أطفال يأكلون العشب والحشرات.. المنظمات الإنسانية تقلص الخدمات المنقذة للحياة في إفريقيا
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
يقوم اللاجئون الفارون من الحرب في السودان إلى تشاد، بإطعام الأطفال الجائعين العشب والحشرات بعد أن أوقفت وكالات الأمم المتحدة التي تعاني من ضائقة مالية حصص الغذاء.
في جمهورية الكونجو الديمقراطية، تعاني العيادات التي تعالج ضحايا العنف الجنسي من نقص الإمدادات الأساسية مثل مسكنات الألم. وفي مالي، هناك 200 ألف طفل نازح آخر خارج المدرسة لأن الحكومات الأوروبية خفضت التمويل.
وفقا لتقرير نشرته وول ستريت جورنال، في جميع أنحاء أفريقيا، قطع المساعدات الدولية من بعض أكبر الجهات المانحة في القارة، أدي إلي تقليص المنظمات الإنسانية الخدمات الطبية المنقذة للحياة، والمساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات الحيوية للفئات الأكثر ضعفاً.
هذا العجز أيضًا نتيجة لارتفاع أسعار الضروريات مثل القمح والوقود، وظهور صراعات جديدة وكوارث طبيعية في القارة، وتحويل الجهات المانحة الرئيسية التمويل للاستجابة إلى الحرب في أوكرانيا.
أثار قرار بعض الحكومات بخفض تدفقات المساعدات انتقادات من الولايات المتحدة، التي زادت تعهداتها للقارة هذا العام، بعد تقليصها عام 2021.
في العام الماضي، انخفضت المساعدات المقدمة لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من الدول الغنية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبة 8٪ إلى 29 مليار دولار مقارنة بعام 2021، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن نفس المجموعة من الدول أنفقت 16 مليار دولار على المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، ارتفاعا من أقل من مليار دولار في العام السابق.
قالت حكومات المملكة المتحدة والدنمارك والسويد إنها أعادت تخصيص الأموال التي كانت مخصصة في البداية للمساعدات الخارجية لتغطية تكاليف تدفق اللاجئين الأوكرانيين إلى بلدانهم بدلاً من ذلك.
تقول جماعات الإغاثة إن التمويل أصبح أكثر تقييدًا هذا العام، حيث تكافح من أجل جذب التبرعات لحالات الطوارئ الإنسانية في أفريقيا، بما في ذلك الحرب الأهلية التي بدأت في السودان في أبريل، وموجة الجفاف غير المسبوقة في شرق أفريقيا، والأزمات المستمرة مثل الصراع في شرق الكونجو.
أرجع عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، نقص تمويل وكالته إلى "إرهاق المانحين" في أعقاب سلسلة من الصدمات الكبرى، مثل الوباء، في السنوات الأخيرة.
وقال: "في ما يقرب من 50% من البلدان التي نعمل فيها، اضطررنا إلى خفض الحصص الغذائية أو تقليل عدد الأشخاص الذين يحصلون على المساعدة".
كان نقص التمويل للأزمات الإنسانية موضوعا في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث أجرى الزعماء الأفارقة مقارنات مع ما يقولون إنه استجابة أكثر سخاء من الحكومات الغربية لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا وكذلك مساعدة الأوكرانيين الفرار من الحرب.
أثرت التخفيضات على الدعم المقدم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، التي خفضت حكومة المملكة المتحدة مساهمتها فيها بنسبة 60% هذا العام، وفقًا لليونيسيف. واضطرت المنظمة إلى تقليص برامج التطعيم في إثيوبيا وتعليم الأطفال الذين نزحوا بسبب التمرد الإسلامي المزدهر في مالي. كما خفضت المملكة المتحدة أيضًا ميزانية مساعداتها للسودان إلى 27 مليون دولار من 43 مليون دولار في السنة المالية 2022-23.
