أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (10)
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
نقاط بعد البث
الابتسامة في عز الكآبة!.
تناقلت الأنباء الواردة من الميديا الرقمية، خاصة في الواتساب والفيس خبراً مصحوباً بالفيديو من مدينة بورتسودانً ، مفادة أن أحد المواطنين أقدم على محاولة للانتحار من على بناية عالية بقلب المدينة، وعلى عكس ما درج أهل السودان عليه في تقديم كل ما من شأنه إثناء المواطن اليائس من خطوة تنفيذ ما نوى عليه، فإن الفيديو والخبر المصاحب له يبرز أن جميع المواطنين الذين تجمعوا تحت البناية الضخمة التي صعد إليها (المواطن المغلوب على أمره)، قد طالبوه بتنفيذ ما نوى عليه بأقصى سرعة!، صائحين فيه بألا (يتلف) أعصابهم أكثر مما هي عليه، في ظل حرب ضروس يشاهدون فصولها دون أن يقووا على التماسك فيها أو استقبال مآسي ومحن أخرى هم في غنى عنها، وأن لهم أشغال أخرى (أهم من حياته) يجب ألا يصرفهم عن آدائها !.
ورغم أن الخبر الوارد مصحوباً بالفيدو لم يوضح لنا ما أفضت إليه الأمور ومصير ذاك المواطن المغلوب على أمره، وما إن نفذ (قراره) أم لا (والذي نرجوا أن يكتب له الله السلامة)، إلا أن كل ذلك (ذكرنا) برواية شبيهة نوعاً!.
فقد حدث وأن أقدمت جماعة كارلوس ( الذي لجأ إلى نظام الجبهة الاسلامية واستقر بالخرطوم التي أعلنت مناصرتها لشعب فلسطين وحماية من يفدي فلسطين في بداية سنواتها ، وفيما بعد أقدم نظام الجبهة الاسلامية بتسليمه لاحقاً لفرنسا في إطار صفقة كريهة كعربون توبة من أهل الاسلام السياسي في سبيل فك الحظر الاقتصادي عنهم!)، قلنا أن كارلوس وجماعته أقدموا على احتجاز جميع وزراء خارجية الدول العربية والذين كانوا مجتمعين في فندق الهيلتون، في سنوات مايو ثمانينيات القرن الماضي على ما نذكر إن لم تخنا الذاكرة ـ ولسنا بالمتأكدين من التاريخ ـ وكان مطلبهم الأساسي هو إطلاق سراح عدد من الفدائيين الفلسطينيين المعتقلين في الأردن على ما نعتقد، أو شئ من هذا القبيل، ثم هددوا بإعدام كل الوزراء اذا لم تستجاب مطالبهم وفوراً!، مصرحين أنه وبعد الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم التالي سيقدموا على اغتيال وزير على رأس كل ساعة ورميه من الطوابق العليا!.
قبل الواحدة من ظهر ذاك اليوم، تجمعت حشود ضخمة من السودانيين أمام الهيلتون في انتظار التنفيذ. وكان السودانيون يعيشون وقتها في أتون حياة قاحلة ومميتة مع ديكتاتورية عسكرية تقترب رويداً من مصادرة حتى النفس الذي يضخه المولى العزيز لرئات و خياشيم أهل السودان!.
عند مرور عشرة دقايق من الوقت المحدد لتنفيذ التهديد، بدأت (الصفافير) وارتفاع الصياح) من الحشود المتجمعة لبدء التنفيذ، كإستنكار ـ وبأعلى الأصوات ـ لتأخير وعد المختطفين بالتنفيذ، وكان حشدهم يخاطب الخاطفين بينما يشيرون لساعات معاصمهم قائلين لهم ( الحكاية شنو،، الوكت جا،، يالله ابدوا شغلكم)!.
hassangizuli85@gmail.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المشرف على الرواق الأزهري: المحافظة على الأوطان مطلب شرعي وعلى الشباب التمسك به
قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، إن الغرض من الدراسة في أروقة الأزهر الشريف هو مواجهة الأفكار المتطرفة وحماية شبابنا منها، تلك الأفكار التي جاءت من كل فج عميق وغزت بلادنا، وتغولت على عقول شبابنا، مضيفا أنه تم افتتاح أروقة أزهرية لأبناء المصريين بالخارج لتكون هناك صلة علمية بين أبناء مصر في الخارج وأزهرهم الشريف، لتزودهم بالعلم النافع وتحصنهم من الأفكار المتطرفة والهدامة.
وبين فضيلته، خلال كلمته باحتفال الجامع الأزهر بمناسبة الذكرى 1085 على تأسيسه، أن فضيلة الإمام الأكبر يولي اهتماما كبيرا بالرواق الأزهري وهو حريص على التوسع فيه ليكون ملاذا لأكبر عدد ممكن من الدارسين في كل مكان داخل مصر وخارجها، وهو ما نعمل على تحقيقه حيث بلغت عدد أروقة الجامع الأزهر قد 1249 رواقا في جميع محافظات مصر ومراكزها بل وعدد من قراها، وبلغ عدد الدارسين من الأطفال ما يربوا على 200 ألف دارس يحف كتاب الله عز وجل، كما تم افتتاح أروقة علمية ودينية في جميع محافظات مصر الآن، يدرس فيها أكثر من 100 ألف دارس من الكبار وخريجي الجامعات المصرية.
كادت تشعل نزاعا.. أحمد عمر هاشم يروي كيف عالج الرسول أشد الأزمات بحكمته
الشقي من حُرم فيه.. خطيب المسجد الحرام يوضح 5 أمور تحدث في رمضان
وأضاف المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر أن أروقة الأزهر ظلت قديما، ولا زالت، وستظل - بإذن الله تعالى - تدرس صحيح الإسلام، وأن مناهج الأزهر باقية على العهد توفر الرأي والرأي الآخر، داعيا إلى ضرورة أن يتحول الشباب للعلم النافع، وأن لا ينساقوا وراء الآراء الهادمة، وأن يتمسكوا بعلم الأزهر الشرعي، لافتا أن المحافظة على أمن الأوطان مطلب شرعي، وعلى الشباب المحافظة عليه، محذرا إياهم من الانسياق وراء من ينادون بغير العلم الحقيقي، طالما كان لا يعرف العلم الشرعي الأصيل ولا يعرف سماحة الدين.
أقيمت الاحتفالية بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وفضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أتى خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، والدكتور إسماعيل الحداد، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر، ولفيف من كبار علماء الأزهر وقياداته وطلابه.