بلدية مسقط: بعض الحالات الطارئة تستدعي إغلاقًا كاملًا.. واستبعدنا بعض المقترحات حرصًا على سلامة الجميع

الوائلي: ندرس إنشاء نفق "بوشر- العامرات" مع بقية المؤسسات الحكومية

اليحمدي: يمكن الاستفادة من شارع الجبل سياحيًا وإنشاء نفق

المزروعي: شارع الجبل يستنزف أموال الدولة لإجراء الصيانات الدورية

المعشري: يمكن طرح إنشاء النفق على مستثمرين ويكون العبور مقابل رسوم سنوية

 

الرؤية- سارة العبرية

تزداد شكاوى المواطنين- يومًا بعد يوم- بسبب الازدحام المروري للقادمين من ولاية العامرات إلى وسط العاصمة، وذلك بسبب قرار بلدية مسقط غلق شارع الجبل "عقبة العامرات" كليًا للقادمين من الولاية باتجاه بوشر ولمدة 4 أشهر، مؤكدين أن القرار جاء في أكثر أوقات السنة ازدحامًا والتزامن مع عودة الطلبة للمدارس.

ويشهد الطريق البديل "العامرات- وادي عدي" كثافة مرورية خانقة، جعلت الكثير من المواطنين يطالبون بإيجاد حل بديل وسريع للحد من هذا الازدحام الذي تسبب في تأخر الطلاب عن الوصول إلى مدارسهم في الوقت المحدد وتأخر وصول الموظفين إلى مقرات عملهم.

وأرجعت بلدية مسقط أسباب القرار إلى إجراء صيانة الحمايات اللازمة في الطريق، مع فتح مسار واحد خلال فترة الذروة الصباحية من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة التاسعة صباحًا يومياً للتخفيف من حدّة الزحام.

وفي تصريحات لـ"الرؤية"، توضح بلدية مسقط أن طريق "عقبة العامرات" له خصوصية دون بقية الطرق، إذ إن هطول الأمطار يتسبب أحيانا في تساقط الصخور والأتربة على الطريق، ولذلك يحتاج هذا الطريق إلى صيانة دورية حرصاً على سلامة الجميع.

وأشارت إلى أنها تحاول تجنب صيانة الطرق والإغلاقات المرورية في أوقات الذروة، إلا أن بعض الحالات الطارئة تستدعي الإغلاق الكامل لتنفيذ أعمال الصيانة، مضيفة أنه تمت دراسة مقترح فتح مسار واحد من الطريق طوال فترة إجراء الصيانة، إلا أنه تم استبعاد هذا المقترح لأن المقاول يستخدام معدات ثقيلة في موقع العمل وهو ما يشكل خطرا على المركبات التي تمر من الطريق.

وذكرت البلدية أنَّه تم استبعاد فكرة تحويل مسار الشارع المخصص للقادمين من بوشر إلى العامرات، ليكون ذا اتجاهين، بسبب خطورة هذا المقترح ولطبيعة المنحدر الجبلي وطريقة تصميم الطريق، مضيفة أنَّ البلدية حاولت تخفيف الزحام على الطريق البديل "العامرات-وادي عدي" بزيادة وقت مرور القادمين من العامرات في الإشارات الضوئية بتقاطع وادي عدي.

ويرى عدد من سكان ولاية العامرات ضرورة إنشاء نفق يربط الولاية بوسط العاصمة، ليكون بديلا آمنا للمسار الجبلي الحالي، كما أنه سيحقق مردودا اقتصاديا كبيرا من خلال إنعاش سوق العقارات في العامرات وسيكون لذلك الأثر الإيجابي الكبير على قطاع الاستثمار.

من جهتها، علقت بلدية مسقط بأن فكرة إنشاء النفق ليست جديدة وهي تعمل على دراسة حلول بديلة تساعد في التخفيف من الزحام وربط ولاية العامرات بوسط العاصمة لتسهيل تنقل المواطنين والمقيمين، مضيفة أن مقترح النفق يحتاج إلى دراسة متأنية لمختلف الجوانب الفنية والجيولوجية والاقتصادية والاجتماعية وبالتنسيق مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، كما أنه يحتاج إلى اعتماد ماليٍّ مع مراعاة الأولويات والتوجهات العامة.

