تابعت وتابع معى زملاء المهنة الأسبوع الماضى تصريحات السيد رئيس الجمهورية أثناء مؤتمر جماهيرى فى بنى سويف والتى زف فيها أخبارا سعيدة للمواطنين من علاوات وزيادات فى الرواتب وإعفاءات ضريبية وغيرها من القرارات التى تخفف الأعباء عن المواطنين.
وحقيقة ما أسعدنى وأسعد ما يقرب من ١٤ ألف صحفى أعضاء نقابة الصحفيين، ليس الزيادة التى أقرها الرئيس فى بدل التكنولوجيا والتدريب الخاص بالصحفيين ضمن قراراته، ولكن السعادة البالغة والشعور بالفخر والامتنان كان سببها أنها تلك المرة الأولى التى يذكر فيها بدل التدريب والتكنولوجيا على لسان رئيس جمهورية فى تاريخ مصر تقريبا فى مؤتمر جماهيرى عام.
وهذه دلالة مهمة على مدى تقدير الرئيس للصحافة والصحفيين ودورهم فى التنمية فى الجمهورية الجديدة.
وأيا كانت قيمة الزيادة التى ستطرأ على البدل، فمن وجهة نظرى أن القيمة الأكبر قد حدثت بالفعل وهى لا تقدر بثمن أو رقم، ويكفى أن كل شعب مصر استمع للرئيس وهو يتحدث عن الصحفيين ولم يخص غيرهم من أى الفئات فى حديثه.
وكان الرئيس دقيقا وواضحا عندما حدد وقال الصحفيين أعضاء النقابة دون أى تمييز بين صحفى وآخر حسب الصحيفة التى يعمل بها وينتمى لها، ليقطع باب الاجتهاد على هؤلاء الذين يفسرون القرارات على هواهم وأمزجتهم.
حيث دأب بعض المسئولين فى أزمنة سابقة على منح البدلات لصحفيين ومنعها من آخرين رغم عضويتهم بنقابة الصحفيين وهو تمييز غير دستورى بين أصحاب المراكز القانونية المماثلة.
وربما لا يعرف البعض أن هذه البدلات تعد مصدر الدخل الوحيد لعدد كبير من الزملاء الصحفيين الذين توقفت صحفهم أو تم فصلهم تعسفيا.
وبالتالى تأتى أهمية قرار الرئيس فى تخفيف المعاناة عن فئة مهمة تؤدى رسالة مهمة، ويعكس القرار تفاعل الرئيس مع الواقع الذى يعيشه المواطنون ومن بينهم الصحفيون فى ظل ارتفاع الأسعار ووصول معدلات التضخم لمستويات عالية جدا بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية.
الخلاصة أننا كصحفيين حصلنا على العديد من الزيادات فى هذه البدلات من قبل، لكن زيادة هذه المرة لها طعم خاص جدا.. زيادة تدعو للفخر والعزة.. زيادة شهد عليها شعب مصر بأكمله. فشكرا فخامة الرئيس وتحيا مصر.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الجمهورية نقابة الصحفيين
إقرأ أيضاً:
الصعيد.. و"ناسه"
لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.
أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.
منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.
على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.
تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.
نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.