يأمل القادة الإماراتيون أن تتمكن وكالة الفضاء الإماراتية من تسريع الرحلة نحو الحياد الكربوني ووضع الدولة الخليجية كمركز لتكنولوجيا وأبحاث المناخ، بحسب مقال لسوزان صيقلي بـ"معهد دول الخليج العربية في واشنطن" (AGSIW) ترجمه "الخليج الجديد".

سوزان قالت إنه "في 19 سبتمبر (أيلول الجاري)، شهدت أبو ظبي عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي أكمل مهمة مدتها ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية".

وتابعت أنه "بالنسبة للإمارات، يعد برنامج الفضاء أكثر من مجرد طموح لاستكشاف الكون خارج الأرض وإبراز صورة الدولة كقوة اقتصادية حديثة ومتقدمة، إذ يُنظر إلى وكالة الإمارات للفضاء على أنها وسيلة يمكن أن تساعد في تسريع رحلة الدولة إلى صافي الصفر" في إشارة إلى مواجهة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسبب الرئيس لتغير المناخ.

و"في الفترة التي سبقت انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" (COP28)، المقررة في دبي بين 30 نوفمبر (تشرين الثاني) و12 ديسمبر (كانون الأول المقبلين)، رفعت  الإمارات أهدافها المناخية وتطويرها"، كما أضافت سوزان.

وأوضحت أنه "في يوليو/تموز (الماضي)، قدمت (الإمارات) التحديث الثالث لمساهمتها الثانية المحددة وطنيا بموجب اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، مع تحديد أهداف أكثر صرامة للانبعاثات".

وزادت بأنه بعد أن "تم تصنيفها كواحدة من أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الغازات الدفيئة في عام 2019، أخذت الإمارات زمام المبادرة في تنويع مزيج الطاقة لديها، وإدخال قدرة هائلة من الطاقة الشمسية وتشغيل أول محطة للطاقة النووية في العالم العربي".

اقرأ أيضاً

أنجز أطول مهمّة لرائد فضاء عربي.. احتفاء إماراتي بعودة سلطان النيادي

المؤتمر الأممي

و"يوفر مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)  للدولة الغنية بالنفط فرصة لتسليط الضوء على الاستثمارات والمشاريع في البنية التحتية المستدامة والتكنولوجيا أمام جمهور دول، وفرصة لمكافحة تغير المناخ جنبا إلى جنب مع الجهات الفاعلة العالمية الرئيسية"، بحسب سوزان.

وقالت إن "وكالة الإمارات للفضاء من بين الحضور المهمين في القمة المقبلة، إلى جانب وزارة التغير المناخي والبيئة، وقد تم تضمين التركيز على التنمية المستدامة في مهمة الوكالة عند إنشائها في يوليو (تموز) 2014".

واستطردت: "وفي مارس (آذار) 2019، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن الخطة العشرية للوكالة، وهي الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، مع التركيز على الالتزام بالاستدامة".

وبينت أن "الخطة تتضمن استثمارا حكوميا بقيمة 10 مليارات دولار تقريبا، بالإضافة إلى تطوير 10 مركبات فضائية جديدة، على أن يتم توجيه هذه الاستثمارات والتطورات، من بين أمور أخرى، نحو تطوير التكنولوجيا والأبحاث المتعلقة بالاستدامة".

سوزات قالت إنه "من تطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية لتتبع تغير المناخ إلى تطوير قواعد البيانات مع نتائج البحوث الجديدة، تعطي الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 الأولوية لالتزام الوكالة بالاستدامة".

وزادت بأن "هذا يضاف إلى الاستثمارات القائمة التي تجاوزت 6 مليارات دولار، والتي مولت إنتاج 20 قمرا صناعيا مداريا، وإنشاء أكثر من 80 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية عالمية، وخمسة مراكز بحثية مقرها الإمارات".

اقرأ أيضاً

الإمارات مصرة على تجنّب الردّ على انتقاد سجلّها الحقوقي قبل مؤتمر المناخ

الأمن الغذائي

وفي إطار العمل على تطوير صناعة الطيران في الإمارات، وفقا لسوزان، تعاونت وكالة الفضاء أيضا مع وزارة التغير المناخي والبيئة لوضع استراتيجيات لمكافحة تغير المناخ.

وأضاف أن "ذلك شمل مسابقة تم إطلاقها في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، لتقديم تمويل يصل إلى مليون دولار للمقترحات التي تتناول تغير المناخ والأمن الغذائي باستخدام البيانات المجمعة من الفضاء لإنشاء خدمات تدعم الممارسات الزراعية أو البيئية".

