بعد مرور الاعصار على الساحل الشرقي لليبيا خسر السكان كل شيء
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
على ساحل ليبيا الشرقي، وبعد اثني عشر يوما من مرور الاعصار دانيال، تتعاقب البلدات والمشهد واحد عنوانه الخراب: انهيار الطرقات وتدمير المنازل ونفوق المواشي وحقول غمرتها المياه.
وكانت سوسة الواقعة على بعد نحو ستين كيلومترا غرب درنة، المدينة الأكثر تضررا من الفيضانات مع سقوط آلاف القتلى والمفقودين، وهي معروفة لمنازلها المطلة على المتوسط والتي يستأجرها زوار عابرون.
ومساء 10 أيلول/سبتمبر، انهمرت على سوسة كميات هائلة من المياه من أعلى الجبل المطل عليها. واليوم لم يعد هناك سوى بضعة منازل بالكاد صامدة وسط الأنقاض وغطتها الوحول.
في أحياء أخرى لم تتضرر كثيرا لكن الخدمات العامة فيها كانت معدومة منذ فترة طويلة، انقطعت المياه وعاد التيار الكهربائي اليها مؤخرا.
وقال أحد السكان ويدعى أحمد صالح (34 عاما) لوكالة فرانس برس إن "المياه مشكلة حقيقية". وبانتظار عودة تشغيل محطة توليد الكهرباء عند مدخل المدينة، يقوم متطوعون "بتأمين المياه لنا في صهاريج من مدن مجاورة".
خسرنا كل شيء
ولا تزال محطة تحلية المياه التي تؤمن المياه ل320 ألف شخص في المنطقة، متوقفة بينما يتولى موظفوها إزالة الوحول من على الأنابيب والخزانات وغيرها من المعدات.
ويستذكر ميلاد صالح (63 عاما) الذي يعمل منذ 34 عاما في قطاع معالجة المياه، اليوم الأول بعد الفيضانات "كانت الأنابيب مسدودة بالخشب والحجارة والوحول".
وقال عز الكيدري المسؤول الإداري عن الموقع إن "إعادة تشغيل الآلات ستستغرق أسبوعا، وربما عشرة أيام".
في موقع قورينا الاغريقي القديم المصنف منذ عام 2016 على لائحة اليونسكو للتراث العالمي المهدد، يتعين سحب المياه بسرعة وحماية الآثار المهددة من مياه شبكة الصرف الصحي، فيما انتشرت الرائحة الكريهة في المكان.
وفي مراوة غربا، في الجبل الأخضر المنطقة الأكثر رطوبة وخصوبة في البلاد، لن تشغل الآلات الزراعية مجددا في وقت قريب.
ويقول سالم فاضل(29 عاما) لوكالة فرانس برس "في الوقت الذي كان علينا أن نبدأ الحصاد ونبيع المحاصيل فقدنا كل شيء". واضاف "غمرت المياه كل المحاصيل ودمرت حوالي ستين مزرعة". وكان يتحدث وسط حقل خس بالكاد تظهر رؤوسه من تحت الوحول التي غطت أنابيب الري المقتلعة.
وحُرم البعض من نبتات البصل "التي كانوا يبيعونها حتى طرابلس" العاصمة الواقعة في غرب البلاد، وكذلك من الطماطم والبطاطس والفواكه والحبوب.
ويقول بأسى "إنها كارثة. أنفق المزارعون للموسم والآن خسروا كل شيء" بينما تظهر خلفه فجوة كبيرة كانت طريق انهار وقتل أحد السكان.
لا يمكننا معالجة الوضع بمفردنا
ويرى أنه لم ينج "لأن الطرقات أصبحت غير صالحة للاستخدام" بعد الاعصار ولكن أيضا لأنه لم تكن هناك مركبات وفرق إنقاذ في مراوة.
ومنذ زمن يطالب رجب عبد الله البرعصي بتحسين الخدمات الصحية. ويقول "قطعت علينا السلطات الكثير من الوعود حتى قبل وقوع الكارثة ولكن لا شيء تغير في مراوة".
