تمر اليوم مئوية ميلاد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذي يعد أحد أهم الكتاب الصحفيين في تاريخ صاحبة الجلالة، والذي استطاع أن يحفر حروف اسمه من نور في التاريخ المعاصر.

قصة إلغاء البغاء الرسمي في مصر 

في بداية الحياة الصحفية لهيكل، كانت مهمته جمع أخبار الحوادث بشكل عام ومتابعة قضايا بنات الليل بشكل خاص في إيجيبتشان كازيت.

 في ذلك الوقت، أصدر عبد الحميد حقي، وزير الشؤون الاجتماعية، قرارًا بإلغاء البغاء الرسمي في مصر نتيجة انتقال أمراض من فتيات الليل إلى جنود الحلفاء، هذا القرار أثار غضب الجنود وكذلك فتيات الليل.

وبينما كان الجميع يعرف آراء الجنود الذين كانوا على استعداد للموت في ساحات الحرب، لم يكن هناك أي معلومات عن آراء فتيات الليل، وكانت مهمة الصحفي الشاب محمد حسنين هيكل هي التحدث إلى فتيات الليل والحصول على آرائهن وصورهن لنشرها في استمارة استفتاء أعدها لهذا الغرض. وقام هيكل بجمع 500 صورة وملأ خمسة نسخ من الاستمارة بنجاح.

جاليري الزمالك يفتتح معرض "لحن النور" لـ عماد إبراهيم.. اعرف موعده "نصائح في معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة" محاضرة لقصور الثقافة بالبحر الأحمر

وهي القصة التي حكاها هيكل بنفسه في العدد رقم 546 من مجلة آخر ساعة، فكتب ما نصه:«كنت أقضي فترة التمرين في إيجيبشان جازيت، وذات يوم جاءني سكرتير تحرير الجريدة وقال لي: إن الحكومة تفكر في إلغاء البغاء الرسمي وإن الجرائد كلها تكتب في هذا الموضوع دون أن تحاول واحدة منها أن تأخذ رأي أصحاب الشأن الأول، وهم البغايا أنفسهن.. وطلب مني يومها أن أقوم بسؤال مائة بغي عن رأيهن في الموضوع، قائلا: إنه سيكون دليلا على مقدرتي الصحفية إذا تمكنت من استفتاء مائة بغي.. وكانت مهمة شاقة.. ولكن المسألة كانت مسألة امتحان.


وذهبت إلى الحي الذي تستطيع أن تشتري فيه كل شيء، ودخلت أول بيت وأنا أفكر في الصيغة التي ألقي بها السؤال، ولكن يبدو أنني لم أوفق في اختيار الصيغة لأنني خرجت من البيت الأول مشيعا بسباب وصل إلى أجدادي حتى عهد الملك مينا، وحاولت..، وحاولت..، ولكن على غير فائدة، وأخيرا أدركت عقم المحاولة، وبدأت أفكر بهدوء، وأحسست أن ثقتي في نفسي بدأت تفارقني.


والتفت فإذا مقهى قريب مني فذهبت إليه لأستريح وأفكر، وفي أثناء جلوسي لاحظت وجود سيدة متقدمة في السن كان جميع من في المقهى ينادونها بـ"المعلمة"، باحترام قل أن يكون له مثيل، ووثبت في ذهني فكرة، فتقدمت من السيدة وشرحت لها كل مهمتي، وأثبت لها أن مستقبلي كله يتوقف على معاونتها لي، وفكرت السيدة قليلا ثم قالت لي: اقعد، وقعدت.


بعد لحظات نادت بعض النساء، وعقد الجميع مؤتمرا لبحث المسألة، وجلست أنتظر النتيجة، وفجأة صاحت إحداهن: نادوا عباس، ومرت فترة ثم حضر شاب سمع المسألة ثم تقدم مني قائلا: "معاك كرنيه"، ولم يكن معي "كرنيه" ولا خلافه، ولم يقتنع عباس، ولكن المعلمة اقتنعت قائلة: "ده باين عليه ابن ناس"، وهززت رأسي مؤكدا أنني "ابن ناس" جدا، فبدأت ترسل في طلب النساء من المنازل حتى أتاحت لي الفرصة أن أسأل مائة امرأة وأنا جالس في مكاني أشرب القهوة على حساب المعلمة.»

بعد نجاح هيكل في هذه المهمة الصعبة، حصل على فرصة أكبر في حياته، تم اختياره للسفر إلى العلمين ليروي تفاصيل المعارك العنيفة التي وقعت هناك خلال الحرب العالمية الثانية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هيكل مئوية هيكل محمد حسنين هيكل

إقرأ أيضاً:

«المسلمانى».. أعاد الحياة لـ«ماسبيرو».. ولكن هل من مزيد؟

خلال أيام قليلة استطاع الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام منح ماسبيرو قبلة الحياة من خلال صدور بعض القرارات الجريئة لتصحيح المسار، فى مقدمتها إلغاء بث الإعلانات على شبكة القرآن الكريم، ومنع استضافة الدجالين والمنجمين على جميع قنوات وإذاعات الهيئة الوطنية للإعلام، والبث الإذاعى لقناة النيل للاخبار، وتعيين مجدى لاشين، أمينا عاما للهيئة، وأسامة كمال، مسئولاً عن الرعايا الطبية، وغيرها من القرارات الموفقة، ولكن هل هذا يكفى؟ بالطبع لا، مطلوب من «المسلمانى» إعادة الحياة أكثر لماسبيرو بعد أكثر من 7 سنوات عجاف، لعل من أهمها إعادة ضخ دماء جديدة لماسبيرو.

هناك العديد من الشباب خريجى معاهد وكليات الإعلام يحتاجون الفرصة للظهور عبر إذاعات وقنوات ماسبيرو، والذى يعانى بشدة من قلة العاملين، عدد مذيعى الإذاعة محدود للغاية وسيحالون للمعاش فى غضون سنوات قليلة، هل هناك ما يمنع من منح الفرصة للشباب للإبداع عبر قنوات وإذاعات ماسبيرو؟.

من غير المعقول وقف التعيينات لعقود طويلة بحجة قلة الامكانيات المالية، مطلوب تعيينات فورية قبل أن يغلق ماسبيرو أبوابه بسبب عدم وجود مذيعين، أرجو فقط من «المسلمانى» حصر الأعداد التى تعمل حالياً والنظرة المستقبلية على ماسبيرو الذى شكل وجدان الملايين على مدى عقود طويلة.

 

مقالات مشابهة

  • صفر درجة مئوية وصقيع.. الإمارات تشهد انخفاضاً في درجات الحرارة
  • «المسلمانى».. أعاد الحياة لـ«ماسبيرو».. ولكن هل من مزيد؟
  • غرداية.. وفاة التلميذ مهدي بعد تعرضه لحادث أليم خلال حصة دراسية
  • قناة إخوانية تدعى وجود حالات خطف فتيات وأطفال.. الداخلية توجه رسالة هامة للمواطنين
  • الأرصاد تعلن طقس اليوم: أجواء مائلة للبرودة والعظمى بالقاهرة 19 مئوية
  • أقل من صفر مئوية.. موجة باردة على أجزاء من 3 مناطق
  • مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مستمرة .. ولكن !!
  • طقس العراق.. درجات الحرارة تصل إلى 2 مئوية بثلاث محافظات والأمطار تغيب عن الأجواء
  • من 2 إلى 5 مئوية.. 7 أماكن تسجل أقل درجات حرارة في المملكة
  • وزير المالية: لم نمنع استيراد السيارات القديمة ولكن..!