وتابعت أنه "في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أطلقت الوكالة مركز بيانات الفضاء، وهو منصة رقمية توفر للعلماء والباحثين والجهات العامة والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع إمكانية الوصول إلى البيانات الفضائية لتطوير حلول لتحديات الاستدامة العالمية".

و"منذ ذلك الحين، قدم مركز البيانات الفضائية تقارير تحليلية عن الكوارث الطبيعية، مثل الزلزال الذي ضرب المغرب في أوائل سبتمبر (أيلول الجاري)، وقام بتقييم الأضرار للمساعدة في تخطيط استراتيجيات الإغاثة"، كما زادت سوزان.

ولفتت إلى أنه "في مايو (أيار الماضي)، وقَّعت وكالة الفضاء مذكرة تفاهم مع شركة بترول أبوظبي الوطنية لتعزيز التعاون في مجال البحث وتطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية في قطاع الطاقة".

وأوضحت أن "قادة الصناعة يأملون أن يوفر التقدم في تكنولوجيا الأقمار الصناعية بيانات مراقبة للأرض، وأن يصبح أداة أساسية في حماية عدد من القطاعات الاقتصادية والحفاظ عليها".

سوزان زادت بأنه "في أوائل مايو (الماضي)، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء المرحلة الثانية من برنامج التحليلات والحلول الفضائية، وهي مبادرة تركز على معالجة تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي، ومراقبة الغازات الدفيئة، ومراقبة التغيرات في البيئة والغطاء النباتي".

و"تركز المرحلة الثانية على ثلاثة تحديات مناخية: جودة الهواء (رصد تلوث الهواء والسيطرة عليه)، والبنية التحتية (تعزيز مراقبة البنية التحتية والصيانة وحلول العمليات)، والخسائر والأضرار (استخدام بيانات الأقمار الصناعية لتتبع وقياس الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ)"، كما أوضحت سوزان.

اقرأ أيضاً

الإمارات تتعاقد مع شركة علاقات عامة أمريكية لتفادي انتقادات قمة المناخ

المصدر | سوزان صيقلي/ معهد دول الخليج العربية في واشنطن- ترجمة وتحرير الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات فضاء تغير مناخي الكربون الأمن الغذائي الأقمار الصناعیة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

5 شروط للانضمام إلى مهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء

آمنة الكتبي (دبي)

أخبار ذات صلة 20.33 مليار درهم استثمارات موانئ أبوظبي في 5 سنوات «السيدات للاستدامة» تعزز دور المرأة في العمل المناخي

