منذ اللحظة الأولى لدخوله من بوابة الفن فى مصر، تمكّن من خلق مساحته الخاصة التى ساعدته فى إيصال مشروعه الفنى إلى قطاع كبير من الجمهور دون السعى وراء فكرة «التريند» وما إلى ذلك.

الفنان عزيز مرقة الذى كان واحداً من نجوم الدورة الـ31 لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء حلّ ضيفاً على جريدة «الوطن» فى ندوة فنية كشف فيها كواليس حفلته، وردة فعل عائلته عليها، كما أعلن سبب تفضيله تقديم الأغانى «السنجل» عن الألبومات الغنائية، والشخصية التى يحلم بتجسيدها عند خوضه تجربة التمثيل، والكثير من التفاصيل والأسرار فى السطور المقبلة.

المشاركة بمهرجان القلعة حققت أحد أحلامى الفنية.. ومصر تسير بنفس السرعة التى أتمناها

كيف رأيت مشاركتك الأولى فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء هذا العام؟

- قبل مجيئى إلى مصر كنت أسمع بوجود مفاتيح لدخولها من بوابة الفن، وعلمت أن مهرجان القلعة أحد أهم هذه المفاتيح، والحقيقة أنه لم يحالفنى الحظ فى المشاركة بدوراته السابقة، ولكن عندما شاركت هذا العام شاهدت بعينى طبيعة وميزة جمهور المهرجان الذى يتنوع من كافة أطياف المجتمع، وهو ما حمّلنى مسئولية كبيرة لإرضاء كل هذه الأذواق، والحمد لله أننى وُفقت فى أداء تلك المهمة.

علمنا أن تقديمك لحفل غنائى فى مهرجان القلعة كان حلماً من أحلامك.. فما حقيقة ذلك؟

- بالفعل، تقديم حفل غنائى بمهرجان القلعة كان أحد أحلامى، وشعرت بقيمة تلك المشاركة بشكل أكبر من الأصداء التى لمستها على جروب العائلة بتطبيق التراسل «واتس آب»، فأنا دائماً أستشعر النجاح عندما أراهم وهم يتشاركون أعمالى عليه، ومن هذا المنطلق كانت مشاركتى فخراً لى ولعائلتى، لا سيما أننا من أصول كردية، والحفل كان مقاماً بقلعة صلاح الدين الأيوبى الذى ينتمى إلى عائلة كردية.

غنائى فى فلسطين أسعد والدى بسبب أصوله الفلسطينية.. ومشروع «الديو» مع أحمد سعد لم يكتمل

وكيف كانت ردود فعل عائلتك على حفلك بالمهرجان؟

- لو تحدثت عن بداية مشوارى، فعائلتى كانت متخوفة من مسألة المجازفة فى عالم الفن، ولكنى مررت بأحداث كانت تعنى لهم الكثير خلال مشوارى، ومنها المرة الأولى التى غنيت فيها فى فلسطين، فكان لذلك أثر كبير على والدى لأنه من أصول فلسطينية، وكذلك عندما غنيت فى لبنان وقطر، ترك ذلك أثراً على والدتى التى حضرت حفلى فى قطر، لأنها عاشت فترة من عمرها هناك، وكذلك جاءت مشاركتى فى مهرجان القلعة لتعنى لهم الكثير.

معنى كلامك أن عائلتك دعمتك فى دخولك مجال الفن منذ الصغر؟

- عائلتى دعمتنى فى مجال الفن كثيراً، فى البداية كنت أرغب فى دراسة البيزنس، ولكن والدى هو من أصر على دراستى للموسيقى، لأنه مؤمن بأن الإنسان إذا درس ما يحبه بشغف فستكون المذاكرة أسهل بكثير وسيصير خبيراً فى مجاله، وبالمناسبة عندما أنهيت دراستى كان والدى يرغب فى أن أستكمل رسالتى الماجستير والدكتوراه، ولكنى لم أرغب فى هذا الأمر، لأننى لم أرد أن ينحصر ما عندى فى قالب الجامعة، ولكنى كنت أريد أن أكون على الأرض، خاصة أن لدىّ فرصة للسفر والانتقال إلى كل دول العالم وإيصال صوتى لكل الناس والتفاعل معهم.

أنا متزوج ولدىّ «زيد وجود» وحياتى بين الأردن وأمريكا

وماذا عن عائلتك الثانية؟

- أنا رجل متزوج ولدىّ ولد يُدعى «زيد» وبنت تُدعى «جود»، وحياتى بين الأردن وأمريكا.

