قرابة 25 ألف نازح سوداني ينتظرون قرب حدود مصر على أمل السماح لهم بالدخول
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
قال ناشطون إن ما يناهز 25 ألف نازح سوداني ينتظرون قرب الحدود المصرية على أمل السماح لهم بالدخول، هربا من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. ومن بين مليون شخص لجأوا فعلا إلى دول الجوار تمكن 310 آلاف من دخول مصر، فيما لا يزال الآلاف رهائن لظروف إنسانية صعبة بسبب القواعد الصارمة التي فرضتها القاهرة، والتي تشكل وفق منظمة هيومن رايتس ووتش "انتهاكا للمعايير الدولية".
فرانس24
ينتظر قرابة 25 ألف نازح سوداني في مدينة وادي حلفا التي تبعد 20 كيلومترا عن حدود مصر على أمل السماح لهم بالدخول وفق ما قال ناشطون.
وهرب هؤلاء من الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ومن بين مليون سوداني لجأوا فعلا إلى الدول المجاورة، تمكن 310 آلاف من دخول مصر. إلا أن الآلاف لا يزالون ينتظرون على الحدود.
ظروف إنسانية صعبة يعيشها النازحون
يلعب طفلان بالكرة في فناء رملي لمدرسة تحولت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، ومن حولهما، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب منذ أشهر تأشيرة دخول إلى مصر. في وادي حلفا، لا يوجد شيء آخر يمكن أن يفعله النازحون.
يقول عارف الزبير، وهو مهندس معماري فرّ إلى هذه المديمنة في الشهر الأول من الحرب، "فقدتُ جواز سفري وما زلت في انتظار الحصول على جواز جديد منذ منتصف مايو/أيار". وينام الرجل البالغ من العمر 36 عاما على مرتبة رفيعة وضعت على الأرض في غرفة كانت سابقا فصلا دراسيا.
وهو يضيف: "أرسلت أسرتي إلى القاهرة عندما كان الأمر لا يزال سهلا". ففي بداية الحرب، كان الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاما هم فقط يحتاجون إلى تأشيرة لدخول مصر، وكان في إمكان النساء والأطفال العبور من دون تأشيرة. لكن السلطات المصرية شدّدت الشروط بعد ذلك للحدّ من تدفّق اللاجئين.
من جانبه، يقول عدي محمد، وهو منسّق في مجموعة من المجموعات التي تطوعت لتنظيم حياة النازحين في وادي حلفا: "وفقا لأحدث الأرقام، يقيم 8150 نازحا في 53 مركز إيواء في المدينة". مضيفا: "كما أن أكثر من 15 ألفا يقيمون لدى عائلات من سكان المدينة أو يستأجرون شققا".
"الشروط المصرية انتهاك للمعايير الدولية"
تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن القواعد الصارمة التي وضعتها مصر لمنح التأشيرات والبطء في تسليمها تشكّل "انتهاكا للمعايير الدولية، إذ تُفرض فترة انتظار غير معقولة ما يعرّض طالبي اللجوء للخطر".
ويؤكد عدي محمد أنه "إضافة إلى مشكلتهم الرئيسية، وهي الحصول على تأشيرة أو تجديد جواز السفر"، يعاني النازحون في وادي حلفا من "نقص الغذاء والأدوية والرعاية الصحية وأماكن السكن". كما يتأخر وصول السلع الأساسية للمدينة.
وكانت وكالة الأمم المتحدة للاجئين قالت في أغسطس/آب إن طوابير طويلة من مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية ومنتجات الصحة العامة تنتظر على الحدود المصرية حيث تواجه مشكلات إدارية تؤخر عبورها إلى الجانب السوداني حيث يقيم النازحون.
وعندما غادرت العائلات السودانية الخرطوم تحت القصف، لم يكن معها إلا الأموال السائلة التي كانت تحتفظ بها في منازلها. وقد نفدت بسرعة. الآن، باتت العائلات في وادي حلفا تعتمد على التكافل في ما بينها وعلى المساعدات الإنسانية القليلة التي تصل إليها.
