الناتو يبحث معضلة التصدي للمسيّرات
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
لم تلبث طائرة صغيرة أن حلّقت فوق حفرة، حتى أعقب ذلك انفجار ناتج عن إلقائها قذيفة على خندق أوكراني. تمّ عرض مقطع فيديو وثق هذا الهجوم على شاشة عملاقة أمام جنود ومسؤولين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركات دفاع اجتمعوا هذا الأسبوع في قاعدة فريديبيل العسكرية في هولندا.
من جهته، يقول القائد السابق للقوات الجوية الهولندية وليام كويدام، الخبير لدى الناتو في الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، إنّ هذه الطائرات المسيّرة "صغيرة وسريعة وإيجاد وسيلة (للتصدي لها) مسألة معقدة".
ولكن مثل هذا الحل المعقد ليس مستحيلا، فقد توجهت 57 شركة على الأقل إلى فريديبيل لعرض منتجات من المفترض أن تكون قادرة على مواجهة جميع التهديدات تقريبا، بدءا من الطائرات المسيرة المتوفرة في الأسواق، وصولا إلى "شاهد 136" الإيرانية الصنع التي راجت أخبار بأن الجيش الروسي يستخدمها في أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، يقول لودفيغ فروهوف، رئيس شركة "دي دي تي إس" الألمانية المتخصّصة في الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، إن "أفضل طريقة لقتل شاهد، هي طائرة مسيرة نفاثة بالحجم ذاته".
ويؤكد أنّ طائرته يمكنها أن تحلّق بسرعة تزيد على 500 كيلومتر في الساعة، بينما بالكاد يمكن أن تتجاوز سرعة طائرة "شاهد" 180 كيلومترا في الساعة. كما يشير إلى أنّ تكلفتها أقل بكثير من تكلفة الصاروخ الذي تستخدمه وسائل الدفاع الكلاسيكية المضادة للطائرات.
ولكن التهديد يأتي أيضا من مسيرات أصغر بكثير، ويمكنها أن تقتل، كما يمكنها أن تتسبّب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الأساسية، مثل محطات الطاقة الحرارية أو محطات الضخ، حسبما يوضح مات روبر أحد مديري وكالة الاتصالات والمعلومات التابعة للناتو، التي تجمع خبراء في التكنولوجيا والأمن السيبراني في التحالف.
الاستيلاء أو تحويل المساروليس بالضرورة أن تكون أفضل طريقة لتحييد طائرة مسيرة هو تدميرها. ففي بعض الحالات، من الأفضل الاستيلاء عليها أو تحويل مسارها، إذا كان تحييدها سيعرض القوات أو البنية التحتية للخطر.
ومن هذا المنطلق، قامت شركة ألمانية هي "أرغوس إنترسبشن"، بالتعاون مع آخرين، بتطوير نظام "للصيد الشبكي" لطائرة بدون طيار معادية. ولكن ذلك يمكن أن يحصل بعد رصدها إما باستخدام الرادارات أو الكاميرات أو محطات مراقبة تردد الاتصالات المستخدمة لتوجيه المسيّرات.
وفي هذا السياق، فإنه بمجرد تحديد موقع الطائرة الدخيلة، تُقلع طائرة اعتراضية بدون طيار. ويتم توجيهها تلقائيا من المحطة الأرضية، لتقترب من مسيرة العدو قبل إطلاق شبكة لاصطيادها. وبمجرد الاستيلاء عليها، يمكن نقلها إلى مكان آمن. ويقول رئيس شركة "أرغوس إنترسبشن" كريستيان سكونينغ "إنها فعّالة بشكل خاص لحماية المطارات".
ولكن بالنسبة للكابتن إيونوت فلاد كوزموتا، من القوات الجوية الرومانية، فإن هذا ليس بالضرورة هو الحل للرد على تهديد الطائرات المسيرة الروسية.
التشويش وتعطيل الاتصالاتوفي السياق ذاته، فإن "التشويش قد يكون حلا"، لأن هذا يؤدي إلى تعطيل الاتصالات مع مشغّلها، ثم تعود إلى قاعدتها تلقائيا، بسبب عدم وجود معلومات واضحة عن وجهتها.
والأفضل من ذلك أن هناك تقنية أخرى تسمح بالتحكم فيها وتوجيهها إلى حيث تريد.
