بعد 27 سنة من الانتظار.. القصاص لطالبة الجامعة ضحية الغدر
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
تربص إبليس الغدر لبطلة حكايتنا وتحين الفرصة حتى أيقن بأن لا أحد سيردع شروره، فانفرد بها ليُفرغ عليها ما فاض من سواد قلبه.
اقرا أيضاً: مطرقة العدالة تقتص لروح أم أنهت ابنتها قصتها مع الدُنيا
القصاص من سفاح النساء.. مذاق السم يفتك بطباخه رُعب الفصل الأخير.. بقايا بشرية تكشف جريمة شابة تجاه والديهادبر الجاني مكيدته وأتم مصيدته الخبيثة فأوقع بالمجني عليها في شباكه لتلفظ أنفاسها الأخيرة، وظن لوهلةٍ أنه سيفلت من قبضة العدالة للأبد، ولكن خاب أمله ونجحت مطرقة القصاص في النيل منه.
تأتينا القصة من ولاية أوكلاهوما الأمريكية التي أكدت فيها السلطات تنفيذ حُكم القصاص "الإعدام" بالحقنة السامة في حق المُدان أنتوني سانشيز – 44 سنة بعد إدانته بإزهاق روح طالبة جامعية في 1996.
الضحيةتفاصيل يوم الجريمةوقعت الحادثة الدامية في 20 ديسمبر 1996 حينما كانت الضحية جولي بوسكين – 21 سنة في مرآب للسيارات مُجاور لمحل سكنها.
وفي لحظة الغدر انقض عليها الجاني كحيوانٍ مُفترس في الغابة، واختطفها قبل أن يتعدى عليها جسدياً، وبعد أن تحققت مآربه السوداء أجهز عليها بطلقةٍ في الرأس !ّ.
وعثرت السلطات المعنية فيما بعد على بقايا جثمان الراحلة، وأظهر الفحص تعرضها للتقييد والتعدي الجسدي فضلاً عن إطلاق النار على رأسها، وجرى العثور على الجثمان بالمُقربة من بحيرة في جنوب شرق مدينة أوكلاهوما.
وعُرف عن الراحلة محبتها للفنون المُختلفة، وأبهرت الجميع بعروض الباليه قبيل وفاتها الحزينة، وكرمت كلية الفنون الجميلة ذكراها بتقديم منحة تحمل اسمها.
وظلت القضية مُقيدة ضد مجهول حتى شاء الله أن تُبصر الأعين دليل الإدانة تجاه المُتهم الذي سولت له نفسه إتيان الجريمة.
وتوصلت السلطات لهوية الجاني بعد أن أوصلها فحص الصبغة الجينية DNA لنتيجة مفادها قيام سانشيز بالجريمة.
وجاء ذلك بعد مُطابقة الصبغة الجينية الخاصة به مع آثار له على بنطال الضحية والذي كانت ترتديه وقت الجريمة.
ولفت تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية إلى أن المُطابقة جاءت أثناء قضاء المُتهم فترة عقوبته بعد إدانته في جريمة سطو، وحُكم عليه بالقصاص "الإعدام" في 2006.
وفي هذا السياق، أدلت صديقة المُتهم المُدان بإفادة مُثيرة أكدت فيها على أن سانشيز كانت لديه عادة غريبة تتمثل في قيامه مع والده بإطلاق النار من بنادق عيار 22 ملم.
المُثير في الأمر أن تفتيش المنزل الخاص بالجاني أسفر عن العثور على رصاصة من عيار 22 مُتطابقة مع الرصاصة التي عُثر عليها في مكان الحادث.
وبحسب تقارير محلية فإن عائلة الضحية لم تحضر مراسم القصاص، ولكن بالتأكيد يشعرون بقدرٍ من الارتياح بعد القصاص لإبنتهم المُغدورة.
وظل الجاني مُتمسكاً بالبراءة حتى آخر نفس، وقال في آخر ما نطق به لسانه :"أنا بريء، لم أنهي حياة أحد".
المُتهم المُدان
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جريمة القصاص حكم المحكمة جريمة القتل حكم الإعدام مطرقة العدالة قبضة العدالة أمريكا الم تهم
إقرأ أيضاً:
هل تكون طاجيكستان ضحية التقارب بين موسكو وحكومة طالبان؟
موسكو- انتهت المحادثات الثنائية العاجلة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والطاجيكي إمام علي رحمن، والتي ناقشت الجوانب الرئيسية لمواصلة تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلا عن القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في أفغانستان.
وتأتي القمة التي جرت في منتجع إيغورا بمقاطعة لينينغراد عشية اجتماع زعماء بلدان رابطة الدول المستقلة والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في المنطقة نفسها -أمس الأربعاء- والتي من المقرر أن تنهي أعمالها اليوم الخميس.
خريطة تظهر روسيا وطاجيكستان وأفغانستان (الجزيرة) الأمنورغم أن مباحثات الزعيمين تناولت بشكل خاص العلاقات الثنائية ولا سيما ملف الهجرة، فإنها عكست في الوقت ذاته القلق لدى البلدين بشأن حالة عدم الاستقرار في أفغانستان، وفق مراقبين روس.
وتلعب طاجيكستان دورا مهما في مجال السياسة الخارجية الروسية يتشابك مع المخاوف التاريخية والأمنية وسلامة الأراضي بالنسبة لموسكو، على قاعدة أن مفهوم الأمن الروسي يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها الوطنية، ليشمل كامل الفضاء السوفياتي السابق.
