دعا البابا فرنسيس، السبت، الحكومات الأوروبية لاستضافة المهاجرين لمنع البحر المتوسط من أن يصبح  "مقبرة الكرامة"، وذلك بعد أيام من حكم أصدرته محكمة العدل في الاتحاد الأوروبي يقيد سبل إبعاد المهاجرين.

جاء ذلك خلال ثاني أيام زيارة البابا إلى المدينة الساحلية الفرنسية مرسيليا، حيث عبر عن ترحيبه بالمهاجرين في خطاب طويل ألقاه في ختام مؤتمر الكنيسة حول قضايا البحر الأبيض المتوسط.



وشجع البابا على تعزيز الاستجابة الأوروبية "عبر القبول بعدد كبير من عمليات الدخول القانونية والنظامية للمهاجرين"، مشيرا إلى "ضرورة التركيز على الفارين من الحروب والجوع والفقر بدلا من الحفاظ على رفاهية الفرد".

شاهد: البابا فرنسيس يصل إلى مرسيليا في زيارة تستغرق يومين مخصّصة للبحر الأبيض المتوسط وتحدّي الهجرة.. pic.twitter.com/vXnp7gM1ln — euronews عــربي (@euronewsar) September 22, 2023
كما رفض بابا الفاتيكان خلال حديثه وصف طالبي اللجوء بأنهم "غزاة"، حيث قال إن "الذين يخاطرون بحياتهم في البحر ليسوا غزاة، بل هم طالبو ضيافة"، موضحا على أن الذين قضوا في البحر ليسوا مجرد أرقام، بل أشخاص لهم أسماء وألقاب وقصص.

وشدد البابا على أن "إنقاذ المعرضين لخطر الغرق في البحر يعتبر واجبا إنسانيا".

وأضاف أن الهجرة "واقع ثابت في زمننا وهي ظاهرة تشمل ثلاث قارات حول البحر الأبيض المتوسط، ويجب التعامل معها بحكمة وبعد نظر، بمسؤولية أوروبية تقدر أن تواجه الصعوبات الواقعية"، محذرا من تحول البحر المتوسط من مهد الحضارة عبر التاريخ إلى قبر الكرامة"

ومنذ مطلع العام الجاري، وصل 178500 مهاجر إلى أوروبا عبر البحر بينما توفي أو فقد حوالي 2500 شخص، وفقا لأرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وأثارت زيارة البابا انتقادات ضد ماكرون من قبل معسكر اليسار المعارض، حيث اتهموه بـ"الدوس" على الحياد الديني للدولة عبر إعلانه المشاركة في القداس الكبير. كما وجه البابا بدوره انتقادات لمشاريع يعتزم الرئيس الفرنسي تنفيذها، منها تشريع الموت الرحيم وإدراج حق الإجهاض في الدستور.



وفي إطار ملف الهجرة، انتقدت باريس قرار محكمة العدل الأوروبية الذي صدر الخميس الماضي، حول عدم إمكانية السلطات الفرنسية في جميع الحالات إبعاد مواطن أجنبي دخل أراضيها إلى بلد مجاور بشكل غير قانوني.

وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن القرار "يؤكد في المقام الأول أن الدولة العضو التي أعادت فرض الرقابة على حدودها الداخلية يمكنها رفض دخول الأجانب الذين لا يستوفون شروط الدخول والإقامة"، بحسب فرانس برس.

كما شدد على أنه "من الضروري أن يكون للأجهزة التابعة للداخلية في سياق الإرهاب والهجرة الذي نشهده، الوسائل اللازمة لحماية الحدود".

ويأتي قرار محكمة العدل الأوروبية في الوقت الذي أعلن فيه وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان هذا الأسبوع تشديد مراقبة الحدود مع إيطاليا مع رفع عديد عناصر الشرطة والدرك من 500 الى 700 بهدف منع العبور غير الشرعي بعد تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى جزيرة لامبيدوسا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية البابا فرنسيس البحر المتوسط أوروبا أوروبا البحر المتوسط البابا فرنسيس المهاجرون سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي يدعو لأخذ خطوة حاسمة لمنع نشوب حرب مع تركيا

اعتبر الكاتب الإسرائيلية جوناثان أديري أن توجهات تركيا في عام 2025 لم تعد تقتصر على "مكان ضمن طاولة" الشرق الأوسط، بل هي تخطط لبناء الطاولة بأكملها، قائلا إن قرب توقيع اتفاقية دفاعية تركية سورية، تجبر "إسرائيل" على اتخاذ خطوات عسكرية ودبلوماسية لإقناع أردوغان بإعادة النظر في مساره. 

وأوضح أديري، وهو رائد أعمال تقني، وضابط عمليات سابق في وحدة العلاقات الخارجية ومستشار شمعون بيريز للشؤون التقنية، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "فشل إسرائيل في تشكيل المشهد الشمالي يجعل حرب إسرائيل وتركيا من خلال وسطاء تهديدًا حقيقيًا - أخطر بكثير من إيران".

