بعد نحو شهر من مقتل زعيم مجموعة فاغنر للمرتزقة يفغيني بريغوجين، لا يزال الكرملين يلتزم الصمت بشأن حادث تحطم طائرته الغامض ومصير إرثه المتعلق بآلاف المقاتلين الذين كانوا تحت إمرته.

ويقول تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" إن سبب سقوط طائرة بريغوجين الخاصة في حقل شمال غرب موسكو الشهر الماضي لا يزال لغزا.

وبالتزامن يشير التقرير إلى أنه بالمقابل لا يزال القادة العسكريون الروس الذين حاول بريغوجين الإطاحة بهم في تمرده المسلح، في السلطة، فيما جرى تكليف إدارة جديدة لمجموعة "فاغنر" من قبل الكرملين.

ووفقا للتقرير فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تضررت سلطته بشدة بفِعل التمرد القصير، لا يزال قويا كما كان دائما، حيث بعث موت بريغوجين المثير رسالة واضحة لكل من يفكر في تحدي سلطة بوتين.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

التقرير ذكر كذلك أن موسكو نجت حتى الآن في التعتيم على حادثة تحطم الطائرة، وهي استراتيجية تأكدت من خلال غياب بوتين عن جنازة بريغوجين ومنع وسائل الإعلام من دخول المقبرة التي دفن فيها.

ومنذ ذلك الحين انتشرت نصب تذكارية مؤقتة في الشوارع في عدة مدن روسية لتكريم بريغوجين، لكن السلطات أزالتها بهدوء. 

وكذلك اختفت إعلانات التوظيف الخاصة بمجموعة فاغنر من الشوارع بعد وقت قصير من انتهاء التمرد.

وعلى الرغم من أن السلطات الروسية أعلنت فتح تحقيق في حادث تحطم طائرة بريغوجين، إلا أنها لم تنشر أي نتائج لغاية الآن.

وعندما سئل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأسبوع الماضي عن سبب عدم توصل التحقيق الرسمي إلى أي نتائج، أجاب بإيجاز أنه "تحقيق صعب".

على صعيد تداعيات التمرد ومن ثم مقتل قائده، يرى التقرير أنه على الرغم من الضرر الذي لحق ببوتين بسبب التمرد، إلا أن مقتل بريغوجين كانت بمثابة إشارة قوية إلى النخب الروسية بشأن تحدي سلطة الكرملين.

وفي الوقت نفسه، استغل المسؤولون الروس الحادثة وتحركوا بسرعة للسيطرة على موظفي فاغنر وأصولها.

التقرير كشف أن نائب وزير الدفاع الروسي العقيد يونس بك يفكوروف ترأس وفدا زار كل من سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ودول أخرى حيث تعمل مجموعة فاغنر لإبلاغ قادتها بأن وزارة الدفاع ستتولى مهمة الإشراف عليها.

وقالت الخبيرة في شؤون أفريقيا ألكسندرا فوكينا إن "وفاة قادة فاغنر سمحت للكرملين بفرض سيطرته على المجموعة في أفريقيا". 

وأضافت أن "الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا بالنسبة لروسيا آخذة في الارتفاع، ومن المرجح أن تحاول موسكو تأميم المجموعة، لكن مع ضمان بقاء تأثيرها على الأرض".

وهذا لا يعني بالضرورة أن مرتزقة فاغنر في أفريقيا سيتم وضعهم تحت سيطرة وزارة الدفاع، حيث تشير فوكينا إلى أن الكرملين قد يسمح لبعض قادة فاغنر بالعمل بشكل مستقل ككيان خاص تحت قيادة جديدة تعينها الحكومة.

وقالت فوكينا: "من خلال الحفاظ على هذا النموذج الهجين، ستكون موسكو قادرة على الاستمرار في استخدام المرتزقة بشكل غير رسمي".

أما بالنسبة لأعداء بريغوجين الذين تعرضوا لمختلف الشتائم والانتقادات من قبل قائد فاغنر قبل وأثناء وبعد التمرد، فلا يزالون في مناصبهم بل تمكنوا أيضا من تأمين مناصبهم لبعض الوقت.

من أبرز هؤلاء وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف.

ويرى الخبير الروسي المقيم في لندن مارك غاليوتي أنه على الرغم من أن شويغو وغيراسيموف كانا "شخصيتان لا تتمتعان بشعبية كبيرة داخل الجيش وتم إلقاء اللوم عليهما على نطاق واسع لسوء إدارة الحرب، إلا أنهما مفيدان جدا للكرملين باعتبارهما مانعة الصواعق التي يمكن أن تجتذب كل الانتقادات، بدلا من بوتين".