تواصل دولة الإمارات تعزيز ريادتها في مجال الفضاء، عبر إطلاق مشاريع طموحة، من بينها برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، الذي يهدف إلى دراسة تأثير العزلة الطويلة والبيئات المغلقة على صحة الإنسان واستعداده لمهام الفضاء الحقيقية، حيث يلعب البرنامج دوراً حيوياً في تعزيز فهم التحديات والفروق الدقيقة، التي تواجه المهام الفضائية طويلة الأمد، كما يظهر الالتزام القوي في دفع التقنيات الابتكارية الضرورية لدعم المهام المستقبلية إلى القمر وما بعده.
ومن خلال محاكاة بيئة الفضاء في منشآت متخصّصة، يتمكن الباحثون من تقييم قدرة البشر على التكيف، وتطوير تدابير وقائية ضد المخاطر المحتملة، وتحسين استراتيجيات العمليات الفضائية، وتهدف الدراسات إلى محاكاة بيئات الفضاء على الأرض، ودراسة تأثير العزلة على صحة رواد الفضاء، بالإضافة إلى ديناميكيات العمل الجماعي، في إطار استعدادات الدولة لخوض مهمات فضائية طويلة الأمد، وتُعد عنصراً أساسياً في أبحاث المهمات الفضائية المأهولة، كونها تساعد في تطوير استراتيجيات استكشاف الفضاء، مثل الرحلات المستقبلية إلى القمر والمريخ.
وحدّد مركز محمد بن راشد للفضاء عدداً من الشروط المهمة، حيث يتطلب أن يكون المشاركون مواطنين إماراتيين تتراوح أعمارهم بين 30 و55 عاماً، يتمتعون بصحة بدنية جيدة ويستوفون المتطلبات الطبية واللياقة البدنية، كما سيخضع المتقدمون لفحص طبي لتقييم ملاءمتهم البدنية والنفسية للدراسة، بما في ذلك تقييم نفسي لضمان استعدادهم لظروف العزلة خلال فترة الدراسة.
كما يجب أن يكون المتقدمون حاصلين على درجة بكالوريوس في مجالات مثل الرعاية الصحية، والهندسة، والبرمجة والتكنولوجيا، مع تفضيل حاملي الدرجات العليا أو الخبرات المتخصّصة، وتعتبر الخبرة في مجال التدريس ميزة إضافية، كما يجب على المتطوعين الحفاظ على لياقتهم البدنية، بما في ذلك تسجيل يوميات التمرين قبل بدء الدراسة. كما تُعد إجادة اللغة الإنجليزية شرطاً ضرورياً، حيث سيتم التعامل مع جميع الوثائق والبروتوكولات باللغة الإنجليزية.
وتُعد مهام محاكاة الفضاء نوعاً من المهمات الفضائية التي يتم إجراؤها على الأرض، وتحاكي ظروف الحياة التي يعيشها رواد الفضاء، خلال مهمة فعلية في الفضاء، وتوفّر هذه المهام بيئة مراقبة للباحثين لدراسة التأثيرات الفيزيائية والنفسية للسفر الفضائي طويل المدى على الإنسان، كما أن المهام حاسمة في تطوير علم الفضاء، حيث توفر وسيلة لاختبار التقنيات والأساليب الجديدة لاستكشاف الفضاء، وتحسين فهمنا للسلوك البشري والفسيولوجيا، وتطوير استراتيجيات لتعزيز سلامة وأداء الطاقم.
 ومن خلال محاكاة بيئة مشابهة للفضاء في منشآت على سطح الأرض، يتمكن الباحثون من تقييم قدرة البشر على التكيف، وتطوير تدابير وقائية ضد المخاطر المرتبطة بالفضاء، فضلاً عن تحسين استراتيجيات العمليات، التي ستكون حاسمة لنجاح المهمات المستقبلية. وتشمل التجارب التي سيتم تنفيذها في إطار دراسات محاكاة الفضاء اختبار استجابة الأفراد للعيش في مساحات ضيقة لفترات طويلة، والتغيرات التي تطرأ على الجسم البشري في بيئة خالية من الجاذبية، بالإضافة إلى اختبار تقنيات ومعدات جديدة، ومركبات، ومساكن، ووسائل اتصال، وتوليد طاقة، وأنظمة تنقل، وبنية تحتية، ووسائل تخزين. 
3 مهام
تعنى دولة الإمارات العربية المتحدة بأهمية المهام التشابهية في تطوير علم الفضاء، ونفذت 3 مهام لمحاكاة الفضاء بنجاح، منها المشاركة في مهمة «سيريوس 21»، بالإضافة إلى مشاركة الدكتور شريف الرميثي وعبيد السويدي في مهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء ضمن إطار برنامج أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية «هيرا»، حيث يُعد مجمع «هيرا» منشأة فريدة، مصممة خصيصاً لتمكين العلماء من دراسة كيفية تكيف أفراد الطاقم مع العزلة، والاحتجاز في بيئات تحاكي الظروف الفضائية.
وساهمت نتائج الدراسات بشكل جوهري في صياغة استراتيجيات المستقبل لمهمات استكشاف الفضاء، بما في ذلك المريخ، ما يعزّز مكانة دولة الإمارات لاعباً رئيساً في مجال استكشاف الفضاء عالمياً.

مقالات مشابهة

  • مؤشر تغير المناخ 2025.. مصر تحقق تقدما ملحوظا وسط تحديات الطقس والكوارث الطبيعية
  • إطلاق أول رحلة فضائية مأهولة تحلّق فوق قطبي الأرض
  • المملكة تطلق مهمة بحثية إلى المدار القطبي للفضاء ..فيديو
  • “كذبة نيسان من الفضاء”.. رائد روسي يمازح أنصار فرضية “الأرض المسطحة” بصور فضائية (صور)
  • شكلها تغير بالكامل.. طبيب يوضح ما فعله الفضاء برائدة ناسا سونيتا ويليامز
  • 5 شروط للانضمام إلى مهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء
  • هل السفر عبر الزمن ممكن؟.. العلم يجيب!
  • وكالة البحرين للفضاء: “المنذر” يستقر في مداره ويبدأ مرحلة التحقق من الأنظمة الأساسية بنجاح
  • سبايس إكس تستعد لإطلاق أول رحلة مأهولة فوق قطبي الأرض
  • في رحلة تجريبية.. تحطم اول صاروخ مداري يطلق من اوربا