ويلفت المهندس إبراهيم بن حمود الوائلي المدير التنفيذي للإستراتيجية العمرانية في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، إلى أنه يتم دراسة إنشاء نفق "بوشر – العامرات" بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص بما في ذلك بلدية مسقط ووزارة المالية، وأن المشروع قد تمَّت دراسته لتحديد مدى ضرورته، وسيتم تحديد مراحل التنفيذ وفقًا لأولويات الاحتياجات، وذلك في كلمته بحلقة عمل حول "المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى".

 

ويقول سعادة مالك بن هلال اليحمدي عضو مجلس الشورى وممثل ولاية بوشر، إن إنشاء النفق سوف يسهل الحركة بين بوشر والعامرات ويزيد من تدفق السكان ويسهل الحركة المرورية، لافتا إلى أن إنشاء النفق لا يعني إلغاء شارع الجبل وإنما لتكون الحركة المرورية أكثر انسيابية، وتحسبا لأي طوارئ يتعرض لها شارع الجبل.


 

ويقترح اليحمدي تحويل الشارع الجبلي إلى معلم سياحي يتضمن مقاه وفندق، الأمر الذي سيعود بالنفع على الجانب الاقتصادي وتعزيز القطاع السياحي، مضيفا: "البعض يقترح أن يتم طرح النفق للاستثمار، لكن هذا الأمر يحتاج إلى دراسته بشكل تفصيلي، لأنه إذا تم طرح مشاريع البنى الأساسية على مستثمرين، فهل سيتحكم المستثمر في هذه البنية وسيفرض الرسوم على مستخدمي هذه الخدمة أم لا".

ويلفت عضو مجلس الشورى إلى أن غلق شارع الجبل كلياً يؤدي إلى تأخر الأعمال ويؤثر على مختلف الشرائح من الموظفين وطلبة المدارس والجامعات، ويتسبب في الأضرار المعنوية والمادية والاجتماعية والاقتصادية.

ويُبيّن سليمان بن سيف المزروعي- من سكان ولاية العامرات، أنَّ فكرة إقامة طريق عقبة العامرات لم تكن جيدة منذ البداية، وأن النفق هو الخيار الأمثل، موضحا: "الانهيارات الصخرية متكررة، وحواجز الحماية تحتاج إلى تكاليف مالية باهظة للصيانة، وهذا الأمر يستنزف أموال الدولة، كما أن الطريق الحالي لا يسمح بعبور الشاحنات، ويؤثر بشكل كبير على الربط التجاري  بين ولايتي بوشر والعامرات".


 

ويقول إن الحل الأمثل هو إنشاء نفق جبلي مع الاحتفاظ بالطريق الحالي كبديل، أو القيام بتخفيض ارتفاع الطريق وحفر مسار جبلي يسهل عملية الانتقال من وسط العاصمة للعامرات والعكس.

ويشير سالم بن علي المعشري- من سكان العامرات- إلى أن التوقيت الحالي لصيانة عقبة العامرات غير مُناسب لأنه توقيت عودة المدارس والجامعات وعودة موظفي الشركات والوزارات إلى أعمالهم، مبينا: "شارع الجبل لا يعد حلا لمشكلة اختصار الطريق؛ لأن مرتادي الطريق يضطرون إلى إصلاح مركباتهم كل شهر بسبب المشاكل الفنية التي تتعرض لها السيارات بسبب ارتفاع الجبل".


 

ويوضح المعشري: "خرجت من العامرات الساعة التاسعة صباحًا في يوم الثلاثاء، وواجهت ازدحاما في الدوارين الأول والثاني، واضطررت لاستخدام طريق المحج تحت الجسر، وفعل ذلك الكثير من أولياء الأمور والموظفين، وتوقف الطريق لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين، وهذا الأمر لن يستطيع أحد أن يتحمله لمدة 4 أشهر، ويجب أن يكون إغلاق طريق العقبة في الليل فقط".

ويضيف: "يُفضّل أن تتم أعمال الصيانة خلال إجازة الصيف، ونحتاج إلى دراسة إنشاء نفق في منطقة العامرات لأن الولاية كبيرة وبها عدد كبير من السكان، كما يمكن طرح إنشاء النفق على مستثمرين وتحصيل رسوم عبور سنوية بقيمة 10 ريالات تدفع عند تجديد الملكية وتذهب للمُستثمر الذي سيُحقق أرباحاً كبيرة".

أما الناشط الاجتماعي بدر المعشري، فيقول إن ولاية العامرات تشهد نموا سكانيا متصاعدا يحتاج إلى تطوير في البنية الأسياسية، موضحا: "حاليا يوجد فقط طريقان في الولاية، وهما طريق وادي عدي الذي يستخدمه الجميع، بينما يُعتبر طريق العقبة خطيرا ويتسبب في وقوع حوادث وحرائق للسيارات خلال الصيف، ونطالب وزارة النقل بضرورة التدخل وإيجاد حل فوري لهذه الأوضاع الخطيرة".


 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة

لا يختلف إثنان، على معاناة سكان جدة، والأحياء الشمالية على وجه الخصوص، من حالات الازدحام الخانقة التي تشهدها شوارع وأحياء جدة وعلى مدار الساعة.
والملفت في هذا الخصوص: استمرار الازدحام دون أن تبدو في الأفق أي بادرة تنهي معاناة سكان جدة وأحيائها الشمالية.

وبمعايشة حالات الازدحام وأسبابها، فثمة ملاحظات واقتراحات، أضعها أمام مسؤولي مرور جدة، فربما يساعد ذلك مسؤولي المرور في وضع حدّ للازدحام غير المسبوق الذي تشهده مدينة جدة.
أولا: الملاحظ أن حالة الازدحام المروري، بسبب نسبة لا بأس بها من سيارات، تقوم بنقل العمالة من وإلي مناطق عملهم، في أوقات الذروة، ما يسبِّب حالة الازدحام، الأمر الذي ينبغي معه، وضع حدّ لاستهتار العمالة، ما يؤدي لمشاكل ازدحام الشوارع، ويتسبّب في معاناة لسكان جدة.

ثانيا: من الضروري لمرور جدة، دراسة تطبق خيار أرقام اللوحات الفردية والزوجية، بمعني أن يخصص يوماً لحملة لوحات الأرقام الفردية، على ان يخصص اليوم التالي لحملة اللوحات الزوجية.
ثالثا: أن يقوم مسؤولو المرور في جدة والعاصمة الحبيبة بمنع تنقل السيارات في ساعات الذروة إلا بحمولة محددة، على أن يمنع تنقل السيارات بحمولة لا تقل عن ثلاثة ركاب.

رابعا: من الملاحظ تزايد حالات الازدحام أمام المدارس، ومطلوب تقديم مقترح لإدارات تلك المدارس بوضع خطة تنظّم خروج الطلاب بإشراف أمني في نهاية اليوم الدراسي، بشكل لا يعرقل حركة السير للآخرين عند انتهاء اليوم الدراسي، حيث أن الطريقة الحالية المتبعة، تسير بطريقة عشوائية ومرتجلة، ما قد يعرِّض سلامة الطلاب للخطر عند توجههم للسيارات.
خامسا: إلغاء “اليوتيرنات” الحالية في طريق الملك عبد العزيز، والتي تتسبّب في الوقت الحاضر باختناقات مرورية كثيفه، تسهيلاً لحركة سير السيارات، خصوصاً في ساعات الذروة.

أتمنى أن تساهم هذه المقترحات في تخفيف العبء الكبير الذي يقوم به مرور جدة حالياً، وخصوصاً في ساعات الذروة، والذي لا ينكره أحد، بالتخفيف ولو جزئياً من معاناة سكان شمال جدة عامة، وسكان أبحرالشمالية علي وجه الخصوص.

• كاتب رأي
ومستشار تحكيم دولي

mbsindi@

مقالات مشابهة

  • بثلاثية.. برشلونة يتجاوز عقبة بريست
  • من عقبة العامرات إلى جسر هونغ كونغ
  • «كاك بنك» يدعم مدرسة عقبة بن نافع بمنظومة طاقة شمسية
  • بولندا تبحث إنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في مصر
  • بالفيديو.. سقوط لوحة مرورية على شاحنة بنفق بئر مراد رايس
  • حملة لإزالة العشوائيات ومسببات الازدحام المروري في أمانة العاصمة
  • اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة
  • النقل: استكمال أعمال حفر وربط حوض تصنيع النفق المغمور مع قناة خور الزبير
  • أمانة العاصمة.. حملة لإزالة العشوائيات ومسببات الازدحام المروري
  • تطوير نوع جديد من البلاستيك قابل للتحلل في المحيطات