الكرة العُمانية وبرانكو في الميزان
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
أحمد السلماني
أفرزت خسارة الأحمر الكبير من نظيره الأمريكي برباعية قاسية الكثير من الآراء المتباينة حول من هو المسؤول عن هذه الخسارة الثقيلة، ويبدو أننا كنَّا بحاجة إلى "هزة قوية" كهذه لنستفيق وليظهر لنا جميعًا الخلل الكبير الذي تعاني منه الكرة العمانية وكانت نتائج المنتخب قبل ذلك عبارة عن غطاء يخفي تحته "عوار اعتراه الصديد" وعذرًا على التشبيه.
واتجهت أسهم النقد في غالبيتها نحو مدرب المنتخب الكرواتي برانكو واختياراته من اللاعبين، وأنا هنا لست في موقف الدفاع عنه ولا أبرئه، ولكن الحقيقة هي أنه يتحمل جزءًا من المسؤولية فقط، فطريقة تدريبه واختياراته هي حق أصيل له ويتحمل نتائجها بنفسه لاحقًا، فكيف مرّت ودية أمريكا على مدرب محنك وخبير بأن يذهب بلاعبين هواة لم يعتادوا على مثل هكذا رحلات طويلة ليواجه منتخبًا تصنيفه الـ11 عالميًا فقط تلبية لدعوة الأمريكان، نُريد مثل هذه التجارب القوية شريطة التخطيط الجيد والمسبق لها، المسؤولية مشتركة بين برانكو وإدارة المنتخب.
على كل حالٍ، ما حدث طبيعي جدًا في مؤسسة تعمل وفق نهج "ردات الفعل"!! ومباراة أمريكا لم تكن يومًا ضمن برنامج إعداد المنتخب هذا إن كان هناك برنامج إعداد دقيق وبروزنامة مباريات تعد الأحمر للمعارك القادمة تتجاوز لبنان وفلسطين وسوريا مع كامل التقدير.
من حق الوسط الكروي والجماهير أن تحلم بالوصول لكأس العالم، لكن الغريب في الأمر أن يقتنع كثيرون- ومنهم إعلاميون- بأننا نستطيع أو سنصل فعلًا، وكأن بطاقة الوصول للمونديال قد تصلنا بالبريد المستعجل! على أساس الثمان بطاقات ونصف لآسيا. علينا أن نهدأ قليلًا ونفكِّر بميزان العقل، بالمنطق والأرقام والتاريخ؛ إذ هناك تقريبًا 5 بطاقات معروفة لمن، وما تبقى فالآخرون يفكرون مثلنا، ومع ذلك فالطموح حق مشروع للجميع.
ما حدث وما سوف يحدث، ورغم محاولات بعض الإعلام تحسين الصورة، إلّا أنه ووفق المعطيات؛ فالحقيقة المُرّة تقول إنه وبهكذا عمل لن نذهب أبعد من الكويت وكأس الخليج، فالمسابقات عندنا ضعيفة، هناك 24 ناديًا من أصل 44 تنافس في المسابقات، وأندية أخرى جمدّت فريقها الأول، وأخرى قادمة في المواسم الآتية، ومنتخبات الفئات السنية الثلاثة فشلت في الوصول للنهائيات وذهبت وتلاشت أحلام التأهل مع الريح، ولا أحد يعلم مصيرها ومستقبل لاعبيها، ثم تريدون أن نصل إلى كأس العالم!!
هناك من يتفلسف ويلوم المدرب برانكو إيفانكوفيتش، الرجل أدرك هذا الأمر من البداية وبعد ولاية تدريبه الأولى، "تراه غوازيه محصلنها وبيحصلها".
وكنت أعتقد أن اتحاد الكرة ومع حركات التصحيح التي نلمسها قد وجد ضالته عندما بدأ مشروع تأسيس منتخب الناشئين الحالي؛ إذ إن القائمين عليه جابوا البلاد من الشمال إلى الجنوب وخرجوا لنا بـ"صفوة الصفوة" وفق تصريحاتهم، ونتمنى أن لا يكون هناك من سقط سهوًا بطريقة أو أخرى، وهو أفضل ممن تم استدعاؤهم. هذا عمل جيد لكنه مشروع مبتور وناقص وضلَّ طريقه، وعاد بنا للمربع الأول للأسف!
كنت أتمنى أن تستمر التجمعات المناطقية مع مدربين آخرين وأن نشكّل أكثر من منتخب، وأن نبدأ حتى من البراعم. سبق وأن كان لدينا مشروع ممول من الاتحاد الدولي لكرة القدم وفق هذه الرؤية، وعندما رأى "الفيفا" أننا لم نكن جادين وأن أمواله تذهب في بنود أخرى، رحل بمشروعه إلى فيتنام وتايلند والهند.