ورغم وجودهم على بعد ألف كيلومتر من الخرطوم، إلا أن الحرب الدائرة هناك تشغل الجميع.
فرار صحافيين في ظل "أوضاع خطيرة"
تتابع سهام صالح، وهي صحافية في الخامسة والأربعين، الأوضاع من خلال منصات التواصل على هاتفها المحمول. وهي تؤكد أن "مغادرة الخرطوم كان قرارا بالغ الصعوبة لنا خصوصا كصحافيين، ولكن الأوضاع كانت خطيرة للغاية".
ويتبادل الجنرالان المتحاربان الاتهامات باستهداف صحافيين ووسائل إعلام. واضطر الكثير من الصحافيين إلى الفرار ومن بقي منهم يعملون في السر.
ومثل سهام صالح، نزح أكثر من أربعة ملايين سوداني إلى المناطق التي لم تصل اليها المعارك، غير أنهم يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة. وأدّت الحرب الى تدهور البنى التحتية وإقفال 80 بالمئة من مستشفيات البلاد ودفعت ملايين الأشخاص "إلى حافة المجاعة"، وفق الأمم المتحدة. وأوقعت الحرب منذ اندلاعها 7500 قتيل على الأقل، وفق تقدير منظمة غير حكومية معنية بإحصاء ضحايا الحروب.
تقول صالح: "الناس يخاطرون بحياتهم، ويمكن أن يتم استهدافهم أو اعتقالهم في أي لحظة، لهذا نقرّر الرحيل على أمل أن تجد مكانا ربما يكون آمنا".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من الحرب على أمل
إقرأ أيضاً:
40 يوماً من العدوان على جنين: 31 شهيداً و20 ألف نازح
الثورة نت/وكالات يواصل جيش العدو، اليوم الأربعاء، عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الـ44 على التوالي مخلفا عشرات الشهداء والإصابات والمعتقلين ، ودمارا واسعا في الممتلكات والبنية التحتية، فضلا عن تهجير آلاف المواطنين الفلسطينيين. وتستمر سلطات العدو بدفع مزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة جنين ومخيمها، وتتمركز آليات العدو لأمام مستشفى جنين الحكومي، وتتواجد الدبابات في الأماكن القريبة من المخيم. وأمس الثلاثاء، استشهد ثلاثة شبان في محافظة جنين، هم الشاب جهاد علاونة (21 عاماً) بعد إصابته بالرصاص في الحي الشرقي من مدينة جنين، فيما استشهد الشاب أيسر السعدي بعد اقتحام عمارة الغول واحتجز العدو جثمانه، ومن بلدة سيلة الظهر استشهد الشاب أحمد مفيد الكيلاني، حيث أطلق جنود العدو النار عليه قري حاجز حومش بين جنين ونابلس. هذا وانسحبت قوات العدو من الحي الشرقي في مدينة جنين بعد تدمير واسع في البنية التحتية والشوارع وخطوط الكهرباء، وتفجير شقة سكنية وإجبار عدد من الأهالي على مغادرة منازلهم. وأفادت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، بأن العدوان تسبب بتهجير نحو 20 ألفا من سكان المخيم، مشيرة إلى أنهم لجأوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم. وحذرت اللجنة الإعلامية من تنفيذ العدو مخطط بتغيير معالم مخيم جنين من خلال التدمير الممنهج الذي طال 120 منزلاً بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي. وأكدت اللجنة أن قوات العدو نفذت 336 مداهمة، وأخضعت الأهالي للتحقيق الميداني، بينما شنت طائرات العدو المسيرة قرابة 15 عملية قصف. وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، شن جيش العدو عدوانا غير مسبوق على مدينة جنين ومخيمها أطلق عليه اسم “الأسوار الحديدية”، مخلفا 31 شهيدا، وعشرات الإصابات ودمارا هائلا في الممتلكات والشوارع والبنية التحتية.