ونظرا لقرب طاجيكستان من أفغانستان، فإنها تبرز كلاعب رئيسي في الإطار الأمني لمنطقة أوراسيا، حيث إن التهديدات التي يمكن أن تصدر عن هذه الدولة المجاورة لها تداعيات ليس فقط على روسيا بل وأيضا على آسيا الوسطى.
إعلانويتجلى التركيز المتعمد من جانب روسيا على الدور الأمني لطاجيكستان في التعاون ضمن الصيغ الثنائية والمتعددة الأطراف بين موسكو ودوشنبه، وخاصة داخل منظمات مثل منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون.
طالبانلكن توقيت اللقاء بين بوتين ورحمن يأتي في وقت تستعد فيه روسيا لشطب حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية.
فقد دعت موسكو ممثلي حكومة طالبان للمشاركة في الفعاليات الدولية التي تقام في روسيا، وعقد مسؤولون روس اجتماعات متكررة مع أعضاء حكومة طالبان. كما زار أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو أفغانستان في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتقى نائب رئيس الحكومة هناك.
ولكن على النقيض من روسيا، تنأى طاجيكستان بنفسها عن تأييد التواصل الذي بدأته روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة مع حكومة طالبان.
ففي قمة مجموعة بريكس الأخيرة في كازان، لم يوقع الوفد الطاجيكي على الإعلان المشترك بخصوص التسوية الأفغانية، حيث رفض البند الذي يرحب بجهود طالبان لمحاربة تنظيم الدولة في أفغانستان، وكذلك البند الذي يشيد بالسلطات الأفغانية في الحرب التي تشنها ضد إنتاج المخدرات.
مخاوفوحسب مدير مركز التنبؤات السياسية، دينيس كركودينوف، فإن لقاء الرئيسين جاء لتهدئة مخاوف دوشنبه بخصوص التقارب الذي بات وشيكا بين موسكو وكابل.
ويشير -في حديث للجزيرة نت- إلى أن أفغانستان وطاجيكستان تتشاركان في حدود يبلغ طولها نحو 1300 كيلومتر معظمها وعرة وتعاني من ضعف الحراسة حتى اليوم، وهي تشكل مصدر قلق كبير لدوشنبه التي ما زالت، وفق كركودينوف، لا تحمل مشاعر الاطمئنان للسلطة الحالية في أفغانستان وبقدرتها على منع التهديدات الإرهابية ضد طاجيكستان.
وبرأيه، فإن الرئيس الطاجيكي يسعى إلى إيجاد أجوبة على هذه الهواجس من قبل بوتين، وبأن أي تطبيع للعلاقات مع طالبان لن يضر بمصالح وأمن طاجيكستان، الشيء الذي من المؤكد أن موسكو تراعيه بدقة، على حد قوله.
إعلانوأوضح المتحدث أن الطاجيك يشكلون -وفقا لتقديرات مختلفة- ما بين 25% إلى 45% من سكان أفغانستان، وكان لهذه المجموعة العرقية مكانة قوية في حكومة أشرف غني.
لكن بعد وصول حركة طالبان للحكم، فقد الطاجيك الكثير من المناصب في الهياكل السياسية لطالبان، فضلا عن أن الحركة تتهم دوشنبه بإيواء مسؤولين حكوميين سابقين وقادة من مقاومة بنجشير (المقاومة الوطنية في أفغانستان) يضيف كركودينوف.
الهجرة
من جهته، يرى المحلل السياسي أليكسي نوموف أن اجتماع بوتين ورحمن يؤكد إستراتيجية الكرملين في طاجيكستان وآسيا الوسطى، التي تشكل جزءا من "العالم الخارجي القريب" لموسكو التي تسابق الزمن لتوسيع نفوذها وتأكيد وجودها ومواجهة النفوذ الخارجي هناك وخاصة الغربي.
لكن خصوصية طاجيكستان، حسب نوموف، تأتي من كونها شريك إستراتيجي لروسيا في هذا الملف، وفي الوقت ذاته، فهي بلد معرض لحصول توترات داخلية على ضوء تصاعد الانتقادات للرئيس الحالي في ملف الحريات وحقوق الإنسان، وهي "ثغرة" يمكن للمنظومة الغربية أن تتغلغل من خلالها إلى داخل هذا البلد.
لكنه يشير كذلك إلى أهمية "الملف الحساس" الذي نشأ خلال العام الحالي بين البلدين والمتعلق بالمهاجرين الطاجيك إلى روسيا، إثر الهجوم الذي تعرض له مجمع "كروكوس" في مارس/آذار الماضي، وتبين أن 14 من أصل 15 شخصا ممن تم اعتقالهم على خلفية الهجوم يحملون جوازات سفر طاجيكية.
وبرأيه، فإن التعاون بين البلدين، حتى على الرغم من المفاوضات الأخيرة بين بوتين ورحمن، قد يصبح أكثر تعقيدا إن لم يتم معالجة هذا الملف، في ضوء التحديات الأخيرة التي يواجهها المهاجرون الطاجيك في روسيا.
وعلى ضوء حادثة "كروكوس"، شهد العام الحالي زيادة ملحوظة في مراقبة المهاجرين وتشديد شروط إقامتهم في روسيا.
وجاء رد فعل السلطات في طاجيكستان حادا على التغييرات في سياسة الهجرة، وطالبت الخارجية الطاجيكية السفير الروسي في دوشنبه بشرح الوضع على الحدود وسلمته مذكرة احتجاج، ودعت مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى روسيا.
إعلان