لـ5 أسباب مهمة.. هذه القوى الدولية والإقليمية تتودد لموريتانيا
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
يسعى كل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والصين وروسيا والقوى الإقليمية إلى لتعزيز علاقاتها مع موريتانيا؛ لكونها دولة مستقرة في منطقة غرب أفريقيا المضطربة، وتتمتع بإمدادات طاقة حيوية وموقع ذي قيمة استراتيجية وسجل في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
ذلك ما خلص إليه صموئيل راماني، وهو محلل جيوسياسي، في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أنه في 28 يوليو/تموز الماضي، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بنظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة تشنغدو الصينية.
وتابع: "كان لقاء شي مع الغزواني هو الثاني خلال ثمانية أشهر، حيث التقى الزعيمان في قمة الصين والدول العربية بالرياض في 9 ديسمبر (كانون الأول) 2022، وبعد اجتماعهما، وقَّع البلدان اتفاقية تعاون شملت قطاعات الزراعة وصيد الأسماك والطاقة الخضراء ومنحت الصين 21 مليون دولار لتخفيف عبء الديون عن موريتانيا".
وأضاف راماني أن "لقاء شي مع الغزواني يبدو روتينيا، إذ انضمت موريتانيا (نحو 4.6 مليون نسمة) إلى مبادرة الحزام والطريق (الصينية لتعزيز التجارة) في 2018 (...)، لكن توقيت تودد الصين (المنافس الاستراتيجي للغرب بقيادة الولايات المتحدة) لموريتانيا كان لافتا إذ حدث ذلك بعد ساعات فقط من قيام الجنرال عبد الرحمن تشياني بانقلاب ضد الرئيس محمد بازوم في النيجر (في غرب أفريقيا)".
اقرأ أيضاً
وزير خارجية موريتانيا الأسبق: الناتو يتقرب منا لتعويض خسائره في دول الساحل
استقرار نسبي
و"هذه الاجتماعات تؤكد مكانة موريتانيا باعتبارها المعقل الوحيد للاستقرار السياسي النسبي في منطقة الساحل (غرب أفريقيا)، التي تتكون من أنظمة يقودها المجلس العسكري في مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر"، بحسب راماني.
وأردف: "كما أنها تلخص تكثيف المنافسة الجيوستراتيجية في موريتانيا، وهي منافسة تدور حول احتياطيات موريتانيا من الغاز الطبيعي وإمكانات الطاقة الخضراء التي توفرها تضاريسها الصحراوية الشاسعة، ناهيك عن موقعها الاستراتيجي على ساحل المحيط الأطلسي".
وأضاف أنه "على الرغم من تاريخها الحافل بالانقلابات واستمرار العبودية (منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960)، كانت حملة مكافحة الإرهاب والتحول الديمقراطي في موريتانيا من بين قصص النجاح القليلة في منطقة الساحل".
ولفت إلى أنه "منذ أن اختطف مقاتلو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ضابط الشرطة أعلي ولد مختار في بلدة حدودية بين موريتانيا ومالي في ديسمبر (كانون الأول) 2011، لم تشهد موريتانيا أي هجمات إرهابية".
اقرأ أيضاً
الجزائر وليبيا وموريتانيا والسودان تحت طائلة تداعيات انقلاب النيجر
الأمن والهجرة
"مع تحسن الوضع الأمني في موريتانيا وتحول نظامها السياسي إلى شبه ديمقراطي، تعززت علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي بشكل كبير، وقام الحلف بتدريب أفراد عسكريين موريتانيين وأنشأ أربعة مراكز لإدارة الأزمات في البلاد، مما ساعد في قدرتها على مكافحة التهديدات للأمن والصحة العامة"، كما زاد راماني.
ولفت إلى أنه "في يناير/ كانون الثاني 2021، أصبح الغزواني أول رئيس موريتاني يزور مقر الناتو (في بروكسل)، وقد استقبله الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بترحيب حار، ووصف موريتانيا بأنها "قائدة في مجموعة الساحل الخمس" ضد الإرهاب، وتعهد بتعميق التعاون الأمني على الحدود".
