خوازيق السودان بين اليابان وتايوان
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
اذا تعاطى الحاكم التجارة فسد الحاكم وفسدت التجارة
ابن خلدون
لم تمضي ساعات على المواجهة العسكرية بين قوات من الجيش وقوات الناشط العسكري شيبة ضرار والذي يحمل رتبة فريق حتى رأيت من الأفضل أن أضرب على حديدها وهوساخن .. مواطنو بورتسودان (العاصمة الإدارية) الذين فيهم ما يكفيهم فوجئوا بالحدث تنفسوا الصعداء وحمدوا الله انه لم يحدث صدام بين قوات شيبة ضرار وكتيبة الجيش التي انتقلت الى نادي البجا في حي ديم المدينة قبل تدخلات الوسطاء وأبناء الخير ومعظمهم من الإدارات الاهلية واحتواء شرارة الأحداث قبل أن تتحول الى نيران درجنا أن ننفخ في كيرها كلنا نحن حكام ومحكومين ثم ندفع لاحقا ثمنها غاليا .
(2)
الخلاف بين الطرفين حسب رواية شيبة ضرار يتمحور حول شحنات من الأغذية مهربة من الميناء ممهورة بتوقيعات مزورة تم اكتشافها ثم الحجزعليها من قبل قوات شيبة ضرار واشعار الجيش بذلك .
(3)
الحادث أثار عاصفة من الجدل فهناك من يرى ان هذه مهمة رجال الجمارك والمكافحة وليست مهمة شيبة ضرار الخارج على القوانين واللوائح العسكرية وعليه فليس له حق أن يدس أنفه فيها مهما كانت المبررات وهناك من يرى انه من المفترض أن يدعو شيبة ضرار لمؤتمر صحفي يعلن خلاله كشف كل ملابسات الحادث لتفادي تداعياته .
(4)
الشريحة الأكبر من الرأي العام لم تعترض على موقف شيبة ضرار وقواته فحسب بل استنكرت بشدة وجود قوات موازية للأجهزة الأمنية تمارسا مهاما أمنية خارج حوش الشرعية ..هذه الشريحة تشيطن الرجل وتشير اليه بكونة خميرة عكننة تبرهن على السيولة الأمنية التي تعيشها البلاد.. ولكن قرائن الاحداث وحقائق الراهن الذي يعيشه السودان منذ سنوات تؤكد بأن شيبة ضرار لم يصنع هذه الفوضى الأمنية الممثلة في الجيوش الموازية التي كان عرابها المخلوع عمر البشير حينما استدعى حميدتي من حراسة الحدود وتعهد برعايته وتوفير كل أسباب المنعة له من سلاح لعتاد لأموال طائلة وكلفه وتحت امرة رئاسة الجمهورية وليست امرة الجيش بقمع الحركات المسلحة في دارفور .
(5)
لسنا في حاجة الى تبيان كيف تمدد الدعم السريع وتضخم من حراسة الحدود الى المشاركة في حكم البلاد كتفا بكتف في عهد البرهان يبرم الصفقات الاقتصادية مع الدول ويؤسس الاتفاقيات السياسية مع الحكومات الأجنبية التي كانت تستقبله بكركون شرف تعزف فيه النشيد الوطني في المطارات . القيادات العليا كانت تؤدي له التحية العسكرية لراعي الابل هذا الذي تحول الى فريق أول في غمضة عين وانتباهتها دون أن يطرق بابا لاية اكاديمية عسكرية ودبلوماسيو سفاراتنا الخارجية كانوا يصطفون أمامه ليتلقوا منه التوجيهات والارشادات قبل انطلاقهم الى محطاتهم الدبلوماسية .
(6)
هذا اذا غضضنا الطرف عن حركات الكوماندور محمد نور في دافور وعبد العزيز الحلو في جنوب كردفان والجيوش الجرارة في دارفور اذ ان هناك 58 فرعا منشقا من حركة العدل والمساواة التي يرأسها منى أركو مناوي وكلهم عسكريون يرتدون أزياءا عسكرية وتلتمع فوق اكتافهم وصدورهم علامات عسكرية خاصة بهم لا علاقة لها بالجيش النظامي للدولة .
(7)
الذي يسترعي الانتباه هنا في هذه اللوحة السيريالية ان السودان الذي نراه ونعيشه الآن ليس سودان الأمس فلم يعد ينتج أديبا او روائيا أو مفكرا عالميا يشار اليه بالبنان بعد الطيب صالح وعبد الله الطيب .. ولم يقدم سياسيين بحجم محمد أحمد محجوب والدكتور منصور خالد . حتى الجيش فقد استغلته قياداته وانحرفت بمهامه التي خلق من أجلها رمزا للوحدة الوطنية وحاميا للأرض ولطخت سمعته بتوريطه في جريمة اغتيال رئيس دولة في اديس أبابا فضاعت حلايب الى الأبد .
(8)
جردت قيادات الإنقاذ الجيش من سمعته فلم يعد يحمل ملامح قادة جيش الستينات الذي كان يتألق في صفوفه أمثال جعفر نميري وعبد الرحمن سوار الذهب وعبد الماجد حامد خليل أثناء الطابور العسكري في مطار الكويت بعد المساهمة في مهمة حماية الكويت من مطامع عبد الكريم قاسم حينما هتف فيهم القائد (أرضا طرود) فتركوا هدايا امير الكويت ملقية على الأرض وامتطوا الطائرة في طريق العودة الى الوطن .حتى ان ردهم للوم القيادة الكويتية بترك الهدايا الاميرية على الأرض كان يحمل بسالة وطيبة وشهامة ابن البلد (جئنا لنؤدي واجبا إنسانيا ولسنا مرتزقة لاستلام العطايا ) .
(9)
ترك الجيش مهامه وانغمس في الاقتصاد واتجه الى السياسة يحمل أفراده البندقية لقتل المواطن الذين يسموه (متمردا) والمهمة الثانية انتظارهؤلاء العسكر دورهم في قلب نظم الحكم كما يقول الاديب والشاعر السوداني فضيلي جماع . حتى الإدارة الأهلية فقدت بوصلتها في حل النزاعات القبلية واحترفت السياسة التي لا تعرف الف بائها فرأينا العمد والنظار وشيوخ الخط يستقبلون سفراء الدول .
(10)
اذا كان رب البيت بالدف ضاربا في هذا الدافوري القميء والجبانة الهايصة فلماذا يتحمل شيبه ضرار الذي لا تتجاوز تأثيراته الاحياء الهامشية المنسية في ديم العرب والوحدة في بورتسودان وحده وزر التشوهات الأمنية التي تنتظم السودان طولا وعرضا ؟
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: شیبة ضرار
إقرأ أيضاً:
التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
قام بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي يرافقه عدد من قيادات الوزارة بزيارة إلى ولايتي كسلا والقضارف للوقوف ميدانياً على وضع الجامعات في الولايتين والتأكد من استمرارية الدراسة وتنفيذ المشروعات المستقبلية،
وبدأت الزيارة بولاية القضارف، حيث اجتمع الوزير بالإدارة العليا لجامعة القضارف بحضور والي الولاية الفريق ركن محمد أحمد حسن أحمد وعدد من اعضاء لجنة أمن الولاية ومدير الجامعة بروفيسور ابتسام الطيب الجاك وعدد من المسؤولين المحليين.
وخلال اللقاء، اطمأن الوزير على سير الدراسة وخطط الجامعة المستقبلية، مشيداً بدور حكومة الولاية في دعم الجامعة ومساندتها لمواصلة الدراسة وتنفيذ مشروعاتها التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للجامعة، وأكد الوزير أن زيارته تأتي للتأكد من أن الجامعة تعمل بكفاءة عالية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الجامعة والحكومة لتحقيق الاستقرار الأكاديمي والتطوير المستمر.
وأكمل الوزير زيارته إلى ولاية كسلا، حيث وصل إلى مطار كسلا برفقة عدد من مديري الإدارات العليا بالوزارة وكان في استقباله نائب والي الولاية، عمر عثمان آدم، ومدير جامعة كسلا بروفيسور أماني عبد المعروف بشير، ووزير التربية والتعليم بالولاية، ماهر الحسين، إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس والعمداء بالجامعة.
واستهل الوزير زيارته بعقد اجتماع مع لجنة عمداء الجامعة وخلال الاجتماع، تم التأكيد على استقرار الجامعة وإسهاماتها في تعزيز التعليم العالي في المنطقة، كما تم تسليط الضوء على أهمية إرسال رسائل إيجابية إلى المجتمع المحلي والدولي، تؤكد أن السودان قادر على مواصلة نشاطه الأكاديمي والبحثي رغم الحرب.
هذا وتأتي هذه الزيارات في إطار الجهود المستمرة لدعم التعليم العالي والبحث العلمي والتأكيد على أن السودان لا يزال يسعى للارتقاء والتقدم رغم التحديات.
وفي اجتماعه بمديري ومنسقي الجامعات والكليات الأهلية والخاصة المستضافة بجامعة كسلا، أكد بروفيسور دهب حرص وزارته على مستقبل الطلاب، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأشاد بالجهود المبذولة من قِبَلْ إدارات هذه الجامعات والكليات في تهيئة البيئة الدراسية وتحقيق الاستقرار الأكاديمي مؤكداً أن الجامعات والكليات المستضافة والتي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان لن يفتح لها باب القبول العام القادم.
سونا