جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-20@14:20:19 GMT

الكرة العُمانية وبرانكو في الميزان

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

الكرة العُمانية وبرانكو في الميزان

 

 

أحمد السلماني

 

أفرزت خسارة الأحمر الكبير من نظيره الأمريكي برباعية قاسية الكثير من الآراء المتباينة حول من هو المسؤول عن هذه الخسارة الثقيلة، ويبدو أننا كنَّا بحاجة إلى "هزة قوية" كهذه لنستفيق وليظهر لنا جميعًا الخلل الكبير الذي تعاني منه الكرة العمانية وكانت نتائج المنتخب قبل ذلك عبارة عن غطاء يخفي تحته "عوار اعتراه الصديد"  وعذرًا على التشبيه.

واتجهت أسهم النقد في غالبيتها نحو مدرب المنتخب الكرواتي برانكو واختياراته من اللاعبين، وأنا هنا لست في موقف الدفاع عنه ولا أبرئه، ولكن الحقيقة هي أنه يتحمل جزءًا من المسؤولية فقط، فطريقة تدريبه واختياراته هي حق أصيل له ويتحمل نتائجها بنفسه لاحقًا، فكيف مرّت ودية أمريكا على مدرب محنك وخبير بأن يذهب بلاعبين هواة لم يعتادوا على مثل هكذا رحلات طويلة ليواجه منتخبًا تصنيفه الـ11 عالميًا فقط تلبية لدعوة الأمريكان، نُريد مثل هذه التجارب القوية شريطة التخطيط الجيد والمسبق لها، المسؤولية مشتركة بين برانكو وإدارة المنتخب.

على كل حالٍ، ما حدث طبيعي جدًا في مؤسسة تعمل وفق نهج "ردات الفعل"!! ومباراة أمريكا لم تكن يومًا ضمن برنامج إعداد المنتخب هذا إن كان هناك برنامج إعداد دقيق وبروزنامة مباريات تعد الأحمر للمعارك القادمة تتجاوز لبنان وفلسطين وسوريا مع كامل التقدير.

من حق الوسط الكروي والجماهير أن تحلم بالوصول لكأس العالم، لكن الغريب في الأمر أن يقتنع كثيرون- ومنهم إعلاميون- بأننا نستطيع أو سنصل فعلًا، وكأن بطاقة الوصول للمونديال قد تصلنا بالبريد المستعجل! على أساس الثمان بطاقات ونصف لآسيا. علينا أن نهدأ قليلًا ونفكِّر بميزان العقل، بالمنطق والأرقام والتاريخ؛ إذ هناك تقريبًا 5 بطاقات معروفة لمن، وما تبقى فالآخرون يفكرون مثلنا، ومع ذلك فالطموح حق مشروع للجميع.

ما حدث وما سوف يحدث، ورغم محاولات بعض الإعلام تحسين الصورة، إلّا أنه ووفق المعطيات؛ فالحقيقة المُرّة تقول إنه وبهكذا عمل لن نذهب أبعد من الكويت وكأس الخليج، فالمسابقات عندنا ضعيفة، هناك 24 ناديًا من أصل 44 تنافس في المسابقات، وأندية أخرى جمدّت فريقها الأول، وأخرى قادمة في المواسم الآتية، ومنتخبات الفئات السنية الثلاثة فشلت في الوصول للنهائيات وذهبت وتلاشت أحلام التأهل مع الريح، ولا أحد يعلم مصيرها ومستقبل لاعبيها، ثم تريدون أن نصل إلى كأس العالم!!

هناك من يتفلسف ويلوم المدرب برانكو إيفانكوفيتش، الرجل أدرك هذا الأمر من البداية وبعد ولاية تدريبه الأولى، "تراه غوازيه محصلنها وبيحصلها".

وكنت أعتقد أن اتحاد الكرة ومع حركات التصحيح التي نلمسها قد وجد ضالته عندما بدأ مشروع تأسيس منتخب الناشئين الحالي؛ إذ إن القائمين عليه جابوا البلاد من الشمال إلى الجنوب وخرجوا لنا بـ"صفوة الصفوة" وفق تصريحاتهم، ونتمنى أن لا يكون هناك من سقط سهوًا بطريقة أو أخرى، وهو أفضل ممن تم استدعاؤهم. هذا عمل جيد لكنه مشروع مبتور وناقص وضلَّ طريقه، وعاد بنا للمربع الأول للأسف!

كنت أتمنى أن تستمر التجمعات المناطقية مع مدربين آخرين وأن نشكّل أكثر من منتخب، وأن نبدأ حتى من البراعم. سبق وأن كان لدينا مشروع ممول من الاتحاد الدولي لكرة القدم وفق هذه الرؤية، وعندما رأى "الفيفا" أننا لم نكن جادين وأن أمواله تذهب في بنود أخرى، رحل بمشروعه إلى فيتنام وتايلند والهند.

أُس وأساس المشكلة أننا لا ولم نمتلك يومًا مشروعًا جادًا للوصول لكأس العالم وقبل ذلك للنهائيات القارية على مستوى منتخبات المراحل السنية، مثل هذا المشروع يحتاج لسنوات من العمل الجاد من القاعدة وصولًا لقمة الهرم، مشروع يُعدّه اتحاد الكرة وتقرُّه وتشترك فيه جمعيته العمومية من الأندية، ثم يُرفع للوزارة وبعد ذلك لمجلس الوزراء من أجل إقراره واعتماد المخصصات المالية وطرق تمويله، بعد ذلك يحق لنا أن نحلم ونفكر بالوصول لكأس العالم.