يشار إلى أن تقييما أوليا للاستخبارات الأميركية خلص إلى أن انفجارا متعمدا تسبب في تحطم الطائرة الخاصة التي كانت تقل بريغوجين ومجموعة من قادة فاغنر يوم 23 أغسطس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لا یزال إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدهون المخفية داخل العضلات.. خطر صامت يهدد القلب

قالت دراسة جديدة إن خطر رواسب الدهون المخفية في جيوب داخل عضلات الإنسان يمكن أن يكون مميتاً، حيث تزيد هذه الرواسب من احتمال الإصابة بنوبة قلبية.

وقدّر الباحثون أن كل زيادة بنسبة 1% في دهون العضلات، يقابلها زيادة بنسبة 7% في خطر الوفاة أو النوبة القلبية أو قصور القلب.

من ناحية أخرى، كان الذين لديهم كميات أكبر من العضلات الهزيلة أقل عرضة للخطر، ولم تسبب الدهون المخزنة تحت الجلد مزيداً من المخاطر.

وزن الجسم

ووفق "هيلث داي"، كان هذا الخطر مستقلاً عن زيادة وزن الجسم، وعوامل الخطر القلبية الأخرى المعروفة.

وحذرّ البحث من أن الأشخاص الذين لديهم جيوب من الدهون مخبأة داخل عضلاتهم لديهم خطر أعلى للوفاة، بسبب مشاكل صحية مرتبطة بالقلب.

وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة فيفياني تاكيتي، من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن،: "إن معرفة أن الدهون بين العضلات تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب يمنحنا طريقة أخرى لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر كبير، بغض النظر عن زيادة الوزن".

وفي الدراسة، أجرى الباحثون فحوصات التصوير المقطعي المحوسب لـ 670 مريضاً، تم تقييمهم بحثاً عن آلام في الصدر، أو ضيق في التنفس.

كما قاس فريق البحث كميات وموقع الدهون والعضلات في جذع المشاركين.

مقياس جديد

وابتكر الباحثون مقياساً يسمى "جزء العضلات الدهنية" لقياس كمية الدهون المخفية داخل عضلات كل مريض.

وقالت تاكيتي:"يمكن العثور على الدهون بين العضلات في معظم عضلات الجسم، ولكن كمية الدهون يمكن أن تختلف على نطاق واسع من شخص لآخر".

وتمت متابعة المرضى لمدة 6 سنوات تقريباً لمعرفة ما إذا كانوا قد توفوا أو تم نقلهم إلى المستشفى، بسبب نوبة قلبية أو قصور في القلب.

واتضح أن الذين لديهم المزيد من الدهون في عضلاتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بأضرار في الأوعية الدموية الدقيقة التي تخدم القلب، وهي حالة تسمى خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية.

وقال الباحثون إن هذا الخطر ارتفع بنسبة 2% لكل زيادة بنسبة 1% في نسبة العضلات الدهنية.

وأظهرت النتائج أن من لديهم مستويات عالية من العضلات الدهنية كانوا معرضين بشكل خاص لخطر الوفاة والنوبات القلبية وفشل القلب.

ولتقليل الدهون المخبأة في الجسم، يُنصح بالحد من أكل الدهون الحيوانية.

مقالات مشابهة

  • الدهون المخفية داخل العضلات.. خطر صامت يهدد القلب
  • الناتو: بوتين لا يملك حق الاعتراض على عضوية أوكرانيا
  • الكرملين يعلن استعداده للحوار مع ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا
  • لواء البراء بن مالك: أيقونة التضحية في معركة السودان ضد التمرد
  • راشد عبد الرحيم: لا تستعجلوا
  • ترامب: "بوتين لا يُبلي بلاءً حسنًا".. الرئيس يهدد زعيم الكرملين بالعقوبات ويمازحه "علينا أن ننجزّ!"
  • عاجل.. مقتل منفذ عملية الطعن في تل أبيب
  • الوحدة.. مرض صامت يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية
  • كأس ليكورجوس.. قصة القطع الأثرية الغامضة من عصر الرومان
  • مليشيات التمرد عاثت فساداً .. حرقاً وتخريباً في مؤسسات التعليم العالي بالسودان