بعد توجيه القضاء اتهامات للسيناتور الأميركي، بوب مينينديز، بتلقي رشاوى مقابل تقديم معلومات للحكومة المصرية، ضمن اتهامات أخرى طالته، يتساءل البعض حول حقيقة حاجة القاهرة لمعلومات من سيناتور وهي التي تعد حليفة للولايات المتحدة.

صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أجابت على هذا الاستفسار بالقول إن الأمر في الواقع يتعلق بالمساعادات التي تتلقاها القاهرة منذ سنوات من واشنطن، والتي تراجعت إلى حد كبير بسبب "تراجع الحريات وتدهور حقوق الإنسان، خصوصا خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي".

واتهم مدعون فيدراليون مينينديز، بالسعي لمساعدة مصر في الالتفاف على القيود المفروضة على المساعدات، والتي فرضها الكونغرس بسبب سجل حقوق الإنسان في البلاد. 

وتضمنت هذه الإجراءات، حسب الصحيفة، كتابة رسالة وهمية إلى أعضاء في مجلس الشيوخ تطلب منهم رفع الحجز عن 300 مليون دولار مخصصة لمصر. 

ونفى مينينديز وزوجته، نادين، المتهمة هي الأخرى، بارتكاب أي مخالفات بالخصوص.

لسنوات، كانت مصر ثاني أكبر متلق للمساعدات الأميركية، بعد إسرائيل.

وكان هذا جزئيا مكافأة لاعترافها بإسرائيل وتعاونها في مجال تأمين الشريط الحدودي مع غزة، على طول البحر الأبيض المتوسط.

وخلال حكم الرئيس السابق، حسني مبارك، الذي دام ثلاثة عقود، لم يتغير كثيرا هذا الوضع، لكن خلال الربيع العربي، عندما أجبرت المظاهرات التي استمرت ثلاثة أسابيع تقريبا مبارك في عام 2011 على التنحي عن السلطة. وحوكم في نهاية المطاف بتهم تتعلق بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة، تغير كل شيء.

خلف مبارك، لفترة وجيزة، الرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، قبل وصول السيسي إلى السلطة في عام 2013.

ولا يزال السيسي رئيسا حتى اليوم، بينما ظل وضع حقوق الإنسان محل انتقاد العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، في تقرير حديث، إن "السلوك العنيف من قبل عملاء الحكومة كان هو القاعدة" في عهد السيسي، حيث استهدف الصحفيين والمعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان.

السيسي، الذي التقى بالرئيس الأميركي، جو بايدن، العام الماضي على هامش قمة المناخ في مصر، والذي التقى في مناسبتين مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أدار ظهره لمناشدات الولايات المتحدة الخاصة باللإفراج عن العديد من النشطاء. 

وبمرور الوقت، أدى سجل حقوق الإنسان هذا إلى تراجع دعم الكونغرس والمساعدات التي أقرت في السابق لصالح مصر، وهو تحول يقول ممثلو الادعاء إن مينينديز كان يعمل على كبحه.

في وقت سابق من هذا الشهر، أشادت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ بقيادة كريستوفر مورفي (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت) بقرار منفصل اتخذته إدارة بايدن بحجب 85 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، ودعوا إلى تقييد 235 مليون دولار أخرى من المساعدات الأمنية، قائلين "لقد فشل السيسي في إحراز أي تقدم في مجال حقوق الإنسان".

وقال مورفي في ذلك الوقت "أطلقت مصر سراح أكثر من 1600 سجين سياسي منذ أوائل عام 2022، هذه أخبار جيدة، لكن خلال نفس الفترة، قاموا بسجن 5 آلاف آخرين، لذا، مقابل كل سجين سياسي تفرج عنه مصر، هناك ثلاثة سجناء آخرين".

ثم تابع "هذه خطوة إلى الأمام، وثلاث خطوات إلى الوراء".

وفي خطاب طويل، تابع مورفي رده على أعضاء في الكونغرس رأوا أن مصر ستنهي تعاونها الأمني، بما في ذلك جهود مكافحة الإرهاب في صحراء سيناء، إذا تم قطع المساعدات، قائلاً إن ذلك لن يحدث. 

واعترف مورفي بأن الإدارات السابقة من كلا الحزبين، في عهد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب، تجاهلت الحاجة إلى تقييد المساعدات لمصر، لكنه قال "الآن يجب على إدارة بايدن أن تتمسك بهذا النهج".