واعتبر أن "تركيا ليست إيران، لا في العزلة، ولا في الاقتصاد، ولا في جودة التأثير، إنها قوة إقليمية ديناميكية طموحة، مع قدم واحدة في الغرب، وأذرع هائلة على أوروبا وأصبع على نبض الشرق، وإسقاط الأسد والسيطرة على الفضاء السوري تم التخطيط له بعناية في أنقرة".


وأضاف أن "نجاح الجولاني والاعتراف الدولي المتزايد حوله سمح لتركيا بتأسيس مناطق عازلة، ودفع منافسيها إيران وروسيا إلى الوراء، والآن أردوغان يأتي لتحصيل الفوائد السياسية والاستراتيجية. النصر الحاسم لإسرائيل على الهلال الشيعي يفسح المجال لتحرك مدروس من تركيا لتضم شرق البحر الأبيض المتوسط إلى نفسها".

وأشار إلى أنه "مع اقتراب الانتخابات الوطنية الحاسمة، يبدو أن تركيا كلها تتمدد على محور القرار السياسي، من ينظر فقط إلى الداخل، يفوت القصة الحقيقية، وخلف الكواليس في الساحة السياسية يبرز لاعب رئيسي: هاكان فيدان، وزير الخارجية ورئيس المخابرات السابق. فيدان ليس مجرد دبلوماسي - هو الاستراتيجي الذي يوجه الطموحات الجيوسياسية لتركيا: تعزيز النفوذ في ليبيا، شبكة عسكرية في سوريا، حضور بحري في البحر الأبيض المتوسط، وحوار مزدوج مع روسيا من جهة وحلف الناتو من جهة أخرى. هو أهم من أردوغان، هو العقل المدبر وراء مشروع الهيمنة التركية".

واعتبر أن "موقف الجيش التركي لم يعد مجرد رؤية مستقبلية، فالجيش الثاني في حلف الناتو، مع انتشار استراتيجي بين روسيا والشرق الأوسط، أسس واقعًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا: صادرات الأسلحة من إسطنبول تصل الآن إلى أكثر من سبعة مليارات دولار، نمت أربع مرات في العقد الأخير".


وأكد أن 70 بالمئة من المعدات العسكرية يتم تصنيعها محليًا، وهي رابع أكبر منتج للطائرات بدون طيار في العالم، وأهم روافعها ليست عسكرية على الإطلاق، حيث أن أنابيب الغاز الطبيعي التي تمر عبر أراضيها جعلتها مفتاحًا للطاقة في أوروبا، مع أكثر من 3.5 مليون سوري في أراضيها الذين يمسكون بمصير الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن "إسرائيل يجب أن تبدأ خطوة حاسمة لمنع حرب مع تركيا. لدينا تحالفان محتملان لمثل هذه الخطوة: مجموعة واحدة من الشرق الأوسط هي التحالف السني المعتدل، الذي يشمل مصر والإمارات والسعودية برعاية البيت الأبيض، ولكن في الوقت نفسه، من الغرب، هناك تحالف آخر كانت إسرائيل لاعبًا رئيسيًا فيه في السنوات الأخيرة - يشمل اليونان وقبرص".

وبيّن أن "هذا التحالف يشمل بالفعل تعاونًا عسكريًا، تعاونا في مجال الطاقة، مدنيًا (مثل الرحلات الجوية لإطفاء الحرائق) ودبلوماسيًا. كما أنه يضع حدودًا لتأثير تركيا التي ترى في جزيرة قبرص حديقة خلفية لها. إذا كان لدى إسرائيل أدوات مهمة لمواجهة تركيا، فإن حلفاءها في البحر الأبيض المتوسط لا يملكونها".

وشدد على أن "النقاش الأمني الذي عقده نتنياهو حول هذا الموضوع هو لحظة اختبار حاسمة للقدس - هل ستعرف كيف تحدد الساحة التي تتشكل، وتستخدم في الوقت المناسب كل روافع قوتها - ليس فقط العسكرية، ولكن أيضًا الاقتصادية والدبلوماسية والتكنولوجية بهدف واحد - تحديد مناطق المصلحة المشتركة مع تركيا واستخدام الروافع لتوجيهها نحو هذه المناطق وليس إلى مسار الصراع مع إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس يدعو إلى اعتبار الصوم “فترة شفاء”
  • خبير قانوني أميركي: حملة ترامب ضد المهاجرين جزء من خطة أوسع
  • هزة أرضية بقوة 4.3 درجات في البحر المتوسط تبعد 49 كيلومترًا عن مصراتة
  • كاتب إسرائيلي يدعو لأخذ خطوة حاسمة لمنع نشوب حرب مع تركيا
  • “اتركوه يموت”.. كواليس القرار الصادم بشأن علاج البابا فرنسيس
  • الفاتيكان يكشف تفاصيل جديدة عن الحالة الصحية للبابا فرنسيس
  • اتركوه يموت .. كواليس القرار الصادم بشأن علاج البابا فرنسيس
  • البابا فرنسيس يصلي لضحايا زلزال ميانمار وتايلاند ويدعو لدعم المتضررين
  • اتركوه يموت.. كواليس القرار الصادم بشأن علاج البابا فرنسيس
  • في اتصال مع بوتين.. أردوغان يعرض استضافة تركيا لمفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا