دراسة حديثة: المجهود البدني والعلاقات الاجتماعية يحسنان أداء قلب المرأة
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
خلصت دراسة جديدة إلى أن ممارسة النساء الرياضة في الصغر تجعلهن يتمتعن بصحة قلب أفضل في الكبر، وبحثت الدراسة مدى إمكانية تخزين الاستفادة من المجهود البدني -على غرار المدخرات البنكية- من أجل تحسين أداء القلب في مراحل لاحقة من العمر.
وكشفت الدراسة العلمية -التي أجريت في أستراليا- عن أن النساء اللاتي يمارسن التدريبات الرياضية في مرحلة العشرينيات ينعمن بقلوب أكثر صحة في مراحل لاحقة من العمر.
وشملت الدراسة -التي أجريت في جامعة كوينزلاند الأسترالية- 479 امرأة، وكان يتم تسجيل معدل النشاط البدني الذي تمارسه المتطوعات كل 3 سنوات من بداية العشرينيات حتى بلغن منتصف الأربعينيات.
ممارسة الرياضة في مراحل العمر المبكرة
من جهته، يقول الباحث غريغور ميكيل من كلية الصحة العامة بجامعة كوينزلاند إن "الدراسة تهدف إلى استكشاف مدى إمكانية تخزين الاستفادة من المجهود البدني، على غرار المدخرات البنكية، من أجل تحسين أداء القلب والأوعية الدموية في مراحل لاحقة من العمر".
وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية أن "سرعة النبض لدى النساء اللاتي كن يمارسن الرياضة في سن الشباب كان يبلغ في المتوسط 72 نبضة في الدقيقة، مقابل 78 نبضة للنساء اللاتي كن أقل نشاطا في المرحلة السنية من العشرينيات إلى الأربعينيات".
وتابع "انخفاض معدل النبض عادة يعني أن القلب يعمل بشكل أكثر فعالية، وهو ما يشير إلى أن ممارسة التدريبات الرياضية بانتظام يعود بالفائدة على صحة النساء، لا سيما قبل الانتقال إلى مرحلة انقطاع الطمث".
ودعت الدراسة إلى ضرورة تشجيع مبادرات الصحة العامة وممارسة الرياضة في مراحل العمر المبكرة، لما لها من انعكاسات صحية إيجابية في مراحل لاحقة من العمر.
ووجدت الدراسة الأسترالية الجديدة أيضا أن العلاقات الاجتماعية القوية والنشاط البدني منتصف العمر يمكن أن يساعد في منع تدهور الصحة على المدى الطويل.
وفي تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، قال الكاتب أندرو غريغوري إن التمتع بعلاقات مُرضية مع الزوج والعائلة والأصدقاء وزملاء العمل، إلى جانب ممارسة الرياضة مرة واحدة على الأقل كل شهر، من شأنه أن يعزز صحتك الجسدية والعقلية.
ووجدت الدراسة أن العلاقات الجيدة مع الزوج والأقارب والأصدقاء والزملاء ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض متعددة طويلة الأمد في سن الشيخوخة، كما وجدت أنه كلما كانت هذه العلاقات أقل إرضاء في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، زاد خطر الإصابة بعديد من الأمراض في وقت لاحق من الحياة.
وراجعت بيانات نحو 8 آلاف امرأة في أستراليا لا يعانين من 11 حالة مرضية طويلة الأمد، وتتراوح أعمارهن بين 45 و50 عامًا وقت بدء الدراسة عام 1996. وتكررت كل 3 سنوات، وكن يبلّغن عن مستويات رضاهن عن أزواجهن وأفراد أسرهن وأصدقائهن وعملهن وزملائهن.
دراسة لمدة 20 عاماتتبعت الدراسة هؤلاء النساء، لمدة 20 عامًا، لمعرفة إذا ما أصبن بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو أو هشاشة العظام أو التهاب المفاصل أو السرطان أو الاكتئاب أو القلق.
ووجد الباحثون أن النساء اللاتي أبلغن عن أدنى مستوى من الرضا عن علاقاتهن الاجتماعية تضاعف لديهن خطر تطوير حالات مرضية متعددة مقارنة باللاتي أبلغن عن أعلى مستويات الرضا.
وكانت هناك نتائج مماثلة في كل نوع مختلف من العلاقات الاجتماعية، وفقًا للنتائج المنشورة أيضا بمجلة الطب النفسي العام البريطانية.
تمرين الدراجة يحسن صحة القلب
ومع ظهور القاعات الرياضية، أصبح التدرب أكثر سهولة، ووجدت دراسة نشرتها "المجلة الأوروبية للقلب" أن لهذا التمرين قدرة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بمقدار النصف.
وحللت الدراسة صحة القلب والجهاز التنفسي لنحو 4500 شخص، نصفهم من النساء، وتوصلت لوجود علاقة بين زيادة مستويات اللياقة البدنية وزيادة مستويات صحة القلب، كما وجد الأطباء المشرفون على الدراسة أن لتحسن اللياقة فوائد جمة على صحة القلب.
من ناحيتها، توافق الطبيبة باربارا كوبسون على ما توصلت إليه الدراسة، وتقول إن "نمط الحياة يساعد في تحسين صحة القلب ومنع حدوث النوبات القلبية، وإجراء التمرينات الرياضية داخلة في ذلك". وتوصي بالتمرين المعتدل لمدة 150 دقيقة في الأسبوع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العلاقات الاجتماعیة خطر الإصابة الریاضة فی صحة القلب
إقرأ أيضاً:
دراسة: انقراض الديناصورات سمح بظهور وتطور الفواكه
توصلت دراسة جديدة إلى أن انقراض الديناصورات مهد الطريق لظهور الفاكهة، التي غذت أسلافنا الرئيسيين، وقد تساعد الاستفادة من هذا النمط البشر على عدم الانقراض، وفق الدراسة.
ورغم تنوع أحجامها، كانت الديناصورات وحوشا ضخمة أثرت على بيئتها تماماً مثل البشر، وفي دراسة جديدة من جامعة شمال أريزونا، تعمق الباحثون في العلاقة بين انقراضها وتطور الفاكهة، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".واستكشفت الدراسة لحظات رئيسية في تاريخ الكوكب المحيطة بغياب أكبر مستهلكيه، مما أثر بشكل مباشر على حجم وتطور بذور الفاكهة.
واقترح العلماء أن انقراض الديناصورات أدى إلى ظهور مظلة غابات تفيد النباتات ذات البذور الكبيرة.
وابتكر مؤلفو الدراسة نموذجاً يحاكي ظروف الغابات الاستوائية من 66 مليون سنة لتأكيد هذه النظرية، ولقد ساعد غياب المخلوقات العملاقة في خلق الظروف التي تسمح للفاكهة بالوصول إلى أقصى إمكاناتها.
حيوانات أصغر مزيد من الفاكهة
وافتتحت الدراسة الجديدة بتوضيح أحداث الانقراض الجماعي الخمسة في العالم والسادس الذي نمر به حالياً، مما يوضح أهمية هذا البحث.
وخلال هذه التحولات البيئية، حلت الحيوانات الأصغر محل الحيوانات الأكبر حجما التي شكلت بيئتها بشكل مباشر بسبب حجمها الهائل، ولا يوجد سوى القليل من الأدلة لدعم هذه النظرية، لذلك أعاد الباحثون إنشاء الظروف في نموذج قائم على الفرد لاستكشاف "التفاعلات طويلة المدى" بين حجم البذور وحجم الحيوان وبيئة ضوء الطبقة السفلى.
المهندسون الديناصورات
ووصف العلماء الديناصورات بأنها "مهندسو النظم البيئية" الذين يمكنهم التأثير على بنية الغابات، و أدى حجمها الهائل وحاجتها إلى تغذية نفسها بشكل مباشر إلى فقدان الأشجار والنباتات، مما ثبط ظهور البذور الأكبر حجمًا حيث كانت الفاكهة نادرة أثناء حكمها على الأرض.
ولكن بمجرد انقراضها منذ حوالي 65 مليون سنة، أدى غياب الوحوش العملاقة إلى تحفيز الأشجار على النمو، مما ظلل الأرض حتى تتمكن الثمار الأكبر من الازدهار في عالم حيث ساعدت الحيوانات في توزيع البذور، مما ساعد على انتشار الحياة النباتية.
وقبل 35 مليون سنة، تقلص حجم البذور تدريجياً لأن الحيوانات البرية وصلت إلى حجمها، وبدأت تؤثر على محيطها، والغابات على وجه التحديد، وبالتالي على بذور الثمار.
فترة أخرى
ومع ذلك، ذكر الباحثون أن الضغط التطوري لزيادة حجم البذور، بدأ في الانخفاض حيث لم تعد البذور الأكبر تتفوق على البذور الأصغر، يمكن للباحثين بعد ذلك تفسير اتجاهات حجم البذور بمرور الوقت دون اللجوء إلى تأثيرات خارجية مثل تغير المناخ.
ومنذ حوالي 50 ألف عام، شهد الكوكب انقراضا جماعيا آخر، وهذه المرة شمل فقدان الكائنات ما قبل التاريخ مثل الماموث، ومرة أخرى، بصفتهم مهندسين للنظام البيئي، كان اختفائهم بمثابة فترة أخرى من نمو البذور.
والآن، صعد البشر كمهندسين رئيسيين للنظام البيئي، ويتساءل علماء، هل سينقرض البشر أم يتعلمون من هذا النمط البيئي؟.
ويستنتج مؤلفو الدراسة: "من الواضح أن التنبؤ بالسلوك البشري في المستقبل البعيد أمر مشكوك فيه للغاية"، لكن نتائج أبحاثهم تشير إلى أننا سنرى إما انقراض البشر أو استخراج الموارد المستدامة على المدى الطويل، وإذا فهم البشر هذا النمط، فقد نتمكن من زراعة، إن لم يكن تجديد، فاكهة ذات بذور كبيرة"، وفق الدراسة.