دعنا نذهب إلى أعمالك الغنائية التى حققت نجاحاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة ومنها «الديو» الذى جمعك بالفنانة هنا يسرى.. حدِّثنا عن هذا الأمر.

- عندما تعرفت على «هنا» كان هناك مشروعان نحضّر لهما معاً، أحدهما توقف والآخر كان الديو الغنائى الذى حمل اسم «الوقت الحلو»، فحينها شاهدتها وهى تسجل الأغنية، ووجدتها تغنى بسلاسة ومبتسمة ومتعلمة، بالإضافة إلى أنها تتحدث بشكل لبق للغاية، ولمست فيها أنها ستكون نجمة المستقبل.

كنت أول مطرب فى الوطن العربى يقدم ألبوم VR.. حدثنا عن هذه التجربة.

- عندما قررت خوض هذه التجربة كنت أرى فئات من الجمهور لا تستطيع حضور الحفلات الغنائية، ومن ثم فمن الممكن أن نقدم لهم ألبوماً غنائياً يشعرون من خلاله بواسطة التكنولوجيا بأنهم يحضرونه «لايف» مع الفنان من خلال ارتداء «نظارة» واتباع خطوات عدة، وهذا الأمر كان فى عام 2017، ولكنى شعرت بأن هذه الفكرة كانت سابقة لزمنها، لأن الألبوم على الرغم من تحقيقه مبيعات لم يحقق نسب استماع حينها، لأنه رغم شرحى لطريقة التشغيل فإن الكثيرين لم يتمكنوا من تشغيله، فتعلمت أن الفكرة إن لم تتمكن من شرحها فى 20 ثانية، فمن الأفضل أن تضعها جانباً.

ما السبب فى تفضيلك تقديم الأغانى «السنجل» عن تقديم الألبومات الغنائية رغم خوضك تجربة الألبوم فى أوقات سابقة؟

- أصبحنا نعيش فى زمن سريع بشكل كبير، وكلامى هنا ليس على سرعة المتلقى فحسب، وإنما أتحدث عن عواطفنا وتفكيرنا ومجرى حياتنا بالكامل، كما أن الألبوم يستغرق وقتاً طويلاً قد يصل للعام كحد أدنى، وبالتالى عندما أنتهى من تسجيل الأغنيات ويأتى موعد طرح الألبوم، تكون كل الموضوعات الموجودة به قد انتهى وقتها، فعلى سبيل المثال قدمت أغنية بعنوان «ضلك أبكى» مع بداية العام، عندما قدمتها كنت أشعر بالحزن الموجود بها ووصلت للجمهور، ولكن إذا فكرت فى طرحها الآن لن يكون هذا وقتها لأن حالتى مختلفة حالياً.

وهل أغانيك تكون نابعة من تجاربك الشخصية؟

- بالفعل، أغنياتى أحياناً تكون من تجاربى الشخصية، والتجارب الشخصية قد تكون تجربتك الخاصة أو تجربة شاهدتها وتأثرت بها، فمثلاً أغنيتا «رجّعونى على عمّان»، و«بحكى لحالى» تحكيان عن غربتى، وهناك أيضاً أغانى الاشتياق والندم على عدم الاعتراف بالحب، ولدىّ أغنية بعنوان «ما بقول آسف» كتبتها لصديق.

الجمهور بيشاور علىّ فى الشارع: «اللى بيغنى أحلى واحدة أهو»

بعد تقديمك لكثير من الأغانى الناجحة.. ما أكثر أغنية حققت نجاحاً مع الجمهور المصرى فى رأيك؟

- أغنية «ما فى منك» قبل عامين من الآن، ولكن حالياً أصبحت أغنية «أحلى واحدة»، فالجمهور عندما يرانى فى الشارع يقولون «أهو اللى بيغنى أحلى واحدة»، وهذا قبل أن يذكروا اسمى، وهذا بالنسبة لى نجاح كبير، ويأتى ذلك على الرغم من عدم تحقيق الأغنية نجاحاً فور طرحها، بل حققته بعد فترة من الوقت، وهو ما يثبت أن الإنسان لا بد أن يواصل سعيه وكلما سعيت أكثر زاد حظك.

