الجزيرة:
2025-01-31@20:44:39 GMT

الناتو يبحث معضلة التصدي للمسيّرات

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

الناتو يبحث معضلة التصدي للمسيّرات

لم تلبث طائرة صغيرة أن حلّقت فوق حفرة، حتى أعقب ذلك انفجار ناتج عن إلقائها قذيفة على خندق أوكراني. تمّ عرض مقطع فيديو وثق هذا الهجوم على شاشة عملاقة أمام جنود ومسؤولين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركات دفاع اجتمعوا هذا الأسبوع في قاعدة فريديبيل العسكرية في هولندا.

من جهته، يقول القائد السابق للقوات الجوية الهولندية وليام كويدام، الخبير لدى الناتو في الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، إنّ هذه الطائرات المسيّرة "صغيرة وسريعة وإيجاد وسيلة (للتصدي لها) مسألة معقدة".

ولكن مثل هذا الحل المعقد ليس مستحيلا، فقد توجهت 57 شركة على الأقل إلى فريديبيل لعرض منتجات من المفترض أن تكون قادرة على مواجهة جميع التهديدات تقريبا، بدءا من الطائرات المسيرة المتوفرة في الأسواق، وصولا إلى "شاهد 136" الإيرانية الصنع التي راجت أخبار بأن الجيش الروسي يستخدمها في أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، يقول لودفيغ فروهوف، رئيس شركة "دي دي تي إس" الألمانية المتخصّصة في الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، إن "أفضل طريقة لقتل شاهد، هي طائرة مسيرة نفاثة بالحجم ذاته".

ويؤكد أنّ طائرته يمكنها أن تحلّق بسرعة تزيد على 500 كيلومتر في الساعة، بينما بالكاد يمكن أن تتجاوز سرعة طائرة "شاهد" 180 كيلومترا في الساعة. كما يشير إلى أنّ تكلفتها أقل بكثير من تكلفة الصاروخ الذي تستخدمه وسائل الدفاع الكلاسيكية المضادة للطائرات.

ولكن التهديد يأتي أيضا من مسيرات أصغر بكثير، ويمكنها أن تقتل، كما يمكنها أن تتسبّب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الأساسية، مثل محطات الطاقة الحرارية أو محطات الضخ، حسبما يوضح مات روبر أحد مديري وكالة الاتصالات والمعلومات التابعة للناتو، التي تجمع خبراء في التكنولوجيا والأمن السيبراني في التحالف.

الاستيلاء أو تحويل المسار

وليس بالضرورة أن تكون أفضل طريقة لتحييد طائرة مسيرة هو تدميرها. ففي بعض الحالات، من الأفضل الاستيلاء عليها أو تحويل مسارها، إذا كان تحييدها سيعرض القوات أو البنية التحتية للخطر.

ومن هذا المنطلق، قامت شركة ألمانية هي "أرغوس إنترسبشن"، بالتعاون مع آخرين، بتطوير نظام "للصيد الشبكي" لطائرة بدون طيار معادية. ولكن ذلك يمكن أن يحصل بعد رصدها إما باستخدام الرادارات أو الكاميرات أو محطات مراقبة تردد الاتصالات المستخدمة لتوجيه المسيّرات.

وفي هذا السياق، فإنه بمجرد تحديد موقع الطائرة الدخيلة، تُقلع طائرة اعتراضية بدون طيار. ويتم توجيهها تلقائيا من المحطة الأرضية، لتقترب من مسيرة العدو قبل إطلاق شبكة لاصطيادها. وبمجرد الاستيلاء عليها، يمكن نقلها إلى مكان آمن. ويقول رئيس شركة "أرغوس إنترسبشن" كريستيان سكونينغ "إنها فعّالة بشكل خاص لحماية المطارات".

ولكن بالنسبة للكابتن إيونوت فلاد كوزموتا، من القوات الجوية الرومانية، فإن هذا ليس بالضرورة هو الحل للرد على تهديد الطائرات المسيرة الروسية.

التشويش وتعطيل الاتصالات

وفي السياق ذاته، فإن "التشويش قد يكون حلا"، لأن هذا يؤدي إلى تعطيل الاتصالات مع مشغّلها، ثم تعود إلى قاعدتها تلقائيا، بسبب عدم وجود معلومات واضحة عن وجهتها.