قالت مؤسسة كوروس إنترناشيونال الخيرية ومقرها الولايات المتحدة، والتي تحصل على تمويل من حكومة المملكة المتحدة، إنها اضطرت إلى إغلاق العيادات التي تعالج الناجين من العنف الجنسي في شرق الكونجو بعد نفاد مسكنات الألم والأدوات المستخدمة للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والحمل الناتج عن الاغتصاب.
قال برنامج الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة إنه أغلق عيادات في السودان والكونجو بعد نقص التمويل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخفيضات المملكة المتحدة، مما جعله يعمل بمبلغ 12.7 مليون دولار هذا العام، أي حوالي ربع ما كان عليه إنفاقه في عام 2022.
قالت نادية ليفيك، المديرة الإقليمية لشرق وسط وجنوب أفريقيا في كوروس إنترناشيونال: "إن الجهات المانحة التي تقدم المساعدة بانتظام لم تعد موجودة".
قالت اليونيسف هذا الأسبوع إن حوالي 1200 طفل دون سن الخامسة لقوا حتفهم بسبب الحصبة وسوء التغذية في مخيمات اللاجئين السودانية منذ مايو، وأن آلاف الأطفال حديثي الولادة معرضون للخطر حيث أدت الحرب في البلاد إلى نزوح ملايين الأشخاص وتعطيل خدمات الصحة وغيرها من خدمات الدعم. وقد تلقت المفوضية ربع مبلغ الـ 838 مليون دولار الذي طلبته لمساعدة 10 ملايين طفل في السودان هذا العام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اللاجئون الأمم المتحدة السودان المملکة المتحدة ملیون دولار فی السودان هذا العام
إقرأ أيضاً:
وكالة: إنهاء ترامب لبرامج المساعدات يعرض الملايين في اليمن للخطر
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت مصادر في مجال الإغاثة الاثنين إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستنهي معظم، إن لم يكن كل، المساعدات الأمريكية المتبقية لأفغانستان واليمن، في خطوة وصفها برنامج الأغذية العالمي بأنها قد تكون بمثابة “حكم بالإعدام” على ملايين الأشخاص.
وأنهت وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالفعل العديد من برامج المساعدات لأكثر من 12 دولة منها الصومال وسوريا مطلع الأسبوع، وفقا لسارة تشارلز الرئيسة السابقة لمكتب الشؤون الإنسانية في الوكالة وتسعة مصادر من بينها ستة مسؤولين أمريكيين حاليين يعملون في المساعدات الإنسانية طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
وبلغ إجمالي قيمة المساعدات التي تم خفضها أكثر من 1.3 مليار دولار، بحسب أرقام منظمة (ستاند أب فور إيد). ويشمل ذلك 562 مليون دولار لأفغانستان و107 ملايين دولار لليمن و170 مليون دولار للصومال و237 مليون دولار لسوريا و12 مليون دولار لغزة.
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن إنهاء التمويل الأمريكي للمساعدات الغذائية الطارئة “قد يعد حكما بالإعدام على الملايين الذين يواجهون الجوع الشديد والمجاعة”، وقال إنه على اتصال بإدارة ترامب للحصول على مزيد من المعلومات.
وفي منشور على منصة إكس، قالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن خفض التمويل “سيؤدي إلى تعميق الجوع، وتأجيج عدم الاستقرار، وجعل العالم أقل أمانا إلى حد كبير”.
وأحال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية رويترز إلى البيت الأبيض عند سؤاله عن إنهاء برامج المساعدات. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب التعليق. وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الأمم المتحدة تسعى للحصول على تفاصيل بشأن العقود الملغاة.
والتخفيضات أحدث خطوة في حملة إدارة ترامب لتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الجهة الأمريكية الرئيسية للمساعدات الإنسانية. وألغت إدارته برامج منقذة للحياة بمليارات الدولارات من منذ أن بدأ الرئيس الجمهوري ولايته الثانية في 20 يناير/ كانون الثاني.
وقال ثلاثة من المصادر إن العديد من البرامج التي ألغيت حصلت على إعفاءات من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لتجنب تخفيضات برامج المساعدات الخارجية التي تنفذها إدارة الكفاءة الحكومية بقيادة الملياردير إيلون ماسك منذ فبراير/ شباط.
والولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات لأفغانستان التي تحكمها طالبان، ولليمن الذي تسيطر حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على مساحات كبيرة منه. ويعاني كلا البلدين من حرب مدمرة لسنوات.
قال أحد المصادر “أُلغيت جميع منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المتبقية لأفغانستان”. وأوضح المسؤولون أن التمويل الملغى شمل مساعدات لوكالة تابعة للأمم المتحدة معنية بمساعدة النساء والفتيات وبرنامج الأغذية العالمي وست منظمات غير حكومية على الأقل.
وقالت خمسة مصادر إن المساعدات المقدمة من مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية للأفغان انتهت أيضا.
وتتوقع عدة مصادر وخبراء أن يؤدي إنهاء البرامج إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في العالم مما يعرض الملايين اليائسين لخطر المجاعة، وقد يتسبب في موجات جديدة من الهجرة غير الشرعية.
وقالت السناتور الديمقراطية جين شاهين العضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ “على الرغم من التأكيدات المستمرة بأن البرامج المنقذة للحياة ستحظى بالحماية أثناء مراجعة إدارة ترامب للمساعدات الخارجية، أمضت إدارة الكفاءة الحكومية عطلة نهاية الأسبوع في إلغاء المساعدات التي أخبرت الإدارة الكونغرس سابقا أنها ستبقي عليها”.
وأضافت أن إنهاء المساعدات الغذائية “سيكون له عواقب مدمرة” مشيرة إلى تطلعها لسماع المزيد من روبيو.
الأكثر ضعفا
من بين التخفيضات التي اتُخذ قرار بشأنها هذا الأسبوع مبلغ 169.8 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي في الصومال لتغطية المساعدات الغذائية وتغذية الرضع والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والدعم الجوي الإنساني. وفي سوريا، جرى قطع 111 مليون دولار من المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي.
تقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 23 مليونا، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى المساعدة في أفغانستان. ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم مساعدات غذائية طارئة وأموالا نقدية لنحو 12 مليون أفغاني العام الماضي مع إعطاء الأولوية لمساعدة النساء والفتيات اللائي يواجهن “جوعا شديدا”.
قال تشارلز الذي غادر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في يناير كانون الثاني 2024 “تم توجيه المنح المخصصة لأفغانستان بعناية شديدة نحو الأنشطة الأكثر إنقاذا للحياة… سيكون هذا مدمرا للفئات الأكثر ضعفا في أفغانستان التي تقع… تحت رحمة طالبان”.
تقول الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن 206 ملايين دولار كمساعدات لأفغانستان هذا العام. وفي العام الماضي، كانت أكبر مانح- بمبلغ 736 مليون دولار- للبلد الذي مزقته حرب لعقود انتهت بسيطرة طالبان على السلطة مع سحب الولايات المتحدة لآخر جنودها في أغسطس/ آب 2021.
كما راجعت رويترز نص خطاب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذي أبلغ متعهدا لم تُعلن هويته في مجال المساعدات لليمن بأن إنهاء العقد صدر بأمر من جيريمي لوين القائم بأعمال مساعد مدير الوكالة ومسؤول في إدارة الكفاءة الحكومية يشرف على تفكيك الوكالة بما في ذلك إنهاء خدمات آلاف الموظفين.
وجاء في الرسالة أن “قرار إنهاء هذه المنح الفردية جاء بعد مراجعة وتحديد أن المنح تتعارض مع أولويات الإدارة”.
وفقا لبيانات الأمم المتحدة، يحتاج أكثر من 19 مليونا من سكان اليمن البالغ عددهم 35 مليون نسمة إلى المساعدة، ويعاني نحو 17 مليونا منهم من انعدام الأمن الغذائي.
وقدمت الولايات المتحدة 15 مليون دولار حتى الآن هذا العام كمساعدات لليمن بعدما وصل المبلغ إلى 768 مليون دولار العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
(رويترز)