صرحت فى وقت سابق بوجود عمل غنائى سيجمعك بالفنان أحمد سعد.. ما مصيره؟

- بالفعل كانت هناك أغنية ستجمعنى بالفنان أحمد سعد وجمعتنا جلسات عمل وعملت على الجزء الخاص باللهجة الأردنية فى الأغنية وهو عمل على الجزء المتعلق باللهجة المصرية، وجلسنا مع الموزع توما، ولكن لم يكتمل المشروع، وبعد أكثر من عام ونصف تقابلنا وجلسنا نغنيها ولكن أصبحنا أنا وهو فى وقت نستقبل فيه كثيراً من الأغانى ولدينا الكثير من الأمور الفنية فلم يعد لدينا الوقت ولم نستقر أيضاً هل هذه هى الأغنية التى من الممكن أن تجمعنا؟

قمت بإحياء الكثير من الحفلات الغنائية فى عدد من الدول العربية.. فما الذى يميز الجمهور المصرى؟

- الحقيقة أن كل جمهور له ما يميزه فى طريقة استماعه، فمثلاً الجمهور اللبنانى يستمع بشكل بسيط وتجده يندمج معك فى ألحان الأغنية، والجمهور التونسى نفس الأمر، أما الجمهور المصرى فيميزه أنه أقوى فى التفاعل العاطفى، وهو الأقوى إيقاعياً، فلو كانت الأغنية بسرعة مليون ستجده يغنى معك بسرعة المليون، كما أنه الجمهور الأكثر احتياجاً للموسيقى والفن، فالموسيقى بالنسبة لهم من أولويات الحياة مثل السكر والعيش.

لم تقتصر حفلاتك الغنائية على خشبة المسرح، ولكنك اخترت أيضاً النزول والغناء للجمهور فى الشارع، وكان آخرها ظهورك فى منطقة الكوربة بمصر الجديدة.. حدثنا عن تلك التجربة.

- كنت أؤمن فى أوقات سابقة بأن الفنان لا بد أن يكون على خشبة مسرح مرتفعة وشاشات وإضاءة وأمن وسيارات وما إلى ذلك، وبالفعل بدأت بهذه الطريقة، وكنت أشعر أن الأمور تسير على ما يرام، ووسط الفرحة بالإنجازات شعرت بأن هناك شيئاً ناقصاً، ولذلك قررت أن أجرب العكس وهو أن أنزل إلى الجمهور فى الشارع، وبالفعل قررت خوض التجربة لأول مرة فى مدينة الإسكندرية، فكان لدى حفلة هناك ووعدت الجمهور بأننى سأغنى حتى وإن فعلت ذلك فى الشارع، وفجأة تقرر إلغاء الحفلة حينها فقررت أن أغنى لهم فى الشارع والحقيقة أننى فى العشر دقائق الأولى كنت أشعر بالقلق والتوتر، هل سأكون قادراً على أنى «أشيل شارع» دون ميكروفون وإضاءة! وبالفعل نجحت فى هذا الأمر فأصبح شيئاً ثابتاً أفعله كل فترة.

خضت تجربة كتابة الأغانى والتلحين وترغب فى خوض تجربة التمثيل.. ما سبب هذا التنوع وخوضك مجالات جديدة؟

- تعلمت شيئاً مهماً على مدار سنوات عمرى مفاده أن من يجرى وراء المال لن يجده، ولكن الأفضل أن تستغل الوقت الذى تعيشه فى حياتك وتتعلم كل ما هو جديد، لأننى اكتشفت أن العلم هو من أكثر الأشياء التى تجعلك تشعر بالراحة فى هذه الحياة، لأنه قد يأتى يوم تخسر فيه شهرتك وكل شىء، إلا أن علمك ومهاراتك ومعرفتك هى الوحيدة التى ستشعرك بالطمأنينة.

وماذا عن تجربة التمثيل، خاصة أنك اتخذت هذا القرار منذ أكثر من عام؟

- أنا أرغب بشدة فى خوض تجربة التمثيل، ولكنى أتأنى جداً فى اتخاذ هذه الخطوة، لرغبتى فى البدء بعمل يليق بى، فلا أرغب فى خوض التجربة من أجل التجربة، ولذلك أعمل على نفسى خلال هذه الفترة من خلال ورش تمثيل، أنهيت واحدة مع مدرب التمثيل العالمى جيرالد جيمس وساعدتنى كثيراً فى كونى إنساناً قبل أن أكون فناناً، ووجدت نفسى بسببها أفضل وأهدأ بكثير على خشبة المسرح، وسأبدأ ورشة ثانية مع مروة جبريل لمدة شهرين ونصف خلال الفترة المقبلة.