وتابع أن "دعوة موريتانيا لحضور قمة مدريد في يونيو/حزيران 2022، باعتبارها شريكا من خارج الناتو، أثارت تكهنات بإمكانية إنشاء قاعدة للحلف على ساحلها الأطلسي ذو القيمة الاستراتيجية".
وأوضح أن "توسيع التعاون الأمني بين الناتو وموريتانيا مدفوع أيضا برغبة الدول الأوروبية في كبح جماح تدفقات الهجرة غير الشرعية من منطقة الساحل، إذ تعد موريتانيا طريق عبور شهير للمهاجرين الأفارقة الذين يسعون إلى دخول أوروبا عبر جزر الكناري".
اقرأ أيضاً
قطر للطاقة تستحوذ على 40% من حصة استشكاف قبالة سواحل موريتانيا
مصدر للطاقة
ومع سعي الدول الأوروبية للبحث عن موردي الطاقة البديلة، بحسب راماني، "اكتسبت موريتانيا أهمية استراتيجية جديدة، ومن المقرر أن تصبح موريتانيا مصدرا للغاز الطبيعي إلى أوروبا بحلول نهاية العام الحالي، مع اكتمال المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم الكبرى، بقيادة شركة بريتيش بتروليوم وشركة كوزموس إنرجي".
وتابع أنه "يمكن لموريتانيا أيضا أن تضع نفسها بسهولة كمركز للطاقة المتجددة في غرب إفريقيا، حيث تمتلك 700 ألف كيلومتر مربع من الأراضي المتاحة لوضع ألواح شمسية وتوربينات رياح".
ولفت إلى أنه "في مارس/ آذار 2023، وقَّعت شركة Conjuncta الألمانية لتطوير المشروعات مذكرة تفاهم مع شركة Infinity المصرية لتوفير الطاقة وشركة مصدر الإماراتية لإقامة مشروع هيدروجين أخضر بقيمة 34 مليار دولار في موريتانيا يمكن أن ينتج نحو 8 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر سنويا".
و"بما أن موريتانيا يمكن أن تساعد في عرقلة استخدام روسيا لصلاح الطاقة ضد أوروبا ومنح الناتو موطئ قدم بجوار عمليات مجموعة (مرتزوقة) فاجنر (الروسية) في مالي، فقد وسع الكرملين تعاملاته مع نواكشوط"، كما أردف راماني.
وزاد بأنه "على الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية الروسية مع موريتانيا كان يقودها تقليديا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، إلا أن رئيسه سيرجي لافروف قام بزيارة تاريخية إلى نواكشوط في فبراير (شباط) الماضي".
ويفرض الغرب عقوبات على صادرات روسيا، لاسيما من الطاقة؛ على خلفية حرب تشنها في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022؛ وتبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
كما لفت راماني إلى علاقات وثيقة بين نواكشوط ودول أخرى في الشرق الأوسط، لاسيما السعودية والإمارات وقطر وتركيا، وبعض هذه الدول ضخت استثمارات في موريتانيا وتسعى إلى تعزيز التبادل التجاري.
اقرأ أيضاً
مشروع إماراتي مصري ألماني لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا بقيمة 34 مليار دولار
المصدر | صموئيل راماني/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: موريتانيا الصين الناتو روسيا علاقات فی موریتانیا اقرأ أیضا إلى أنه
إقرأ أيضاً:
موسكو: الناتو يحاول محاصرة روسيا في بحر البلطيق
قال نيقولاي باتروشيف، مساعد الرئيس الروسي ورئيس المجلس البحري الروسي، إن حلف "الناتو" يحاول محاصرة روسيا في بحر البلطيق وشل عمل الموانئ في مقاطعتي لينينغراد وكالينينغراد الروسيتين.
وأوضح باتروشيف، "تجدر الإشارة إلى أن تصرفات حلف "الناتو"، التي ينسقها الأنغلوساكسون مع حلفائهم في بحر البلطيق وخليج فنلندا، تمثل محاولات لحصار روسيا، بغية شل عمل موانئنا في مقاطعتي لينينغراد وكالينينغراد.
وأشار، إلى أن "الغربيين يستخدمون أيضا أساليب إرهابية في محاولاتهم لإضعاف روسيا. ومن الأمثلة على ذلك الهجوم على سفينة روسية في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك الاستيلاء على سفينة "إيغل إس" في بحر البلطيق من قبل قراصنة.
واعتبر أن مثل هذه السياسة تؤثر سلبا على موثوقية وسلامة نقل البضائع والركاب وتدمر النظام العالمي للشحن التجاري البحري.
وأضاف: "التوترات الجيوسياسية المتنامية لها تأثير سلبي على الأنشطة البحرية. والولايات المتحدة وشركائها، من خلال زيادة وجودهم البحري في مناطق رئيسية من المحيط العالمي وفي المياه المجاورة لروسيا، يسعون إلى منع وصول بلادنا إلى موارد المحيط العالمي، وحرمان روسيا أو الحد من قدرتها على استخدام طرق النقل البحري".
كما نوه بأن "الأنغلوساكسون يعلنون صراحة أن الغرض من العقوبات هو زيادة التكاليف على الاقتصاد الروسي والتجارة الخارجية، وإجبار الشركات المحلية على الخروج من نظام النقل البحري الحالي، وخاصة نقل الطاقة".
وعقد باتروشيف اليوم الخميس، بإيعاز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعا في مدينة نيجني نوفغورود حول قضايا ضمان سلامة الشحن البحري والنهري.
وفي سياق أخر، أعلنت فرقة الصواريخ "يوشكار أولين" التابعة لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية عن وضع وحدات الإطلاق المستقلة لمجمع "يارس" الصاروخي المتحرك الأرضي على مسارات الدوريات القتالية، وتعد هذه الخطوة جزءًا من الاستعدادات العسكرية الروسية لتعزيز القدرة الدفاعية الاستراتيجية في مواجهة التهديدات المتزايدة.
وقال البيان الصادر عن القوات الروسية إن منصات صواريخ "يارس" الاستراتيجية ذاتية الحركة تقوم بتنفيذ مجموعة من المهام القتالية المهمة التي تشمل إجراء مسيرات ميدانية تصل إلى 100 كيلومتر، بالإضافة إلى ذلك، تقوم الوحدات بتغيير المواقع الميدانية بشكل متكرر، مما يعزز قدرة الوحدات على التمويه والتخفي أثناء التواجد في المناطق الحرجية.
وأوضح البيان أن هذه العمليات تهدف إلى تعزيز الجاهزية القتالية للوحدات التي تشمل تجنب اكتشاف المواقع من قبل العدو من خلال التمويه والتخفي، بالإضافة إلى مواجهة مجموعات تخريبية واستطلاعية افتراضية قد تهدد الأمن الدفاعي الروسي، ومن خلال هذه المهام المناورة، تعمل الوحدات العسكرية على زيادة السرية والتأكد من استعداد الأفراد والأسلحة لتنفيذ الواجبات بشكل فعال.
وأشار البيان إلى أن هذه الأنشطة تشمل أيضًا تجهيز الوحدات هندسيًا وحمايتها، بالإضافة إلى تزويدها بالإجراءات الأمنية اللازمة لمواجهة أي تحديات قد تنشأ خلال فترات الحراسة على مسارات الدوريات القتالية.
مجلس حقوق الإنسان الأممي يوضح وضع الولايات المتحدة وإسرائيل في المجلس
أوضح المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة، باسكال سيم، أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ستظلان دولتين مراقبتين في المجلس طالما استمرتا كدولتين عضوين في الأمم المتحدة.
وفي تصريحات لوكالة "نوفوستي"، أكد سيم أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل "ستبقيان مراقبين فعليين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، طالما هما دولتان عضوين في المنظمة الدولية"، وأضاف أن الدولتين ستحتفظان بلافتة تحمل اسميهما داخل الغرفة، وسيمكنهما الدخول إلى الجلسات في أي وقت يشاءان.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع في وقت سابق قرارًا بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكان هذا القرار قد تبعته إسرائيل، حيث أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن قرار بلاده بالانسحاب من المجلس، في خطوة اعتبرها كثيرون متزامنة مع القرار الأمريكي.
ويأتي هذا التوضيح من مجلس حقوق الإنسان وسط نقاشات مستمرة حول تأثير انسحاب الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل على عمل المجلس، خصوصًا في ظل القضايا الحقوقية الدولية التي يعالجها المجلس بشكل دوري.