دار الإفتاء توضح حكم إلقاء المدائح النبوية في ذكرى المولد الشريف
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
يأتي شهر ربيع الأول من كل عام هجري وقلوب المسلمين مملوءة بالفرح والمحبة بذكرى ميلاده صلى الله عليه وآله وسلم، وتتطابق نفوسهم وعزائمهم في الاحتفاء والاحتفال بهذه الذكرى العطرة دينيًّا واجتماعيًّا عبر القرون.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الفتاوى التي تجيز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بلغت نسبة 70%، تمثَّلت في فتاوى صادرة من الهيئات الرسمية المعنية بإصدار الفتاوى في مصر مثل: دار الإفتاء والأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، ولم تحرم الاحتفال بمولد الشريف إلا التيارات المخالفة لمنهج الأمة، وذلك بنسبة 30%!.
وأضافت دار الإفتاء، أن إلقاء المدائح النبوية في ذكرى يوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر مستحب، لعموم قوله تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفتح: 9]، والتعزير هو التعظيم، ومَدْحُه صلى الله عليه وآله وسلم من مظاهر تعظيمه وحبه.
الاحتفال بالمولد النبويبداية ظهور مدح المسلمين للنبيوأشارت «الإفتاء» إلى أن مدح المسلمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ظهر منذ بداية العهد النبوي، حيث مدحه أصحابه وعلى رأسهم سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقد مدحته أم معبد في الجاهلية ووصفته بمحاسن الصفات.
مدح الصحابة لرسول اللهوتابعت، أن سيدنا كعبُ بن زهير رضي الله عنه قد مدح رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف، بقصيدته المشهورة، فأقرَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أي: وافقه- على ذلك، بل كساهُ عباءته الشريفة، وسُميت بالبردة، فكانت أول بردة في الإسلام.
الاحتفال بالمولد النبويولفتت دار الإفتاء المصرية إلى أن سيدنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا رسول الله، إني أريد أن أمدحك، فقال له: «هَاتِ، لا يَفْضُضِ اللهُ فَاكَ»، فقال:
- وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ ** الْأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ
- وَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي *** سُبْلِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ نَخْتَرِقُ، أخرجه الطبراني.
المديح النبوي- شِعْرٌ يشتمل على تعداد صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
- فيه إظهار الشَّوْق لِرُؤيته.
- فيه نظم لسيرته العطرة.
- مستمد من القرآن والسنة، والكتب المعتمدة في السيرة النبوية.
اقرأ أيضاً«الإفتاء» تحسم الجدل حول الاحتفال بالمولد النبوي: أمر واجب ومشروع
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2023.. «أسعار وأماكن شراء حلاوة المولد»
رد قوي من أحمد عمر هاشم على منكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المولد النبوي المولد النبوي الشريف الاحتفال بالمولد النبوي موعد المولد النبوي ذكرى المولد النبوي احتفال المولد النبوي اناشيد المولد النبوي حكم الاحتفال بالمولد النبوي الاحتفال بالمولد حكم الإحتفال بالمولد النبوي الربيع النبوي المولد الشريف النبی صلى الله علیه وآله وسلم الاحتفال بالمولد النبوی دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
وقت صلاة الضحى وحكم دعاء القنوت الوارد فيها
قالت دار الإفتاء المصرية إن دعاء القنوت الوارد في صلاة الصبح في الركعة الثانية ليس قاصرًا على صلاة الجماعة، وإنَّما هو سنَّة للفرد أيضًا.
وأوضحت دار الإفتاء أن صلاة الضحى تبدأ الضحى من بعد ارتفاع الشمس إلى ما قبل زوالها، وهي أربع ركعات فصاعدًا؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء.
سبب تسمية صلاة الضحى بهذا الاسم
وسميت صلاة الضحى بذلك لأنها وقت البروز، أو لأن كلَّ شيءٍ يَبرز في ذلك الوقت ويَظهر، وضَاحِيَةُ كلِّ شيءٍ: نَاحِيَتُهُ البارِزَة، وقِيلَ: الضُّحى مِنْ طلوعِ الشَّمْسِ إلى أن يَرتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشَّمْسُ جِدًّا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّحاءُ إِلى قَريب مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، وَقِيلَ: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبُعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه.
فضل صلاة الضحى
وصلاة الضحى هي الصلاة التي سَنَّها سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقت الضحى عند ارتفاع النهار، وجَعَلها صلى الله عليه وآله وسلم مجزئةً عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيات بدن الإنسان -أي: عِظَامه- في كلِّ يومٍ شكرًا لله تعالى على نعمته وفضله.
فعن أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وإظهارًا لأهمية صلاة الضحى وتأكيدًا على بيان فضلها جَعَلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وصيةً بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
مذهب جمهور الفقهاء في حكم المداومة على صلاة الضحى
قالت الإفتاء إن المواظبة على صلاة الضُّحى مستحبةٌ شرعًا على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء مِن الحنفية والمالكية والشافعية، والإمام الآجُرِّيُّ والإمام ابنُ عَقِيل والشيخ ابن تيمية مِن الحنابلة؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه".
قال الإمام الطَّحْطَاوِي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (ص: 395، ط. دار الكتب العلمية): [واختلف العلماءُ هل الأفضلُ المواظبةُ عليها أو لا؟ والظاهرُ الأولُ] اهـ.
وقال الإمام شمس الدين الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 67، ط. دار الفكر) في بيان حكم صلاة الضُّحى: [حُكمها حُكم سائر النوافل تُستحب المداومةُ عليها، ومَن تركها فلا إثم عليه ولا حرج] اهـ.