لو عُرض عليك تجسيد سيرة ذاتية لفنان.. فمن ستختار؟

- من أكثر الأشخاص الذين أحس بالفضول نحوهم الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، لأن شخصيته مليئة بالأبعاد والزوايا فى مجال الفن، وأشعر دوماً بالرغبة فى معرفة المزيد عنه، وسيكون لى الشرف لو قدمت سيرته الذاتية فى عمل فنى.

هل قررت الاستقرار فى مصر؟

- مصر هى بالنسبة لى الانطلاقة، وأبعث رسالة لأصحابى الشاميين بالمجىء إلى مصر، لأن الموضوع لا يقتصر على الحفلات الفنية والجمهور فحسب، ولكن هناك بنية تحتية وخبرات وكل الوسائل التى سُتمكنك من توصيل الفن الخاص بك، ولذلك فأنا فى الوقت الحالى أرى نفسى داخل مصر «مصر بتحسسنى إنها ماشية بنفس السرعة اللى بتمناها».

الأعمال المقبلة

الصيف هذا العام كان مختلفاً للغاية، ولم أكن أتوقع أن نجد موضوعات بعض الأغانى عن الساحل الشمالى، وكنت أريد فى هذا الموسم أن تنجح الأغانى الخاصة بى، وبالفعل حققت النجاح المطلوب، ولكنى شعرت بأننى ابتعدت عن الطريق الذى أريده، وهو أن أقدم أغانى تظل مع الجمهور، ولذلك فأنا حالياً أعمل على هذا الأمر، وجلست مع الشاعر مصطفى ناصر وطلبت منه أن يكتب لى أغنية عظيمة، وبالفعل انتهينا من أغنية بعنوان «بحبك عادى»، وأعمل أيضاً مع الشاعر محمد الشافعى على أغنية باللهجة الأردنية، وأعمل على أغنيات أخرى، فأنا أريد تقديم أغانى مهمة وبها عمق فى موسم الشتاء.

 

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفنان عزيز مرقة الجمهور المصرى تجربة التمثیل مهرجان القلعة هذا الأمر فى الشارع عمل على

إقرأ أيضاً:

