«إزاي تجهز نفسك لسوق العمل؟»: مبادرة لمساعدة الخريجين في الحصول على وظيفة

بعدما ترك الشاب الثلاثينى «محمد إبراهيم» وظيفته فى السعودية وقرر الاستقرار فى مصر، واجه صعوبات كثيرة للحصول على وظيفة ملائمة له، حتى قرر اقتحام مجال الموارد البشرية وأصبح موظفاً حراً فى هذا المجال، الذى استطاع من خلاله مساعدة الشباب على الحصول على فرص عمل مناسبة لهم، من خلال إطلاق مبادرة على «السوشيال ميديا»، تحت اسم «إزاى تجهز نفسك لسوق العمل؟»، لتعريفهم بملتقيات التوظيف التى تعقدها الدولة بشكل منتظم فى مختلف المحافظات، فضلاً عن تعريفهم بطرق إعداد أنفسهم لسوق العمل وإعداد سيرة ذاتية مميزة.

«اشتغلت فى السعودية بعد التخرج فى كلية الآداب جامعة عين شمس.. ولما قررت أرجع لقيت صعوبة فى الحصول على وظيفة، وده اللى شجعنى أدخل مجال الموارد البشرية»، وفقاً لحديث «إبراهيم» مع «الوطن»، إذ قرر صقل شخصيته بمهارات الموارد البشرية من خلال حصوله على دورات تدريبية معتمدة فى هذا المجال، حتى تمكن بعد وقت قصير أن يبدأ عمله الحر فى هذا المجال، ويطلق مبادرته لمساعدة الشباب على دخول سوق العمل بكل ثقة واستعداد، حسب تعبيره، مؤكداً أهمية أن يتحلى الشباب بالصبر وبذل المزيد من الجهد وعدم الاستسلام حتى الحصول على الفرصة المناسبة.

بمجرد الإعلان عن ملتقيات التوظيف فى الصحف والصفحات الرسمية للوزارات والشركات المعنية بذلك، يتواصل «محمد» مع آلاف المتابعين لديه على وسائل التواصل الاجتماعى من خلال المنشورات والفيديوهات؛ لتعريفهم بالوظائف المطلوبة والمهارات والخبرات الملائمة لها، فضلاً عن تعريفهم بكيفية إعداد سيرة ذاتية مميزة، مبيناً أن أكثر الوظائف المطلوبة فى تلك الملتقيات هى وظائف المبيعات وخدمة العملاء والمبرمجين والمحاسبين والمهندسين: «ملتقيات التوظيف مهمة جداً لمحاربة البطالة والقضاء على شركات التوظيف المحتالة اللى بتستغل حاجة الشباب للشغل وتاخد منهم فلوس»، كما اعتبر ملتقيات التوظيف فرصة مهمة للشباب للتواصل مع خبراء التنمية البشرية الذين يمدونهم بالعديد من النصائح، وفرصة مهمة كذلك لتقديم طلب وظيفة لأكثر من شركة فى يوم واحد.

«محمد»: الحصول على «وظيفة الأحلام» ممكن بشرط الاستعداد الجيد لها

الحصول على وظيفة الأحلام أمر قابل للتحقيق، حسب ما أكده «محمد»، إذ يتطلب هذا إعداد الشاب لنفسه إعداداً جيداً منذ التحاقه بالجامعة حتى بعد التخرج، حتى يصبح مؤهلاً لسوق العمل وقادراً على مواكبة التحديث والتغيير الذى يحدث كل يوم، وتعتبر المهارات الشخصية من أهم المهارات التى ينبغى اكتسابها حتى يستطيع الخريج العمل وسط جماعة، ويكون قادراً على حل مشكلات العمل، ومن المهم كذلك امتلاك مهارات الإقناع والتفاوض، بالإضافة إلى أهمية تنمية مهارات اللغات الأجنبية المطلوبة بكثرة فى سوق العمل، كاللغة الإنجليزية والألمانية، بجانب إتقان مهارات الكمبيوتر، والمهارات التقنية المرتبطة بكل مجال على حدة، وفى إطار هذا، أشار «إبراهيم» إلى أن اكتساب المهارات سواء الشخصية أو الوظيفية أصبح أمراً سهلاً، فلم يعد يستلزم هذا ذهاب الشخص بنفسه إلى الأماكن التى تقدم الدورات التدريبية، بل أصبحت خدمة متوفرة على مختلف المنصات الإلكترونية، سواء مجانية أو بمبالغ رمزية، وبالإضافة إلى ذلك، توافر عدد هائل من المدربين فى مختلف التخصصات، حتى يمكن للطالب أو الخريج أن يختار الأنسب له: «كل حاجة بقت سهلة للى حابب يتعلم ويكون مميز.. المهم يكون الشخص طموح وحاسب خطواته كويس علشان يحقق النجاح ويوصل للى بيتمناه».

ويحرص «محمد» كذلك، من خلال مبادرته، على أن يساعد بعض الفئات التى تجد صعوبة فى الحصول على العمل المناسب: «بحاول أوفر شغل لذوى الهمم، وللناس اللى قررت تعمل شيفت كارير، وهى كبيرة علشان تبدأ فى مجال جديد»، مؤكداً أن دعوة أو شكر شخص وجد وظيفة مناسبة بسببه هى أكثر ما يسعده ويحثه على الاستمرار: «عمرى ما هنسى لما شخص كلمنى وقال لى: أنا بيتى مفتوح بسببك».

 

المصدر: الوطن