إسرائيل تخشي حرب متعددة الجبهات.. توترات على الحدود مع حزب الله
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
تشكل المنطقة الحدودية التي تفصل إسرائيل عن لبنان مصدراً للتوتر وتفاقم الوضع الهش الذي تعيشه المنطقة في الأشهر الأخيرة، وذلك وفقا لتقرير نشرته سكاي نيوز البريطانية.
تخضع المنطقة المحيطة بالحدود في جنوب لبنان لسيطرة حزب الله، وكانت آخر مرة خاضت فيها إسرائيل ولبنان صراعا عام 2006، ولكن مع عدم التوقيع على هدنة فإنهما يظلان رسميا في حالة حرب.
ووفقا لتحليل نشرته سكاي نيوز، يتحدث الجانبان عن "الردع المتبادل"، وهو الأمر الذي يبشر بإن الحرب الجديدة ستكون دموية للغاية بالنسبة للجانبين.
وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث الدولي باسم قوات الدفاع الإسرائيلية: "إن حزب الله يقومون بتحصين أنفسهم وبناء قواتهم منذ عام 2006 بقذائف متطورة يمكن أن تصل إلى تل أبيب".
وأضاف "الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة متمركزة وسط سكانها في جنوب لبنان. إنه حشد كبير للقوة وهو ما يثير القلق."
لذا، في الوقت الحالي، يراقب الجانبان بعضهما البعض عن كثب عبر هذه الحدود، ويراقبان كل خطوة يقوم بها الجانب الآخر.
تقوم إسرائيل بطلعات جوية منتظمة عبر المجال الجوي اللبناني دون إذن، لقصف أهداف إيرانية عبر الحدود في سوريا، ويطالب الطرفان بقرية الغجر في الشمال رغم أن إسرائيل تسيطر عليها حاليا.
من المحتمل أن حزب الله وزعيمه حسن نصر الله يستغلان الانقسامات حول الإصلاحات القضائية داخل إسرائيل ويرون في ذلك فرصة لاختبار عدوهم.
لكن لبنان لديه مشاكله الداخلية الخاصة - فالاقتصاد يمر بواحدة من أسوأ فترات التضخم المفرط في التاريخ العالمي، وقد فشلت المحاولات المتكررة لتعيين رئيس جديد، ونقص إمدادات الوقود، وهناك انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، والعديد من الطبقة المتوسطة تهرب من أجل ظروف أفضل في الخارج.
ومن وجهة نظر إسرائيل فإن الحرب مع حزب الله من غير المرجح أن تقتصر على لبنان. ومن المحتمل أن تتدخل حماس من غزة وتستخدم فصائلها في الضفة الغربية أيضاً. إن الصراع المتعدد الجبهات سيكون خطيرا للغاية ويصعب احتواؤه.
وسط الحديث المتزايد عن صراع آخر، هناك بعض علامات الأمل الإيجابية الصغيرة. وفي العام الماضي، توسطت الولايات المتحدة في اتفاق بين إسرائيل ولبنان، يقضي بإنشاء حدود بحرية في البحر الأبيض المتوسط.
وهذا بدوره سمح لكلا البلدين بالبدء في استكشاف حقل غاز يمتد على تلك الحدود. ويجتمع القادة الإسرائيليون مع نظرائهم اللبنانيين كل أربعة أسابيع أو نحو ذلك، بمساعدة الأمم المتحدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان إسرائيل حزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
تفاقم الأزمات في لبنان بعد اتساع الهجمات بين حزب الله وإسرائيلالاحتلال يستهدف معظم قادة الجماعة اللبنانية بقوةالانتهاكات تستمر رغم دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر
مع بداية عام 2024، تلقت جماعة حزب الله اللبنانية إنذارًا إسرائيليًا يهددها بأنها إذا لم تنسحب على الفور من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتوقف هجماتها الصاروخية، فإن حربًا شاملة باتت وشيكة. وكان هذا التهديد هو الذي سبق العاصفة.
وفي اليوم التالي، تحولت النيران الإسرائيلية، التي كانت تقتصر في السابق على تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ 8 أكتوبر 2023، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة.
ومن هنا بدأ الاحتلال هجماته، فاستهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مكتبًا لحماس في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد الرجل الثالث بحزب الله، صالح العاروري. وفي الوقت نفسه، زادت عمليات قتل قادة حزب الله في جنوب لبنان بشكل كبير.
تفاقم الأزمات في لبنانوحسب موقع "أراب نيوز"، أدت هذه الحرب إلى تفاقم الأزمات القائمة في لبنان، إذ دخل عام 2024 وهو يعاني من تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن عانى بالفعل من الانهيار المالي في عام 2019، خاصة مع فشل تعيين رئيس للبلاد بسبب الانقسامات الدائرة، ما أدى إلى شلل الحكومة منذ أكتوبر 2022.
ومع اندلاع الاشتباكات على الحدود في البداية، أدى الأمر إلى نزوح 80 ألف شخص من قراهم، مما زاد من الضغط على اقتصاد البلاد وزاد من الفقر.
وفي منتصف ديسمبر 2023، أبلغت الدول المانحة لبنان بخطط لتقليص المساعدات للحماية الاجتماعية في بداية عام 2024.
لكن تصاعدت المواجهات العسكرية بسرعة، وحافظ حزب الله على استراتيجية "الجبهات المرتبطة"، وأصر على أنه سيواصل هجماته حتى انسحاب الاحتلال من غزة، بينما أصرت إسرائيل على امتثال حزب الله للقرار 1701 وسحب قواته شمال نهر الليطاني.
وبين 8 أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، شن حزب الله 1900 هجوم عسكري عبر الحدود، بينما ردت إسرائيل بـ 8300 هجوم على جنوب لبنان، وقد تسببت هذه الضربات في مقتل المئات ونزوح مجتمعات بأكملها في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة ــ وخاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة ــ لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة.
وتصاعدت حدة المواجهات، حيث وسع الاحتلال نطاق غاراته وأهدافه إلى منطقة بعلبك، في حين كثف حزب الله نطاق ضرباته لتتسع إلى مواقع عسكرية إسرائيلية عميقة.
ولم تسلم قوات اليونيفيل الدولية في المواقع الأمامية من إطلاق النار المتبادل، حيث تصاعدت الهجمات بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق عمليات القوة الأممية.
وبحلول منتصف يوليو الماضي، كانت السفارات الغربية في لبنان تحث رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، مدركة تهديد إسرائيل بتوسيع الصراع إلى حرب شاملة على لبنان.
استهداف قادة حماسوتكثفت الضربات الإسرائيلية على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل قائد فرقة الرضوان فؤاد شكر بجنوب بيروت في يوليو.
وفي اليوم التالي، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.
وتعمقت الضربات الجوية الإسرائيلية عبر جنوب لبنان ووادي البقاع، في حين وسع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.
وفي17 و18 سبتمبر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا منسقًا على آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله، مما تسبب في انفجارات أسفرت عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فإن الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير.
وبحلول 27 سبتمبر، كان استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الجماعة اللبنانية في حارة حريك إيذانًا ببدء حرب أوسع نطاقًا، خاصة مع استخدام قوات الاحتلال صواريخ دقيقة التوجيه لضرب المباني والمخابئ، مما أسفر عن مقتل قادة حزب الله وإجبار الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء أعداد كبيرة من سكانها.
ورداً على ذلك، أكد حزب الله التزامه بربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان بوقف النار في قطاع غزة، ومع ذلك، بحلول الأول من أكتوبر، كثفت الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فدمرت المباني السكنية وحتى المواقع الأثرية في صور وبعلبك.
كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا في جنوب لبنان، ودمر قرى حدودية وقطع المعابر البرية مع سوريا لتعطيل خطوط إمداد حزب الله.
التوصل لاتفاق وقف النارفي 26 نوفمبر الماضي، توصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوساطة أمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، سبق الاتفاق تصعيد إسرائيلي هائل في بيروت.
ودخل القرار حيز التنفيذ، لكن على الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت الانتهاكات. وفي الوقت نفسه، أصبحت الخسائر الاقتصادية للحرب واضحة.
وقدر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الخسائر الأولية بنحو 15 إلى 20 مليار دولار، مع فقدان 500 ألف وظيفة، وإغلاق الشركات على نطاق واسع، فيما أثر الدمار الزراعي على 900 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
ورغم أن قيادة حزب الله وترسانته القوية قد تقلصت بشكل كبير مع استمرار الحرب في غزة، فإن حقيقة نجاة الجماعة من الصراع منذ العام الماضي تُظهِرها باعتبارها انتصاراً في حد ذاتها.