في مقر الهلال الأحمر في بنغازي كبرى مدن الشرق الليبي التابع لسلطة المشير خليفة حفتر، الموقف هو نفسه.
وأكد فرج الحاسي المسؤول عن البرامج الطبية لوكالة فرانس برس "لا نملك معدات الإنقاذ أو الآليات اللازمة. نحتاج إلى دعم من العالم أجمع، لا نستطيع إدارة هذه الأزمة بمفردنا وستستمر لفترة طويلة".
وفي ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، "لدينا خبرة هائلة في إدارة النزاعات المسلحة" كما يقول، لكن الأزمة الناجمة عن الفيضانات التي سببها الاعصار دانيال "تتجاوز قدراتنا بكثير".
وتضررت 17 مدينة وبلدة بالاعصار. واضاف "كل يوم يزداد عدد المشردين".
وتقدر الامم المتحدة عددهم اليوم باكثر من 43 ألفا.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: کل شیء
إقرأ أيضاً:
الليرة السورية ترتفع أمام الدولار.. هذا ما وصلت اليه
الاقتصاد نيوز - متابعة
تحسن سعر صرف الليرة السورية في مقابل الدولار بعد أسبوع من الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد وهروبه من سوريا، وفق ما أفاد صرافون وتجار وكالة فرانس برس، اليوم الإثنين، على وقع دخول العملة الأجنبية الى البلاد وبدء التعامل بها علانية في الأسواق.
و سجل سعر الصرف في السوق الموازية مستوى قياسيا بلغ ثلاثين ألف ليرة في مقابل الدولار، بعدما كان ثابتا لأشهر عند 15 ألف ليرة.
وتراوح سعر الصرف، الإثنين، في دمشق بين عشرة و12 الفا، وفق صراف وتاجر مجوهرات وموظف استقبال في فندق بارز.
وقال سائق سيارة أجرة لبنانية لوكالة فرانس برس إنه باع الدولار بسعر تسعة آلاف ليرة سورية قبيل عبوره الحدود من لبنان الى سوريا.
وقال رغيد منصور (74 عاما)، وهو مالك متجر مجوهرات في سوق الحريقة في دمشق لوكالة فرانس برس "في كل بلدان العالم تنهار العملة حين يسقط النظام، لكن المشهد بدا مغايرا في سوريا".
وتابع "ما من سعر ثابت، لكن الليرة تتحسن تدريجا".
ما مصير العملة التي تحمل صورة بشار الأسد؟ وأرجع الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق قصي ابراهيم تحسن الليرة إلى أسباب "سياسية واقتصادية في آن معا". وأوضح لوكالة فرانس برس "الأسباب الاقتصادية مرتبطة بدخول كميات كبيرة من الدولار من إدلب ومناطق المعارضة سابقا من ناحية، ومن فرق الاعلام والعاملين في المنظمات الأجنبية من ناحية أخرى"، بحسب ما نقلته فرانس برس.
على واجهة متجر بكداش، أحد أشهر محلات المثلجات العربية في دمشق، وُضعت ورقة بيضاء كتب عليها بخط اليد الأسعار بالعملات السورية والتركية والدولار، بينما كان العشرات يتوافدون للشراء.
وحتى الأمس القريب، كان القانون السوري يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات لمن يتعامل بالدولار أو العملات الأجنبية.
وطالت اعتقالات عشرات التجار ورجال الأعمال بحجة "التعامل بغير الليرة" وبينهم أسماء معروفة وتجار مخضرمون.
وكان السوريون يتحاشون لفظ كلمة الدولار في جلساتهم أو عبر الهواتف ويستخدمون كلمات أخرى خشية من توقيفهم.
قبل اندلاع النزاع عام 2011، كان الدولار يساوي نحو خمسين ليرة، قبل أن تتهاوى قيمة العملة المحلية بشكل تدريجي وتفقد أكثر من تسعين في المئة من قيمتها.
وعند بدء الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها على مناطق سيطرة النظام في شمال سوريا، سارع تجار وأصحاب رؤوس الأموال إلى شراء الدولار والذهب، ما أدى لانخفاض سعر الليرة إلى مستويات قياسية.