اللغة العربية هوية

فى 18 ديسمبر 1973 قررت الأمم المتحدة إدراج اللغة العربية لغة رسمية فى أروقتها وقراراتها ومؤتمراتها، وبعدها بعام أعلنت منظمة اليونسكو يوم 18 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال والاحتفاء باللغة العربية التى يتحدث بها قرابة 400 مليون فى البلدان العربية والأفريقية ولأنها لغة القرآن الكريم كما أنها تلك اللغة التى أسهمت فى نقل الحضارات القديمة من يونانية ورومانية وفارسية إلى الغرب من خلال ترجمات أهل العلم والفكر فى الدولة الإسلامية، خاصة دولة الأندلس حين كانت هناك حضارة عربية غربية على أرض شبه جزيرة إيبيريا على مدى 800 عام حتى سقطت آخر معاقل تلك الدولة فى عام 1492 وهو ذات العام الذى اكتشف فيه كريستوفر كولومبس البرتغالى قارة أمريكا أغسطس 1492 وهى إشارة وإذان بسقوط حضارة وبداية أخرى.
اللغة العربية الآن على المحك ليس فقط للحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى يمر بها الوطن العربى والمنطقة التى يصرون الآن على تسميتها الشرق الأوسط الكبير لإدراج الكيان الصهيونى ودولته الغاشمة ضمن المنطقة العربية وحتى يمكنوا أيضًا من طمس أولى وأهم مفردات وأركان الثقافة ألا وهى "العربية" مفردًا وصفة ومعنى وفكرًا؛ ولكن لأن اللغة العربية تواجه أكبر التحديات ألا وهو التكنولوجيا الحديثة وما يسمى «الذكاء الاصطناعى» وتداعياته من  المحتوى الرقمى الذى ما زلنا فى واد بعيد عن الدخول إلى عوالمه الغريبة والمخيفة... الأطفال والشباب يتعاملون اليوم مع التطبيقات الحديثة والألعاب والترفيه والعلم عن طريق التليفونات المتاحة للجميع وهى مؤثرة على الأجيال الجديدة بصورة مرعبة سواء فى مجال الإعلام أو الفن أو الثقافة والتواصل والتكوين الفكرى والسلوكى ولكن الأخطر والأهم الآن هو العلم والتعليم... 
يستخدم الصغار والشباب تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى الوصول السهل السريع للمعلومات وليس البحث الدقيق من أجل المعرفة والعلم وأيضًا القيام بالواجبات والتكليفات والابحاث والرسائل العلمية الأكاديمية دون معرفة وتعلم...
فى المدارس لا توجد وحدات لقياس الاقتباس والنسخ من تطبيقات الذكاء. الاصطناعى وكم المعلومات المغلوطة التى يبثها، بينما الجامعات كذلك لا تهتم بالدرجة العلمية المطلوبة لهذا الأمر الخطير، وإن كانت الرسائل العلمية فى بعض الجامعات العريقة والراسخة تخضع لهذه الاختبارات لقياس مدى ونسبة الاقتباس من تلك التطبيقات فيما يخص الرسائل الأكاديمية إلا أن المشكلة الكبرى الآن فى المدارس وفى طلاب مراحل الليسانس والبكالوريوس وفى المعاهد والمراكز التى تمنح درجات وشهادات قد لا تكون مدققة بشكل كاف علميًا.
اللغة العربية بعيدة عن التكنولوجيا وعن تلك التطبيقات وعن المحتوى لأنها غير معترف بها ضمنيًا فى المدارس والجامعات وحسنًا فعل وزير التعليم السابق د. طارق شوقى فى محاولة تطوير كتب ومناهج اللغة العربية على النظام الغربى مع التعريب فى طريقة التعلم والتدريبات والأسئلة... أيضًا وزير التعليم الحالى أصدر أهم قرار فى إدراج اللغة العربية مادة أساسية ليس فقط للنجاح والرسوب ولكن ضمن الدرجات والمجموع فى جميع المدارس الأجنبية والدولية وهى خطوة تأخرت أكثر من ربع قرن وهى مهمة وضرورية ومحمودة على أية حال... 
اللغة العربية يجب أن تكون مادة أساسية فى جميع الكليات والمقررات حتى كليات الطب والعلوم والهندسة والحاسبات... أما كليات الإعلام فإن اللغة العربية مفروض أن تطرح فى عدة مقررات بداية من الكتابة إلى النطق والأداء مرورًا بالترجمة ودراسة الأسلوب حتى دراسة تاريخ الثقافة والفكر العربى... أما الوزارات والهيئات فإن وحدة اللغة العربية واجبة فى التصحيح اللغوى وفى النشر وتصحيح اللغة ومفرداتها... أما فيما يتعلق بالإعلام والفضائيات والإعلانات فهى معضلة كبرى تم تناولها لعشرات المرات من قبل الكثيرين... نبدأ من التعليم والمدرسة والجامعة حتى نصل إلى الإذاعة والتليفزيون والصحافة ووسائل التواصل...
القضية أننا لم نبدأ بعد ولم نحتفل ولم نحتف علميًا ونريد مبادرة وخطة على مستوى الدولة ووزارة الثقافة والتعليم والإعلام ليس للحوار ولا إلقاء الأبحاث وإقامة الندوات، ولكن لجمع المعلومات والأبحاث والرؤى ومعرفة الداء ووصف الدواء، وإطلاق التوصيات وتنفيذ القرارات ومتابعتها... اللغة العربية هويتنا والهوية هى الوجود قبل الاختفاء والضياع. 
 

مقالات مشابهة

  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • الشقار: أحياء اليوم العالمي للغة العربية يهدف إلى تعزيز الوعي لدى الأجيال
  • خاص.. لـ "الفجر الفني" عمرو المصري: أغنية "فيها رجوع" مع مها فتوني كتلة إحساس تهز المشاعر وتعيد العلاقات
  • مغنون بلا أغنية .. أصوات تصنعها المصادفة والميديا
  • اللغة العربية هوية
  • القباني: لا يجوز الرد مطلقًا على الجماهير.. وموقف لاعبي الأهلي «كارثي»
  • القباني: لا يجوز الرد على الجماهير.. وموقف لاعبي الأهلي كارثي
  • أحمد علي: الذكاء غاب عن لاعبي الأهلي في قرار تجاهلهم تحية الجماهير
  • القباني: لا يجوز الرد مطلقًا على الجماهير.. وموقف لاعبي الأهلي "كارثي"
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات