في إصرار متميز، تخترق الروائية فكرية احمد مجدداً عالماً جديداً  فريداً ومثيراً، وهو دأبها مع كل عمل أدبي جديد تقدمة لقرائها، وفي هذه المرة قررت أن تختصر كل الكون في مساحة " متر إلا ربع" من خلال سطور روايتها التي صدرت قبل أيام تحمل هذا الاسم، والتي تأخذنا على أجنحة سردها إلى داخل عالم غريب، أصحابه قابعون في الزوايا والأماكنِ الصغيرةِ المتخمةِ بالأحزانِ، يخشَوْنَ الخروجَ إلى النورِ، إلى الحياةِ بملكاتِهم، لأن أحجامهم صغيرة تتوه كينونتها بين غابة من السيقان.

الرواية صادرة عن دار النخبة العربية للتوزيع والنشر والتي يرأس مجلس إدارتها الروائي أسامة إبراهيم، الغلاف من تصميم الفنانة فاطمة فايز أحمد، وهى من القطع المتوسط وجاءت في 203 صفحة، وتغلف فكرية احمد الرواية بلقطات مثيرة، منها مولد تلك الطفلة الغريبة التي صرختْ أمُّها فزعًا حيت طالعت وجهها  وأُصِيبَ والدُها بالانهيارِ، واعتبرتها جدتها مسخاً غريباً به مس من الجان، وحاولت قتلها بالسم، فمن هي؟، ولماذا استقبلوا مولدها بهذا الذعر والرفض؟

وما حكايةُ نادي «مِتر إِلَّا رُبع»؟ مَن هم أعضاءه، وما سرُّ هذا الدواءِ الخطيرِ الذي جرَّبَه الطبيبُ العائدُ مِن أمريكا على أعضاء النادي الغريب لعلاجهم؟ وكيفَ هربَ إلى الخارجِ بعد أن نفَّذَ جريمتَه بقتلَ العشراتِ منهم؟

ولماذا أُصِيبَ «أسعد» بالجنونِ؟ وقَتلَت «عزيزة» حبيبَها؟ وانتحرَ «حربي» في مشهدٍ سينمائيٍّ لم تلتقطه الكاميرات؟ وكيف أصبحَ هذا الطفل «كمال» محاميًا ووقف أمام المحكمة ليترافع عن طفلة مثله قتلت عملاقاً ؟ 

الرواية  تُعَدُّ الأولى من نوعِها، التي تعيش في كثافة التفاصيل داخل عالمِ عجيب يبدو للكثيرينَ مخيفاً.. غريبًا، وأحياناً مثيرًا للضحكِ و السخريةِ، لكنَّه في الواقعِ عالمٌ «مِتر إلَّا رُبع» مفعمٌ بالآلامِ، وبضياعِ الأحلامِ، لبشر مثل عصافيرُ بلا أجنحةٍ، بشر كزهورُ لَبْلَابٍ صغيرةٌ تزهرُ في أيِّ مكانٍ: بينَ الصخورِ، في تربةٍ رمليةٍ، أو طينيةٍ، أو على جوانبِ الطرقِ، وشقوقِ الجدرانِ القديمةِ والرطبةِ.. تتحمَّلُ الصقيعَ والصيفَ الخانقَ، لكنَّها تتمسَّكُ بالبقاءِ على سيقانِها القصيرةِ، وتتحدى قسوةَ الطبيعةِ رغمَ عَجزِها.. قِلَّةٌ منها يُسعدُها الحظُّ لتنموَ في المروجِ والحدائقِ، لكنها أبداً لا تغادر هذا العجز والألم!

وتقول الكاتبة لأبطال الرواية: لأن العالم كله يمكن أن يصبح بين يديك متاحاً في مساحة "متر إلا ربع" هي طولك، لا تُقْعِ في ركن مظلم في الحياة مثل أي نكرة منبوذة لا يعرفها أو يذكرها أحد، غدًا ستجد هذا العالم الكبير صغيرًا أمام طموحاتك وأحلامك، أنتم لستمْ صغارًا، بلْ هذا العالمُ صغيرٌ، لا يستوعبُ تميُّزَكم وأحلامَكم.. لعلَّ فرحتَكم الوحيدةَ أنْ أكشفَ مدى التعاسةِ التي تشعرونَ بِهَا.

وتعد " متر إلا ربع"  العمل الأدبي الرابع عشر للروائية فكرية احمد، فقد صدر لها: مملكة العبيد، قلوب في طواحين الهواء، بلا رجال أفضل، بائعة الورد، كورونا في سوق البغاء، سر الرجل و الكلب، لغز الحقيبة الزرقاء، سر الجاسوس الأخرس، لغز الطائرة المخطوفة، الملكة والأفاعي، تعاويذ عاشق الدم، محاكمة الحجر الأسود، جثة ستيفان محمد. 

الكاتبة فكرية أحمد

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية متر رواية

إقرأ أيضاً:

الثقافة تنظم ندوة فكرية باليوم العالمي للكتاب واليوم العالمي للملكية الفكرية

الثورة نت/..

نظمّ قطاع المصنفات والملكية الفكرية بوزارة الثقافة والسياحة اليوم على رواق بيت الثقافة بصنعاء، ندوة فكرية بعنوان “إضاءات على حقوق الملكية الفكرية الادبية والفنية”، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي صادف ألـ 23 أبريل واليوم العالمي للملكية الفكرية الـ 26 أبريل.

وفي افتتاح الندوة أكد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف واليوم العالمي للملكية الفكرية لتشجيع القراءة بين أوساط المجتمع ونشر ثقافة الحفاظ على كافة الحقوق وحماية الآثار والتراث الحضاري.

وأشار إلى أن هناك الكثير من الحقوق الفكرية التي تم سرقتها ونسبت إلى دول خليجية بدون وجه حق، وقال “إن الخليجيين أخذوا الكثير من الأغاني والتراث اليمني واكتفوا بكتابة تراث وكأنه من تراثهم هم وليس تراثًا يمنيًا”.

ودعا الوزير اليافعي، قطاع المصنفات والملكية الفكرية إلى حصر الانتهاكات والاعتداءات على حقوق الطبع والنشر وغيرها من المصنفات والرفع بها لوضع الحلول المناسبة ومعالجتها بطريقة صحيحة.

وأفاد بأن الحقوق في اليمن محفوظة نظرًا لوجود الكثير من اليمنيين المبدعين، مؤكدًا أن أكثر ما يعانيه اليمن والمبدعين اليمنيين، تتمثل في اعتداءات وسطو وسرقة للملكية الفكرية والتراث والتاريخ والمخطوطات من قبل الخارج.

وأضاف “لن يتم السكوت عن أي اعتداءات من الخارج على التراث والتاريخ اليمني وآثاره ومخطوطاته وملكياته الفكرية وسيتم متابعتها والمطالبة بها حتى استعادة حقوق بلدنا، فلدينا تاريخ عريق يجب الاهتمام به والحفاظ عليه وعدم تركه عرضة للاعتداء والسرقة.

كما أكد وزير الثقافة والسياحة، أن اليمن يمتلك موروثًا كبيرًا في الفكر والتراث والثقافة والأدب والشعر ما جعل المحيطين به والمجاورين له يشعرون بالغيرة ومحاولة السطو على تاريخه ونسبه إليهم في محاولة منهم لطمس التاريخ والتراث والثقافة اليمنية.

وقال “نمتلك ثقافة عظيمة تنتمي إلى تاريخ حمير وسبأ وارتبطنا بالتاريخ الإسلامي وكنا من الأوائل في نصرة الإسلام ولليمن تواجد فكري في اندونيسيا وشرق آسيا والقرن الإفريقي، ومن يحاول أن ينسب تاريخ اليمن لغيره سيعجز”.

ولفت الوزير اليافعي، إلى أنه لا يستطيع أحد بناء التاريخ في لحظات آنية بل التاريخ يأتي من آلاف السنين وأهل اليمن القدامى استطاعوا أن يسطروا التاريخ، كما يسطره أبناء اليمن اليوم في الحفاظ على الهوية الإيمانية اليمانية والوقوف في وجه المستكبرين والطغاة ومناصرة المستضعفين في فلسطين وإفشال مخططات أعداء الأمة التي تستهدف الدين والمقدسات.

ودعا المفكرين والأدباء إلى تشكيل لجنة لحصر الحقوق الفكرية اليمنية والموقوف والثقافة والفكر لمعرفة ما تم السطو عليه ونهبه بهدف تفعيل خطة استرجاع الحقوق الفكرية، مؤكدًا أن تفعيل حماية حقوق الملكية الفكرية أصبح ضرورة ملحة، فما تتعرض له الآثار والتراث الحضاري اليمني من نهب وتهجير وتغريب وتنسيب إلى غير نسبه الأصلي يستدعي العمل على كل ما من شأنه الحفاظ عليه بكل السبل والوسائل.

وقٌدمت في الندوة التي عقدت بدعم وتمويل صندوق التراث والتنمية الثقافية ثلاث أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى المقدمة من رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالرحمن مراد، الكتاب وأسباب تراجع صناعته في اليمن.

فيما تمحورت الورقة الثانية المقدمة من مدير بيت الموسيقى فؤاد الشرجبي حول العدوان على التراث الثقافي اليمني، واستعرض نائب مدير عام حق المؤلف والحقوق المجاورة شهاب البركاني الورقة الثالثة بعنوان “حق المؤلف والحقوق المجاورة المجال الأوفر اللامتناهي للملكية الفكرية”.

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات، أكدت أهمية صياغة سياسة الملكية الفكرية بصورة سليمة تبين كيف يمكن استخدام نظام الملكية الفكرية لتشجيع أهداف التنمية المستمدة من تحليل بنية البلاد الثقافية والتقليدية والصناعية وأنماط الإنتاج الزراعي والعناية بالصحة ومتطلبات التعليم.

وأشارت إلى أهمية التنسيق بين القطاع المختص بوزارة الثقافة والسياحة والجهات ذات العلاقة لضبط عملية النشر للمحتوى الثقافي عبر المنصات والتطبيقات الإلكترونية ومنصات شركات الاتصالات الوطنية لضمان عدم النشر إلا بعد الحصول على تراخيص رسمية من قبل الوزارة بغرض الحفاظ على الحقوق الفكرية والهوية الإيمانية والوطنية.

وشددت توصيات الندوة على إنشاء وتأسيس المؤسسات المكملة اللازمة لإدارة وتطبيق وتنظيم الملكية الفكرية بكفاءة ضمن منظومة الإبداع الوطنية لضمان حماية حقوقهم ومنع الانتهاكات والقرصنة وكذا تضمين المنهج المدرسي والجامعي بتشريعات الملكية الفكرية.

ولفتت إلى أهمية نشر ثقافة الملكية الفكرية في أوساط المجتمع عبر البرامج والمنشورات التوعوية الإذاعية والتلفزيونية والصحفية، مؤكدة أهمية تشجيع صناعة الكتاب وإعادة مجده السابق من خلال رسم سياسات تشجع على صناعته وإقامة فعاليات وأنشطة مرتبطة به.

كما أكدت التوصيات ضرورة ربط الناشئة بالكتاب عن طريق تشجيع طلاب المدارس باقتناء الكتب والاستفادة من تجارب الأمم المتقدمة في هذا الجانب وتنشيط معارض الكتاب المحلية نظرا لظروف العدوان التي يمر بها الوطن تشجيعًا واستمرارًا لصناعة الكتاب والترويج له.

وشددت على ضرورة التصدي لموجات السطو على التراث الثقافي اليمني من الخارج، سيما في جانب التراث الغنائي والفلكلور الشعبي وإلزام المنابر الإعلامية اليمنية بتحمل مسؤولياتها في مواجهة تلك الحملات والالتزام بالإشارة إلى أصحاب الحقوق عند بث المحتويات الفنية.

حضر الندوة المدير التنفيذي لصندوق التراث والتنمية الثقافية الدكتور عصام السنيني وعدد من وكلاء وقيادات الوزارة والكتاب والمبدعين اليمنيين.

مقالات مشابهة

  • أين بتول؟ صرخة زوج تختصر مأساة اليمن وتوحد المشاعر الإنسانية
  • السعودية تطلق “أرض التجارب لمستقبل النقل” بمساحة 1.56 كم² في ثول
  • مركز المستقبل.. منارة فكرية رائدة تصنع المعرفة وتستشرف آفاق المستقبل
  • فرضية المحاكاة.. الجاذبية علامة على أن الكون هو حاسوب كبير
  • أدب الأسرى بمؤتمر لرابطة الكتاب الأردنيين.. الرواية تقود المشهد وقصائد مسكونة بالهوية والحرية
  • فاجعة ابن احمد: الأمن يوقف شخصا ادعى أن "السفاح" قتل أيضا طفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة
  • علي جمعة: كل ما في الكون يسبح لله
  • تطوارت جديدة في جريمة بن احمد
  • بن شرقي دكة ليه.. حالة دهشة من أحمد موسى بعد خروج الأهلي من أبطال أفريقيا
  • الثقافة تنظم ندوة فكرية باليوم العالمي للكتاب واليوم العالمي للملكية الفكرية