في مئوية هيكل.. أول تحقيقاته حول فتيات الليل ودخول عالمهم كيف نجح في الأمر؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
تمر اليوم مئوية ميلاد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذي يعد أحد أهم الكتاب الصحفيين في تاريخ صاحبة الجلالة، والذي استطاع أن يحفر حروف اسمه من نور في التاريخ المعاصر.
قصة إلغاء البغاء الرسمي في مصرفي بداية الحياة الصحفية لهيكل، كانت مهمته جمع أخبار الحوادث بشكل عام ومتابعة قضايا بنات الليل بشكل خاص في إيجيبتشان كازيت.
في ذلك الوقت، أصدر عبد الحميد حقي، وزير الشؤون الاجتماعية، قرارًا بإلغاء البغاء الرسمي في مصر نتيجة انتقال أمراض من فتيات الليل إلى جنود الحلفاء، هذا القرار أثار غضب الجنود وكذلك فتيات الليل.
وبينما كان الجميع يعرف آراء الجنود الذين كانوا على استعداد للموت في ساحات الحرب، لم يكن هناك أي معلومات عن آراء فتيات الليل، وكانت مهمة الصحفي الشاب محمد حسنين هيكل هي التحدث إلى فتيات الليل والحصول على آرائهن وصورهن لنشرها في استمارة استفتاء أعدها لهذا الغرض. وقام هيكل بجمع 500 صورة وملأ خمسة نسخ من الاستمارة بنجاح.
جاليري الزمالك يفتتح معرض "لحن النور" لـ عماد إبراهيم.. اعرف موعده "نصائح في معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة" محاضرة لقصور الثقافة بالبحر الأحمروهي القصة التي حكاها هيكل بنفسه في العدد رقم 546 من مجلة آخر ساعة، فكتب ما نصه:«كنت أقضي فترة التمرين في إيجيبشان جازيت، وذات يوم جاءني سكرتير تحرير الجريدة وقال لي: إن الحكومة تفكر في إلغاء البغاء الرسمي وإن الجرائد كلها تكتب في هذا الموضوع دون أن تحاول واحدة منها أن تأخذ رأي أصحاب الشأن الأول، وهم البغايا أنفسهن.. وطلب مني يومها أن أقوم بسؤال مائة بغي عن رأيهن في الموضوع، قائلا: إنه سيكون دليلا على مقدرتي الصحفية إذا تمكنت من استفتاء مائة بغي.. وكانت مهمة شاقة.. ولكن المسألة كانت مسألة امتحان.
وذهبت إلى الحي الذي تستطيع أن تشتري فيه كل شيء، ودخلت أول بيت وأنا أفكر في الصيغة التي ألقي بها السؤال، ولكن يبدو أنني لم أوفق في اختيار الصيغة لأنني خرجت من البيت الأول مشيعا بسباب وصل إلى أجدادي حتى عهد الملك مينا، وحاولت..، وحاولت..، ولكن على غير فائدة، وأخيرا أدركت عقم المحاولة، وبدأت أفكر بهدوء، وأحسست أن ثقتي في نفسي بدأت تفارقني.
والتفت فإذا مقهى قريب مني فذهبت إليه لأستريح وأفكر، وفي أثناء جلوسي لاحظت وجود سيدة متقدمة في السن كان جميع من في المقهى ينادونها بـ"المعلمة"، باحترام قل أن يكون له مثيل، ووثبت في ذهني فكرة، فتقدمت من السيدة وشرحت لها كل مهمتي، وأثبت لها أن مستقبلي كله يتوقف على معاونتها لي، وفكرت السيدة قليلا ثم قالت لي: اقعد، وقعدت.
بعد لحظات نادت بعض النساء، وعقد الجميع مؤتمرا لبحث المسألة، وجلست أنتظر النتيجة، وفجأة صاحت إحداهن: نادوا عباس، ومرت فترة ثم حضر شاب سمع المسألة ثم تقدم مني قائلا: "معاك كرنيه"، ولم يكن معي "كرنيه" ولا خلافه، ولم يقتنع عباس، ولكن المعلمة اقتنعت قائلة: "ده باين عليه ابن ناس"، وهززت رأسي مؤكدا أنني "ابن ناس" جدا، فبدأت ترسل في طلب النساء من المنازل حتى أتاحت لي الفرصة أن أسأل مائة امرأة وأنا جالس في مكاني أشرب القهوة على حساب المعلمة.»
بعد نجاح هيكل في هذه المهمة الصعبة، حصل على فرصة أكبر في حياته، تم اختياره للسفر إلى العلمين ليروي تفاصيل المعارك العنيفة التي وقعت هناك خلال الحرب العالمية الثانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيكل مئوية هيكل محمد حسنين هيكل
إقرأ أيضاً:
مكتبة محمد بن راشد تحيي مئوية "الأخوين رحباني"
اختتمت مكتبة محمد بن راشد فعاليات شهر يناير 2025 مع أمسية ثقافية وفنية متميزة احتفت بإرث الأخوين الرحباني وتأثيرهما العميق في المسرح الغنائي العربي بعنوان "المسرح الغنائي. مسرح الرحابنة نموذجاً".
حضر الأمسية أكثر من 600 شخص من عشاق المسرح الطربي الغنائي، حيث استهلت بجلسة حوارية شارك فيها رئيس مسرح دبي الوطني ياسر القرقاوي والمؤلف والملحن مروان الرحباني، حيث استعرضا الإرث الفني للأخوين رحباني، اللذين أحدثا ثورة في عالم المسرح الغنائي العربي عبر المزج الفريد بين الموسيقى والشعر والأداء المسرحي.
وتطرق الحديث لنشأة المسرح الغنائي، وتأثير البيئة اللبنانية في تشكيل هوية أعمال الرحابنة، إلى جانب تسليط الضوء على المحطات المفصلية في مسيرتهم الفنية، بدءاً من الأعمال الأولى ووصولاً إلى الإنتاجات المسرحية الضخمة التي جسدت قضايا المجتمع العربي برؤية فنية راقية.
وعُرضت مجموعة من المواد التصويرية لمشاهد ولقطات من المسرح الرحباني، عكست إمكانات الأخوين رحباني على تقديم دراما موسيقية تمزج بين الأصالة والتجديد؛ وذلك بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد منصور الرحباني، والتي وثقت مسيرته الغنية وإسهاماته الكبيرة في تطوير المسرح الغنائي العربي، إلى جانب رؤيته الفنية التي مزجت بين التراث والحداثة.
وكان ختام الأمسية بمكتبة محمد بن راشد حفلا غنائيا قدمه كورال "شرقيات"، بأجواء المسرح الرحباني، وأداء مجموعة من أجمل أغاني فيروز التي شكلت علامات فارقة في تاريخ الأغنية العربية، من بينها: جينا الدار يا أهل الدار، وقصيدة الإمارات، ويا عاقد الحاجبين، وكانوا يا حبيبي، وحبيتك تنسيت النوم، وآخر أيام الصيفية، ويا بياع الخواتم، وكان عنا طاحون، وغيرها الكثير.