أُس وأساس المشكلة أننا لا ولم نمتلك يومًا مشروعًا جادًا للوصول لكأس العالم وقبل ذلك للنهائيات القارية على مستوى منتخبات المراحل السنية، مثل هذا المشروع يحتاج لسنوات من العمل الجاد من القاعدة وصولًا لقمة الهرم، مشروع يُعدّه اتحاد الكرة وتقرُّه وتشترك فيه جمعيته العمومية من الأندية، ثم يُرفع للوزارة وبعد ذلك لمجلس الوزراء من أجل إقراره واعتماد المخصصات المالية وطرق تمويله، بعد ذلك يحق لنا أن نحلم ونفكر بالوصول لكأس العالم.
وكما قال الشاعر:
"وما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا"!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السعودية تدهش العالم وتعيد تعريف سياحة المغامرات عبر مشروع THE RIG
بالقرب من جزيرة الجريد، وعلى بُعد 40 كيلومترًا من خط الساحل، ستتلألأ عما قريب مياه الخليج العربي الفيروزية، عاكسة أضواء منشأة ضخمة واستثنائية وهي تمد أذرعها لتعانق السحاب، فيما تردد صفحة المياه أصداء صيحات الحماسة والمتعة المنطلقة من حناجر الزوار والمصطافين المنغمسين في تحديات مغامراتهم البحرية وأدرينالين رياضاتهم الجريئة.
يبدو ذلك أشبه بالحُلم، نعم. لكنه حُلم مدعوم بسنوات من التفكير والدراسة والتخطيط واستطلاعات الرأي، كما يؤكد رائد بخرجي، الرئيس التنفيذي لمشروع «.THE RIG»، المتوقع افتتاحه في المملكة العربية السعودية ضمن خطة تنفيذ رؤية السعودية 2030، كوجهة غير مسبوقة في المنطقة والعالم للترفيه وسياحة المغامرات.
ويصف بخرجي مشروع «.THE RIG» قائلًا: «لاستيعاب طبيعة المشروع علينا أن ندرك أنه مشروع سياحي إستراتيجي طموح، يستهدف استقطاب أكثر من 900 ألف زائر سنويًا بحلول عام 2032، على متن منصاته الأربع، والممتد على مساحة تزيد على 300 ألف متر مربع، يضم بدوره 3 فنادق بسعة 800 غرفة و11 مطعمًا مختلفًا، إضافة إلى المطاعم الموجودة في منطقة التسوق، والعشرات من الأنشطة الترفيهية بما فيها الرياضات الجريئة والمغامرات السياحية، وباختصار، فإن المشروع متفرد ولم يسبق له مثيل في العالم، ونرى أنه سيمثل نقلة نوعية لقطاع السياحة والترفيه في المملكة والمنطقة، وسيعيد تعريف مفهوم السياحة البحرية بأنواعها».
ويُعد مشروع «.THE RIG» الأول من نوعه عالميًا الذي يتم تشييده من منصات نفط بحرية مُصنعة أو معاد تأهيلها وهو أمر غير مألوف في المشاريع السياحية، ويشرح بخرجي أسباب التركيز على منصات النفط البحرية كوحدات بناء للمشروع، وكيفية تصميمها وبنائها ومن ثم تشغيلها قائلًا: «تمثل منصات النفط البحرية المكونة للمشروع تجسيدًا لإرث المملكة العربية السعودية الغني في قطاع النفط والغاز واحتفاءً به، وسيجري تصميم كل منصة من منصات المشروع ليعكس جانبًا من ذلك الإرث، أما المنصات نفسها، فسيتم تصنيع بعضها بطريقة عصرية قبل أن يتم نقلها إلى موقع المشروع، فيما سيتم جلب البعض الآخر وإعادة تأهيلها، ليكون بذلك أضخم بناء يتم نقله من البر وتثبيته في وسط البحر».
ويتابع: «إن تصميم وبناء مشروع سياحي ضخم مثل «.THE RIG» من منصات نفط يشتمل في حد ذاته على تحديات كبيرة، فلم يسبق لأحد أن قام بالتخطيط لمثل هذا المشروع، لكن التحديات وُجدت للتغلب عليها، وسيشهد الزوار عند افتتاح «.THE RIG» عددًا من الابتكارات غير المسبوقة التي تطال كافة المرافق والأنشطة بالموقع، التي تعتمد في وجودها على أحدث ما أنتجت العلوم والتقنيات، وعلى إبداعات ألمع العقول العاملة في المشروع».