رغم الاقتتال المحتدم.. البرهان ومسؤول بالدعم السريع يتحدثان عن فرص للسلام
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
المصدر: الحدث.نت
أكد مسؤول بقوات الدعم السريع، اليوم السبت، لـ"العربية"، أنه لا رغبة لهم في استمرار الحرب بالسودان، وأنهم مستعدون للعودة للمفاوضات لحل الأزمة في البلاد، لكنه رفض أي دعوات مشروطة من قبل قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للعودة للمفاوضات.
وكان البرهان قد قال لـ"العربية" في وقت سابق السبت إن "كل المفاوضات التي تحقق السلام في السودان مرحب بها"، وتعهد بأنه "عندما تنتهي الحرب سيتم التشاور حول حكومة مدنية تدير المرحلة الانتقالية".
وأوضح البرهان أن "الجيش السوداني يعتمد استراتيجية محدودة في القتال حفاظاً على ممتلكات الدولة"، مشددا على أن "الجيش مسؤول دستورياً عن حماية السودان، واستخدام القوة، واحتكار القوة المسلحة".
واتهم رئيس مجلس السيادة السوداني قوات الدعم السريع "بالاعتماد على الكثير من المرتزقة، ولدينا أدلة".
وذكر أن "قوات الدعم السريع هي من ترتكب الجرائم، وبالتالي هي من تُرفع ضدها الدعاوى"، نافيا أن يكون الجيش السوداني قد تورط في أي جرائم.
وأضاف البرهان أنه "إذا استمرت الحرب حتماً ستنتصر القوات المسلحة"، محذراً من أنه "إذا استمرت هذه الحرب فإنها ستنتشر في كامل أنحاء السودان".
البرهان يلتقي مع مدعي المحكمة الجنائية الدولية
قال مجلس السيادة السوداني، اليوم السبت، إن البرهان التقى مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وذلك على هامش مشاركته في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وأكد البرهان أن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بالتعاون مع المحكمة.
وأشار البرهان إلى "حرص حكومة السودان على تحقيق العدالة لضحايا الجرائم الحالية والجرائم السابقة التي تم ارتكابها بدارفور على يد نفس العناصر التي تنتهك بشكل منهجي القوانين الدولية في حربها الحالية بالسودان وتقترف الجرائم الشنيعة في حق المدنيين".
ونقل بيان المجلس عن المدعي العام للمحكمة قوله إن "الجرائم الحالية تبدو امتداداً لما تم ارتكابه بدارفور قبل نحو 20 عاماً".
وأشار خان إلى أن تحقيقاته في الفترة المقبلة "ستشمل تشاد وبعض المناطق في السودان، مبدياً انفتاحه للتعامل مع السلطات السودانية بما يخدم العدالة والمحاسبة"، بحسب البيان.
كانت المحكمة الدولية قد عبرت في يوليو الماضي عن قلقها الشديد مما وصفته بتدهور الوضع الأمني في السودان جراء الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش.
وأفاد المدعي العام للمحكمة في تقرير إلى مجلس الأمن على أن ولاية مكتبه "لا تزال سارية ويمكن التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المزعومة التي ارتكبت خلال الأعمال العدائية الحالية ضمن اختصاص المحكمة ومقاضاة مرتكبيها".
البرهان: لم نطلب دعماً عسكرياً
وفي وقت سابق، أعلن البرهان، الجمعة، أنه لم يطلب دعماً عسكرياً خلال جولة إقليمية قام بها في الآونة الأخيرة وأنه يفضّل التوصل إلى حل سلمي للصراع الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح ملايين المدنيين.
وقال البرهان أيضاً في مقابلة أجرتها معه "رويترز" إنه طلب من الدول المجاورة التوقف عن إرسال مرتزقة لدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل بسبب خطط لدمج قوات الدعم السريع رسمياً في الجيش في إطار عملية انتقال سياسي بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، في انتفاضة شعبية.
وقال البرهان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "كل حرب تنتهي بالسلام، سواء سلام بالمفاوضات أو بالقوة، ونحن نمضي في ذات المسارين، والمسار المفضّل لنا هو مسار المفاوضات، وهناك مسار جدة ونحن متفائلون بأننا قد نصل إلى نتيجة إيجابية".
وقام البرهان بسلسلة من الزيارات الخارجية في الأسابيع الأخيرة بعد بقائه في السودان خلال الأشهر الأولى من الحرب في ظل تصاعد القتال.
وأضاف أن الغرض من الزيارات كان البحث عن حلول، وليس الدعم العسكري، لكنه طلب من الدول الأخرى وقف الدعم الخارجي الذي يؤكد أن قوات الدعم السريع تتلقاه.
وقال البرهان: "وطلبنا من جيراننا مساعدتنا لمراقبة الحدود لوقف تدفق المرتزقة وهناك كثير من المقاتلين الأجانب في هذه القوات أتوا من جميع دول الجوار وسيكونون في المستقبل خطراً على الدولة السودانية ودول الإقليم".
وكان محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، المعروف باسم حميدتي، قد قال في كلمة بالفيديو نشرت الخميس وتزامنت مع خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه مستعد لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات سياسية.
ولم تنجح المزاعم السابقة للجانبين بأنهما يريدان السلام ومستعدان لوقف إطلاق النار في وقف إراقة الدماء.
ويقول شهود إن عمليات القصف التي يقوم بها الجيش تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وإن قوات الدعم السريع مسؤولة عن أعمال النهب والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات على نطاق واسع، فضلاً عن المشاركة في الهجمات ذات الأهداف العرقية في دارفور.
ونفى البرهان الجمعة الاتهامات الموجهة للجيش ووصفها بأنها دعاية من منافسيه. كما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن أعمال العنف في دارفور، وقالت إنها ستحاسب رجالها على أي انتهاكات.
وقال البرهان إن انتشار الجيش في الجنينة، التي شهدت أسوأ عمليات القتل الجماعي في دارفور، كان محدوداً، ما أعاق قدرتها على الرد.
وبلغ العنف ذروته بعد مقتل والي غرب دارفور في 14 يونيو. وقال البرهان إنه طلب من الوالي الاحتماء بالجيش، لكنه رفض ولم يكن يتوقع الخيانة من المجموعات المتمردة.
وأضاف أن "القوات المسلحة الموجودة في الجنينة ليست بالعدد الكافي للانتشار في كل منطقة الجنينة".
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع وقال البرهان فی السودان
إقرأ أيضاً:
قوة من الدعم السريع تستسلم للجيش السوداني في سنجة
استسلمت قوة من الدعم للجيش السوداني في سنجة عاصمة ولاية سنار، اليوم الاثنين، وذلك في تطور جديد لمسار المعارك بين الجانبين.
وحسب وسائل سودانية، تتألف القوة المستسلمة من 41 فردًا، بينهم 10 ضباط، ينتمون إلى مجموعة حمودة البيشي، قائد منطقة سنار الذي تولى القيادة بعد مقتل شقيقه عبد الرحمن.
وأوضحت أن القوة وصلت من قرية بوزي بمنطقة المزموم بقيادة ميرغني طه إبراهيم.
قوات الدعم السريع
وكانت قوات الدعم السريع انسحبت إلى المزموم بعد دخول الجيش إلى سنجة في الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي.
يُذكر أن الجيش السوداني تمكن من استعادة السيطرة على سنجة بعد سلسلة من الانتصارات في المنطقة، حيث استعاد مدن السوكي والدندر والقرى المحيطة بها.
وكانت قوات الدعم السريع دخلت سنجة في يونيو الماضي بعد انسحاب الجيش دون قتال يُذكر.