هل عدنا إلى نقطة الصفر؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
هل عدنا إلى نقطة الصفر؟
أسعار النفط تتجه للارتفاع لتصل إلى 100 دولار وربما إلى 125 دولارا للبرميل وفق أحدث التوقعات.
في حال حدوث قفزة في سعر النفط فإن العالم بات على موعد مع موجة تضخمية وقفزات جديدة في أسعار السلع والخدمات.
العالم لن يودع حالة الترقب قريبا، بل إن قرار تثبيت أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى ما هو إلا حالة مؤقتة وربما يكون مجرد التقاط أنفاس!
موجة التضخم القادمة قد تدفع البنوك المركزية لمعاودة رفع سعر الفائدة أو تثبيتها، ولعل الإشارات الصادرة عن البنك المركزي الأميركي تسير في هذا الاتجاه.
* * *
شيئا فشيئا يعود العالم إلى حالة الترقب والريبة من المستقبل وتوقعات تكبد خسائر فادحة وربما العودة إلى نقطة الصفر، وهي النقطة التي حاول التخلص منها خلال العامين الماضيين مع تراجع مخاطر وباء كورونا والمخاطر الجيوسياسية خاصة المتعلقة بتداعيات حرب أوكرانيا الخطيرة على اقتصادات العالم وفي المقدمة الاقتصادان الأوروبي والروسي.
كانت معظم التوقعات والتحليلات المرتقبة تشير إلى أن العالم سيودع فترة الخسائر الفادحة التي تعرض لها خلال فترة الوباء، وسيطوي قريبا صفحة التشديد النقدي وسحب الأموال من الأسواق ورفع سعر الفائدة بشكل قياسي، أو على أقصى تقدير بنهاية العام الجاري.
واستندت تلك التوقعات إلى مؤشرات عدة منها قرار أثنين من أكبر البنوك المركزية في العالم، وهما الفيدرالي الأميركي وبنك إنكلترا، تثبيت سعر الفائدة هذا الأسبوع، وابتعاد الاقتصاد الأميركي، ولو مؤقتا، عن الوقوع في حفرة الركود الاقتصادي، وتباطؤ معدلات التضخم في الاقتصادات الكبرى، وتراجع الخسائر الناتجة عن حرب أوكرانيا.
لكن الإشارات الأخيرة الصادرة من هنا وهناك تؤكد أن العالم لن يودع حالة الترقب قريبا، وأن قرار تثبيت أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى ما هو إلا حالة مؤقتة وربما يكون مجرد التقاط أنفاس ليس إلا.
فأسعار النفط تتجه للارتفاع لتصل إلى 100 دولار وربما إلى 125 دولارا للبرميل وفق أحدث توقعات صادرة عن بنك جي بي مورغان وهو أحد أكبر المصارف الاستثمارية في العالم، وأن بنوكا كبرى منها "بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" و"غولدمان ساكس" و"ستاندرد شارتريد" وغيرها، سارت في هذا الاتجاه.
وفي حال حدوث قفزة في سعر النفط فإن العالم بات على موعد مع موجة تضخمية وقفزات جديدة في أسعار السلع والخدمات تمتد للاقتصادات القوية والناشئة على حد سواء.
كما أن غموض ملف صادرات القمح الأوكراني، ورفض روسيا الضغوط الدولية للعودة لاتفاق الحبوب، يمكن أن يرفع أسعار القمح والذرة والأرز وغيرها حول العالم خاصة مع إصابة الدول المنتجة الكبرى للأغذية بظروف مناخية صعبة ناتجة عن فيضانات أو طقس جاف.
وهذه الموجة قد تدفع البنوك المركزي العالمية إما إلى معاودة رفع سعر الفائدة أو على الأقل تثبيتها، ولعل الإشارات الصادرة عن البنك المركزي الأميركي تسير في هذا الاتجاه.
فبيان الفيدرالي كشف عن ميل غالبية أعضاء المجلس إلى المزيد من التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة بنسب إضافية قبل نهاية 2023، وأن هذه الأسعار ستظل مرتفعة حتى 2025.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اتفاق الحبوب الدولار التضخم نقطة الصفر الاقتصاد العالمي الأسواق الناشئة أسعار الفائدة أسعار النفط وباء كورونا المخاطر الجيوسياسية حرب أوكرانيا التشديد النقدي البنوك المركزية البنوک المرکزیة سعر الفائدة
إقرأ أيضاً:
آي صاغة: عدم اليقين ورهانات خفض الفائدة يعززان استقرار الذهب فوق 3000 دولار
ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية، بفعل تراجع الدولار، وارتفاع الطلب على الملاذ الآمن، وسط مخاوف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ورهانات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 10 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4630 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 11 دولارًا، لتسجل مستوى 3222 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل 5291 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3969 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3087 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 37040 جنيهًا.
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، فقد تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بقيمة 45 جنيهًا خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4665 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4620 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بقيمة 27 دولار، حيث افتحت التعاملات عند مستوى 3238 دولارًا، واختتمت التعاملات عد مستوى 3211 دولارًا.
أوضح، إمبابي، أن أسعار الذهب عادت للارتفاع مرة أخرى، بالأسواق المحلية، بفعل ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية، وارتفاع سعر صرف الدولار ليتجاوز مستوى 51 جنيهًا بالأسواق المحلية، بجانب تحسن الطلب.
أضاف، أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ورهانات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي عززا من الطلب على الملاذ الآمن، لاسيما مع تراجع الدولار الأمريكي.
ولفت، إلى أن ارتفاع الطلب على الذهب وضعف الدولار، يشيران إلى تآكل تدريجي لمكانة العملة الأمريكية كأصل آمن، ويعزز من جاذبية الذهب بديلًا للعديد من مستثمري الدولار، حيث تؤكد ذلك، التدفقات القوية الأخيرة إلى أكبر صندوق متداول للذهب في العالم.
أشار، إمبابي، إلى تزايد مخاوف تباطؤ النمو العالمي مع تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث رفعت الصين الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، ردًا على رفع واشنطن الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%.
أضاف، أن حالة عدم اليقين الناشئة عن سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية، ستعزز من توجه الفيدرالي الأمريكي لسياسة التيسير النقدي، حيث تتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة بنحو ثلاثة تخفيضات على الأقل خلال 2025، ما يعزز من ارتفاع الطلب على الذهب.
في حين قال كريستوفر والر عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، إنه يتوقع أن تكون آثار رسوم الرئيس دونالد ترامب على الأسعار "مؤقتة"، مُستخدمًا مصطلحًا أوقع البنك المركزي في ورطة خلال موجة التضخم الأخيرة.
وفي سياق متصل، تترقب الأسواق هذا الأسبوع تصريحات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، بمن فيهم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء، والتي من المتوقع أن تقدم مزيدًا من الوضوح حول كيفية تعامل البنك المركزي مع مخاطر التضخم الناجمة عن الحرب التجارة في النصف الثاني من العام.