والأفضل من ذلك أن هناك تقنية أخرى تسمح بالتحكم فيها وتوجيهها إلى حيث تريد.

وما زال من الضروري أن تتمكن جميع هذه الأنظمة من التواصل مع بعضها بعضا. وقد سعى الناتو هذا الأسبوع إلى إيجاد معيار مشترك لذلك، الأمر الذي كان قد تم التوصل إليه من خلال نظام "سابيينت"، الذي تم تطويره في بريطانيا.

من ناحيته، قال الجنرال الهولندي هانز فولمر، أحد كبار مسؤولي وكالة الاتصالات والمعلومات التابعة للناتو، للصحافة إن هذا الأمر سيعود "بفوائد كبيرة" للحلف.

ولم يكن هناك أيّ جنود أوكرانيين حاضرين هذا الأسبوع خلال هذه التدريبات الدفاعية ضد المسيّرات، لكن الناتو يجري "حوارا" مستمرا مع أوكرانيا بشأن هذه المواضيع، حسبما يؤكد المستشار العلمي للحلف كلاوديو بالستيني.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون معضلة اللغة

شمال سوريا ـ يعتزم اللاجئ السوري المقيم جنوبي تركيا حسان الحلبي تسجيل ابنه البالغ من العمر 11 عاما في دورة لتعليم اللغة العربية لدى أحد المدرسين في مدينة غازي عنتاب، بهدف تحضيره لاستكمال تعليمه في سوريا، بعد أن قررت الأسرة العودة إلى ديارها عقب انتهاء العام الدراسي.

ويقول الحلبي إن ابنه بالكاد يستطيع معرفة أحرف اللغة العربية، مع عدم القدرة على القراءة والكتابة بها، كونه بدأ دراسته في تركيا ضمن المدارس الحكومية هناك، وبات يتقن اللغة التركية بعد وصوله إلى الصف الخامس.

ويؤكد الحلبي -في حديث للجزيرة نت- أن مشكلة متابعة ابنه تحصيله الدراسي في وطنه الأم سوريا تشكل له تحديًا كبيرًا، ولديه مخاوف من أن يفشل ابنه في التعليم بالمدارس السورية، وهو المتفوق في صفه والمحبوب من مدرسيه ورفاقه الأتراك.

ويشير الحلبي إلى ضرورة أن يتقن الطلاب العائدون العربية من خلال دورات مكثفة قد يقومون بها في بلد اللجوء أو سوريا لدى عودتهم، داعيًا وزارة التربية في حكومة تصريف الأعمال السورية للنظر إلى الأمر على محمل الجد ومحاولة تقديم المساعدة للطلاب العائدين.

اندماج أطفال اللاجئين السوريين في المدارس التركية أفقدهم لغتهم العربية (الجزيرة) معضلة كبيرة

ويواجه اللاجئون السوريون العائدون من تركيا وآخرون يعتزمون العودة معضلة كبيرة تتجلى في فقدان أولادهم اللغة العربية الأم، نتيجة دراستهم خلال سنوات باللغة التركية بالمدارس الحكومية في تركيا.

إعلان

ووفق إحصائيات رسمية لوزارة التعليم التركية، فإن هناك حوالي مليون و30 ألف طالب سوري في سن الدراسة منتظمون في المدارس التركية، مع توقعات بعودة العديد من الأسر السورية إلى ديارها مع انتهاء العام الدراسي وحلول فصل الصيف.

ويعزو أغلب السوريين عدم تعلم أبنائهم للغة العربية إلى فقدانهم الأمل بالعودة إلى سوريا بعد مرور أكثر من عقد على وجودهم في بلدان اللجوء، بالتزامن مع رغبتهم بأن يندمج أطفالهم في المجتمعات المضيفة.

غالية رحال لاجئة سورية تقيم جنوب تركيا تشير إلى أن ابنها يستطيع قراءة اللغة العربية بصعوبة شديدة، رغم أنها دأبت على إرساله إلى دورات تحفيظ القرآن الكريم في الجامع القريب من منزلهم خلال فصول الصيف السابقة.

