالى ما شاء أن يعطيه؛ فيَعرِف بعضًا ويَجهَل بعضًا، ويصيب مرة ويخطئ مرات.

 

تفسير الرؤى والأحلام 

وأوضحت الإفتاء أنه ليس هناك في الأزهر الشريف على مر عصوره تخصص في تفسير الرؤى، بل ولا في غير الأزهر من المعاهد العلمية الدينية المعتمدة على مستوى العالم الإسلامي.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» رواه الشيخان عن أسماء رضي الله تعالى عنها.

وقد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما": أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان يحدث أن رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أرى الليلة في المنام ظُلّة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر والمستقل، وأرى سَبَبًا واصلًا من السماء إلى الأرض، فأراك أخذتَ به فعلوتَ، ثم أخذ به رجل من بعدك فَعَلَا، ثم أخذ به رجل آخر فَعَلَا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به، ثم وُصِل له فَعَلَا. قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله -بأبي أنت- والله لَتَدَعني فلأَعبُرنها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اعبُرها». قال أبو بكر: أما الظلّة فظلّة الإسلام، وأما الذي يَنطِف من السمن والعسل فالقرآن: حلاوته ولِينه، وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقلّ، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحقّ الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله به، ثم يأخذ به رجل مِن بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يُوصَل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله -بأبي أنت- أصبتُ أم أخطأتُ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا». قال: فوالله يا رسول الله لتُحَدِّثَنِّي ما الذي أخطأتُ؟ قال: «لَا تُقسِم».

وأضافت الإفتاء أن السلف الصالح كانوا يعقدون مجالس للتحديث ومجالس للفتيا ومجالس للقضاء ومجالس للذكر وأخرى للتعليم، ولكن أبدًا ما وجدناهم يعقدون مجالس لتأويل الرؤى وتفسير المنامات، بل كان هذا يأتي عَرَضًا.

وتابعت الإفتاء قائلة: ولم يصل إلينا أن المسلمين الأوائل كانوا يتوقفون في أعمالهم وحركة حياتهم على الرؤيا وتفسيرها، ولا يضعون لها هذا الحجم الذي نراه الآن ونشاهده حولنا في الفضائيات وبعض وسائل الإعلام، بل كان جُلُّه يكون تثبيتًا وتبشيرًا وتحفيزًا لصاحبها ولمن حوله؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 27].

وقال سبحانه: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ﴾ [الأنفال: 43].
 

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء توضح فضل أذكار الفجر وقيام الليل.. مغفرة ورحمة
  • ما حكم صيام النصف الأول من شعبان؟.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم تخصيص برنامج لتفسير الرؤى والأحلام
  • الإفتاء ترد على من يشكك في فضل ليلة النصف من شعبان
  • فضل ختم القرآن في رمضان بالشرع الشريف
  • أيام صيام التطوع خلال العام .. سيدنا رسول الله يحددها بوضوح
  • حكم الصيام تطوعًا في رجب وشعبان دون غيرهما.. دار الإفتاء ترد
  • حكم لبس الكمامة في الصلاة بالشرع الشريف
  • مراعاة أصحاب الأعذار في خطبة الجمعة
  • كيفية ختم الصلوات بالأذكار.. الإفتاء توضح