أطلق بايدن في نهاية المطاف مبلغ 235 مليون دولار من المساعدات الأمنية، الأمر الذي خيب آمال مورفي، الذي وصفها بأنها "فرصة ضائعة لنظهر للعالم أن التزامنا بتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية هو أكثر من مجرد حديث".

وحتى مساء الجمعة، لم يكن مورفي قد أصدر بعد بيانا بشأن لائحة الاتهام الموجهة إلى زميله الديمقراطي مينينديز.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حقوق الإنسان ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف علاقة الرجفان الأذيني بالخرف

أظهرت دراسة جديدة، هي الأكبر من نوعها تقريباً، عُرضت في المؤتمر العلمي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب الذي بدأ أعماله أمس في فيينا، ارتباط الرجفان الأذيني (عدم انتظام ضربات القلب) بزيادة احتمالات الإصابة بالخرف.

وقالت الدراسة، التي تعتبر الأكبر من نوعها من حيث البيانات في أوروبا، إن وجود الرجفان الأذيني يزيد من خطر الإصابة بالخرف مستقبلاً بنسبة 21% لدى المرضى الذين شُخِّصوا بهذه المشكلة القلبية دون سن 70 عاماً.

عدم انتظام ضربات القلب

ووجد فريق البحث من مستشفى جامعة بيلفيتغي في برشلونة، أن تشخيص عدم انتظام ضربات القلب يزيد من خطر الإصابة بالخرف المبكر (يشخِّص قبل سن 65 عاماً) بنسبة 36%.

وبحسب "مديكال إكسبريس"، كان الارتباط أقوى بين الحالتين لدى البالغين الأصغر سناً، وانعدم لدى كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً فأكثر.

وقال الدكتور جوليان رودريغيز غارسيا الباحث المشارك: "هذه أكبر دراسة أوروبية قائمة على السكان تُقيِّم العلاقة بين الرجفان الأذيني والخرف. كان الارتباط أقوى لدى المرضى دون سن 70 عاماً، وكان في ذروته لدى مرضى الخرف المبكر". 

ويُسبب الرجفان الأذيني عدم انتظام ضربات القلب، وهو شائع نسبياً، إذ يُصيب 2-3% من عامة السكان، ويزداد انتشاره مع التقدم في السن.

وفي هذه الدراسة الجديدة، قيّم الباحثون الارتباط المستقل بين الرجفان الأذيني والخرف في كتالونيا، بإسبانيا. وشملت الدراسة الرصدية السكانية أفراداً بلغوا، في عام 2007، 45 عاماً على الأقل، ولم يُشخصوا سابقاً بالخرف، وبلغ عددهم أكثر من 2.5 مليون شخص.

تأثير العُمر

ووُجد أن العمر يؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الرجفان الأذيني والخرف. 

وفي تحليلات مُحددة مُصنفة حسب العمر، ضعفت قوة الارتباط بين الحالتين تدريجياً مع التقدم في السن.

وكان المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و50 عاماً، والمصابون بالرجفان الأذيني أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار 3.3 مرات مقارنةً بمن لا يعانون منه. 

أما لدى مرضى الرجفان الأذيني الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، فلم يُعثر على أي ارتباط.

مقالات مشابهة

  • الكتاب الأبيض يرصد إنجازات بارزة في حقوق الإنسان بمنطقة شيتسانغ الصينية
  • دراسة تكشف علاقة الرجفان الأذيني بالخرف
  • اكتشاف علاقة بين السمنة واضطرابات النوم
  • بين الدعاية والتضليل.. كيف يؤثر الإعلام بقضية الاحتلال في حرب الإبادة ضد غزة؟
  • سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة تلتقي السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام
  • منال عوض: الاستجابة لـ78 شكوى لمواطنين بالمحافظات بوحدة حقوق الإنسان
  • دعوات دولية لإنشاء آلية متابعة لانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا
  • "مفوضية حقوق الإنسان": قلقون من سياسة التهجير القسري في غزة
  • منظمتان حقوقيتان تطالبان مجلس حقوق الإنسان بآلية دولية لسد فجوة المساءلة في ليبيا
  • سجل حافل في حقوق الإنسان.. أمينة بوعياش تحظى من جديد بثقة جلالة الملك