حظر تصدير الوقود الروسي.. ضرر لموسكو وضرر للعالم
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
مع اقتراب فصل الشتاء، وفي ظل الضغوط التي تشهدها أسواق الطاقة عالميا، قررت روسيا حظر صادراتها من الوقود المستخدم في النقل والتدفئة والعمليات الصناعية.
ويتوقع العديد من المحللين أن يكون التوقف مؤقتًا، ولكن آخرين يرون أنه مثال آخر على استخدام موسكو لصادرات الطاقة كسلاح، مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها العشرين.
وبحسب وكالة بلومبرغ، يشمل التقييد جميع أنواع الديزل، بما في ذلك الخليط المستخدم في الصيف والشتاء والقطب الشمالي، بالإضافة إلى نواتج التقطير الثقيلة بما في ذلك زيت الغاز، وفقًا للمرسوم الحكومي الروسي.
وقد القرار بالحظر حيز التنفيذ في 21 سبتمبر، دون أن تذكر الحكومة في روسيا موعدا لانتهائه.
وتلعب روسيا دورًا مهمًا في سوق الديزل العالمية.
ومنذ بداية العام الجاري، كانت روسيا أكبر مصدر لوقود الديزل بحرًا في العالم، متقدمة بفارق ضئيل عن الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات "فورتيكسا".
وبحسب تقرير بلومبرغ، فقد قامت روسيا بشحن أكثر من مليون برميل يوميا من يناير إلى منتصف سبتمبر الجاري.
وفيما يبدو حتى الآن، لن يكون للحظر تأثير كبير على الدول الغربية التي وحدت جهودها لدعم أوكرانيا بعد اندلاع الحرب في فبراير 2022.
وقد توقف المشترون التقليديون في أوروبا عن شراء منتجات الطاقة من روسيا بعد الحرب.
وأدى ذلك إلى اتجاه الدول الغربية لشراء مصادر الطاقة من أماكن أخرى، حيث ظهرت تركيا والبرازيل وغيرها من الدول كوجهات رئيسية.
فقدان أسواق النفط العالمية لحجم الإمدادات الروسية الضخم أمر لا يمكن أن تتحمله الأسواق لفترة طويلة من الزمن.
كما أن روسيا لا يمكنها الاستغناء عن إيراداتها من الوقود ومنع تصديره إلى الأبد.
وبجانب ما سبق، تأتي الخطوة الروسية في وقت يقترب فيه الشتاء في القارة العجوز، التي بدأت التركيز على توفير الوقود اللازم للشتاء.
ويعد زيت الوقود بالغ الأهمية للتدفئة في أجزاء من أوروبا، ومنها ألمانيا.
كما أن الديزل هو الوقود الأساسي المستخدم في حركة البضائع.
وقد لعبت روسيا بالفعل دورًا رئيسيًا في تشديد أسواق الوقود العالمية، وذلك بعد خفضت صادراتها من النفط الخام جنبًا إلى جنب مع زملائها الأعضاء في مجموعة "أوبك +".
ووفق التقرير، فقد حرمت تلك التخفيضات مصافي التكرير من الخامات الغنية بوقود الديزل.
الضغوط الداخلية
ولكن هناك أسباب محلية ملحة لحظر التصدير، الأمر الذي قد يضر بقطاع التكرير في روسيا قبل أن يضرب المشترين في أوروبا.
حيث تتصارع روسيا مع ارتفاع أسعار الوقود المحلية التي تساعد على رفع التضخم، حتى عندما أمر الرئيس فلاديمير بوتين الحكومة بالحد من هذه الزيادات.
ومن المحتمل أن يستمر الطلب المحلي الروسي في الارتفاع، بفضل الحصاد الزراعي الوفير الذي يجب قطعه وجمعه، ما يعزز الطلب على الوقود محليا من قبل المزارعين.
كما تعمل الحرب في أوكرانيا والدعم المقدم للوحدات الروسية على زيادة الاستهلاك، ما يجعل من الصعب تحديد حجم الطلب الإضافي على الطلب المحلي المعتاد.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات موسكو الحرب في أوكرانيا الديزل روسيا الولايات المتحدة أوكرانيا أوروبا تركيا البرازيل أوروبا ألمانيا أوبك روسيا موسكو النفط سوق النفط طاقة الطاقة موسكو الحرب في أوكرانيا الديزل روسيا الولايات المتحدة أوكرانيا أوروبا تركيا البرازيل أوروبا ألمانيا أوبك أخبار روسيا
إقرأ أيضاً:
الروبل الروسي يواصل الانتعاش إثر التقارب مع واشنطن
يواصل الروبل (العملة الروسية) الانتعاش أمام الدولار نتيجة مباشرة للتقارب المتسارع بين واشنطن وموسكو، والذي أثار آمالا لدى الجانب الروسي برفع العقوبات الأميركية.