وكما قال الشاعر:

"وما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا"!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أزمة الدراما العُمانية ودور المسرح

 

 

 

أحمد الرحبي

 

من باب الإنصاف القول بداية إنَّ النشاط الفني الدرامي في عُمان خلال مسيرة أكثر من خمسة عقود، خلق تراكمًا لا بأس به، مُقارنة بالمدة الطويلة التي استغرقها هذا التراكم؛ سواء على مستوى بروز الممثلين العُمانيين، والذين أصبح البعض منهم نجومًا لهم ثقلهم على الساحة العُمانية ولهم حضورهم في الجوار الخليجي، أو على مستوى الأعمال الدرامية، حيث استطاعت الدراما العُمانية إنجاز أعمال درامية حققت حضورًا شعبيًا محليًا..

لكن أبعد من ذلك، لا بُد من القول أيضًا إن الدراما العُمانية لم تتحرك خطوة من مكانها، لم تتطور ولم تتجاوز المفهوم العفوي والتلقائي الخام والمدرسي في الأداء والتمثيل الذي ظل يؤدى في الأعمال الفنية الدرامية العُمانية هكذا كيفما اتفق، بدون جهد في التجسيد أو بذل جهد ملموس من الممثل لمحاولة تقمص الشخصية التي يؤديها، لقد تميزت مشاركة الممثلين في الأعمال الفنية على طول الخط، كما هو واضح من مستوى الأداء الفني لهم، بالاعتباطية والاستسهال وهو الأمر ربما الذي سيطر على فهمنا للأداء الدرامي وحتى في الاشتغال به كمجال فني، في السلطنة.

مشكلة الدراما العُمانية تتمثل في أنها لم تستطع أن تفرض نفسها في الساحة العُمانية كمؤسسة إنتاج فاعل، تُقدِّم منتجًا حقيقيًا موثوقًا؛ فهي لم ترتبط بالاستثمار الطموح فيما يخص الأعمال الفنية والتمثيل، وهي ليس لها ما يُعرف بـ"وسط فني" حقيقي على سبيل المثال، وظلَّت على الهامش بإنتاج موسمي لا يزيد عن عملين أو ثلاثة أعمال فنية في السنة؛ لذلك فإنَّ التمثيل والأداء لم يتطورا؛ إذ لم يتحول التمثيل إلى مهنة يحرص صاحبها على التطوير والإجادة فيها، وما عدا  الصف الأول من النجوم في الدراما العُمانية الذين يشكلون الرعيل الأول فيها، لم يترسخ حضور أجيال جديدة من الممثلين، لذلك نجد في كل عمل فني جديد، يجري الاستعانة بوجوه جديدة يتم إخضاعهم لاختبار مُخفَّف في التمثيل كمعيارٍ لاعتماد مشاركتهم في الأدوار، وهو إجراء لا يكفي ولا يحل المشكلة بقدر ما يفاقمها، ما لم تربط المتقدم للتمثيل بتجربة مسبقة في الأداء الفني، أو حد أدنى من الخبرة أو الاطلاع  أو الثقافة فيما يخص التمثيل، فإن اختبار التمثيل أقصى ما يظهره  في المتقدم للاختبار هو التلقائية والثقة بالنفس، وما اجتمعت التلقائية مع الثقة بالنفس، إلا وأنتجتا، مع غياب الموهبة الفنية، كل غث وسمج في أداء الممثل وحركاته الجسدية، فيكون لا هو أفاد ولا هو استفاد من تجربته التي خاض غمارها في التمثيل.

في المقابل، نجد خشبة المسرح تمثل ورشة كبيرة لصقل مواهب الممثلين والفنانين؛ بما يجعلهم يملكون الفرصة المباشرة في الظهور أمام أعين النظارة، من أجل بعث طاقاتهم الفنية وامتحانها واختبارها أمام جمهور المسرح، وليس أصدق من جمهور المسرح الذي إن قال حسناً، فهو حسن، وإن قال سيئاً، فهو سيئ. ولكون المسرح رافعة قوية للتمثيل والأداء الفني، فقد شكَّل منطلقًا فنيًا وانطلاقة لأغلب الفنانين في الوطن العربي، بداية من الشكل البسيط لمفهوم المسرح، وهو المسرح المدرسي.

وبالنظر إلى أنَّ التمثيل والأداء الفني خرج من عباءة المسرح وأن على خشبته تطور أوائل الممثلين والفنانين العُمانيين وصقلوا موهبتهم الفنية، ودائمًا ما ارتبطت الفترة الزاهية للدراما العُمانية بالمسرح؛ كونه ورشة التدريب والتجريب التي أنتجت أوائل الممثلين في السلطنة.

لذا نجد أن الحل والعلاج لضعف الدراما العُمانية، وللخروج بها من عثرتها التي طالت، هو العودة إلى الاهتمام بالمسرح، وإعطائه مساحة كوسيلة تثقيفية وتعليمية في المجتمع، والاستعانة به كورشة كبيرة، في تطوير وصقل المفاهيم الجمالية والفنية في حياتنا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • استعدادًا لـ غانا.. أحمد رمضان يعلن قائمة منتخب الكرة النسائية لمواجهة الأردن وديًّا
  • اليوم..مباراة العراق والكويت
  • برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 20 مارس 2025: تحذير للمتزوجين
  • تونس تتجاوز ليبيريا في تصفيات كأس العالم
  • اتحاد الكرة يستضيف الاجتماع الفني لمواجهة موزمبيق وأوغندا في تصفيات كأس العالم
  • أزمة الدراما العُمانية ودور المسرح
  • الكرة النسائية.. تقرير عالمي يضع "حبيبة صبري" ضمن أفضل 25 موهبة كروية حول العالم
  • وول ستريت جورنال: مصر ستتضرر من مشروع طريق التنمية في العراق
  • الإمبراطورية العُمانية.. تاريخ مُشرق
  • برج الميزان .. حظك اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025: فحوصات دورية