وما زال من الضروري أن تتمكن جميع هذه الأنظمة من التواصل مع بعضها بعضا. وقد سعى الناتو هذا الأسبوع إلى إيجاد معيار مشترك لذلك، الأمر الذي كان قد تم التوصل إليه من خلال نظام "سابيينت"، الذي تم تطويره في بريطانيا.
من ناحيته، قال الجنرال الهولندي هانز فولمر، أحد كبار مسؤولي وكالة الاتصالات والمعلومات التابعة للناتو، للصحافة إن هذا الأمر سيعود "بفوائد كبيرة" للحلف.
ولم يكن هناك أيّ جنود أوكرانيين حاضرين هذا الأسبوع خلال هذه التدريبات الدفاعية ضد المسيّرات، لكن الناتو يجري "حوارا" مستمرا مع أوكرانيا بشأن هذه المواضيع، حسبما يؤكد المستشار العلمي للحلف كلاوديو بالستيني.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: تعليم بين القبور بغزة والحوثيون أعادوا للواجهة معضلة إسرائيل
تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، على رأسها الواقع المأساوي في قطاع غزة، وخاصة معاناة تدريس الأطفال، والتحدي الذي تشكله جماعة أنصار الله (الحوثيين) لإسرائيل، بالإضافة إلى الوضع في سوريا.
وركز تقرير في صحيفة "التايمز" على واقع التعليم في غزة، وسجل أن المعلمين يجدون صعوبة بالغة في تخصيص مكان لتقديم بعض الدروس ومنح الأطفال شعورا بسيطا بحياة طبيعية، وفي ظل تدمير البنية التحتية بسبب الحرب يعيش أطفال غزة عاما آخر دون مدارس.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض المتطوعين يقومون بالتدريس داخل خيام عندما تسمح الظروف، ونصبت واحدة داخل مقبرة، مما يعني أن أطفالا في سن السادسة يتعلمون بين القبور، كما تقول "التايمز".
ورأى مقال في صحيفة "هآرتس" أن الواقع في غزة يتناقض مع تصريحات مسؤولي الدفاع في إسرائيل، والتي تنفي هدما ممنهجا للمنازل، ورجح المقال أن العديد من الضباط يتعمدون توسيع نطاق الدمار لتأخير أو منع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم.
ويلفت المقال إلى أن الوضع في غزة "دخل حالة من الركود، وبات يفرض ضريبة باهظة على الجيش مع تزايد الخسائر وتآكل القدرة على الصمود".
وسلط تقرير في صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على ما سماه عرقلة الإدارة الأميركية لتقرير "شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة" بشأن غزة، ولفت إلى أن الخطوة دفعت جماعات الإغاثة وحقوق الإنسان إلى اتهام واشنطن بالتدخل سياسيا لحماية حليفتها إسرائيل.
إعلان جبهة اليمنوفي موضوع اليمن، نقلت صحيفة " واشنطن بوست" عن خبراء قولهم إنه "بينما تستعد إسرائيل لفتح جبهة قتال جديدة في اليمن، أثبت الحوثيون أنهم قادرون على خرق أنظمة الدفاع التي ظلت إسرائيل تتباهى بها"، وأشارت إلى أن الجماعة "أعادت للواجهة المعضلة العسكرية الدائمة في إسرائيل، وتتلخص في كيفية هزيمة عدو مسلح على نطاق واسع وبعتاد غير مكلف".
وفي موضوع آخر، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل أجرت خلال السنوات الأخيرة اتصالات مع نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد عبر تطبيق واتساب، وتحدثت الصحيفة عن مباحثات "تهدف إلى إبرام صفقة سرية مع إسرائيل يقوم بموجبها الأسد بوقف نقل الأسلحة إلى لبنان مقابل رفع العقوبات الدولية".
وقالت الصحيفة إنه كان من المفترض أن يلتقي الأسد رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) السابق يوسي كوهين في الكرملين مع نهاية العام 2019، لكن الرئيس السوري المخلوع تراجع.
ومن جهة أخرى، ذكر تقرير بـ"وول ستريت جورنال" أن العديد من سكان القرى السورية التي وصلت إليها القوات الإسرائيلية يرغبون في تسليم أسلحتهم للقوات التابعة للإدارة السورية الجديدة دون غيرها، وتحدث التقرير عن شعور متزايد بالغضب لدى أهالي المناطق الحدودية من محاولات القوات الإسرائيلية الضغط عليهم، مشيرا إلى "معارضة شديدة للتوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية انعكست في شكل احتجاجات عبروا خلالها عن مخاوفهم من احتلال دائم".