وتعرب رحال للجزيرة نت عن مخاوفها بشأن مستقبل ابنها الدراسي، بعد عودتهم إلى مدينتهم في ريف إدلب، لافتة إلى أنها ستقوم بتحضيره عبر دورات باللغة العربية، كي يستطيع الدخول إلى المدارس السورية.

وتشير اللاجئة السورية إلى إمكانية أن يستكمل الطلاب العائدون من تركيا تعليمهم باللغة التركية عبر مدارس خاصة معترف بها من قبل وزارة التعليم السورية، كحل مقترح لهذه المشكلة التي سوف تواجه مئات الآلاف من الأسر العائدة في المستقبل.

لاجئون سوريون متخوفون من صعوبة استكمال أطفالهم التعليم لدى عودتهم إلى ديارهم (الفرنسية) صعوبة الاندماج

أما اللاجئ السوري محمود ديبة العائد إلى مدينة حلب حديثًا فقد اشتكى من أن ابنته التي كانت تدرس في الصف الخامس بتركيا غير قادرة على الاندماج في صفها، مشيرًا إلى أنه يعتزم إلحاقها بدورة كي تتعلم العربية.

ويقول للجزيرة نت إن التحول في موضوع اللغة والتعليم شكّل صدمة لابنته وهي غير قادرة على استيعاب ما يحدث لها خصوصًا لدى الكتابة والقراءة، مرجحًا أن يقوم بإيقاف تعليمها الحكومي ريثما تتمكن من العربية بشكل مقبول يجعلها تستطيع الاستمرار.

إعلان

ويعرب ديبة عن ندمه لعدم تدريسه ابنته للعربية خلال السنوات العشر التي أقام بها في تركيا، لاعتقاده بأن العودة كانت شبه مستحيلة وليست في الحسبان مع وجود النظام السابق.

صفوف خاصة للعائدين

ويتحمل المسؤولية والحجم الأكبر لهذه المشكلة الأهل، وفق مدرس اللغة العربية عبد الرحيم محمد، موضحًا أن هناك بعض الأسر اللاجئة في تركيا رسخت لدى أطفالها الانتماء للوطن من خلال تعليم العربية ودفعهم إلى الاطلاع على تاريخ الوطن الأم سوريا وثقافته.

ويقول محمد- في حديث للجزيرة نت- إن مشكلة اللغة تحتاج إلى حلول حكومية ومن غير الممكن حلها من قبل الأهالي عبر جهود فردية، داعيا إلى إدماج الأطفال العائدين في تركيا في صفوف دراسية خاصة لا يجدون فيها تفاوتا ويكون الجميع في مستوى واحد.

ورأى محمد أن وضع الطلاب في هذه الصفوف هي خطوة أولى يمكن أن تستمر عاما أو أكثر، قبل نقلهم إلى الصفوف الدراسية مع الطلاب السوريين المتقنين للغة العربية منذ نعومة أظفارهم.

وعن فكرة استمرارية تعليم الأطفال السوريين القادمين من تركيا باللغة التركية، رأى محمد أنها فكرة "مصيبة" إذا كان الطلاب سوف يستكملون تعليمهم في الجامعات التركية، مؤكدًا أن أغلب العائدين يرغبون بتعلم أبنائهم العربية ومتابعة تحصيلهم العلمي العالي في سوريا.

مقالات مشابهة

  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط عدداً من الطائرات المسيرة
  • محافظ قنا يبحث مع رئيس شركة أسمنت قنا سبل تعزيز التعاون المجتمعي
  • محافظ أسيوط يبحث مع وفد «تنظيم الاتصالات» تعزيز الوعي بالأمن السيبراني
  • أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون معضلة اللغة
  • «أرب هيلث» .. وزير الصحة يبحث مع شركة «فيليبس» تعزيز التعاون المشترك
  • وزير الصحة يبحث مع ممثلي شركة «Elekta» التعاون للتوسع في مراكز العلاج الإشعاعي
  • وزير التموين يبحث التعاون مع شركة طلبات مارت في إطار الشراكة مع القطاع الخاص
  • وزير التموين يبحث سبل التعاون مع شركة "طلبات مارت"
  • رئيس جهاز العاشر من رمضان يبحث فرص التعاون مع شركة "لارك" التركية
  • ركام الحرب معضلة تربك لبنان