وسجّل الروبل أمس الخميس أعلى مستوياته مقابل الدولار واليورو منذ أغسطس/آب 2024، واستمرت العملة الروسية في الانتعاش اليوم.
وجرى تداول العملة الروسية بالأسواق الخارجية عند أقل من 88 روبلا للدولار الواحد في التعاملات الصباحية اليوم، ويتم تداولها حاليا عند 87.8 روبلا مقابل الدولار.
وحدّد البنك المركزي الروسي سعر الصرف -اليوم- بدولار واحد مقابل 88.51 روبلا، ويورو واحد مقابل 92.48 روبلا.
وسعر الصرف ليس ثابتا في روسيا، لكن المؤشر الصادر عن البنك المركزي الروسي يعكس نشاط السوق.
فرص اقتصاديةويرى المراقبون أن الأسواق الروسية تتوقع أخبارا جيدة على صعيد العلاقات بين موسكو وواشنطن اقتصاديا، وذلك في ظل توقعات قاتمة للنمو في روسيا عام 2025، وتكبد البلاد تكاليف باهظة جراء النزاع في أوكرانيا.
وأكدت واشنطن -في أعقاب اجتماع وزير الخارجية ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء بالرياض- أن اللقاء أتاح "وضع الأسس" لـ"فرص اقتصادية واستثمارية تاريخية" ستنتج عن وضع حدّ للحرب في أوكرانيا.
إعلانويأتي انتعاش الروبل بعدما هبط أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى أدنى مستوياته منذ آذار/مارس 2022 مقابل الدولار واليورو على خلفية تصاعد التوترات بين روسيا والدول الغربية بشأن أوكرانيا، وعقوبات أميركية جديدة فرضتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
واستهدفت العقوبات خصوصا قطاع النفط الروسي، وهو مصدر إيرادات أساسي لموسكو لتمويل هجومها على أوكرانيا.
وقبل بدء الحرب مطلع عام 2022، كان الدولار الواحد يساوي بين 75-80 روبلا.
وخلال سنوات الحرب، أصبح الاقتصاد الروسي يعتمد إلى حد كبير على الطلبات العسكرية، وتأثر بالعقوبات الغربية على الرغم من عمليات التفاف عليها ومواصلة استيراد بعض السلع.
ويرى خبراء أن هذا الوضع إشكالي لروسيا على المدى الطويل، وأن رفع العقوبات الأميركية التي تستهدف البنوك الروسية أو شركات نفط قد يسمح لها بتعزيز قدراتها مرة أخرى.
تخفيف العقوبات عن روسياوقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس إن روسيا قد تُمنح تخفيفا من العقوبات الأميركية بناء على استعدادها للتفاوض على إنهاء حربها في أوكرانيا.
وردا على سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لزيادة العقوبات على روسيا أو تقليصها وفقا لمسار محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا، قال بيسنت "هذا توصيف جيد للغاية" وأضاف "الرئيس ملتزم بإنهاء هذا الصراع بسرعة كبيرة".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه قد يجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال الشهر الجاري لمناقشة وقف الحرب.
وأحجم بيسنت عن تحديد موعد اجتماع ترامب بوتين، لكنه أكد أنه لن يحضر اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظي البنوك المركزية الأسبوع المقبل في جنوب أفريقيا "بسبب اعتبارات داخلية".
صفقة المعادن مع أوكرانياوانتقد وزير الخزانة الأميركي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعدم توقيعه على اتفاق بقيمة 500 مليار دولار لتوفير المعادن الحيوية للولايات المتحدة ولتصعيده الحرب الكلامية مع ترامب.
إعلانوقال بيسنت إن زيلينسكي "أكد له أنه سيوقع على صفقة المعادن في ميونخ ولم يفعل". واتهم الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني بأنه "دكتاتور".
ورفض زيلينسكي أول أمس مطالب أميركية بأن تدفع أوكرانيا لواشنطن 500 مليار دولار في صورة موارد معدنية، مقابل مساعدات تلقتها من الولايات المتحدة خلال الحرب.
وقال الرئيس الأوكراني إن الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن ما يقترب من ذلك المبلغ، كما لم تقدم أي ضمانات أمنية محددة في الاتفاق.